رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الفصل 35 - 2 الثلاثاء 7/11/2023
قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد
تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية
رواية عازف بنيران قلبي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل الخامس والثلاثون
الجزء الثاني
تم النشر الثلاثاء
7/11/2023
بالداخل جلس حمزة بمقابلته
-عامل ايه النهاردة احسن! تسائل بها حمزة
أومأ برأسه واجابه وهو يطبق على جفنيه متألمًا
-الحمدلله أحسن، نفسي ضيق بس مكان الضرب في ضلوعي
-قادر تحكي لي ال حصل، ولا، لأ
تابعه بنظرات تائهة ومعالم الصدمة تلون وجهه
-ليه هو راكان معرفش مين ال عمل كدا
اقترب حمزة وجلس بجواره على الفراش
-راكان حبس البحيري، وهو بينكر انه ورا دا، وأخد خماستشر يوم احتياطي واخرهم بكرة، يعني لو مفيش دليل قوي هيطلع، ال مخليه لحد دلوقتي، المكالمة التليفونية، وكمان التحليل ال عمله دكتور يحيى، صمت للحظات متسائلا
-هو فعلًا الولد مش ابنك..بلع غصة بطعم الصدأ وابتعد بنظره عن حمزة قائلا
-الحاجات دي مينفعش نتكلم فيها ياحمزة من غير دليل، وبدل راندا ولدت أنا هعرف هل حقيقي ال بابا قاله ولا لا، ورغم اني محبتهاش بس متمناش ال سمعته، صعب تخيل الفكرة، المهم كنت عايزك تجهزلي أوضة بالمزرعة، مش عايز اروح الفيلا عند بابا، مش عايز أسيب بيتي لحد ماأقدر أقف على رجلي تاني
ربت حمزة على كتفه قائلا
-اعتبره حصل ياحبيبي، وكمان الممرضة..رفع كفيه يربت على يديه قائلا:
-عايزك تكتب المزرعة باسم أسما، جهز الورق وهاتهولي، عايز كل حاجة تخلص قبل ماسافر للعملية
اومأ برأسه
-حاضر، هعمل كل ال عايزه، فكر بس في صحتك عايزك تخف بسرعة، متبقاش غلس عايز أعمل الفرح ال بوظته دا
ابتسم من بين آلامه
-ودا كمان عايزك في أقرب وقت تعمل فرح، مالوش داعي التأخير..قاطعه حمزة مستنكرًا حديثه
-أكيد بتهزر صح..قاطعه وهو يرفع كفيه المنغرز به الأبر قائلا:
-لو فعلا بتحبني أعمل الفرح في أقرب وقت ياحمزة، متخلنيش أزعل منك، أنا كويس، وهكون كويس لما أشوفك عريس
دلفت لميا مقاطعة حديثهما
-عامل ايه النهاردة حبيبي..رفع كفه
-تعالي يالولو..اقتربت وانحنت بجسدها تطبع قبلة على جبينه
-ربنا يخليك لينا ياحبيبي..رفع بصره مبتسمًا
-بابا عامل إيه النهاردة؟! ..جلست بجواره
-لسة زي ماهو، بس متخافش بكرة يفوق ويبقى كويس، المهم انك كويس وبابا لما يفوق ويعرف وهيتحسن..دلف راكان رافعًا حاجبه بطريقة مستفزة قائلا بإبتسامة باردة
-قام وهيقرفنا كنا مرتاحين، بس كويس انه قام علشان عندنا حساب متصفاش
التوت زاوية فمه بشبه إبتسامة عابثة
-الحساب لأهل الحساب ياحضرة المستشار، دفع حمزة من جواره وجلس يربت بقوة آلامته على كتفه
-مرحب بسبع البورمبة، كنت وحشنا ياخويا
-لميا سبيني شوية مع حمزة وراكان..احتوت كفيه
-حاضر، بس متتكلمش كتير عشان متتعبش، قالتها وتحركت للخارج
تنفس بتثاقل ثم اتجه بنظره إلى راكان
-عملت ايه مع البحيري، ومين أكدلك انه ورا دا
نظر إليه بحزن
-مش وقته الكلام دا، فوق الأول وخف وبعدين نتكلم
ضغط نوح على كفيه بقوة أنا سامعك
-نوح مفيش غيره، بعد ماباباك راح هدده بال بنته عملته، وبعدين انا مش غبي علشان احبسه من غير دليل، مكالماته كلها عندي، وكمان ..صمت للحظات قائلًا
-اتفاقه مع الناس ال خطفوا أسما قبل كدا، ولسة كل مالتهمة تثبت عليه هنكتشف بلاوي، وايه ال ربطه بقاسم الشربيني
اعتدل واسترسل بإبانة
-التحليل والمقابلة وتهديده الواضح، دي كلها تثبت التهمة عليه
أغمض عيناه رغما عنه واصدر زفرة محملة بزفيره الحار قائلا
-عرفوا ان أسما حامل، ودا جننهم وعلشان كدا حبوا يتخلصوا منك ويتهموتي بموتك بسبب ال حصل بينا، أسما كانت حاجزة عند الدكتور على أساس لما ترجع تروحوا بس طبعا هما سبقوها
أنهى حديثه ونهض يضع كفيه بجيب بنطاله
-يعني من الآخر كانوا بيرتبوا لحاجة تانية لأسما كمان، لولا وجود والدك عند أسما وعرفوا طبعا بالحادثة فبتالي أسما خرجت مع والدك مالقوش وقت لينفردوا بيها
غضب نوح حتى شعر بألم بجسده مما جعله يضع كفيه على صدره من شدة الآلام، اتجه راكان إليه سريعًا:
-نوح اهدى، آسف مكنش قصدي إنك تتعب كدا..اعدله حمزة واضعا ماسك التنفس على وجهه
-اهدى واسحب نفس براحة، ومتخافش، مراتك كويسة، وولادك كمان، واهو راكان محاوط المكان كله بالأمن حتى الدكاترة ال بيدخلوا بعيد عن محل شك..هدأ قليلا وشعر بالنعاس وهو يتمتم
-أسما وولادي أمانة عندكم، أنا بقيت عاجز لحد مارجلي تتعدل
احتضن راكان يصرخ به
-متقولش كدا يلا سمعتني، هتقوم وتوقف على رجلك وهتربي عيالك كمان سمعتني، لازم تقوى علشان مراتك وولادك يانوح بلاش نظرة الضعف دي تاني
انزلقت دمعة شريدة وهو يتحدث بصوت متألم
-هم ماكنوش عايزين يموتني ياراكان عايزين يعجزوني بس، معرفش رجلي مش قادرة احركها خالص، حاسس فيها حاجة، اتجه راكان لحمزة
-الدكتور قالك ايه..ارتبك قليلا وحاول السيطرة قائلا
-اعصابه من الضرب مش أكتر، اسبوع ولا حاجة وهيعمل العملية ويفوق
داعب راكان خصلاته بقوة ورسم إبتسامة
-مش قولتلك مش هيقدروا، سمعت مش هيقدروا، انت مش ضعيف..اتجه راكان إلى حمزة الذي جلس واضعًا رأسه بين كفيه، يمنع دموعه فتحدث قائلا
-ماتقوله ياحمزة، قوله انهم مش هيقدروا يكسروا حد فينا، حتى يونس، دا مقدروش على يونس هيقدروا عليك يانوح
نهض حمزة وشعوره بالأختناق يعيق خروج زفراته متجهًا للخارج
-عندي شغل، أنا همشي ويونس هيجي بعد شوية..راقب راكان خروجه مستغربا حالته التي أصبح عليها منذ حادثة نوح..قابلته ليلى، توقفت أمامه مستغربة حالته
-حمزة فيه حاجة، نوح حصله حاجة..هز رأسه بالنفي وأخرج صوته بصعوبة
-لا هو كويس بس عندي شغل، راكان جوا ادخلي..بالداخل
-هي ليلى فين مجتش معاك ولا إيه؟! تسائل بها نوح
وقفت بجوار الباب عندما استمعت لسؤال نوح، وانتظرت إجابة راكان
مكث بجواره مرة أخرى وأخرج تنهيدة حارة واجابه
-عند والدك قالت هتشوفه الأول، رفع نوح نظره يدقق النظر إليه
-مبروك عرفت إنك رجعتها..ابتسم رغم ثورته الغاضبة واتجه ببصره إليه
-تفتكر يانوح بعد الوجع ال شوفته في حياتي، وبعد ماربنا أنعم عليا بيها افرط فيها بسهولة، وضع كفيه يدلك صدره عندما شعر بألما يجتاحه واسترسل
-انا ردتها بعد كام ساعة، مجرد ماقولتلها إنتِ طالق وحسيت انها ممكن متكنش ملكي بعد كدا حسيت ان روحي فارقت جسمي، مقدرتش اتحمل الفكرة ولا أتخيلها، ابتسم واتجه بنظره إليه
-وحياتك هما ساعتين بس ومقدرتش، بس حبيت أأدب نفسي ببعدها وكمان أدبها معايا..ورغم كدا ضعفت ورحت لعندها ومقدرتش
ابتسم نوح وهو يغمض عينيه
-كنت عارف إنك ردتها، بس حبيت ألعب معاك شوية، قالها وذهب بنومه بسبب العقاقير التي أخذها..شعرت بالفراشات تطير بمعدتها من فرط سعادتها حتى وضعت يدها فوق قلبها عندما أحست بارتفاع دقاتها التي أصبحت كالطبول، ونظرت إليه وعيناها التي لمعت بالسعادة، ربت راكان على ذراعه
-مهما تقول هحاسبك بس قوم على رجلك وشوف هعمل فيك ايه ياغبي..ابتسم نوح مابين النوم واليقظة، ظلت نظراته عليه، حتى غفى تماما، هنا حرر عبراته التي اضعفه حالة صديقه هامسًا
-وحياة رقدتك دي لا أخليهم يكرهوا اليوم الل فكروا يقربوا منك فيه، أنا كفاية عليا فراق سليم، مش هقدر أفقد حد تاني منكم يانوح، وقتها هقع بجد، ميغركوش الجسم ال واقف بيضحك ويتكلم قدامكم..آهة خفيضة حررها من بين شفتيه مستندا بظهره على المقعد، واطبق جفنيه حتى شعر بقبلة على وجنتيه هامسة
-وأنا هموت لو حصلك حاجة حبيبي..تلقها بين ذراعيه عندما جذبها بقوة كادت أن تسقط
-حبيبك طول ماانتِ جنبه شديد وقوي، وضعت رأسها بصدره
-زعلان مني، أخرجها يضم وجهها وينظر لليلها الدامس وهو يهز رأسه قائلا
-تؤ، مقدرش أزعل منك..طوقت عنقه وتحدثت بدلال
-يعني لما جتلك المستشفى كنت مراتك، وعاملت فيها دراكولا
اقترب من شفتيها هامسًا
-مش فاكر، هو ايه ال حصل، دنى حتى اختلطت أنفاسهما وكاد أن يلمس ثغرها ولكنها نهضت سريعًا
-إحنا في المستشفى يامجنون..أرجع خصلاته يمسح على وجهه محاولا السيطرة على دقات قلبه فتحدث
- ضيعتي الهيبة ياليلي ..مبقتش بفرق الصح من الغلط..جلست بجواره، واحتضنت كفه
-انت ضيعت ليلى كلها مش الهيبة بس، حاوطها بذراعه
-تدوملي ليلى في حياتي وأضيعها كمان وكمان
وصلت أسما، اعتدل راكان يبتعد عن ليلى ببعض السنتيمترات، اقتربت ونظراتها المتألمة لم تفارقه متسائلة
-هو نام، أجابها راكان
-أيوة الممرضة جت واخد العلاج ونام..اومأت برأسها وجلست بجواره تنظر إليه متسائلة
-عملت ايه في راندا، وليه ماجتش من اليوم اياه
نهض واتجه للنافذة:
-ولا حاجة متشغليش بالك، المهم خلي بالك من نفسك كويس، ومتخرجيش من المستشفى من غير ماتعرفيني، يومين تلاتة الوضع يهدى
❈-❈-❈
اتجهت إلى نوح بنظراته ثم اتجهت له:
-نوح عايز يروح، حتى طلب من حمزة ينقله للمزرعة..
-لأ..اجابها راكان سريعًا
-نوح لو خرج من المستشفى هيروح عند الدكتور يحيى، أو عندي، ومعتقدش ان دكتور يحيى هيوافق ان ابنه الوحيد يبعد عنه، فبالتالي اسسي نفسك على كدا يامدام أسما، نهضت حتى وقفت بالقرب منه وتحدثت
-نوح هيرفض، ولو أصريت هيحس بعجزه، وأنا مش عايزة كدا لو سمحت
قاطعهما دلوف يونس
-مساء الخير، مالكم واقفين كدا ليه، إيه نوح نايم..قالها وهو يتوجه لأسما، نهض راكان يمد يده لليلى
-ياله بدل يونس جه، هيفضل مع أسما
اجابته أسما
-هو نايم دلوقتي يادكتور، واسامة موجود هنا، أنا هروح الليلة دي ولميا وأسامة موجودين، تحرك راكان وهو يسحب ليلى قائلا
-خلي بالك يادكتور، جلس يونس يمسح على وجهه بغضب
-مغرور ومتعجرف، يخربيت تناكتك