رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 19- 2 - الخميس 2/11/2023
قراءة رواية حياة بعد التحديث
الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حياة بعد التحديث
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل التاسع عشر
الجزء الثاني
تم النشر يوم الخميس
2/11/2023
❈-❈-❈
نفضت سيلين شعرها الثائر للوراء بغضب مكتوم وهي تراقب بعينيها مشهد رسلان وهو يقف يتحدث بمرح ويضحك مع هذه العميله كعادته مع الجميع والمعروفة عنه، لكنها لم تتحمل ضحك الأخري وسعادتها معه بذلك الشكل، فعقدت ما بين جبينها بعدم صبر و حكت فروتها وهي تتحرك للخارج تنتظر انتهاء الحديث الملل بينهما، ثم بعد فترة خرجت تلك الفتاة أخيرا لتدخل هي علي الفور له، كورت قبضتها بغل وكزت على أسنانها مغتاظة من مرحه مع الآخرين وتساءلت قائله بحده
= ما الذي كنت تتحدث عنه أنت وهذه المرأة حتى غادرت مكتبك وهي سعيدة جدًا بهذا الشكل؟
رمقها رسلان بنظرات مدهوشـة وهو يهز رأســـه قائلاً بإستغراب شديد
= كنا نتحدث عن العمل بالتأكيد، وأخبرتها ببعض النكات والمغازلات المضحكة بروح الدعابة التي أتمتع بها كالعادة.
أجابت هادره بشراسة مخيفة وقد استشاطت نظراتها
= رسلان، توقف عن طريقة العمل هذه. في بعض الأحيان يخطئون في الأمور. ممكن مرة فتاة تظن أنك تحاول العبث معها وتقترب منها بهدف آخر
إرتفعت نبرة صوتها قليلاً فضاقت نظراته وإنزعج منها قائلاً بخفوت
= أعتقد أنك تبالغي قليلاً، سيلين هذا هو أسلوبي مع الجميع دون استثناء، وعندما أجد أنه أصبح مبالغ فيه أتوقف عن هذا على الفور
بالإضافة إلى هذه هي طبيعتي المعتادة، ولا أتصنعها من أجل العمل! أوه لماذا تجعليني أشعر أنني ألعب بمشاعرهم؟ على سبيل المثال، كل هذا مجرد مزحة وليس أكثر، وهم يعرفون ذلك جيدًا.
عقدت حاجبيها وهى تقول بحدة
= هنا هي المشكله أساسا انك تتحدث بطبيعتك لكن هم لا يعرفون ذلك، وهل يجب أن تأتى للعمل بهذه الأناقة الزائدة ايضا ؟؟
نفخ بنفاذ صبر وإعتدل في جلسته لينهض ، واجاب بإقتضاب
= ما بكٍ سيلين أظن هيأتى ترفع من أمر عملي هنا؟؟ ألست صورة عن الشركه ثم إن هذه ملابسي بالعاده .. على العموم ليس لدي الوقت الكافي للتحدث معكٍ الآن.
هزت كتفيها بتأفف وقالت باستنكار وشك
= إلي أين ستذهب رسلان لم ينتهي وقت العمل، هل هناك مشكله .
مط فمـــه للأمــام وحدق أمامه في الفراغ بملل، وأجاب قائلاً بجدية
= لا الأمر ليس كذلك، لكن أبي طلب مني ان احضر مهره من المدرسه العم كنان لم يشفى بعد وتعلمي أبي لا يثق بأي شخص جديد بسهوله ويدخله منزلنا؟ لذا اقترحت عليه ان اذهب انا واحضرها هذه الفترة أفضل .
رفعت حاجبيها في عدم تصديق، وهتفت متعجبة
= رسلان، الم تشعر إن الامر أصبح مبالغ فيه؟ هل هي طفلة صغيرة لا تعرف كيف تعود بنفسها؟ يجب أن تتعلم طريق العودة وأسماء الشوارع هنا جيد. أنت و والدك لستم مسؤولين عنها.
رمقها بنظرات حادة، وعاتبها مستنكراً
= لما كل هذا الغضب الامر بسيط سيلين، هي فتاه غريبه ولا تعرف الطريق هنا جيد.. لقد مر على تواجدها هنا عدت أشهر قليلا فقط .. وانا لا اتضايق من ذهابي لها يومياً .
أسبلت عينيها عده لحظات، وهتفت محتجة وهي تلوح بيدها
= لست غاضبة الامر بالفعل بسيط، لذلك ساذهب معك حتى اتعرف على تلك الفتاه الصغيره التي سرقت اهتمامك كله وحدها، أليس انا صديقه للعيله ايضا؟ واجبا أن اتعرف عليها لم يسبق لي و رأيتها من قبل
بينما كانت مهرة تقف وسط الشوارع وهي تراقب الطريق بنظرات حائرة وتحمل حقيبتها خلف ظهرها، في انتظار قدوم أحد يأخذها حتي أخيرا ظهرت سيارة رسلان وهبط منها وهو يتحرك إليها، إرتسم على وجهها ابتسامة رقيقة، وقالت بصوت خفيض
=كدت أفقد الأمل في ان ياتي احد وياخذني
تقوست شفتيه قليلاً لتلوح إبتسامة خفيفة وهو يقول بجدية
= آسف أيتها القزمه لقد تاخرت بسبب سيلين قد صممت أن تأتي معي حتى تراكي و تتعرف عليكي، هي صديقتي بالطفوله وبالعمل أيضا ..
نظرت لها سيلين بدقة وقالت
= مرحبا بكٍ انا سيلين صديقه رسلان وصديقه للعيله ايضا .
هزت مهرة رأسها بهدوء مبتسمة لها، ليقول هو بسرعه
= ليس وقت تعرفا هنا، اكملوا حديثكم بداخل السياره هيا حتى لا نتاخر .
صعد الجميع بالفعل السيارة و مهرة كانت بالخلف كعادتها بكل مره يأتي ويأخذها بينما سيلين كانت تجلس أمام بجانب رسلان كعادتها أيضا، وأردفت فجاه قائلة بنبرة متغطرســة
= أنا و رسلان كنا نتحدث من قبل عن؟ هل تستطيع القيادة؟ أعني أنه يمكنك حفظ الطرق وأسماء الشوارع جيدًا بحيث يمكنك العودة بنفسك إلى وضع مماثل بأي وسيلة أخرى.
إزدردت ريقها بتوتر وشعرت مهرة بالحرج لتجيب قائله بأسف
= اعتذر لانني عطلتك معي رسلان، حسنا ساحاول الاعتماد على نفسي في المره القادمه
رد عليها رسلان بهدوء جـــاد
=ليس هناك عطله ولا شيء، سيلين تقصد اذا كنت مشغول انا ايضا فكيف ستعودي بمفردك، لكن لا تقلقي أبي سوف يدبر الأمر قريبا
ردت سيلين بإصرار ببرود وهي تشير بإبهامها
= بالضبط حبيبتي هذا ما كنت اقصده رسلان ليس متفرغ طول الوقت لاجلك .
لوى رسلان فمه مغتاظاً من حديث صديقته و هتف بإنزعاج ليغير الموضوع
= تعلمي سيلين مهرة حقا طباخة ماهرة رغم سنها الصغير هذا.. يجب ان تتذوقي طعامها في مره سيعجبك
أسبلت عينيها بضيق شديد من اهتمامه بتلك الفتاة لتســألها بنبرة ساخراً
= حقا وما الذي يدعو فتاه مثلك في عمر المراهقه تتعلم وتجد الطبخ بماهرها هكذا
ابتلعت غصة بحلقها وهي تقول بصوت حزين
= كنت مضطرا للاعتماد على نفسى منذ الصغر .
عقدت حاجبيها تطالعها بنظرات حائرة من حزنها فجاه الذي ظهر فوق ملامحها، لكن اعتقدت أنها تفعل ذلك لجذب انتباه رسلان لها لا أكثر، ثم هتفت بتهكم
=ما سر هذا الحزن بعينيك؟ انتٍ مازالتٍ شابه صغيره في بداية العمر. ماذا سيحدث لكٍ ؟؟يمكنك أن تقصي على؟ و أين كانت والدتك وأبيك في هذا الوقت
عبس الآخر بوجهه فهو يعرف سبب حزنها رغم عدم التساؤل والمعرفة الكامله عن تفاصيل حياتها، لذلك قطع إياها للمره الثالثه قائلاً بجمود
= كيف كان يومك بالمدرسة أيتها القزمه .
هزت مهرة راسها بهدوء قائله بصوت خافتة
= بخير . شكرا لك .
هز رأسه بحركة ثابتة وتنحنح يضيف بإقتضاب
= بالمناسبه نلتقى يوم الجمعة لنتنزه قليلا و لتناول الغداء بالخارج، بصحبه خالتي سيرين دعوه عائليه نجتمعها كلنا بالعاده، وايضا لتتعرف والدتك على باقيه العيله وبالتاكيد ستاتي انتٍ ايضا معانا.
ساد صمت أخيرا بين الجميع، وراقبت مهرة الطريق بنظرات شارده من خارج الشباك و عــاودت النظر إلى رسلان الذي يقـود السيارة بهدوء ثم بعد دقائق سلط أنظاره عليهم، وهتف صاح متذمرة
= فتيات أنا اتضور جوعا، ساصف سيارتي بجانب اي مطعم واجلب سندوتشات هل احد يريد
إبتسمت سيلين له إبتسامة سخيفه وهي تجيب بسخرية
= ومنذ متى لا تتضور جوعا رسلان؟ أنا لا أريد
لوي فمه بإبتسامة متسلية وهو يجيبها
= برأيك سيلين من أين حصلت على هذا الطول؟ وماذا فعلت عندما كنت صغيرا للوصول إلى هذا الارتفاع؟ كنت أقوم ببناء نفسي بالطعام للحفاظ على طولي ومظهري الجميل هذا
حدقت سيلين بتأمل في وجه ومــدت أناملها لتتحسس وجنتيه بحذر و بتعمد أمام مهرة
وهي تطالعه بإعجاب من هيئته المنمقة وقالت بإبتسامة عريضة
= حبيبي انت ينبغى أن تعمل عارض لا موظف بشركه والدك، بملامحك الجميله تلك .
زاد شعور مهرة بالضيق من كلماتها واقترابها منه أمامها لا تعرف لما، فتجاهلت حديث سيلين و تظاهرت بالانشغال لتهز الأخري كتفيها بلا مبالاة تاركة مهرة تتعجب من نفسها لهذا الضيق الذي تشعر به.
سلط أنظاره رسلان عليها وابتسم يهمس لها مازحاً
= مجاملة في مكانها الجيد. شكرًا لكٍ. وأنتٍ يا فتاتي الصغيرة، هل تريدين أن أحضر لكٍ طعام معي؟
هزت مهرة راسها برفض قائلة بلا تردد
= لا شكراً لكن اسرع من فضلك، علينا الابكار فى العودة حتى لا تنزعج امي ولدي العديد من الدورات التي أريد تدريسها.
تقوس فمه بإبتسامة متنمره، وغمز لها قائلاً بهدوء وهو يستعد للخروج من السياره
= حسنًا يا نبيهه العائلة.. لقد كنت على حق عندما قلت أن هذه هي الابنة الصغيرة ستحقق أحلام العائلة. جيد يا صغيرتي، اهتمي بالدراسة. خير لكٍ أن تهتمي بالطعام مثلي وتصبحي مثل الدب..
فتطلق ضحكة خفيفة منه وهو يداعب إطراف أنفها برفق بيده قائلا بخبث
= حينها ساغير لقبي لكٍ وساناديك بدب العسل السمين .
إبتسم لها بلؤم، فحدجته بنظرات مشتعلة ، ونهرته قائلة وهي تبعده بكفها
= متنمر غليظ أبعد يدك .
نزل رسلان من السيارة وهو يحاول كتم صوت ضحكته المسلية. وهذه المرة كان الغضب والغيظ من جانب سيلين، حيث رمقته بنظرات حادة ثم اشاحت وجهها بعيدًا بجمود .
❈-❈-❈
كان أيمن يجلس علي الكرسي يتابع التلفاز و ينفث دخان سيجارته بهدوء، وفي ذلك الأثناء اقتربت ليان منه وهي تحمل طبق الفشار، وضعته بجانب ايمن ثم دفنت نفسها بين ذراعيه و رأسها علي صدره، إبتسمت بسعادة وهي تشرد فما يحدث الفترة السابقة بينهما؟ معاملته واهتمامه إليها الذي ظل يلقيه عليها بكل حب وشوق وجعلها ترفرف كالطير من فرط ما تشعر به من لذة الحب و العشق الذي يأسر حواسها، اطفئ أيمن السيجار جانبه ثم ضمها بقوه له وإذا بأمر ما يضرب ذاكرته ليخبرها قائلاً مبتسماً
= ليان أنا كان عندي شغل في الساحل الشمالي هناك علي آخر الشهر اللي جاي، فعاوز أخدك معايا تغيري جو ايه رأيك.
سحبت نفسها من بين ذراعيه حيث تفاجأت من عرضه وهتفت غير مصدقة، وتلك النظرة المذهولة تبرز من عينيها الزرقاوين
= بجد؟! هتاخدني معاك سفريه لشغلك .
هز رأسه بالإيجاب وهو يفكر حيث الأجواء أهدأ قليلاً هناك وسوف يقضون اوقات ممتعة بالتأكيد، وهتف قائلاً مؤكدا
= ايوه، جهزي نفسك!
توردت بشرتها، وقد أدركت أن يتحدث بجدية وتنتظرها هناك بالتأكيد ليالي هانئه، فتمتمت هامسة
= أيمن
كم كان لنبرتها تأثيرًا سحريًا على بدنه، خاصة حين تناديه بتلك الطريقة، أما عن تعبيرات حبه الواضح عليها نحوه، كان من أعظم ما يمكن أن يشعر به معها! على الفور أجاب بلهفه
= قلبه و روحه.
نظرت إليه بحب و هيام و أخبرته تجيب برقة
= انا بحبك لا! كلمة حب دي مش كفاية، ده أنا بعشقك ولو فيه كلمة أقوي من كلمة بعشقك فده اللي أنا حساه، ربنا ما يحرمني منك و يبارك لي فيك.. تفتكر ثقتك فيا ممكن ترجع من جديد
أمسك بكفها ليضعه على قلبه، فشعرت بنبضاته المتلاحقة تصل إلى أعصاب يدها، رفعت عينيها إليه لينظر بعمقٍ في عينيها ثم علق يهنئها بحبٍ نابع من أعماق فؤاده
= أنا بقي جوايا أضعاف حبك ليا؟ ألمسي قلبي و حسي بكل دقة فيه وهي بتقول بعشقك، و إحساس عايزك تحسي بكل همسه و لمسة مني ليكي يمكن، ده يجدد الثقه بينا و يعرفك ليان بالنسبة لي أيمن تبقي إيه.
لتنظر إلي عينيه بحنان و قالت له بكل جوارحه
= و أنا مش بثق في أي حد غيرك أنت و بس،
وقلبي ده عمره ما عرف يعني إيه حب غير علي إيديك.
ثم سحبت كفها من راحة زوجها وأتاه صوت آخر منها قائله بلوم
= انا مبسوطه اوي ان احنا هنسافر مع بعض حتى لو سفريه شغل، زمان كنت بستنى اصلا حتى سفريه الشغل دي تعرض عليا اروح معاك بس للاسف انت كنت بتروح مع اصحابك كل مرة .
لم تتبدل تعابيره الهادئة، وشجعها على المضي قدمًا في حديثه وعلي الفور غير مجرى الحديث بينهما ليقول بنبرة عازمة، دون أن يترك لها حق الاختيار
= عارف، ممكن ننسي اللي فات و خلينا نعيش كل لحظة حلوة و نستمتع بيها و ما نخليش أي حاجة تنكد علينا تاني! و انا قلت لك ان انا هعوضك على اللي فات زي ما انتٍ هتعوضيني
مدت يدها لتمسك بكفه وردت بامتنان
= ربنا يخليك ليا يا حبيبي، بأحبك
أحتضنها بقوة و ألتقط شفتيها في قبلة عميقة تلاها عناق و لمسات و همسات شوق عارم لينتهي الأمر بهم فوق فراش العشق الوردي.
❈-❈-❈
أستيقظت فريدة من نومها وهي تشعر بنشاط ليوم جديد لأول مرة بعد زوجها، فقد قررت بأنها ستبدأ حياه جديده دون التفكير في الماضي، ستسعي بكل قوتها لنشر السعادة في حياتها مع بدر وبناتها المقبولين .
اسكبت الماء علي الارضيه كي تبدء بمسحها ونظرت الي عبائتها فرفعتها لاعلي كي تعقدها لكنها تفاجات بها مبلله، نظرت حولها بضيق شديد ثم ترددت وهي تهتم لخلع عبائتها حتى تنظيف وتمسح الارضيات بأريحية أكثر، فبدر يخرج مبكراً ليعود ليلا والبنات ناموا بعد أن اطعمتهم.. مالت بجسدها وبدأت بمسح الارضيه وانشغلت فما تفعله باهتمام وعناية ولم تشعر بفتح الباب واغلقه ولا نظرات ذلك الواقف خلفها يُتابعها بعينيه واقترب منها وهو يُطالع جسدها الذي اصبح ملتصق بملابسها بفعل المياه.
تفاجأ بذلك المنظر واخذ يتأمل كل تفاصيلها فكانت ترتدي منامه قطنيه ذات قطعتين، شورت قصير يصل لركبتيها وقطعه علويه بالكاد تُغطي بطنها.. و ذلك يعطي هيئتها كامله من الأغراء فزفر أنفاسه بصعوبه وهو يُقاوم رغبته في سحقها بين ذراعيه وينال منها لتصبح له ولكنه تمتم بخفوت "الصبر يارب"
سمعت همس خلفها لتقف مصدومه مما تري فبدر كان يقف أمامها يحمل في يده بعض الأكياس التي يبدو بداخلها فاكهه، ثم شهقت بخجل من هيئتها الغير نظيفه و وجهها المُتعرق من حملة التنظيف قد جعلتها تود الهروب من أمامه .
تحرك بدر خطوه واحده للإمام وفجأه سقط علي الارضيه، فزعت فريدة وهي تنظر الي بدر الذي يتألم فضحكت علي هيئته وعندما رأت نظراته الغاضبه.. تقدمت نحوه سريعاً لتساعده ولكن لحقته وسقطت فوقه، ليُطالعها بدر ضاحكا بشماته
= احسن بقينا متعادلين، عشان تعرفي تضحكي كويس
ابتسمت له وشعرت بالحرج من وضعهما ولكن مشاعر غريبه اصبحت تسري بجسدها و وجدت شفتاهم تتلامس وأبتسم وهو يراها هكذا وتسأل
= ايه اللي عامله في البيت وفيكي ده .
ضغطت على شفتيها السفلى بخجل من هيئتها الغير نظيفه ثم نظرت الي سقوطها وتنهدت بيأس
= كنت بنضف الشقه .
قطب جبينه مهتمًا، فضحك وهو يُتمتم
= دي مش حملة تنضيف.. قصدك معركه كنتي استنيتيني اساعدك حتي طالما الموضوع طلع صعب كده.
هزت راسها بقله حيلة وفجاه شعرت بأنفاسه المضطربه علي عنقها.. وبقى كالصنم مسلطًا فقط أعينه عليها، وبحذر واضح اقترب منها
ولكنها شعرت بصدمه عندما وجدته يقترب منها قاصد تقبلها لتغرق بكل الذكريات بأكملها رغم صعوبتها إلا انها مضت بأحزانها لكن مازال يوجد أثر داخلها... شعر بانتفاضة جسدها بين ذراعيه المقيدين لها، فتيقن هنا من رفضها؟ أرخى ذراعيه عنها لتحرر منه و تراجعت مبتعدة للخلف لتنهض بسرعه و أزاحته جانباً وكأنها تنفر منه.
شحب وجهها، وأردفت بنبرة باهته من بين شفتيها المضغوطتين
= هقوم احط الحاجات اللي جبتها جوه زمانها اتبهدلت هي كمان، عن اذنك.
رحلت وتركته وهو يحترق داخله.. فكلما رغب بها قلبها وجسدها يعادون عقلها لذكريات ماضيه لا تنسى! جلس علي الارضيه المبتله وهو يتنهد بصبر ويفكر نفسه قسوة الحياه عليها.
وضعت فريدة الطعام بالداخل ثم تحركت نحو خزانه ثيابها لتفتحها كي تذهب لأخذ حمام منعش فتنظيم شقة بدر صغيره ليس كمنزل ضخم يحتوي فيه كل غرفه علي حمام خاص! لكنها بالفعل جنه بالنسبه اليها .
أحضرت الثياب ثم تحركت تجاه المرحاض، و
ظل الموقف يتردد في عقلها، حيث شعرت بالذنب وتأنيب الضمير نحوه فهذه اول مره يقترب منها الى ذلك الحد وتشعر برغبته فيها، صحيح كانت تمر أيام كثيرة وعلاقتهما اصبحت هادئه ولكن لا جديد بها.. هو يُعاملها بلين وصبر منه قدر المستطاع! ولكن بالتأكيد داخله لم يكن راضيا على ذلك فهو رجل في النهايه ولدي حقوق عليها، لذا يجب ان تخطي خطوه في علاقتهما قبل ان ينفذ صبره.. نظرت إلى ملابسها بتردد وقررت أن تفعل شيء لأجله فشهران مروا علي زواجهم وكل منهما أصبح متباعد.. الماضي مازال عالق بينهم وهي من وضعته.
هبطت دموعها الحبيسه وتنهدت بأرهاق، فالخوف سيظل دائما بداخلها طالما تتهرب من الواقع! تزوجته بكامل ارادتها فلماذا تنظر الى الخلف الآن .
تنهدت وهي تستدير بجسدها نحو الداخل و بدأت في الاستحمام وحين انتهت خرجت، بينما هو صار نحو غرفه بناته ليطمئن عليهم أولا.. ثم ذهب إلى المرحاض بعدها حتى يستحم هو الآخر وعندما خرج.. لمحها متكوره بجسدها فوق الأريكة وكانها كانت تنتظر إياه لكنها غفت، فأقترب منها ومال نحوها بأرهاق
= فريدة! قومي ما تناميش هنا ظهرك هيوجعك كده.
لمس وجهها بخفه وهو يجدها تأن بخفوت و تشبثت بقميصه وفتحت عيناها وهتفت بأسمه ثم عادت لغفيانها مجدداً.. لمستها وصوتها الغافي وهيئتها هذه.. أيقظت رغبته بها مجدداً
رغبته التي يدفنها كل ليله وهي قريبة منه .. وقف يعبث بخصلات شعره للحظات يُصارع رغبته..وانحني نحوها ثانية كي يحملها نحو الفراش وصار بخطي بطيئه وهو يغمض عيناه من هذا الجهد الذي أصبح يُصارعه.. ووضعها ببطئ علي الفراش وهو يتأملها فتحت عينيها قليله وفوجئت أنه أمامها يتأملها بنظره حنونه اوجعتها.. فهو يفعل لها كل شئ.. حياة جديدة و أطفال حرمه منهم... و الأمان والاستقرار الذي فقدته سابقا.. اما هي مازالت بعيده خائفه وهمست بصوت ضعيف
= أنا أسفه يا بدر
وتابعت بأنفاس متقطعه
= أسفه لانك اتجوزت انسانه روحها مشوها .. أسفه لانك كنت تستحق انسانه أحسن مني
وكادت أن تُكمل باقي عباراتها لكنه تنهد وهو يود الهروب من أمامها قبل ان يتخلي عن صبره، واضطر الى ينضم معها بالفراش
و ربت علي وجهها بدفئ
= نامي يا فريدة، نامي وارمي حمولك على ربنا.. و الوقت لسه قدامنا طويل بلاش استعجال.. كل حاجه في وقتها احسن.
حاولت أن تلبي طلبه، فتنهدت ترجوه تمتمت هامسة
= بس انا كنت مستنياك عشان الـ...
فهم قصدها لكنه لم يرغب أن يأخذها بتلك الطريقه حيث تضغط على نفسها لاجله، وضمها إليه قبل أن يقاطعها بصوته الهادئ
= قلت لك نامي يا فريدة .
أغمضت عينيها بالفعل وغفت وهي تشعر بملمس يداه علي وجهها.. وضاعت في احلامها وشعور الأمان يُحاوطها .
❈-❈-❈
جلست حسناء علي أحد الارصفه بوجه مُكفر تندب حظها فالمحل والبيوتي سنتر التي سعت إليهما كان وهم والأموال التي سرقتها من حماها وكانت من ضمنهم ثمن مهره! ضاعت كما ضاعت هي !. لم يعد معها شيء. كله ذهب في مهب الريح.
لتهتف ببكاء كبير وهي تلطم على وجهها بعنف
= يا خيبتك يا حسناء ضيعتي نفسك بسبب طمعك، كنتي اكتفيتي باللي معاكي اديكي ولا طولتي ده ولا ده.. فلوسي راحت وما بقاش في محل.. ومطلوب القبض عليا كمان.. اروح فين بس دلوقتي .
إستمرت في لطم وجهها بقوة أكبر وهي تبكي بحرقة و نظرات الناس حولها تُحاوطها بتعجب والبعض أعتقد أنها ربما مجنونه وعقلها ليس بصحة جيدة لذلك خشوا الاقتراب منها لمساعدتها .
ثم لمحت من بعيد يأتي نحوها رجلان من الشرطه، ظنت على الفور بأنهم قادمين اليها حتى يحجزوها بالحبس بتهمه قتل زبيده!
قفزت من جلستها تركض وهي لا تعرف الي أين ستذهب فحتي بلدها السابقة التي جاءت منها بعد سرقه المال وتركت اطفالها دون التفكير بهم.. بالتأكيد الشرطه تنتظرها هناك وتبحث عنها، لذلك لم تفكر بالعوده! و ستظل كالمتشرده بالشوارع دون مأوى .
❈-❈-❈
حل المساء عليها بطيئًا، ولم يتوقف عقلها عن التفكير في كل شيء تحديدًا أحوالها، أمسكت بخصلات شعرها المموجة ولفتها حول إصبعيها وظلت محدقة بسقفية الغرفة وهي تفكر في طريقة للخلاص من تلك المشاكل بأقل الخسائر... وفي ذلك الأثناء دخل سالم ونظر إلى شردها بقلق وعلق قائلاً بشك
= مش عارف ليه بقيت بقلق من قعدتك لوحدك دي؟ بتفكري في ايه المره دي يا تسنيم بتفكري ازاي تسيبيني وتمشي
أشاحت بوجهها بعيدًا عنه هاتفة ببرود جامد
= بس اللي بيبقى عايز يمشي مبيقولش انه هيمشي يا سالم .. اللي بيقول همشي دي بيقولها عشان عايزك تقوله خليك!
نهضت تسنيم ترحل من أمامه لكن هتف وهو يلتقط ذراعها ويجذبها نحوه
= أفهم من كده؟ أن لحد دلوقتي لسه ليا فرصتي عندك وما ضاعتش.
التمعت عينيها بدموع حزينه هامسه بصوت مرتجف
= فرصك كانت موجوده بس انت دلوقتي بتضيعها.. وانا مش عارفه هفضل لحد امتى عايشه دور الزوجه الصالحه اللي بتراعي جوزها عشان هو في موقف صعب.. بس هو في نفس الوقت مش بيراعيها .
أشفق عليها سالم كثيرًا، وابتسم لها محاولة إزالة ذلك التوتر المشحون مرددًا بلطف
= انا مش عاوزكٍ تمشي ولا عاوز فرصتي اللي لسه ما ضاعتش تضيع، حقك عليا هعوضها ليكي.
اخذت تسنيم تنتحب بشدة وهى تتمتم بصوت مضطرب ضعيف
= مش عايزه منك حاجه غير انك تبعد عني وتسيبني في حالي انت وبنتك .
دفعته بقوة لا تعلم كيف أتت بها لتركض نحو
الفراش باکیه، مسح على وجهه المرهق وهو يشعر بعدم راحة وبتانيب ضمير، فهل يراها افضل من أبنته ليحبها أكثر و ينساها هي! أقترب خلفها محاوطًا إياها بذراعه رغم تملصها الغاضب منه، قائلاً
= هششش خلاص كفايه عياط، أهدي يا حبيبتي
بدأت أنفاسها تضعف باستسلام بين أحضانه واستندت بكفيها على صدره ترفع وجهها له،
بادلها بنظرة شغوفة لاقترابها الساحر حتى وإن كانت مفتعلاً عمق نظراته المتقدة حبًا نحوها استشعرت بأصابعها دقات قلبه العنيفة، فأحس بتأثيرها عليه وبارتباك يسيطر عليها من تغلغل ذلك الشعور فيها لم يتحرك من مكانه، بقى كالصنم مسلطًا فقط أعينه عليها وبحذر واضح وهو حازم على مراده في الأخير، ضغط شفتيه فوق شفتيها فى قبله رقيقة حارة ابتعد عنها بعد عدة لحظات ممرراً يده بحنان بين خصلات شعرها متأملاً بشغف وجنتيها المصبوغتين باللون الاحمر لكنه افاق من تأمله هذا عندما أردفت من بين بكائها المكتوم
= سالم ابعد عني... مش هخضع تاني ليك
أنحني برأسه نحوها أكثر هامس لها بحنو
= ليه عقلك بيوصلك ان ده خضوع يا تسنيم...
فاهميني ليه.
دمعت عيناها وحديث ناهد يعود إليها وكيف إهانتها أمام الجميع بينما هو خذلها، رفعت تطلع اليه قائله بصوت اجش ضعيف من اثر بكائها
= عشان ملقتش منك غير ده... ابعد عني بقى
تعالت دقات خافت من هاتفه الذي أسفله لكن لم يجيب ولاول مره يتجاهل إتصالات ابنته متعمد، ربما اشتياقه وشغفه لها اعمته لدرجة لم يشعر بنفسها إلا بملوحة دموعها ودفعها له، دفعاتها المستميته فوق صدره الصلب.. جعلته يبتعد عنها مذهولاً من رفضها الصريح وكأنها لا تتحمل لمساته حتي وبدت تكرهه.
نهضت من فوق الفراش راكضه نحو المرحاض
ليسمع صوت تقيئها وعيناه تتابعها بجمود.. لهذه الدرجة أصبحت لا تطيقه؟ لكن ليت يعلم بان البعد هو من يسبب الجفاء ذلك، وهو من أختار البعد من البدايه كعقاب.
غضب امتلكه وهو ينهض من فوق الفراش
يتبعها ولكن عندما وجدها جالسه على ارضيه
المرحاض تخرج ما في جوفها بألم اقترب منها
متألماً على حالها واثقاً ان هناك شيئاً ما؟ رفعها بحنو من فوق الارضيه بعدما افرغت ما
في جوفها ،هتف متسائلاً بنبرة حانيه
= انتٍ تعبانه بجد ولا للدرجه دي مش طيقاني يا تسنيم.
تعلقت عيناها به وهو يفتح صنبور المياه لينثر
بعض قطرات الماء على وجهها ويمسح شفتيها
واضاف مرادفا بقلق شديد
= فيكي ايه قوليلي مالك؟
صرخت بقهر لم تعد تتحمله وحررت جسدها من آسر ذراعيه
= فيا حاجات كتير وانت السبب، هو انا ليه دايما على الهامش في حياتك.. ليه انا اللي ادفع ثمن غيره بنتك؟ وانك مش راضي تصدقني كل ذنبي عشان كنت صدقه في حبك ودلوقتي بدفع تمن الحب ده.. لو كنت اعرف اني حسبتها غلط للدرجه دي ما كنتش وافقت على الحياه دي! بس للاسف مش هقدر ارجع الزمن ومكتوب عليا اعيش اتعذب حياتي الجايه مع الانسان اللي حبيته
سقطت كلماتها على قلبه بمرارته فشعر بعلقمها
كان ينظر إليها مصدوماً مما تتحدث به.. فلم
تكن التي أمامه تسنيم زوجته الهادئه.. كانت
أخرى تحادثه بضراوة ولكن الحقيقه انه كان
قهراً مكتوم لفترة طويله ظنت فيها أن الطيبه صفه جيدة بالحياة، انهيارها ذبذب قلبه.. لم يشعر الا وهو يضمها وظل يمسح على ظهرها برفق ودود، ثم همس لها بألم
=للدرجه دي موجوعه مني يا تسنيم
ضاقت أنفاسها تدفن وجهها في عنقه، وتهدل كتفيها بانكسار وهي تجيب
= انا موجوعه من كل الناس.. موجوعه حتى من نفسي، عارف لما توصل لمرحله انك مش عارف تقول لاقرب شخص ليك مالك، واللي بيحصل في حياتك الفترة دي.. اهو انت وصلتني للمرحله دي ؟ فجاه لاقيت نفسي وحيده وبتوجع وبتالم ومش عارفه اشتكي لمين؟ حتى اهلي ما قدرتش اتكلم! وانت ما بتصدقنيش لما بتكلم .. قلت لي حسي بيا والضغط اللي انا بعيشه طب وانا مين يحس بيا .
وحينها أدرك بأن قلوب الرجال ضعيفه مهما بلغت قسوتها ورغم ذلك لم يستطع بأن يعترف بما تخبره به عن حقيقة أبنته، فالان تعيش دور المُحارب وضاع باقي الحديث... لكن بالتأكيد لا يكرهه فأي كره هو يكرهه لها وقد اخلف وعده لقلبه وتزوج من جديد امرأه تفوقه علماً
ظلت مخبئة لوجهها متحرجة من كشفه، و أضافت بلا وعي بنبرة متقطعة
= انت عارف انت حولتني لايه؟ انت غيرتني لواحده تانيه ضعيفه بدل ما تحولني لانسانه قويه، انا ما كنتش كده الاحساس ده ما عداش عليا كنت بحس نفسي قويه وقادره، حتى لما افتكر أيام زمان و انا كنت ايه؟ بستغرب نفسي اوي، انت طلعت اناني في حبك اوي يا سالم خدت وما اديتش.. دمرتني وانا كنت بصلح! كنت ببني أمل جوايا بس انت طفيته بكل قسوة .
تركها تخرج كل ما بداخلها، شعر أخيرا بظلمها لا رحله زواج منحها لها رغم مقدرته الماديه ولا
يجلس معها في ساعه صفا بينهم يلاطفها و يسمع لها.. ولا حتى يريد يرضخ ويصدقها، صوت تنهيداتها اخترق أذنيه.. ليبعدها عنه ناظراً إلي يدها عندما راها تمسكها وتتالم بصمت كالعاده وضع يده على كتفها وأدارها نحوه باهتمام قلق
= مالها ايدك بتوجعك ؟ تعالي خلينا نروح للدكتور .
سقطت دمعه بصمت وهي تهز رأسها برفض، ضمها سالم أكثر إليه ماسح على كتفها برفق وهو يضيف برقة
= طب خليني ادهنلك مرهم وادلكها لك، شكلك حملتي عليها النهارده كتير عشان كده بتوجعك.. تعالي .
جذبت يدها منه بعنف فجاه لينظر نحوها سالم بدهشة، ثم أردفت قائلة بنبرة حادة
= سالم أنا عاوزه أطلق والحمد لله أن ما فيش بينا اولاد، عشان الطلاق يكون بسرعه وبدون خسائر أكثر من كده .
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية حياة بعد التحديث, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية