-->

رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - 25 - 2 - الثلاثاء 21/11/2023

  

قراءة رواية حياة بعد التحديث

الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حياة بعد التحديث

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الخامس والعشرون

2

تم النشر يوم الثلاثاء

21/11/2023


فتح بدر باب المنزل ودخل ليتفاجا بكل شيء من الأثاث والمفروشات مقلوبه بشكل عشوائي، و زوجته كانت تقف في منتصف غرفه المعيشه وهي تنظف المكان، تنهد بدر وقال بعبث 


= إيه يا فريده ده هو انا كل ما اجي الاقيك قلبه الشقه وبتروقيها بالشكل ده، خلاص عرفت والله انك ست بيت شاطره ونظيفه .


دققت النظر في هيئته بنظرات مزعوجة، ودنت منه قائله باهتمام


= بطل غلبه واقلع الجزمه عشان لسه منضفه وادخل جوه اقعد جنب بناتك لحد ما اخلص .


وضع الأشياء التي بيده أرضً واقترب منها ثم مال علي اذنها قائلاً مبتسماً 


= عارفه انتٍ شبه ايه دلوقتي بمنظرك ده؟ شبه الساحره الشريره 


رفعت عيناها لتُحدق به الي أن صدمها بعبارته، لتنظر إليه نظرات حانقه و غاضبه منه وهو كان مُستمتعا، ضربت قدماها أرضً وهي تُتمتم بحنق 


= انا ساحره شريره يا بدر، يعني الحق عليا بنظف بيتك تقول عليا كده.


تحرك قبالتها محدقًا في عينيها فابتسم مازحًا

مردافا بحذر


= ما اعمل لك ايه انتٍ اللي لازم تقلبي الشقه بالشكل ده وتقلبي نفسك معاها، وبعدين انا بقول لمصلحتك بدل ما حد من العيال اللي جوه يشوفك ويتسرع فيها .


التفتت التفاتة صغيرة لتنظر له بطرف عينها بغيظ واقتربت منه لتهمس بتحدي


= طب طالما كده بقى يبقي انت اللي هتنيم بناتك وتحكيلهم حدوته النهارده عشان ما يخافوش من الساحره الشريره اللي انت متجوزها.. ها أستلم بقي .


قهقه عاليه غادرت ثغره وهو يرد مداعبًا


= زوجه مصريه اصيله ، تشجع الواحد انه يلعب بديله فعلاً


طالعته بشراسة بعد أن سمعت لكلماته، وعنفته بغيظ مكتوم


= بــدر بتقول ايه؟ طب ابقى فكر كده أعملها وشوف هعمل فيك ايه .


تقوس فمه أكثر وهو يقول بطريقة تهكمية قاصداً يثير استفزازها أكثر  


= هتعملي ايه يعني؟. هاتي اخرك هتفكري في ايه .


اقتربت برأسها أمامه حتى عكف ملامحه بعد شعوره بقرصتها الصغيره التي نغزت كتفه بغيظ، ثم رفعت برأسها بتشفه وهي تقول بنبرة ذو مغزى


= هو انا لسه هفكر يا حبيبي هي الكياس و السكاكين اللي جوه قصرت معايا في حاجه؟ 


أجابها بخوف زائف وهو يقبله من وجنتيها


= لا خلاص بهزر انتٍ ساحره فعلا بس ساحره قلبي .


أسبلت عينيها نحوه ضاغطة على شفتيها بخجل وهي ترد بإبتسامة عريضة


= بجد !. أيوه كده جيب ورا، ناس مش بتيجي غير بالعين الحمراء


سلط عينيه اللامعتين عليها معمقًا نظراته نحوها، ومال علي وجنتيها الأخري ليطبع قبله عليها قائلاً


= بجد وادي إثبات كمان . 


شعرت بسخونه وجهها فأبتعدت عنه سريعاً  ليغمز لها بدعابه 


= احنا المفروض نبتدي نعدي مرحله الكسوف ديه يا فريده


مدّ بيده نحو خصلات شعرها الرطبه، أحست أنها ستنهار حصونها أمامه حقا من أفعاله، ثم أبتسمت هامسة برقة


= انا معاك بحس فعلا إني عايشه 


ارتفع حاجباه للأعلى بسعادة كبيرة من كلماتها تلك، ثم التصق بجسدها و عفويًا تشكل على شفتيها ابتسامة صغيرة خجلة، لكنها كانت كافية لتحريك مشاعرها، زاد تهدجت أنفاسها أكثر وهي تضيف بخفوت 


= بدر 


ليهمس هو بدفئ وهو مُغيب 


= عيونه 


استشعر وجود خطب ما بها، خاصة أن تعبيراتها أصبحت أكثر تشنجًا ونظراتها صارت متوترة بدرجة ملحوظة، تنحنحت مجيبة بتردد 


= أبعد عني أنت مقرب كده ليه.. استنى بس عاوزه اقول لك على حاجه .


ابتعد عنها قليلا وضم وجهها بين كفيه مُطمئناً 

قائلا بهدوء


= قولي يا حبيبتي نعم .


أخفضت نظراتها وواصلت فرك أصابعها بتوتر كبير، ثم جذبت يده برفق بعيد عن وجهها موضحه بجدية


= ماما المره اللي فاتت قالت لي انها عاوزه تعزمك على الغداء عندها في البيت، عشان يتعرفوا عليك..هتيجي؟ لو مش عاوز براحتك أكيد مش هغصب عليك 


صمت لحظة ثم مال نحو جبينها ليضع قبله حنونه عليه ثم وضع جبينه علي جبينها مُتنهدا، و رد بصوت رخيم


= ما فيش مشكله حاضر نروح، وزي ما انتٍ بتحاولي تديهم فرصه انا كمان هحاول أساعدك.. و عشان انتٍ بقيتي جزء محسوم في حياتي خلاص.. ولازم اتعرف عليهم عشان مع الوقت ان شاء الله ممكن يكونوا اهلي زي ما هما أهلك.


أمسكت بكفه بين راحتيها لتربت عليه برفق كنوع من الامتنان لدعمه لها، توترت تعبيراتها قليلاً، ضغط على شفتيها بقوة وتنهدت بعمق مخرجه من صدرها زفيرًا مشحونًا مليئًا بالكثير وهي تطلع فيه بحب كبير، وعندما وجد الدموع تلمع في عينيها ضمها اليه وهو يتنهد، فأخرت تنهيدة ملتهبة من صدرها الملتاع بحب ذلك الرجل لتحدق فيه بنظرات ممتنة، قائله بصوت مسموع


= يارتني كنت قابلتك من زمان يا بدر .


❈-❈-❈


حدق رسلان في سقفية الحجرة وهو يتذكر جميع لقاءاته مع مهره بالتفصيل الممل كأنه شريط سينمائي يتكرر داخل عقله باستمرار. 

أغمض عيناه ومازالت صورتها تقتحم عقله

طيفها عندما تتحدث وتضحك معه، وعندما وقعت مره بين ذراعيه ولمست صدره.. بينما يتذكر وجهها الخائف عندما اصطدمت به، لا ينكر أنه يشعر بالقليل من الغرابه.. انها المره الأولى التي يقترب من امرأه و لا تنظر له بنظرات إعجاب على الاطلاق.. لم يتصور قط انه سينجذب من ضربه من قبل طفله صغيره.. حتى و إن كان عن طريق الخطأ.. لطالما كان حذر و خاصه من الغرباء.. كما أنه دوماً تنجذب  الفتيات له وليس العكس.. 


هذا غريب حقا. لانه حاول التودد إلى إبنه زوجه أبيه التي شغلت باله مؤخرًا، فتح عيناه وهو يزفر أنفاسه ليعتدل في وضع نومته هاتفاً بحنق


= ما الأمر رسلان مجرد فتاة عادية.. و إبنه زوجه أبيك لا يصح ان تفكر بها هكذا . 


نهض من فوق الفراش يبحث عن هاتفه، لكن تفاجأ بطرقات فوق باب غرفته و الخادمة تخبره من خلف الباب قائله بأدب


= سيد رسلان صديقك نوح بالاسفل ينتظرك 


هبط رسلان بعد قليل ليتفاجئ بصديقه يجلس بغرفه الضيوف وبجانبه مهره يتسامرون بشيء ما ويضحكون أيضا، كانت هي تجلس تداعب فرو قطتها وعندما رأته اتسعت ابتسامتها بسعادة وهو زم شفتيه بعدم رضا بينما عيناه تلمعان بنار جهلت مصدرها .


لاحظ صديقه وجوده لينظر نحوه وهو مزال يضحك 


= يا إلهي رسلان، أختك هذه مرحه حقًا. أتمنى لو أنني التقيت بها من قبل. تفضل هذا كتابك الذي استعرته منك في الجامعة.


ثم أضاف صديقه برقه رجولية مبتسماً


= سأرحل الآن الى اللقاء مهره اذا احتجتي اي شيء هاتفيني! و رقمي ستاجدي مع رسلان .. وداع.


نهض عن مقعده ليتجه للخارج وأضاف بلطف 


= سأنتظرك .


قال آخر كلماته برجاء قبل أن يغادر بهدوء، وقفت تنظر له مبتسمه وقبل أن تتحدث مد يده يمسك بيدها يسحبها بعنف تأوهت منه، فرفع نظراته الغاضبة إليها صائحا بحدة  


= ماذا كنتي تفعلي معه؟ وعن ماذا كان يتحدث هذا الغليظ معك، لما بالأساس جلستي معه بمفردكم 


نظرت له للحظة بدهشة لكنها أجابت بضيق


= والدك هو من طلب مني هكذا حتى لا يظل الضيف بمفرده، لما غاضب هكذا لم يكن صديقك سيء في التعامل معي بل كان لطيف  


عبس رسلان بعدم رضا فمدحها الى صديقه أشعله أكثر، هتف رسلان مغتاظ بشده


= حقًا نعم، لقد رأيت ذلك بنفسي تمامًا.. ما الذي كنتما تتحدثان عنه، وماذا كان يقصد برقم هاتفه خذي مني إذا كنتي بحاجة إلى أي شيء هل أصبحتم أصدقاء بهذه السرعة؟ انتظري، لا تقولي أن أخذ رقم هاتفك أيضًا.


امتقع وجه مهرة بحرج والآخر يوبخها كأنها تلميذة لم تنهي واجبها المدرسي، لكنه صاح بإنفعال مكبوت بداخله ما أن رآها تقف مع صديقه تضحك بأريحية بينما هو يضغط على يدها 


= يا الهي انتٍ غبيه حقا اي شخص يطلب منك رقم هاتفك تعطيه له مباشره.. دون معرفة ما إذا كانت نواياه جيدة أم سيئة، حتى لو كان صديقي، يجب ألا تثق في أي شخص مهما كان.


نزلت بنظراتها بحرج غير راغبة في الظهور بمظهر البائسة من جرحها ثم قالت باختناق


= لا تصرخ بوجهي هكذا مره اخرى، هو بالفعل طلب رقم هاتفي لكني رفضت لاني لا أعرفه جيد .. حسنا هل هناك اي أوامر أخري ام اذهب .


تطلعت إلي نظراته القاسية لها والتي خفت قسوتها ما أن رأى طبقه دموع تتجمع في عينيها الخضراء المقهورة وشفتيها المذمومتين بقوة وقبل أن يتكلم تركته راكضة مجروحة من قسوته عليها .. لكن ماذا يفعل قد اشتعل قلبه عندما راها تضحك مع صديقه . 


مسح وجهه بغضب من نفسه واخيرا انتبه الى نفسه وإلي تهوره، ما الذي حدث معه لم يكن هكذا من قبل دائما كان يتحكم في اعصابه مهما حدث! لكن لم يستطيع التحكم هذه المرة عندما رأى مهره تضحك مع غيره وكأنها يجب أن تبتسم وتتحدث هكذا معه فقط.. أطرق بنظراته ما أن شعر بمسار أفكاره يأخذ منحنى غريبا عنه!.


تابع قراءة الفصل