-->

رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - 25 - 3 - الثلاثاء 21/11/2023

  

قراءة رواية حياة بعد التحديث

الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حياة بعد التحديث

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الخامس والعشرون

3

تم النشر يوم الثلاثاء

21/11/2023


كانت مهرة بالخارج بالحديقه تقف جانب حوض الأزهار شارده، حتي تقدم ولكزة على ذراعها أخرجها من شرودها الذي طال، لتنظر لذلك الذي يقف بجوارها على الأرض ينظر لها عاقد الحاجبين وكأنه يغوص فيها إلا إنه بعد لحظة أشار بعينيه متحدث بتردد


= صغيرتي الحلوة هنا.. هل اغضبتك كثيراً


رفعت نظراتها بعينيها بينما هي تقف على الأرض العشبية ترش الزهور أمامها، فبدت  حزينة وهي ترد بصوتها الطفولي الصغير 


= لا عليك، رفعت صوتك بوجهي فقط.


استمر الصمت للحظات فقرر قطعه أخيرا يداري على ارتباكه قائلا بهدوء ممزوج ببعض الحرج الرجولي 


= دون قصدي! فعلت ذلك دون قصد لاني 

لم أقصد أن أصرخ في وجهك.. أنا فقط .. قلقت عليكِ، اصبحت أشعر بالمسؤوليه تجاهك.. نوح صديقي ليس صديق جيد اعني يقترب من للفتيات بغرض التسليه وبعد ذلك يبتعد عنهم! وعندما رايتك تتحدثين معه بأريحية قلقت عليكٍ كثيراً منه وبدأت أحمل نفسي المسئولية وانني يجب ان ابعدك عنه في الحال.. 


رفعت له وجهها ببطئ تنظر لجانب وجهه المطرق متسائلة في نفسها لقد قال مرتين أنه قلق عليها؟ قال أيضا أنه اصبح يتحمل مسؤوليتها، لمَ كل هذا.. هل هي بمثل تلك الأهمية عنده ؟! هزت راسها بسرعه وهي تخبر نفسها بحزم يجب ان لا تفكر بتلك الطريقه هو

يعتبرها بمثانه شقيقته ليس اكثر .


التفت لها بوجهه عندما طال صمتها ليجدها تحدق به بوجه أحمر مرتبك أثار في داخله مشاعر عاطفية مشفقة أصبح لا يستسيغها أبدا

تنحنحت مهرة تجلي صوتها شاعرة بالحرج من تحديقه بها 


= قلت لك ليس هناك شيء حدث بيننا ولم يحدث، وأنت بدلا من الانفعال بوجهي حمل نفسك عناء إخباري بذلك وانا كنت ساتفهم حينها وابتعد عنه. 


تنهد رسلان قائلاً مرة أخرى بأسف


= معك حق أنا حقا آسف.. لم أقصد كل هذا .. صدقيني عقلي تقريبا لا يعمل أبدا.. عندما رايته يضحك ويتسامر معك لا أعرف ماذا حدث لي وكيف أتصرف.. لكن كان يجب ان اتعامل مع الموقف بحكمه اكثر دون ان اشعرك بالاهانه


رفع نظراته البريئة وقال بتساؤل خافت وهو يتمعن في وجهها من جديد بملامح هادئة 


= هل تصالحنا هكذا، أما اذهب لشراء حلوى  وبعد ذلك اعود لكٍ حتى ترضي عني.


ضمت شفتيها بامتعاض قائله بإبتسامة حنونة وهي مازالت ترش الزهور أمامها  


=لا داعي لشراء الحلوى، ساتغاضى عن الأمر هذه المره ولأنك مهذب وتعترف بخطئك وتحاول إصلاحه.. أليس كذلك .


أومأ لها بقوة فضحك بينما تحول حزنها لابتسامة صغيرة ناعمة واتسعت أكثر عندما صالحها ليقول لها بحنان 


= لا يليق بملامحك الجميلة هذه الحزن يا صغيرة .. ولا أن يغضبك أحد 


رفعت له نظرات عينيها اللتين تتفجر بهما نجوم ذهبية ما أن تهادت كلماته إلى أذنيها المرهفتين لكل ما يخرج من بين شفتيه.. لكنه سرعان ما خفي نظراته عنها وقال بصوت خشن 


= على العموم يا مهرة، لا تخافي أنتٍ هنا بخير.. أتمنى ألا تتصرفي باندفاع مجددا دون الرجوع لي! اقصد لا تثقي بالآخرين سريعه دون أن تعرفيهم جيد.. ليس اي شخص يجب ان تعطيه ثقتك الكامله. 


نظرت للحظة له قبل أن تردف بنبرة صادقه لم تعتقد يوماً أنها قادره على قولها وشعرت بها


= أنا أمنحك كل ثقتي يا رسلان .. لهذا رفضت ان أعطي رقم هاتفي الى صديقك عندما طلب مني ولم اعترض على حديثك الان عندما حذرتني منه لانني اثق بك .. شكرا لك 


سرعان ما تلاشى اجفاله وقلة ثقته كما لم تكن وهو يرى تلك الابتسامة الواثقة التي أهدتها له بالإضافة تخبره وتعبر عن ثقتها به النابعة من قلبها كانت كالبلسم على قلبه دون أن تدرك حتى... أمسكت مهرة بخرطوم الماء بأحكام وهي تسأله بمكر وعيناها فوق الزهور 


= هل تحممت رسلان ؟! 


عقد حاجبيه باستغراب متعجب من السؤال  واعتقد أن رائحته سيئه وبمجرد أن أبتعد عن مهره دفعت خرطوم الماء على جسده و وقفت تبتسم بتشفي وهي تضحك بشده عليه


= عقابك سيد رسلان لكونك رفعت صوتك عليه .


اتسعت نظراته إليها بدهشة و وجدها لا تزال ترشه بالماء بمشاغبه حتى توقفت تنظر له! فأهدته ابتسامة حلوة مرحه فلمعت عيناه أو هكذا توهمت.. لكن لم يستطيع توبيخها و الإنفعال عليها مجدداً أمام تلك النظرات والابتسامات اللطيفه والساحره.


❈-❈-❈


جلست تسنيم مستندة بظهرها للمقعد، ثم ثنيت ركبتيها إلى صدرها لتتكور على نفسها أكثر وهي تفكر في تلك القضيه التي رفعتها ضد سالم، لم تتخيل أنها ستفعلها يوم وتقف  في المحاكم أمام من ترتبط به بصلة.. زوجها! هي كانت كالقطة المسالمة لكن الوضع تغير تماماً الآن عن سابق!. لكن هو من اوصلها الى ذلك.. لقد تهرب منها ولم يجيب على اتصالاتها مطلقه، فماذا ستفعل وهو ما زال يتعامل مع الأمر ببرود دون اهتمام الى مشاعرها .


بعد فتره جاءت إليها ليان ونظرت إليها بذهول وهي تقول بعدم تصديق


= يا جبروتك عملتي ايه؟ رفعتي علي جوزك قضيه في المحاكم عشان مش راضي يطلقك، طب مش حاسه انك استعجلتي على الخطوه دي يا بنتي كنتي استنيتي شويه الوضع عندكم مختلف برده وانتم محاميين وليكم اسم.. هتبقى صعبه لما تقفوا انتوا الاتنين قصاد بعض في المحاكم .


هزت رأسها باعتراض وازدردت ريقها بتوتر أكبر وهي ترد بصوت مرتبك 


= هو اللي اضطرني اعمل كده يا ليان عماله اتصل بيه مش بيرد واخره المتمه قفل تليفونه خالص، هعمل ايه هروح اتحايل عليه مثلا.. هو إللي جابه لنفسه بقى حاولت معاه بدل المره 10.. و هو اللي مش راضي ويحمد ربنا انها قضيه عاديه وما خليتهاش قضيه خلع. 


ارتفع حاجباها بقلق من تهور الأمر بينهما، وهتفت بتوجس


= انتٍ لسه بتحبيه متكابريش !


اصطبغت عيناها بحمرة شديدة، ثم ردت عليها من بين شفتيها بصوت متشنج 


= مش هقدر ابقي معاه تاني اخر مره وجعني اكتر، اللي حبيته مش ده! اللي امنته على قلبي مش ده، ليان انا شفتها في عينه حتى لو ما قالهاش مباشره؟ جوه لسه محملني ان انا السبب في اللي بنته عملته عشان اتجوزني وانشغل عنها شويه.. مع ان ده مش صح اصلا و بنته كده من قبل ما نتجوز  


فركت ليان طرف ذقنها بحيرة، فغرت فمها متساءلة بيأس منها


= مش انتٍ يابنتي اللي رفضتيه لما رجع! و اتاسف والوضع دلوقتي اتغير و هو بقي عارف كل حاجه عن بنته .. يعني مش هيصدقها ويكذبك تاني.


نظرت لها مغتاظه من ردودها لأنها ليس مكانها ولا تعرف ما شعرت به من ألم، تمتمت بصوت مخنوق متحشرج مشتاق حد التعب


= رفضته عشان ما حسيتش اني اتغير زي ما بيقول لسه، هو ايه اللي حصل عشان يتغير اصلا انه عرف وجي يعتذر كده الموضوع اتحل، كنت مستنياه يثبتلي ان الحياة ماتنفعش من غيري.. كنت عايزه احس اني غالية انا اتهنت أوي في العلاقه دي واتنازلت عن حقوقي كتير، ارجعله ازاي بعد ما شافني بتهان وسكت! اتهمت في مره من المرات ان انا حاولت أقتل بنته وما دافعش عني بالعكس اتهمني برده زيهم.. خلاني لاول مره اشوفه موجوع ومقدرش اطبطب عليه ، بعت عنه وهو حاسس بالندم بس فات الاوان مش بايدي ارجعله ولا قلبي هيسمح لي امرمطه تاني .


رفعت أعينها الدامعة للامام لتضيف بتضرع واثق


= وصلني لنقطه صعبه أوي يا ليان اوي، لدرجه نفسي اقرب واساعد بس مش قادره وخايفه من غدرو.. العلاقه اللي مش هتحسسك بالامان هتفكري مليون مره قبل ما تحاولي تقربي من تاني .


❈-❈-❈


رفعت مهرة أنظارها لتحدق في وفاء التي  كانت متجهمه الوجه وتقف على بعد خطوات منها، وقالت الأخري بصوت حاد


= هي ايه موضوعك انتٍ و رسلان ده، مش ملاحظه بقيتوا تقعدوا مع بعض كتير وحتى بعد ما حذرتك ما سمعتيش كلامي.. انا حاسه أنك بقيتي بتخبي عني حاجات كتير يا مهره مع انك ما كنتيش كده في مصر، ايه خلاص ما بقيتيش تسمعي كلامي ولا بتحبيني .


نكست رأسها حرجًا منها، ووضعت يدها على شعرها عابثة وهي ترد بلهفه 


= لا خالص الموضوع مش كده انا لسه بحبك وبسمع كلامك طبعاً، بس الفكره ان انا بقي عندي ناس أكثر في حياتي وبيساعدوني مش لازم طول الوقت اشيلك مشاكلي طالما الحمد لله بحلها واكيد لو الموضوع كبير هاجي اقول لك علي طول .. وبعدين انا مش فاهمه ليه بتكرهي رسلان كده والله ده طيب وكويس جدآ .


نظرت لها بعدم رضا، وردت معترضًه 


= انا مش بكرهه ولا بحبه، بس لسه لحد دلوقتي ما اعرفوش كويس ولا انتٍ كمان.. مش لازم استنى حاجه منه عشان احذرك احنا طول عمرنا في حالنا وبعيد عن اي حد يا مهره ايه اللي جد وخليكي تقربي منه بالشكل ده، ده انا ما فيش مره بدور عليكي إلا لما الاقي قاعده معاه.. مش ملاحظه ان موضوعكم كترت أوي وانا اتركنت على الرف خالص بعد ما كنتي بتشاركني كل مواضيعك وحياتك .


احتضنتها مهرة بحب وهي تقول بإبتسامة مداعبة 


= قولي كده بقى شكلك غيرانه معاش ولا كان اللي يركنك علي الرف، ده انتٍ اللي في القلب برده يا فوفو، واذا كان على مواضيعي.. يا ستي اوعدك من هنا و رايحه هقول لك على كل حاجه انا ما يهونش عليا زعلك برده بس خليكي فاكره أن انتٍ اللي بداتي عشان انا ناويه اصدعك من كلامي . 


ابتسامه ودوده تشكلت على وجهها وهي تقول بإبتسامة عابثة


= بكاشه بتعرفي تاخديني في كلمتين ما بقيتيش سهله و البركه في، المهم يلا أحكي .


تابع قراءة الفصل