-->

رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 23 - 2 الأربعاء 15/11/2023

  

قراءة رواية حياة بعد التحديث

الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حياة بعد التحديث

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الثالث والعشرون

2

تم النشر يوم الأربعاء

15/11/2023



أشــرق صباح يوم جديد في تركيا يحمل منذ لحظة ميلاد فجره وعودًا وأحلامًا كثيرة، هبطت مهرة بخطوات بسيطة علي الدرج حتي وصلت إلى الأسفل لتجد السيد سراج يجلس

فوق مقعد السفره بمفرده يتناول قهوته و باليد الأخري يمسك الهاتف، انتبه إلي وجودها فهتفت مهرة بابتسامة ودودة


= صباح الخير 


رد عليها سراج مبتسمًا وهو يغلق الهاتف ويضعه فوق السفرة 


=صباح النور يا مهره النهارده اجازه من المدرسه صح .


هزت راسها بالايجاب بهدوء، ثم أشار إليها بيده قائلا بجدية


= طب اقعدي عاوزه اتكلم معاكي في كلمتين قبل ما والدتك تنزل .


تحركت مهرة لتجلس أمامه فوق المقعد يتعجب، بينما أردف مؤكدًا بابتسامة عريضة


= أول حاجه أنا مبسوط ان انتٍ لما وقعتي في مشكله جيتي لي انا عشان اساعدك.. و عاوزك كده على طول اي حاجه تحصل معاكي تيجي تعرفيني انا اول واحد ولو ما حليتهاش استعيني بوالدتك، يعني معلش خلي والدتك اخر اختيار لانها زي ما انتٍ اكيد شايفه انها متوتره وبتقلق على طول من الاجواء هنا فلما تقولي ليها كمان في مشاكل بتحصل معاكي  

قلقها هيزيد.. فخلينا كده افضل طالما بنعرف نحل مشاكلنا في الآخر


أجابت مهرة مبديه امتنانها، لما فعله معها و كيف اتخذ موقف ضد إبنه وصديقته و أخت زوجته السابقه أيضا.


= ما تقلقش يا انكل سراج انا فاهمه حضرتك كويس، هي ماما من النوع اللي بتقلق على طول من اي حاجه حتى في مصر كانت كده

بس مع الوقت اكيد هتطمن، وانا اللي خلاني اقول لحضرتك مش اقول لها عشان ما تزعلش منك عشان هم قرايبك برضه بس حضرتك ما لكش ذنب في الموضوع أكيد .. على العموم خلاص انا نسيت اللي حصل طالما الموضوع اتحل و خلص .


ضاق نظراته باهتمام أكبر، وتعقدت تعبيراته نوعًا ما قائلاً بحذر


= بس انتٍ لسه ما سامحتيش وانا اكيد مش هغصبك على حاجه زي كده، بس علي الأقل فكري تسامحي رسلان انا عارف ان انتم كنتم اصدقاء وقريبين من بعض وبتساعدوا بعض وانا كنت مبسوط بالقرب ده عكس والدتك لان فعلا نفسي تكونوا اخوات بجد، و كان نفسي لما تقعي في مشكله تلجاي لي هو.. بس للاسف هو اللي ضايقك بس صدقيني ابني وانا عارفه كويس، طالما قال ما كانش يقصد و الكلام فلت منه غصب عنه يبقى هو فعلا مش بيكدب والسبب الرئيسي هي سيلين و سيرين!. 


وأضاف بنبرة أسفة قائلاً بجدية أكبر


= انا مش هكذب عليكي يعني سيرين من زمان وهي مش بتقابلني يعني هي الكبيره و كان نفسها اختها تتجوز واحد من جوه العيله، وما كانتش حابه يدخل عليهم حد غريب من بلاد بره.. يعني هو الموضوع يبان بسيط و هايف وما يستاهلش الكره ده كله منها .. بس عشان أختها زمان وقفت قصادها وصممت تتجوزني غصب عنها وخلفت كمان مني.. واحده غيرها المفروض تستسلم لي الامر الواقع بس هي ما عملتش كده للاسف، و بالتالي بتكره أي حد قريب مني زي ما بتكرهني عشان كده لو اي حاجه حصلت تاني منها تعالي قولي لي عشان اعرف أوقفها عند حدها.. صحيح المره اللي فاتت لما واجهتها ما انكرتش بس مش معنى كده اننا نسكت على اي حاجه تعملها مش كويس في حقنا .


هزت رأسها مبتسمة بتفهم، ثم نهض سراج ليرد على هاتفه بعد ان تلقى اتصال هام من العمل، وفي ذلك الأثناء هبط رسلان وهو يتاثب بنعاس ليجد مهره تجلس بمفردها 

علق بوجه منزعج، معتقد بانها لم تجيب كعادتها وما زالت في حاله خصام معه


= صباح الخير 


لكنها فاجأته وأجابت قائله باستفزاز متعمد


= ولماذا تقول ذلك مع هذه التعبير على وجهك؟ إذا لم تنم جيدًا، فاذهب واستمر في نومك. لم يزعجك أحد لإيقاظك. اليوم إجازة من العمل وجامعتك ايضا.. ها أنا أكلمك. هل تسمعني؟


تفاجأ من ردها عليه وفهم بعد ذلك بانها تريد تفتح معه حديث لاستفزازه وقد بدأت تلين وتصالحه، جلس فوق المقعد جانبها وقال بلا مبالاة 


= حقا لم اراكٍ ربما لانك ضئيله الحجم لم انتبه اليكٍ جيد من الأساس.


رفعت إصبعها أمام وجهه لتقول بتحذير 


= إياك ان تسخر منى.. ولما منزعج هكذا لم افعل شيء غير التحدث معك اذا كنت لا ترغب.. لا ترد .


لوي ثغره للجانب ساخراً وقال بعبث


= ربما أكثر ما يزعجني الآن انه لا تبدى رد فعل ابدأ في الاوقات السابقه.. و وجه البوكر خاصتك كان لا يتغير .. مع ذلك أخيرا و تكرمت تلك القزمه اليوم وتحدثت معي


لم تعترض لوصفه لها، ربما لأنها اعتادت منه بل و اشتاقت ايضا لذلك، ربما لشعورها بالألفة تجاه رسلان، ربما لشعورها به كمسئول عنها .. هى فقط لم تشعر بالنفور منه .


جلس باسترخاء تماماً وأضاف بصوت ماكر


= والآن اعترفي هل اشتقتي لي؟.


ضحكت لتذيب تماسكه وأخيراً بدأت تعود العلاقه بينهما من جديد، وهي ترد برقه


= نعم اشتقت الى مزاحك ونكتك السخيفه .


رفع أحد حاجبيه ناظرا لها بثقه ليقول وهو يداعب أنفها 


= كنت أعلم ، أرى شوقك بعينيك لكنك تتعمدين تجاهلى !!؟


لكزته بحنق في كتفه ليبعد يده لتتساءل برقة وعفوية 


= وانت هل اشتقت لي .


رمقها رسلان بنظرات استمتاع ثم دنا منها قائلاً بابتسامة خبيثة 


= لقد ارهقتنى شوقا يا قزمه .


استقامت بسرعه شديدة من غضبها منه حينها مما جعل رأسها يصطدم برأسه بقوه دون قصد استمعت الى تأوه غـادر فاهه حتى استدارت بملامح مفزوعه.. وقع قلبها في الأرض حين حصل ذلك و شهقت بقوه.. لقد ضربته للتو!  رمـش بعينه وهـو يـدلك رأسه باصبعة مصطنع الألم يرفع رأسه الى الاعلى، و بحركه لا اراديه أمسكت برأسه بيديها الاثنين و قالت بوجه خائف ومطرب


= هل تأذيت؟ هل تؤلمك؟ أين المكان الذي يؤلمك؟ يا الهي أنا اسفه اقسم لم اقصـد، هل انت بخير؟.... 


صمتت قليلاً حين نظرت لعينيه التي ذهلت بشده، وهو يشعر بملمس يديها الناعمة على وجهه لتجد عينيه ترمقها بنظرات متيمة للغاية فخفق قلبه بوجهها، كانت تطـوق وجنته

بخوف ناطقه 


= أعني.. هل حدث لك شيء اعتذر لم أنتبه  


أبتعدت بسرعه حين انتبهت انها تمسك بوجهه

و ان وجوههم كانت قريباً بشده.. و ذلك فقط

اربكها اكثر.. نظرت إلي ملامح الصدمه علي وجهه.. ثم تفاجئت من نظرة عيناه تغيرت تماماً وابتسم شارد فـي عينيها سارح فيها، اتوترت مهرة بشده وكانت عيناها تلمع وهو ينظر لها بنظرات تجعل قلبها ينبض بهيستريا، آفاق وانتبه على نفسه سريعا.. وحمد ربه انه كان يُركز معها في بعض حديثها الذي القته علي مسمعه، وهز رأسه بهدوء زائف وهو يرد


= لا عليكي انا بخير لم يحدث شيء .


ثم تحرك رسلان منكبا على الطعام كالعادة، و رفع عينيه إليها قائلا مبتسماً بهدوء 


= هيا أيتها القزمه شاركنى الطعام . 


ثم تحولت ملامحه للاسى الزائف وهو يقول 

بزعل 


= لكن بعد الآن على أن اعتاد تناول الطعام بمفردى .. انتٍ فتاه متقلبه الود وربما أجد نفسي بمفردى مجددا.


رفعت مهرة حاجبيه بتعجب وقالت بعدم تصديق


= هيا رسلان ! أتريد أن تقنعنى أن الوحدة تؤثر على شهيتك ؟


انفجر رسلان ضاحكاً، وأجاب موضحًا بنفي


= نلتي منى يا قزمه.. بالطبع لن تفعلي .


انتهي رسلان من تناول طعامه والتفت لها و

إبتسامة زهـو تعلو ثغره، وهتف قائلاً باقتراح


= ما رأيكٍ، بما أن اليوم عطلة لنا، يمكننا أن نذهب لنزهة في الخارج؟


ضاقت نظراتها بحماس، ثم سألت باهتمام أكبر


= فكره جيداً لكن أمي مازالت نائمه ساخبر من للحصول على الاذن. 


هز رأسه بعدم مبالاة وهو يرد هاتف ببساطة


= اذهبي انتٍ وارتدي ثيابك وأنا ساتكلف بالأمر و اخبر أبي .


فكرت قليلاً ثم تنهدت قائله بتردد


= حسنا لكن بشرط


نفخ بضيق واعتقد ربما تعود إلى نفس أفكارها السابقه، و تساءل بجفاء


= وما هو ؟؟


زادت بسمتها فتنة وهي تجيب برقة 


= لا اريد رؤيتك متجهما هكذا مرة أخرى... ولتكن علاقتنا فى إطار الصداقه .


نظر إليها مبتسماً بشده وهز رأسه بالإيجاب، لتهب من مكانها إلى غرفتها تحضر نفسها وحقيبتها، و رسلان ذهب الى والده ليستاذن منه .


❈-❈-❈


استندت برأسها على مرفقها شـاردة في وحدتها، بعد خسائر كبيرة عادت لنفس حالتها بالسابق لكن الأمر مختلف كليا، بالسابق كانت تلك الوحده باختيارها هي! أما الآن عادت اليها مجبره بعد خسارتها؟ شردت بعقلها بتلك المشادة الكلامية الحامية بينها وبين سالم بآخر مره، أزعجها تكراره التفكير بذلك في مخيلتها لانها تتذكر فقط الأمور السيئه بينهم وكأنه عقاب خاص بها لتعذيبها.


وضعت يدها على رأسها، كاد يفتك بها ألم رأسها رغم تناولها العديد من الوصفات الطبية المسكنة للأوجاع، لكن لا نتيجة طيبة معها، الدوران يصيبها كل فتره وحين! حتى الطعام أصبحت تتقزز منه ولم تعد لديها شهيه.. و مؤخراً أصبحت معدتها تالمها أيضا و تتقيا، فهي تتناول فقط مجبره للعيش، لكن أعتقدت بان كل تلك الأمور بسبب تأثير نفسيتها لا أكثر.


افاقت من شرودها علي لفحة هواء بارده، فكانت تقف خلف ستائر شرفتها تنظر للظلام تري فيه مأساتها ولكن هي بالأساس هناك نجوم تلمع.. وكأنها تُريد ان تخبرها ان هناك في الظلام جمال لانراه لاننا أغلقنا حياتنا علي العتمه .


انتفضت مذعورة فجاه عندما سمعت صوت طرقات فوق باب منزلها فالساعه قد تخطت الثانيه عشر فمن سياتي لها الآن!. 


أسبلت عينيها تسنيم بتعجب وهي ترى سالم أمام باب منزلها بوقت متأخر، ولاحظت ايضا

وجه شاحب كشحوب الأموات فلأول مرة في حياتها تري زوجها الصلب القوي بهذه الحاله شعرت بالقلق لكن حاولت تجاهل الأمر وهتفت بنبرة حادة


= سالم! انت عارف الساعه كام دلوقتي؟ في حد يجي بوقت زي ده يزور الناس يعني اللي انت عاوزه ده ما كانش ينفع الصبح .


ليحدق فيها بنظرات غامضه عليها ثم سحب نفسًا مطولاً في صدره، حرره بعد لحظات

هاتفًا بحرج طفيف


= فضلت الف كتير وما لقيتش حد غيرك يسمعني! انا اسف عارف ان الوقت متاخر فعلا بس انا محتاجلك.. ممكن ادخل .


هوي بجسده فوق الأريكة ليطرق عيناه واضعاً

رأسه بين راحتي كفيه، جلست جانبه تنظر إليه نظرة تعجب وهي لا تفهم حالته وما الذي حدث بالضبط أوصله الى تلك الحاله فلاول مره تراه كذلك، حزين ومهموم! حتى انها خمنت انه كان يبكي للتو بسبب احمرار عينيه الواضح، تحدث أخيراً بحزن كبير وهو يردد


= كنتي بتلفتي نظري عشان كده؟ ليلي كانت

بضيع وانا مكنتش حاسس... انا السبب في

اللي هي فيه، انا اللي ما صدقتكيش من الاول.. انا اللي كنت فاكر انها ملاك و ما بتغلطش، كنت فاكر انها لسه الطفله الصغيره التي بتخاف على زعلي زي ما انا بخاف عليها 

اتاريها هي اللي طعنتني في ظهري .


ارتجفت أطرافها بقوة لإحساسها بالخطر، وتأكد شعورها حينما سمعت تلك الهمهمات منه الخافتة، وضعت يدها على قلبها حابسة أنفاسها متوقعة الأسوأ، فور سماعها كلماته وأردفت بغرابة


= سالم هو ايه اللي حصل بالظبط مالك .


أشاح بوجهه للجانب ليرد بيأس


= اللي حصل ان انا اخيرا صدقتك يا تسنيم وانتٍ كان معاكي حق ليلى كانت بتاذيك وبتاذي غيرك وبتاذي نفسها كمان.. كل حاجه قلتها لي اكتشفت انها صح! هي فعلا اللي كانت بتبقى متعمده توقع ما بينا وهي فعلا اللي خدت اللوز واكلته بنفسها عشان تدخل المستشفى وتتهمك انك اللي عملتي فيها كده..

حتى آخر مره شفتيني وحاولتي تنبهيني وانا اوحت وما صدقتكيش ..طلعتي صح برده .


ليبتعد عنها لثواني ينظر لها بتعمق اكثر ثم انفجر ضاحكاً ساخراً بقهر وهو يتذكر المحادثات التي راها بنفسه 


= بنتي انا طلعت بتشرب حشيش وبتصاحب ولاد وبتبعت صور لي.. وكل ده ليه عشان تمنعك انك تقربي مني وكانت عندها كمان استعداد تعمل اكتر! و كل ده انا شفته وسمعته من الشاب اللي هي كانت مصاحبه بغرض انه يؤذيكي ويبعدك عني خالص.. بس هي اللي وقعت المره دي في الخيه؟ طلع كان بيسجل لها كل ده عشان ياخذ كل اللي عاوزه منها .. من فلوس وصور ابتزاز من كل حاجه .. وكل ده عشان إيه؟ فكرت اتجوزت وأشوف نفسي لمره واحده من ساعه ما هي دخلت دنيتي


لم تجد رد لانها لم تتفاجا ببساطه فحالتها بالاخير كانت تشير بانها تفعل شيء سيء، وهي قد نبهته اكثر من مره؟ فليس عليها ذنب. 


رفع عيناه اليها ونهض من جوارها وكأنه نسي

وجودها معه فظل يتحدث ويخرج ما داخله ولم يشعر ان الحديث كان يسقط فوق قلبها لتجد حقيقيه واحده انها المذنبه دائما في تلك القصة، انها هي من شتت عائلتهم وان الصغيره سلكت ذلك الطريق بسببها.


أخفض رأسه بانكسار لكن سرعان ما رفعها مرة أخري مرادفا بحسرة شديدة وقد التمعت عينيه بالياس 


= لو مكنتش شوفت حياتي ونسيتها عشان

سعادتي مكنتش وصلت لكده... انانيتي

ضيعتها... انا السبب؟! يا ريتني ما اتجوزتك فعلا ولا قابلتك ودخلتك حياتي .


كانت تنظر له تسمع ما يؤذيها اكثر... ادانتها لم تكن بعبارات صريحه انما كانت تندس بين تأنيب لضميرها و أنها الجزء السبب دائما بكل خطا في حياته وحياه ابنته، صمتت وهي تسمعه ولم يرى دموعها التي كانت تسقط مسحتها سريعاً، وصاحت وهي تجز علي أسنانها بغضب


= يعني انت تاعب نفسك عشان تيجي تقول لي الكلمتين دول يا ريتني ما اتجوزتك ولا اتعرفت عليكي ومفكرني لما تقول لي انك عرفت الحقيقه هفرح مثلا؟! في بنتك هو انت بالظبط بتحاول توصل لايه انك تشوف اي طريقه توجعني بيها وخلاص .


انفرجت شفتاه للأسفل بهلع كبير، و أجابها بسرعه بصوت حزين مستاء


= لا والله انتٍ فهمتي كلامي غلط يا تسنيم انا بقول يا ريتني ما دخلتك حياتي عشان وجعتك بالطريقه دي، انا وانا جاي في الطريق عمال افتكر كل حاجه؟ كل مره ليلى حاولت توقع ما بينا وكنت باجي عليكي.. كل مره كنتي بتحاولي تنبهيني فيها وانا ما كنتش بصدقك.. فهمت ليه دلوقتي لما اعتذرتلك اخر مره قلتلي ما تنفعنيش ولا هتفيدني بحاجه كلمه اسف! لان انا فعلا اتاكدت دلوقتي انك معاكي حق ولاني حتى مش قادر اطلب منك السماح وما استاهلهوش.. 


رمقته بنظرات محتقنة إلى حد ما مستنكرة حديثه وهي تقول بحدة


= ما طلبتش منك كل ده قلت لك ابعد عني وكفايه.. سالم احنا لازم نبعد.. علشان اعرف اعيش علشان الاقي تسنيم اللي انا اعرفها


توتر قليلاً، ولكنه جاهد للحفظ على ثبات انفعالاته، فابتسم وسط حزنه قائلاً بحذر


= انتٍ تسنيم اللي انا اعرفها.


تفرست في وجهه بجمود ثم أجابته بخفوت شديد وهي تزدري ريقها


= لا اللي قدامك دي مش انا، انت غيرتني كتير من كل حاجه، انا بقيت اجي على نفسي عشان خاطرك نفسيتي شالت كتير وما بقتش عارفه ارجعها لحد دلوقتي.. سالم في عقاب لازم ينزل علينا كلنا انا ظلـمت نفسي وانت كمان ظلمتني و لازم تتحرم مني و مش معنى انك أخيرا عرفت الحقيقه فكل حاجه ممكن ترجع زي الأول ولا افكر اسامحك.. أنت ذبحتني وكسرتني.. انا دلوقت قدامك بسبب واقع غصب عني! وانا لسه بحبك آه مش هنكر وده واقع عمره ما هيتغير بس اكتشفت ان الحب مش كفايه لوحده.. وانا ما لقيتش معاك اي حاجه تحسسني ولا بالحب ولا بالامان .


ضغط على شفتيه بقوة، فالخوف قد بدأ يتسرب إليه لمجرد التفكير في احتمالية انتهاء تلك الزيجة، تنهد بعمق مخرجًا من صدره زفيرًا مشحونًا مليئًا بالكثير من الأفكار المحبطة التي حاول عدم التفكير فيها مؤقتًا، ثم أجاب بنبرة رجاء 


=لا أرجوكٍ ما تقولهاش بالذات في الوقت ده.. تسنيم انا تعبان جدا ومحتاجلك في الوقت ده اكتر من اي حد، قولي عليا اناني زي ما انتٍ عاوزه بس ما ينفعش تتخلي عني في الوقت ده مش انتٍ طول عمرك احسن مني و رغم كل تصرفات ليلى وتصرفاتي كنتي بتحاولي تنبهيني خليكي معايا جدعه للاخر.. وما تسيبنيش انا محتاجلك بجد حاسس إني مش هعرف اعدي كل ده لوحدي انا متلخبط ومش عارف اتصرف ازاي اصلا 


زاد ضعفه أمامها لكنها لم تهتز أو تتأثر به، بل زاد رفضها أكثر منها، وأجابته بفتور


= بجد!! طب ما انا كمان كنت محتاجه لك اوقات كثير وبدل المره عشره.. و كنت بتكون جنبي بس ما بتشوفنيش ولا بتسمعني مش قلت لك لازم العقاب ينزل علينا احنا الاتنين عشان نحس ببعض.. اسفه يا سالم انا مش جدعه زي ما انت مفكر ولا احسن منك ولا هقف جنبك وهسندك .. وهتعرف تعدي كل ده لوحدك ما تقلقش عديت باللي اصعب منه وقلت نفس الكلمتين دول بس هعدي لما اسيبك بجد .


شعر بحالة الحزن الشديدة المسيطرة عليها بعد فشل حياتهم وفقدانها لكل شيء، فاعتصر قلبه آلمًا وحاول أن يهون الأمر قائلاً بندم


= اسف يا تسنيم اني جرحتك وظلمتك بذنب مالكيش دخل فيه


فركت طرف ذقنها بيدها وهي تجيب بجمود


= عارف يا سالم أمتي الواحده مننا بتدور على الضمان في حياتها؟ اول لما بتفتقد الامان

اللي مفروض تحسه بحياتها، الأمان اللي مفروض نحسه من اقرب الناس لينا 


جف حلقها بصورة كبيرة، وشعرت بتسارع دقات قلبها خوفًا نعم خوفاً نتيجه عدم الشعور بالامان، وهي تقول باعتراف و بنبرة شبه مرتجفة


= أهو انا دلوقتي بقيت عامله زي فريده ومهره وكل بنت زيهم بدور على الضمان في حياتي اللي افتقدته زيهم .. ومش لاقيه؟ يعني انا حياتي بقت بدون ضمان.. عشان كده تستاهل اللي انت فيه و اكتر دوق بقي من اللي انا شوفته وصدقني مش هتصعب عليا 


اقترب منها يقف أمامها مشتاقاً ولكنه سيظل

على وعده سيعطيها الحريه كامله سيجعل

اوجاعها وخذلانها منه يطيب اولا، داعب وجهها بخفه وانتقلت بعدها يداه لخصلاتها متنهداً بضعف شديد


= معاكي حق، أستحق اللي انا في يا تسنيم

واكتر .. انتٍ عملتي اللي عليكي وزياده و حاولتي تنبهني كتير هتعملي معايا ايه اكثر من كده.


ألقي بثقل جسده المتعب على المقعد متنهدا بإرهاق واضح، تفرست زوجته حالته بجفاء 

وأردف مضيف ساخراً من حاله 


=و جي الوقت اللي ادوق فعلا فيه ازاي ابقى على الهامش، و اوجه لوحدي.. واعرف ازاي اعاقب بنتي مش اقعد افوتلها غلطاتها واطلع لها مبررات.. بس انا والله ابتديت العقاب من اول إللي عرفته وما قدرتش اسيطر على نفسي ومش مصدق لحد دلوقتي ان انا قدرت أمد أيدي عليها واضربها .


شخصت أبصار تسنيم على الأخير بعد عبارته تلك، وتدفق إلى عقلها مشهد ضربه الى طفلته والتي لم تتوقعه في احلامها حتى، تعقدت تعبيراتها من رده الغير منطقي، وهتفت مستنكرة سذاجته


= ضربت مين أنت بتقول ايه.. هو انت لا تدلع اوي لا تعاقب وتضرب؟ انت عملت فيها ايه بالظبط .

تابع قراءة الفصل