-->

رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 23 - 3 الأربعاء 15/11/2023

  

قراءة رواية حياة بعد التحديث

الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حياة بعد التحديث

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الثالث والعشرون

3

تم النشر يوم الأربعاء

15/11/2023



آمالت فريدة رأسها للأمام قليلاً من الشرفه لتحدق الي الأسفل، حيث يقيم حفل زفاف بجانب البنايه و الزينه والانوار معلقه في الشرفات العلوية، وفي ذلك الأثناء دخل بدر وعلق متعجب


= ايه يا فريده انتٍ لسه ما لبستيش هنتاخر على الناس .


التفتت له ثم أخرجت تنهيدة مطولة من صدرها وهي تقول برجاء


= ما انا بصراحه مش عاوزه اروح مكان الناس اللي فيه ما تعرفنيش ولا انا، وبعدين هم عزموك انت على الفرح وما حدش يعرفني فا هروح معاك علي اساس ايه، ما تخليني انا هنا مع البنات وروح انت براحتك.. على الاقل دول جيرانك وانت عارفهم لكن هم مش عارفيني .


هز رأسه بعدم اقتناع وأردف قائلا بجدية


= ما انتٍ لازم تروحي معايا عشان يعرفوكي وبعدين مين قال لك انهم مش عزموكي؟ ده أم العريس بنفسها وهي بتعزمني اكدت عليا اني اجيبك معايا يعني هتزعل لو ما لقيتكيش جايه.


نظرت له فريدة مجددًا برجاء لكنه تجاهلها مضيف بصرامة خفيفه


= مش عاوز أعذار بقى ويلا البسي عشان تيجي معايا واهو بالمره تغيري جو وتتعرفي على الناس وهم كمان يعرفوكي . 


بعد فتره بالفعل ارتدت فريده ثيابها وهبطوا الى الفرح ليقوموا بواجبهم بحفل الزفاف، في البدايه كانت فريدة منكمشه في بحرج لانها لا تعرف الجميع لتجلس بين النساء معيدة وضع الرضيعة على حجرها، و سرعان ما بدأت تندمج معهم في إظهار حماسها وزادت الأجواء حماسة مع انفعالها المندمج بالأغاني الشعبية المحمسة بين الجميع، ضمت الطفله إليها و التي بدأت تقوم بحركات عشوائيه على دندنتها مع الأغاني، أبتسمت لها بسعادة ثم أبعدت فريدة أعينها المتطلعة إليها لتستدير برأسها نحو والدة العروس في الخلف، و كانت بحاجة للعون فتحركت صوبها تعرض عليها مساعدتها، وتساءلت قائله باهتمام 


= محتاجه مساعدة مني يا طنط؟


نظرت إليها بحنان قائلة بإبتسامة عريضة


= تسلمي يا بنتي كثر خيرك، اتأكدي بس معايا يا حبيبتي إن كل الناس اللي معزومه اخذت واجبها، مش عاوزه الناس تاكل وشنا .


وضعت فريده على كتفها الطفله وبدأت تساعدهم وهم كانوا مرحبين بها بشده، وفي ذلك الأثناء، أقترب بدر من زوجته وأشار لها بكفه لتاتي متسائلاً باهتمام


= ها عاملة ايه؟ عجبك الفرح 


سارت بتمهل نحوه راسمة على شفتيها ابتسامة ناعمة، اقتربت منه قائلة برقة


= يعني، الناس هنا طيبين أوي.. وشكلهم كمان بيحبوك اوي كل ما واحده تعرف ان انا مراتك بتفرح اوي وترحب بيا، فرحانين عشانك انك أخيرا استقريت وكده .


عدل بدر من ياقه القميص قائلاً بتفاخر 


= عشان بس تعرفي جوزك قد ايه محبوب عند الناس، بقول لك صحيح لو واحده عرضت عليكي انك تطلعي ترقصي مع الستات اللي فوق دول بلاش، وارفضي.


فهمت مقصده فيما يتعلق بالرقص مع النساء فوق الكوشه، بالطبع لم تكن لتقبل بذلك أمام مرأى رفاقه من الشباب، لكنها حاولت التلاعب معه وقالت بمكر 


= ايه ده ليه؟ هو مش ده فرح والمفروض افرح مع الناس ونرقص .


رفع حاجبيه بتهكم وهو يرد موضحًا بضيق


= وانتٍ لازم تفرحي وتبركي للناس بالرقص يعني، جميلنا وباركنا بالكلام كفايه ونقطنا كمان بالفلوس . 


ضحكت على أسلوبه التهكمي في حديثه ثم ردت قائلة


= خلاص ما تقلبش وشك كده بهزر، انا ما بعرفش ارقص أصلا! 


ارتدى قناع الجمود على وجهه، فمازالت حميته مسيطرة عليه ومن جانب آخر عاداته وتقاليده والبيئه التي نشا فيها تمنعه من قبول ذلك، هاتفا بحذر


=طب كويس أنا بقولك بس، أنا مش بتاع الحركات دي! كل واحد سايب مراته ترقص فوق والرجاله قدامهم، مش في المداري حتى وستات مع بعض، فخدي بالك!!


إرتسم على وجهها ابتسامة رقيقة ، وردت عليه بصوت خفيض 


=وأنا ما بقبلش أصلاً بكده برضه، كويس في حاجه متفقين عليها مع بعض .


أجاب مازحًا وهو يشير بذراعيه في الهواء


= احنا متفقين من زمان بس انتٍ اللي مش واخده بالك من أيام ما كنتي بتطلعي عيني كل ما اجي ازور خالتي عواطف.. فاكره.


هزت رأسها بالإيجاب وهي تضحك علي حديثه، ثم رمقها بنظرات ماكرة، و كور بدر قبضة يده مضيف بصوت غامض


= بس يبقى نشوف بعدين حكايه ما بتعرفيش ترقصي دي! يعني بيقولوا ما فيش بنت ما بتعرفش ترقص .


عقدت حاجبيها باستغراب وقالت ببلاهه


= وانت عاوز تشوف الحكايه دي ليه، ما انت من شويه لسه بتقول لي ما ترقصيش قدام الناس 


حك طرف ذقنه بإبهامه، و رد عليها بثقة غامزاً لها 


= شغلي مخك شويه، أكيد مش قصدي ترقصي قدامهم.. ترقصي ليا انا مثلا 


رمشت بعينيها عده مرات تستوعب جرأته الغير معتادة عليها لكنها لمست قلبها، حيث تورد وجهها من كلماته تلك، و عضت على شفتها السفلى بحياء جلي هاتفه بخجل 


= انا هروح اشوف ام العريس عاوزه مني حاجه تاني ولا لأ، وانت هات البنت التانيه .


مرت أجواء الفرح بشكل اعتيادي، ثم لمحتها تلك السيده من أعلى "الكوشة" تعرفت عليها علي الفور جيد فتهللت أساريرها، ثم تحركت بتمهل نحو طاولة فريدة، هتفت مهللة بسعادة وهي تمد يدها لمصافحتها


=ازيك يا فريدة ليكي وحشه هو انتٍ مش فاكراني ولا ايه .


شعرت الأخري بالصدمه وبادلتها التحية وهي تطلع فيها بخوف، رغم انشغال بدر إلا أن أعينه كانت تعرف الطريق إليها بين الجميع كل فترة وحين ليطمئن عليها، انقبض قلبه بقوة حينما لم يجدها حوله، لم يستطع بدر التحكم في عينيه التي بحثتا عنها بتلهف، وهو يجول بين جموع الشباب الذين يملأون الشارع، ثم تنفس الصعداء حينما رآها تقف تحادث سيدة ولكن لاحظ وجهها الشاحب بشده، اقترب منها عندما تركتها تلك السيده ورحلت، وتساءل بغرابة شديدة


= في ايه مالك يا فريده؟ ومين الست اللي كنتي واقفه معاها دي؟ و وشك قلب فجاه هو انتٍ تعرفيها.


نظرت فريدة إلي الخلف لتجد صديقتها تقف مع لوزه، ومالت عليها لتهمس لها بشيء ما في أذنها، فتوسلت له راجية


= بدر عشان خاطري خلينا نمشي من هنا حالا 


أغلق بدر الباب خلفهم بهدوء، واستدار باحث بعينيه عن زوجته ليجدها وضعت الاطفال في غرفتهم وتكمل ارتداء ردائها الأبيض لترتديه، و لاحظ كانت ترتجف وهي تبدل ثوبها لا يعرف إن كانت تلك الرجفة بسبب خجلها منه الدائم أم خوفاً.! فهو حتى الآن لا يعرف سبب طلبها الغريب ذلك للرحيل دون تفسير وكانت وكأنها تهرب من شيء ما .


استدارت هي برأسها نحوه، و رمقها بنظرات مطولة وهو يسأل بهدوء جـــاد 


= اموت واعرف ايه اللي خلاكي تقومينا فجاه كده بعد ما كنتي مبسوطه وخلاص خدتي على الاجواء في الفرح، ايه اللي حصل؟ في حد ضايقك هناك، ما تقولي يا فريده ما بحبش السكوت بتاعك ده.. وقلت لك قبل كده ما تخبيش عني حاجه .


نفضت شعرها خلف ظهرها، ووضعت شريطًا من الستان على مقدمته تاركة بعض الخصلات تغطي جبينها، لتقف أمامه متوترة بشده وهي ترد بقلق بالغ


= الست اللي كنت واقفه معاها دي كانت بتشتغل معايا في نفس المستشفى، اللي حصلت لي فيها الحادثه واكيد سمعت باللي حصل.. لا و المصيبه الاكبر كمان طلعت تعرف لوزه وشكلهم اصحاب اوي يعني ممكن تقول لها على موضوعي .


لم يعجبه فكره بأنها ما زالت تضع رأي الآخرين في المقام الأول بحياتها، وتتعامل على ذلك الأساس باستمرار، لكن يعلم جيد بأن ذلك من تأثير عائلتها عليها، ثم هتف بعدم رضا


= هو ده الموضوع اللي انتٍ عامله القلق كله عشانه، ده انا فكرت في مصيبه حصلت ولا حد عمل لك حاجه في الفرح.. كبري دماغك يا فريده و قلت لك اكتر من مره ما تعمليش حساب للناس ما حدش لي حاجه عندنا ولا انا مش عارف الموضوع مثلا وهتفاجئ؟؟ ما تقول لها ولا ما تقولهاش، ايه اللي هيفرق معانا لما تعرف سواء هي ولا غيرها .


نظرت له فريدة بتعجب، ثم وضعت يدها على خصرها قائلة بتأكيد


= هيفرق كتير طبعا، طالما واحد عرف الموضوع خلاص الكلام هيبتدي يتنطور في المنطقة وهيقعدوا في الراحه وفي الجايه يخنقونا بالاسئله وبالكلام الموضوع كبير فعلا يا بدر مش هتستحمل وضعهم نفس اللي حصل لي زمان، وأنا فكرت نفسي هقدر استحمل كلامهم بس ما قدرتش ولا انت كمان هتقدر .


رمقها بنظرات ممعنة، و رد عليها باحتجاج 


= فريده، الناس دي طول ما انتٍ عامله لهم حساب في حياتك هيفضلوا يتكلموا ويدخلوا في اللي ما لهمش فيه.. الموضوع ابسط من كده! من قبل ما حد يفتح معانا الموضوع هنرد عليهم بكلمه واحده و بسيطه ما لكش دعوه بحياتنا بس!! او انت مالك! هيتحرجوا وقتها ويتكسفوا على دمهم ومش هيفتحوا الموضوع تاني.


إتسعت مقلتيها من رده واستهوانه بالأمر، و همست بصوت خفيض يحمل الخجل


= هو انت كل حاجه عندك بسيطه كده لما تتحط في الموضوع هتفهم كلامي .


سلط أنظاره عليها بشكل جدي، وســألها بضيق


= ومين قال لك ان انا ما اتحطتش في نفس الموضوع؟ هو انا مش سبق وقلت لك ان انا كنت زيك وما كنتش بترحم من كلام الناس! عارفه يا فريده فكرتيني بموقف حصل لي زمان الست اللي اتبنتني قبل ما تتوفى في مره وانا صغير كنت بلعب مع عيال من اهل المنطقه و واحد منهم اتغاظ مني عشان بكسبه في اللعب وناديني وقال لي ما بقاش الا انت يا ابن اليتيم يالي مش عارفين أهلك مين هتيجي وهتغلبني.. 


إزدردت ريقها بتوتر وهي تسمع كلماته باهتمام

فزادت من اضطرابها، حين تابع حديثه قائلاً


= وقتها انا عملت نفس عمايلك دي اتضايقت وقعدت اعيط وجريت على الست اللي اتبنتني اشتكيلها عشان تجيب حقي وقلتلها ان انا مش هنزل العب في الشارع تاني وهفضل محبوس هنا عشان ما اسمعش الكلام ده تاني .


تحسس وجهها بأنامله، واضاف لها بتنهيدة 


= ساعتها هي ردت عليا وقالت لي ماشي وبعدين مستني مني مثلا اخدك من ايدك واروح اتخانق مع الولد اللي قال لك الكلام ده ولا امه؟ قالتلي تبقى غلطان لو فكرت انهم هيطلعوا نفسهم غلطانين ولا هيقعدوا يتاسفوا ليك، لان الغلط من ناحيتك عامل ليهم حساب ليه؟ كلمه واتقالت ليك لا هترد في وقتها وتضايقه زي ما ضايقك.. لا تديله ظهرك عشان تبين لي الموضوع مش فارق معاك وتقعد تكمل لعبه قدامه عشان تثبت له ده كمان.. انما تعيط وتختفي عن عيونهم وتستنى حد يعتذر ويديك مبرر؟ ده مش هيحصل بالعكس انت كده بتعرفهم نقطه ضعفك و هيزيدوا فيها اكتر.. الولد ده قال لك الكلمه دي وهو متاكد انها هتضايقك وهو دلوقتي زمانه فرحان لما شافك زعلان وعرف يوصل للي هو عاوزه وكل ما تضايقه و تكسبه هيقول لك نفس الكلمه.. انما فكر لحظه كده لو كنت وقفت قدامه وبينت لي انك مش فارق معاك مش هيعيدها تاني لانه ما لقاش رد الفعل اللي كان مستني منك.. ومن وقتها وانا بتعامل على الأساس ده ومش بدي اهتمام لغيري.


فوقف بدر أمامها ومــال أمام وجهها، وهمس قائلاً بهدوء جاد


= أهو انا نفسي انتٍ كمان بقى تعملي نفس ردي فعلي يا فريده، لو الست دي فعلا قالت قصتك لحد تحت و وجهك، لا تردي وتسكتيهم انهم ما يتدخلوش في حياتك لا تبيني ليهم انك مش فارق معاكي عشان ما يتمدوش.. ويبقى احسن كمان لو عملتي رد الفعلين دول! احرجي اللي قدامك قبل ما هو يحرجك.. ما تخليهمش يلاقوا رده الفعل اللي هم مستنينها منك.. فهمتيني !! 


طالعت زوجها بنظرات مطولة، بإعجاب فسرى في جسدها قشعريرة خفيفة وهي تردف بنبرة مضطربه 


= بدر هو انت ازاي كده.. أو هو انا عملت ايه في حياتي حلو عشان ربنا يرزقني بواحد زيك كده، انا فاهمه انت عاوز تقول ايه.. بس تعرف كمان لما سرحت شويه كده ان لو كنت فعلا كل واحده حاولت تتدخل في حياتي و قلتلها انتٍ مالك ومنعتها من ده ما كانتش اتدخلت من الأساس وسيطروا عليا .. ولا كان زماني وصلت هنا وكلام الناس بياثر عليا لسه


ابتعد عنها رمقها بنظرات حنان ثم باغتها بطبع قبلة صغيرة على وجنتيها، ومسح على ظهرها برفق وأردف قائلاً بنبرة مشجعة 


= إحنا هنقف في يوم من الأيام بين ايدين ربنا ومش هنخاف! عشان عارفين حدود اعمالنا بالدنيا و ما عملناش حاجه نتكسف منها..يبقى المفروض ما نخافش واحنا واقفين قدام عباده .. مش كده.


شعرت براحه كبيره من حديثه ذلك، وبدت مقتنعه تماماً بكلامه الذي يريح القلب . 


كانت تنظر له بنظرات ممتنة وكأنه قد أهداها ربها كنزًا لا يقدر بثمن وهو بدر، رأت في عمق نظراته احتواء و حنان أكبر وأصدق، حنان انتشلها من حزن قاسٍ وأتى بها إلى أرض الأحلام، اتسعت ابتسامتها قائله بحب


= كده .. ربنا يخليك ليا .


ظلت تستمع اليه وتنظر اليه وتفكر؟ لطالما كان بدر رجل مكتمل الرجولة، صبره معها الذي لا تنكره؟ تفهمه وحنانه واحتواءه.. حركاته و سكناته وكلماته، كل ما فيه يعبر عن رجولة حقة كم هي محظوظة به! ليته كان الرجل الوحيد الذي قابلته بحياتها يحمل هذه الصفات ويتحلى بهذه المكارم .. كم هي محظوظه به بالفعل، بدر هو العوض الحقيقي لمعاناتها.


❈-❈-❈


وصل سالم وتسنيم الى المنزل، وقد أصرت تسنيم أن تأتي معه وترى ليلي ولعلها تحل الأمر بدون خسائر أكبر، تفاجا الاثنين بوجود ناهد بداخل المنزل وهي تنظر اليهم بغضب شديد لتهتف بنبرة ساخراً 


= شايفاك مع الهانم مراتك اهو واتصالحته كمان، بس لولا اني جيت بالصدفه ازور حفيدتي ما كنتش شفت المصيبه اللي انت عملتها؟؟ قافل على البنت وحبسها جوه ولما كسرت باب الاوضه عليها.. ادخل جوه واتصدم بحالتها دي.. من امتى وانت بتضرب البنت بالطريقه الوحشيه دي عملت ايه عشان تضربها أكيد الهانم مراتك هي اللي قومتك عليها ... مبسوطه اوي باللي عمله البنت وشها كله كان دم ده مش سايب حته فيها سليمه وكل ده عشان الـ..


هزت رأسها تسنيم بيأس منها، بينما ارتسم الغضب فوق ملامح وجهه فقد كان كالبركان المشتعل، و قاطعها بتجهم شرس


= لا كل ده مش عشان تسنيم كل ده عشان حفيدتك المحترمه اللي جوه وعمال تحاملها اوي كده، اكتشفت بالصدفه انها تعرف ولد مش كويس وبتسهر معاه في اماكن ما ينفعش تروحها وخدي الكبيره بتشرب معاه حشيش و اقول لك بقى الانقح من كل ده بتبعت صور ليها لي؟ وعارفه هي بتعمل كل ده ليه بلاش اقول لك عشان مش هتصدقي اتفضلي ده موبايلها اللي شفت إللي عليه بالصدفه .. واعرفي الهانم بتعمل ايه من ورانا كل ده ومقرطسانه .


عقدت حاجبيها بذهول وأخذت منه الهاتف و بدأت تقرأ المحادثات وتسمع الرسائل الصوتيه مثله بصوت حفيدتها، تجمدت بمكانها فور سماعها ذلك و عقلها غير قادر علي استيعاب ما رأته فلا يمكنها ان تصدق بان حفيدتها الوحيده يمكنها فعل ذلك حتي وان كانت تكره زوجه أبيها، فا بثقتها فيها يمكنها ان تجزم بانها ذاته شخصية خجوله لا يمكنها تصديق قدرتها عمل ذلك الفعل المشين تنحنحت محاولاً الخروج من حالة الجمود التي إصابتها قائله بحزم وهي ترمق سالم بشك


= لا مستحيل اكيد الكلام ده مش حقيقي ومفبرك !! يعني ايه، لا ليلي مش كده اكيد في حاجه غلط .. إزاي .


تنهدت تسنيم مطولاً بيأس ثم حاولت شرح الأمر وهي تشفق على حالتهم ووضعهم الان رغم ما فعلوا بها لكن حاولت تقديم النصيحه 


= أهدي يا مدام ناهد عشان نعرف نحل الموضوع، انا من رايي انكم لازم تبلغوا البوليس ومحدش منكم يفكر يدي للولد ده الفلوس اللي طالبها، احنا مش ضمنينه واللي زي ده اكيد مش هيديكوا كل حاجه ماسكها عليها بسهوله كده، وهيقعد كل مره يساومكم طالما اديته له من أول مره خلاص.. فالافضل أن تبلغوا .


استشاطت غضباً منها وكأن سماع صوتها يثير

داخلها تقصيرها واهمالها لحفيدتها، غضبها داخلها زاد ولم تشعر بنفسها الا وهي تصيح بحدة 


= اخرسي، مين قالك اصلا أن الكلام ده حقيقي و بنت بنتي ممكن تعمل كده .


رغم داخلها تعلم جيد أن الامر يخصها وحدها هي و سالم المسؤولين عنها وعن تقصيرهم واهمالهم إلي ليلي... لكن أرادت إخراج غضبها من نفسها ولم تخرجه الا عليها كعادتها، ثم تابعت حديثها قائلة باشمئزاز 


= انا واثقه ان انتٍ اكتر واحده شمتانه فيها

ومش بعيد تكوني انتٍ السبب وسلطتي الولد

ده عليها ما انتٍ بتكرهيها.. كنا عايشين مرتاحين يا شيخه من ساعه ما جيتي وانتٍ وشك شؤم علينا 


كانت تسنيم تسمع كلامها وتجرحها لها وتعض

على شفتيها حتى لا تصدر صوت منها وتبكي، ستفضح الأمر بمجرد تطلع أحد ما لوجهها و تفرس في تعابيرها المرتبكة بضعف، استغرقها الأمر بعد ثواني لتتلاشى تدريجيًا منها وتعود بشرتها إلى طبيعتها العادية، فكادت ان تجن فالجميع دائما يضعها في المقام الاول وهي المخطئه ولا يرى احدهم خطاهم، نظرت إليها بسخرية وهي تقول بصوت شبه غاضب


= انتٍ بتقولي ايه، انتٍ وعيه لكلامك!