رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 23 - 4 الأربعاء 15/11/2023
قراءة رواية حياة بعد التحديث
الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حياة بعد التحديث
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الثالث والعشرون
4
تم النشر يوم الأربعاء
15/11/2023
جذبتها من ذراعها تقبض عليه بكفها حتى تأوهت، واکملت تجرحها وهجومها عليها، و أخذت تصرخ في وجهها بانفعال
= بقول الحقيقه... عايشه معانا في دور الملاك
وانتٍ زي الحيه بتخطط لكل حاجه بهدوء، يا ريتك ما دخلتي حياتنا ولا اتجوزك يا شيخه
اقترب سالم بسرعه يبعدها عن زوجته ونظر اليها بتحذير وقبل أن يتحدث سبقته تسنيم
فلقد اخذت كلماتها ترن باذنها مما جعل الدماء تفور بعروقها وهي تردف بصرامة شديدة
= ابعد عني، انا سكت لك المره اللي فاتت احتراما لسنك بس ما تضطرنيش اعمل حاجه انا مش عاوزاها لاني مش هفضل كل مره اسكتلك سواء انتٍ ولا غيرك في البيت ده، انا تعبت منكم لا وبتتهموا ليلى انها مش بتعترف بغلطها امال انتوا إيه؟ دلوقتي بس عرفت البنت ما شاء الله طالعه لكم.. ناهد هانم مش عايزه تعترف بالغلطها العظيم وانها بتغلط زي البني ادمين عادي وما كانتش قد مسؤوليه حفيدتها وابوها نفس الحكايه، فيلا اي حد قدامي ارمي عليه التهمه.. انما احنا ما بنغلطش الناس كلها بتغلط والعالم الا احنا
أكملت تسنيم تصيح بحدة
= قبل ما تتهموا الناس اتهموا نفسكم الأول
انتم السبب... دخلتوا نفس فكرتكم بعقل البنت وأنكم ما بتغلطوش وفضلتوا تفوتوا ليها بدل الغلطه ألف لحد ما وصلت انها تؤذي.. خلاص اديتوها صلاحيه انها تعمل ما بدلها في الناس ما احنا بنعاقبكيش .. وجاية دلوقتي يا ناهد هانم بتدوري على حقها كنتي فين من الاول من حياتها... ليلي من زمان أوي كانت ماشيه
في طريق غلط ونبهتكم وانتوا مشوفتوش
مسح سالم بيده فوق وجهه يجاهد نوبة أخرى من نوبات غضبه السابقه، في حين نظرت إليه تسنيم بتهكم وعلقت بسخرية مريرة
= وانت يا استاذ سالم، يا اللي بتثق في بنتك ثقه عاميه ومستعد تكذب العالم كله عشانها
ودايما عندك ثقه انك كنت تعرف عنها كل كبيره وصغيره.. لسه الثقه دي عندك؟ طب فاكر لحد اخر مره لما نبهتك برده رغم كل اللي حصل وبرده رفضت تصدقني وقلت لي انا واثق في ليلي وتربيتها .. انت ما كنتش عايش مرتاح البال وانا اللي جيت بوظت عليك حياتك على فكره زي ما انت فاكر والهانم اللي جنبك، لان ليلى من زمان في الطريق ده وبتاذي غيري بس انتم اللي ما كنتوش واخدين بالكم.. او تبقى مصيبه اكبر لو كنتوا واخدين بالكم ومش عاوزين تصدقوا .
لام سالم نفسه عشرات المرات لأنه لم يتخذ حذره من البداية لحدوث كل ذلك، رغم أنها لقد أعطته فرص ثمينة للتقارب الحسي بينهما، وهو لم يتخذها على محمل الجد او يحرص على الحفاظ على فرصته، بعد أن دعس حبها بقسوة بالتاكيد ستكون الآن رافضًا السماح لمشاعرها بالتحرر معه، نعم هو أحبها ولا يعرف كيف حدث هذا، لكن عشق ملامحها و طيبه قلبها الذي استغلها فيما بعد وشجاعتها وخوفها على ليلي والذي بدأ يفهمه مؤخراً، من أقل شيء يمكن أن يؤذيها، تلك السمات التي افتقدها في شريكه حياته السابقة التي كانت على النقيض تمامًا، فأتاحت الفرصة لشخصه للتسلل إلى قلبها والاستحواذ عليها كليًا...
لكن ليت حافظ على ذلك، بل أبدًا لم يشعر بما كانت تكنه له، ندم على تسرعه في الحكم عليها فحتي يحافظ على مشاعر ابنتها نسي في المقابل أنها لديها مشاعر مثلها.. بدا متوترًا تلك المرة بشكل كبير رغم اعتياده ولم يجد رد
علي الحالة الباهتة تلك، لتكمل بصوت منخفض خرج منها منكسر قدر ما يشرح ألمها وخيبة آمالها الدائمة به
= ياريتني ما اشتغلت عندك ولا شوفتك..
ياريتني ما قابلت راجل الماضي إللي بيتجوز
عشان أهدافه، ومش بيفكر في اهداف غيره.. اناني طول الوقت .. عاوز ياخد وما يديش ومربي بنته على نفس الطريقه .
اقترب نحوها سالم بتوجس متوسلها بالصمت، فشعور الذنب والندم يقتله حرفياً
= خلاص يا تسنيم.. اسكتي كفايه
صاحت تسنيم بحده وقد اشتعل وجهها بغضب
= لا مش هسكت تاني... سكت زمان كتير
ومحدش رحمني دوستوا عليا انت وبنتك و حماتك.. في الأول عديت وقولت لنفسي استحملي وعيشي يمكن في يوم يحس بيكي
أنسابت دموعها بغزارة وكلماتهم وافعالهم تقتحم عقلها فتدمي قلبها اكثر، اخذت تسنيم تصيح من شدة الالم الذي تشعر بها لكنها لم تتوقف عن الحديث حتي شعرت بجسدها يتخدر من شدة الالم ولم تعد تشعر بشئ
= اتهمتني اني حاولت اؤذي بنتك واتاريها هي اللي كانت بتاذي نفسها زي ما انا قلت لك وانت ما صدقتش... كلكم اتهمتوني من غير ذنب... عيشت بينكم كأني دخيله على حياتكم كأني باخد حاجه مش ليا... عيشت فرد زايد لا ليه حق يتكلم ولا يعترض.. وانت اللي مفروض جوزي وحمايتي سيبتهم يهينوني
تابعت قائلة بغل وهي تنظر في عينيه بتحدي و غضب
= خلاص كان لازم كل ده يحصل عشان تصدقوا، كان لازم البنت تضيع وتضيعكم معاها الملاك الطاهر اللي مش بيكدب اتكشف خلاص وعرفتوا انها كذابه... ليلي البنت العظيمه
كانت بتكدب طول الوقت عشان ما حدش ياخد مكانها في حياه ابوها ويفضل يحبها وما يحبش غيرها، ولو لازم الامر انها تاذيه عشان توصل لهدفها بتعمل كده من غير تفكير ما هي ضمني انها مهما تعمل محدش هيصدق الطرف الثاني .. يا ترى زي ما فكرتوا في بنتكم فكرتوا كام واحده اذيتها وهي دلوقتي حالتها عامله ازاي ومن ضمنهم انا ..
انفرجت شفتاه بألم وهو يسمع الى ألمها وما اوصلها إليه هو وعائلته، هنا أدرك الحقيقة المريرة، مصير مظلم مع وحدته الموحشة في انتظاره بدونها، تابعت وهي تنظر اليه بسخرية لاذعة
= بس للاسف ما فكرتش في كل ده عارف ليه عشان انتم انانيين زيها او هي اللي زيكم.. و لسه بتدوروا على مصلحتكم.. و لسه مستعدين تدوسوا على غيركم وترموا غلطتكم على حد ثاني.. طول ما انتوا لسه ماشيين بالطريقه دي يبقى مش هتعرفوا تحلوا حاجه وعاملين تليفوا في نفسي الدايره ..انا بنصح اصلا مين وليه اعملوا اللي انتم عاوزينه ما انتم في النهايه بتنفذه ده .
شعرت ناهد برجفة قوية تضرب جسدها بعد سماعها لتلك الاعترافات المثيرة، وأنها كانت تحت وطأة ضغوط مهلكة للأعصاب وتجاهد للبقاء قوية صلبة وصلدة أمام الجميع، بسبب حفيدتها و سالم، كذلك كانت الظروف و الأوضاع مختلفة تمامًا بينها وبين ليلي...
نكست تسنيم رأسها وأخرجت تنهيدة عميقة من صدرها، تضيف مرددة بوجوم
=هو انتم بتلوموني على ايه مش فاهمه بجد.. ليلى بنتكم انتم مش بنتي لو لسه فاكرين؟؟ مسؤوليتكم انتم مش مسؤوليتي و انتم اللي واجب عليكم مراقبتها لان انا ما ليش علاقه ولا حق بيها.. وانا في النهايه زي ما بتقولوا مرات ابوها؟! والوحيده المحاسبه في القصه دي كمان .. واي حاجه كنت بحاول اعملها كنتم دايما بتفسروها ان انا وحشه وعاوزه ااذيها
كانت تتحدث عن حقيقه بالفعل، فكانت أي أمر تقوم به يتم تفسيره تفسير سيء للاسف.. هذا هو مجتمعنا دائماً ينظر لزوجة الاب بانها ذات نوايا سيئه، صحيح هناك السئ لكن أيضا هناك الجيد .
هزت ناهد رأسها بغضب شديد منها لانها مصره ان تواجهها بالحقيقه التي لا تريد تصديقها، و هتفت وقد التمعت حبات العرق علي جبينها من شدة التوتر
= طب غوري من هنا مش خلاص طلعتي انتٍ الملاك في القصه عاوزه ايه تاني مننا... أنتٍ السبب من ساعه ما دخلتي حياتنا وكأنك
شؤم حل علينا، اطلعي بــــره حياتنا بقي .
صمتت فجاه وانتفضت بخضه عندما صاح سالم بصوت عالٍ بشدة واخذ يصرخ بهستريه منفعلة و بصوت مرتفع
= ما كــفـايـه بقى.. كــفـايـه تعرفي تسكتي خالص، هو انتٍ عماله تقوحي في ايه؟؟ ما انا جبتلك الاثباتات اللي بتقول ان الهانم حفيدتك كانت بتعمل كل ده وتخطط لي غير مصابتها الثانيه اللي مش عارفين نحلها ازاي؟ كــفـايـه نرمي غلطنا على غيرنا.. احنا اللي غلط ســـامــعــه؟؟
فقد سالم السيطرة علي اعصابه فور سماعه كلماتها تلك وهو يصيح بغضب مما جعل عروق عنقه تنتفض من شدة غضبه
= احنا اللي قصرنا، احنا اللي ما صدقناش تسنيم لما نبهتنا بدل المره ألف ؟؟ احنا اللي وثقنا في حد ما ينفعش نديله الثقه دي كلها.. احنا اللي زباله وهي ما لهاش ذنب افهمي بقى.. احنا اللي ما كناش قد المسؤوليه الغلط فينا و اعترفي مره واحده في حياتك انك خسرتي وغلطانه.. وأنا ذيك .
تحرك وهو يقرب وجهه منها ينظر اليها بعينين تلتمع بوحشية مما جعلها تخفض عينيها في توتر وتصمت وهو يقول بتهديد صريح قاسي
=ولو فكرتي تاني مره تكلمي تسنيم بالطريقه دي ولا تطرديها من هنا يبقى لازم تحطي في بالك انتٍ اللي هتكوني بره مش هي.. البيت ده لسه بيتها وانتٍ ما لكيش حاجه فيه ولو على بنت الـ** اللي خربتها وقاعده جوه خديها معاكي مش همنعك انا خلاص ما بقتش طايقها ولا طايق أسمع سيرتها، بس يا ريت تكوني قد مسؤوليتها ولما تغلط تاني ما تجيش ترمي الغلط على حد غيرك .
صرخ بقوة بكل ذلك وهو يتذكر معاملته لها قبل معرفه الحقيقه.. والآن حملها تقصيره في حق أبنته ونسي انها لمرات عده كانت تخبرة ان ينتبه لصغيرته ولم يأخذ نصحتها على محمل الجد ولم يصدقها بالأساس، بل أحيانا يعتقد انها مشاعر کره نحو ليلي.
بينما نظرت إليه ناهد بصدمه وغضب وهو يعلنها صريحاً ويطردها من هنا، لكنها لم ترحل قبل ان تجد حل لمشكله حفيدتها.
استمع سالم الى مقبض الباب يفتح التفت الى الخلف ليجد تسنيم تخرج أسرع إليها يمسكها من يدها وقال برجاء
= تسنيم رايحه فين .. ما تسيبيش بيتك قولتلك
أبعدت يده بحده، وأجابت قائلة باستياء
= ده مش بيتي وانا ما ليش مكان بينكم، حل مشاكلكم بعيد عني .
كانت محاولة أخيرة بائسة ظن أنه سيفلح معها ربما فليس متاكد، وأتت النتائج عكس توقعاته جرجر أذيال خيبته عائد من حيث جاء ناقم على من حوله.. ولم يكذب اذا قال إنه بدأ ينفر من أبنته وحياته التي خربتها بسبب أفعالها بالماضي.. لقد ضنت سعادته فيه.. ليشعر بأنه وحده من يعاني في صمت.
❈-❈-❈
كانت سعاد تقف على قدمها رغم تحذيرات الأطباء بسبب مرضها اللعين، لكن ما باليد حيله! فمن سيهتم بها وبصحتها فحتى أبنها الوحيد بعد خروجه من الحبس لم يرعاها أو يهتم يسألها عن صحتها مثل ما كانت تفعل وترعاه منذ الصغر! لقد ضحت بالكثير لأجله وبالمقابل لم تجد منه غير التجاهل والجفاء..
فحتي الطعام أصبح لا يأكله معها فهبطت دموعها مثل كل يوم ولكن مسحتها سريعاً فلو لم تمسحها فلا احداً سيزيلها عنها، لا تعلم متى أصبح قاسي هكذا قاسي للغاية معها، فهل السجن غيره أما هو كان هكذا من البدايه أساسا .
أفاقت من شرودها علي دخول أبنها من باب المنزل بوجه متجهم وأخذ يلعن بكلمات مسيئة
تجمدت عيناها عليه، وطالعته بنظرات مطولة متنهدة بحرارة فسيطرت عليه العصبية بصورة واضحة، فعجز عن إخفاء ذلك أمام والدته خاصه وهو يقول بغضب
= حاجه نيله وقرف والله ما انا قاعد لهم فيها .
تنفست بعمق، ثم زفرت ببطء قبل أن تقول حديثها هامسًه بصوت متحشرج
= مالك يا ابني بتتخانق مع مين بس .
فرك حسام وجهه بغل، فمازال الأمر يثير أعصابه رغم إنهائه بطلوعه من الحبس، لكن مجرد التذكر أمرًا كهذا أصابه بالتقزز، ليرد مزعوج محدثًا والدته
= مع الجيران اللي بيلقحوا عليا في الراحه وفي الجايه اكمني خلاص بقيت رد سجون، عالم زباله ولا الـ** طب ولله ما انا قاعد في أم البلد دي مش انتٍ بتقولي خدتي ورث ابويا من أعمامي هاتيلي الباقي اللي فاضل منك .
حدقت بابنها في وجهه متسائلة بصوت شبه متقطع
= هتعمل بيهم ايه اعمامك ادوني الفلوس دي عشان بتعالج بيها هو أنت مش شايف حالتي عامله ازاي.. وبعدين يعني ايه مش قاعد في البلد دي؟؟ امال هتروح فين، هو احنا لينا مكان غير هنا
انزعج حسام من أسئلتها المتكررة فهتف بتبرم
= ما ليش دعوه بيكي انا ما جبتش سيرتك اصلا انا بتكلم عن نفسي انا اللي هسافر بلاد بره، اهو اعمل لي قرشين وبعدين انا خدت ايه من السكنه هنا غير الهم! عاوزاني افضل جنبك واقعد كل شويه اسمع تقطيم الجيران عليا .
هزت رأسها باستنكار من أفعاله فهي لا تستحق ذلك الجفاء والجمود منه، سعلت سعال حرج كادت تقطع أنفاسها قهرًا منه، فلم يخشي عليها حتي من تدهور صحتها، لتقول بحدة متعب معتقده سيشفق على حالتها
= وهتسيبني لوحدي يا حسام؟ أمك هتهون عليك، للدرجه دي ما بقتش فارقه معاك يا ابني.. ماشي اعمل اللي يريحك خد الفلوس اللي بتعالج بيها وروح سافر بره واتفسح واعمل مبادلك وسيب أمك هنا بتموت !.
مط فمه بعدم أكترات، وفاجئها بقوله هاتفا بقسوة شديدة
= حاطه الفلوس فين .!!.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية حياة بعد التحديث, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية