رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - 24 - 2 - السبت 18/11/2023
قراءة رواية حياة بعد التحديث
الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حياة بعد التحديث
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الرابع والعشرون
2
تم النشر يوم السبت
18/11/2023
نظرت ليان الي وجهها بالمرآه وهي تشعر كأنها عروس في بداية زوجها فكل شئ عاد لحياتها، أيمن قد تغير كثيراً واصبح يُعاملها ويُدللها كما كان يفعل في السابق.. والماضي والشك اختفي تماماً عن حياتها، بل زاد أكثر قربهم إلي بعضهما البعض بعد خبر حملها فقد تغير الكثير للأفضل و حياتها البسيطة والهادئه عادت من جديد لها.. ثم شعرت بيده تُحاوطها من خصرها وهمس بأرهاق
= بتعملي ايه يا حبيبتي هو انتٍ محتاجه مكياج و الحاجات دي، انتٍ حلوه من غير حاجه.. سيبك من الحاجات دي اللي بتاخد وقت كتير منك وركزي احسن مع جوزك اللي هيموت من تعب الشغل
تورد وجهها من جملته تلك، ولمست قلبها ثم
ألتفتت اليه هي بسعاده وضمت وجه بين راحتي كفيها
= سلامتك يا روحي، بس انت يا حبيبي قدها وقدود.. حبيبي شاطر ما فيش حاجه بتستعصى عليه
ضمها اليه أكثر ومال عليها ليُقبلها أعلي وجنتيها بحنان قائلاً
= طب ممكن حبيبتي الجميله تحضرلي الحمام، لاني تعبان
ابتسمت وهي ترد القبله بالمثل بدلال، ثم هتفت بنبرة حب
= حاضر يا حبيبي انت تؤمر بس، والاكل بره جاهز كمان في المطبخ عقبال ما تاخد شاور اكون حطيته بره على السفره .
و هنا قد زال تعبه فطالعها بابتسامة صادقه وهو يمحي كل ذكريات الماضي وأفعالهم و الاخطاء المتبادله بينهما..لينتبه الى المستقبل الافضل، و وقوفها بجانبه وكل ما تقدمه اليه.. كي تعود علاقتهما كما كانت! وقبل أن تلوثها الحياه.
❈-❈-❈
فتحت فريدة باب المنزل وتفاجات بشقيقتها امامها، أتسعت عينيها بصدمه قائله بنبرة حادة
= ريهام، انتٍ عرفتي مكاني منين وعاوزه ايه اصلا .
فركت يدها في بعضهم البعض بإحراج، و هتفت بتلعثم
= طب هنتكلم على الباب كده مش هتقولي لي ادخلي .
ظلت عده لحظات تستوعب وجدها ثم أبتعدت لها لتدخل واتخذت عدة خطوات ثقيلة الي الأمام فقد كانت تشعر بقدميها ترتعشان بشدة غير قادرتان علي حملها فاخذت تبتعد عنها ببطئ في محاوله منها للتحدث، وبدأت تتحدث بصوت نادم وهي تخفض رأسها بخجل منها
= من ساعه ما عرفنا مكانك وماما قالت لي وانا عماله اقدم رجل واخر رجل عشان خايفه من الخطوه دي، ولاني كمان متاكده ان انا لما اقول لك اسفه مش هتسامحيني بسهوله وليكي حق! ما حدش يقدر يقول لك غير كده احنا عملنا كتير، معلش حاولي تعذرينا الموضوع ما كانش يخصك لوحدك، احنا اهلك و الفضيـحة زي ما تطولك تطولنا، واحنا كمان كنا بنخسر زيك..و للاسف ما لقيناش حل غير ان احنا نيجي عليكي .
ظلت صامته الأخري ولم ترد، فإزدردت ريهام ريقها بتوتر وتهدل كتفيها و أكملت قائلة بإستياء
= يا فريدة الدنيا مليانه و فيها كل حاجه و بعدين احنا اهلك برده وبنتاسف لك ومعترفين بالغلط.. حاولي ترجعي الميه لمجاريها من تاني وتنسي، حياتنا كلنا اتلخبطت من ساعه ما مشيتي وسبتينا وربنا انتقملك مننا واحد واحد صدقيني.. انا جوزي اتجوز عليا ولما طلبت الطلاق ما فرقش معاه وطلقني! عشان قلت له يانا يا هي ولازم تطلقها واختارها هي للاسف.. مع ان زمان قلت لك هتكوني السبب في خراب حياتي اتاريها كانت مخروبه من زمان بسبب ان انا كنت بسكت وبتنازل.
همهت ريهام بارتباك وقد شحب وجهها
= هتفضلي ساكته، عارفه اصعب حاجه في الدنيا انك تتظلمي و تسكتي.. و احنا على طول كنا ساكتين خدنا ايه! نسكت ناخد على دماغنا هي الدنيا كده ناس عايشه و ناس ساكته.. وحشتيني اوي يا فريده.. وحشني حضنك وحشني كلامي معاكي.. وفضفضتك عشان خاطري ادينا فرصه ثانيه وسامحينا .
رفعت ريهام رأسها قائله بصوت منخفض يملأه الحزن
= طب براحتك مش هغصب عليكي بس وقت ما ترجعي في كلامك وتحسي انك قادره انتٍ عارفه مكانا.. خلي بالك من نفسك و مبروك على الجواز شكل جوزك كويس و ابن حلال قابلته المره اللي فاتت وما منعش اني اطلع واتكلم معاكي.. ربنا يخليكوا لبعض ويجعله العوض ليكي عن كل حاجه وحشه شفتيها في حياتك.
كانت ريهام في بادئ الامر تنتظر من اختها الرد
بالموافقه او حتى الرفض، او حتى تطردها من هنا لكن صمتها ذلك جعلها تشعر بخطائها أكثر.. يأست منها وعلمت انها لم تسامحها مطلقاً..
ولكن فريدة افاقت من جمودها هذا عندما رأتها ترحل كما جاءت بخيبة أمل، وترقرقت العبرات في عينيها بصمت و دون تفكير وجدت نفسها تتسائل
= ريهام استني.. آآ هو بابا عامل ايه دلوقتي .
رفعت رأسها نحوها بسرعه بأمل، وقالت من بين دموعها الحزينه
= بيقول علاجه في أنه يشوفك.. مش في الادويه .
أبتلعت فريدة ريقها بارتباك ملحوظ وهي تقول بنبرة مترددة
= طب استنيني هغير هدومي واستاذن من بدر، واجي اشوفه معاكي.
❈-❈-❈
في منزل تسنيم، تفحص أيمن ملامح شقيقته بدقـة فقد لاحظ اصفرار وجهها الذابل، أشعل سيجارة بفمه وهو يعلق قائلاً بجدية
= وشك أصفر كده ليه انتٍ ما بتاكليش كويس صح وبعدين يا تسنيم لو هتبتديها كده وتهملي في نفسك عشانه مش حل اسمعي الكلام وتعالي اقعدي معايا انا وليان .
وضعت خصلات شعرها الثائر خلف أذنها بضيق، وأجابت قائلة بحرارة
= يا أيمن انا كويس ما تقلقش الموضوع اصلا ما لوش دعوه بيه انا الايام دي مش عارفه ليه مش متظبطه.. تعبانه بس شويه بس الموضوع ما لوش علاقه بيه، وبعدين ما انت جيت اتغديت معايا النهارده أهو وكلت قدامك فين بس الإهمال ده .
هتف أخيها مستنكراً وهو يرمقها بنظرات شبه معاتبة
= هو انتٍ فاكره اني ما كنتش واخد بالي انك بتحاولي تاكلي بالعافيه وتغصبي نفسك عشان ما اخدش بالي، قلت لك انا عارفك اكتر من نفسك وفهمك كويس، اسمعي كلامي بقى وتعالي اقعدي معايا عشان اكون مطمن عليكي
حك طرف ذقنه بإبهامه، وأضــاف قائلا بعدم رضا
= ولا انا لازم اخدك بالعافيه يعني بطلي عند وتعالي جربي ولو ما عجبكيش القعده ارجعي زي ما انتٍ عاوزه براحتك.. لحد حتى ما تخلصي من اجراءات الطلاق ولا هو اصلا مش عاوز يطلق كل ده .
هزت رأسها بإيماءة خفيفة وهي تقول بهمس بصوت متوتر
= لا هو عنده شويه ظروف و اول ما يخلصها
هنروح ونخلص على طول، يعني هيرفض ليه هو أكيد عارف ان لو رفض حاجه زي كده هيضطرني اروح المحكمه يبقى مش هيعند ..
ثم إرتسم على وجهها ابتسامة رقيقة، واضافت عليه بصوت خفيض
= ما تقلقش عليا يا ايمن انا كويس صدقني وانت كل يومين بتيجي تطمن عليا اهو وليان ومش سايبيني.. وبعدين خلاص انا قدمت على شغل واتقبلت الحمد لله وهبدا من الأحد اللي جي يعني مش هبقى فاضيه وكده احسن .
مط فمـــه للأمــام بعدم اقتناع، وحدق أمامه في وجهها، ثم ترك سيجارته فوق المنفضة هاتفا بحذر
= ماشي يا تسنيم مع ان لحد دلوقتي مش فاهم حاجه بس مش هدخل الا لما تطلبي مني، بس اوعديني دلوقتي انك لازم تروحي تكشفي على نفسك قريب طالما بتقولي التعب ده بقيله فتره مستمر معاكي .