رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - 24 - 3 - السبت 18/11/2023
قراءة رواية حياة بعد التحديث
الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حياة بعد التحديث
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الرابع والعشرون
3
تم النشر يوم السبت
18/11/2023
تابعته بعينيها وهو ينهض عن المقعد ، وردت عليه بخفوت
= حاضر!.
اقترب ليجلس جانبها، وضع أيمن إصبعه على وجنتيها بحنان لينظر مباشره في عينيها قائلا بجدية تامه
= انتٍ عارفه ان اي قرار هتاخدي هسندك فيه صح؟ لو مش عارفه ده حطيه في دماغك عشان لو خايفه تحكيلي عشان كده فتاكدي ان عمري ما هرفض أي اختيار هتاخديه طالما لصالحك.. احنا ما لناش غير بعض يا تسنيم وانتٍ وصيه ابويا وامي ليا قبل ما يموتوا عشان كده عاوزك دايما مبسوطه وسعيده .. وانا عمري ما هتخلى عنك .
حركت رأسها قليلاً لتجد عينيه ترمقها بنظرات حب أخوي حقيقي، لقد شعرت بالسعاده و الأمان لدعم أخيها لها والذي افتقدته فيه مرحله زواجها، ترقرقت العبرات في عينيها تأثراً وهي تحمد ربها بأنه عوضها بأخ مثله، ثم همست بإبتسامة محببه
= ربنا يخليك ليا يا ايمن، صدقني وجودك جنبي هو فعلا اللي هيخليني اعدي اللي جاي .
❈-❈-❈
استدارت وفاء للخلف لتحدق خارج الشرفه الكبيرة بنظرات قلق، ثم انتبهت لوجود زوجها خلفها، فاعتدلت في وقفتها قائله بامتعاض
= ما كانش لازم توافق انهم يخرجوا مع بعض غير لما تستاذني الاول يا سراج، أهم اتاخروا وبعدين هو انا مستحمله قعدتهم مع بعض بالعافيه لما تخرجهم لوحدهم كمان
رمقها بنظرات ضائقة ورافضًا تصديق خوفها الزائد هذا دون مبرر، وأردف بصرامة
= وفاء مش ملاحظه انك عماله تقلقي نفسك على الفاضي و هم متاخروش ولا حاجه على فكره انتٍ اللي عماله ماسكه الساعه وتعدي ليهم، وبعدين نفسي افهم حاجه شوفي بقيلك قد ايه هنا عمرك شوفتي من رسلان اي تصرف غلط او غير محترم تجاهك او تتجاه بنتك، ولا هو قلق وخلاص انا مش فاهم بجد كل ما تشوفي رسلان و مهره مع بعض بتجنني ليه
نظرت له وفاء بانزعاج، و ردت باقتضاب غامض
= وانا مش لسه هستنى لما حاجه تحصل يا سراج مهره امانه في رقبتي، وانا فعلا ما شفتش حاجه وحشه من ابنك بس مجنني حكايه ان كل شويه اشوفهم مع بعض قاعدين بيتكلموا وانا مش فاهمه اللغه بتاعتهم ولا هم بيقولوا ايه لبعض أصلا .. حاول تحط نفسك مكاني انا ولا فاهمه طبيعه العلاقه بينهم ايه ولا إيه المواضيع اللي بيتكلموا فيها..
وأضافت بسخط وبنبرة ذات مغزى
=غير مهره اللي كل ما انبهها من قربها منه، لاول مره ما تسمعليش ومصممه تكلمه وتقول لي انه محترم وكويس، وهم اصحاب وهو كمان اللي اقنعها بموضوع الدكتوره النفسيه وانا إللي فضلت طول عمري احاول اقنعها بيه يجي إبنك وفي ثانيه ويقنعها كده بسهوله وكل ده ومش عاوزني اقلق من علاقتهم ببعض.
هز رأسه بعدم رضا من تفكيرها، و لكن أسرع سراج بالتدخل ليمتص غضبها قائلا بازدراء
=اما انتٍ امرك عجيب يا وفاء.. المفروض تفرحي انهم قريبين من بعض، وانتٍ لسه قايله بنفسك اهو أن رسلان بيساعدها فعلا يبقى ليه عاوزه تبعديهم عن بعض وبعدين هم في بيت واحد طبيعي هيتكلموا مش احسن ما يكونوا اعداء ويكرهوا بعض.. انا شايف بصراحه ان العيب منك حاولي تبطلي خوفك الزياده ده عشان هو اللي هيضطرك وهيضرها وخديها مني نصيحه بدل ما تعملي حاجه وبعد كده تندمي .
هزت راسها بعدم اقتناع واستدارت نحو الشرفة مجدداً لتنظر بشرود إلى المكان، لكن جذب أنظارها هذه المرة دخول سياره رسلان من البوابه، انسحبت من أمامه دون إضافة المزيد مسرعة في خطواتها لتري مهرة، رغم تحذير زوجها الملحوظ للتو، وبقيت أنظاره متعلقة بها حتى اختفت من أمامه، فأخر تنهيدة ملتهبة من صدره بقله حيلة من تصرفات زوجتة .
❈-❈-❈
فتحت عيناها تمسد جانبها بذراعيها بعدما غفت فوق الأريكة وهي تنتظر بدر، استمعت الى صوته بالداخل لتنهض نحوه الغرفة بخطوات بطيئة بتعب، التفت نحوها بهدوء واستغرب صمتها الغريب، فأنحدرت دمعه اشتياق من عينيها فمنذ زمناً طويلا لم تعرف عينيها البكاء علي فراق أحدهم..فقد ودعت كل معاني الضعف وحولت حياتها لجليد لا يصهر.. ولكن في الزياره السابقه لاسرتها قد صهر الجليد.
خفق قلبه بقوه وهو يراها هكذا.. يراها هشه ضائعه فأسرع يضمها اليه وهو يُتمتم بصوت مُرتجف لأول مره يعهده في حياته
= طب مالك اهدي، انا رجعت من بره لقيتك نايمه سبتك براحتك صاحيه ليه تعيطي بس ..
أخذ يربت علي ظهرها بحنان الي ان وجدها تدفعه بيدها بضعف وهي تبكي وتُتمتم
= انا لما رحت زرت بابا حسيت المره دي انهم وحشوني أوي ولما حضنوني ! حضنتهم وما استقبلتهمش بجفاء ذي كل مره.. ما توقعتش ارجع أحس الإحساس ده تاني اصلا ناحيتهم واتغير ليه في ثانيه مش عارفه
أجابها مبتسماً وهو يرمقها بنظرات حانية
= عشان انتٍ اصلا مش بتعرفي تكرهي يا فريده كنتي زعلانه وشاليه منهم وغضبانه كمان إنما كره لا، فلما واجهتي حسيتي انك خلاص قادره تحسي نفس الاحساس دي من تاني ناحيتهم ..
أقتربت منه لتطوق خصره بذراعيها و وضعت برأسها علي صدره، لا تفهم كيف يفهمها هكذا أكثر من نفسها، وهمست بضعف
= انا بحبك يا بدر مش عارفه امتى و إزاي؟ بس ممكن عشان وفرت ليا كل حاجه اي بنت زيي بتتمناها وهي الأمان والاحتواء .. عشان كده مشاعري ما ترددتش لحظه واحده انها تتعلق بيك وتحبك.. انت بقيت عيلتي كلها .. متسبنيش.
هز رأسه غير مصدق اعترافها، وتسمر مكانه مذهـول ثم حدق بها بنظرات فرحة.. ســـاد الصمت بينهما للحظات قبل أن يقطعه بدر يهتف بسعــادة وهو يضع قبضته على كفها
= وانتٍ عيلتي.. ومحدش بيسيب عيلته يا فريدة .
ابتعدت عنه لتري عيناه التي أصبحت تلمع بالحنان، ليمد بكفيه نحو وجهها يُلامسه بدفئ ويمحي أثار دموعها التي أحرقته ومع كل لمسه من لمساته كانت عيناها تلمع بالحب
أما عيناه فقد كانت تلمع بمزيج من الأحتياج والرغبه، فوجهها كان يدعوه بأن يأسر كل جزء فيه بقبلاته.. وقد كان!
اقترب من وجهها يقبل جبينها..وعندما وجدها تُغمض عيناها..اقترب بشفتيه منهما ليُقبلهما برقه ثم داعب وجنتيها بأطراف أنامله ونظر الي شفتيها التي ترتجف فوقع صريع سحرهما فلم يتمالك رغبته فيها ومال نحو شفاها ليقبلها برقه الي أن تحولت قبلته لتملك وسمع أنينها الخافت وابتعد.. ثم حملها بين ذراعيه ليجلسوا فوق الفراش وهي بين أحضانه، و بعد أن وضعها علي الفراش وتأمل نظراتها التي تُطالعه، و أردفت بنبرة حب
= وانت كمان عيلتي يا بدر، يا ريتني كنت عرفتك من زمان يا ريتك كنت اول واحد قلبي دق له وقلتله بحبك وعمري ما حبيت قبلك ..
نظر لها بجدية قائلاً بنبرة همس تحمل الشوق
= مش مهم اللي فات انا مكتفي بدلوقتي المهم أنك بقيتي ملكي لوحدي.