رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - 24 - 4 - السبت 18/11/2023
قراءة رواية حياة بعد التحديث
الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حياة بعد التحديث
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الرابع والعشرون
4
تم النشر يوم السبت
18/11/2023
ضمها لصدره بحنان وهو يهتف بأسمها عندما وجدها ساكنه
= فريدة.. انتٍ نمتي؟
هزت رأسها برفض وهي بين ذراعيه، فضحك وهو يجذبها اليه أكثر وقبل رأسها بدفئ مُتمتما باهتمام
= مبسوطه يا فريدة معايا
هزت رأسها بالإيجاب دون تفكير بالأمر، هاتفه بمرارة
= انا مكنتش أحلم بربع اللي انا فيه دلوقتي، اكتر من كده؟ ده انا ابقي طماعه اوي لو اتمنيت أكتر من كده.
رفع جزعه العلوي من فوق الفراش ليكون قريباً منها وأبتسم وهو يتأمل ملامحها البريئه الراضيه وتنهد قائلاً بصوت عذب
= ده أنا اللي أبقي طماع لو اتمنيت حاجه زياده بعد كده
وعندما وجدها تخفض رأسها نحو صدره .. ضحك وقد أدرك أنها بدات تستوعب مؤخرا جرأتها في ما فعلته معه منذ قليلا؟ أعترفها بحبه..ومال نحو أذنها هامساً بمشاغبه
= بقول لك ايه يا فريده لسه فاكره طلبي ساعه الفرح.
عقدت حاجبيها بذهول وابتعد عنها لينظر الي ما ترتديه وأكمل حديثه غامزًا بأحدي عينيه
= ايه رأيك، ماتقومي تغيري البيجامه دي، أصل محدش بيرقص برده ببيجامه ولا ايه .
وجدها تُطالعه بصمت كالبلهاء، وقد أتسع بؤبؤ عينيها ليضحك بعدها بقوه وقال بثقة
= مالك في ايه، مش كنتي عاوزه ترقصي ساعه الفرح؟ ولا صح قلتلي ما تعرفيش طب ما تقومي تجربي قدامي وانا اقيمك، يمكن تطلعي بتعرفي ترقصي وانتٍ مش واخده بالك
حدقت في بإندهاش عجيب وهي في مكانها تراقبه بذهول، ثم همست بصوت خفيض وقد ظنت بأنه لم يسمعها ولكن
= هو ماله بقي قليل الأدب كده ليه.
لينفجر بدر ضاحكاً، فهي تري أفعاله هكذا رغم انه لم يفعل شئ حتي الأن، حصارها بين ذراعيه وقرب رأسه منها فأدارتها للجانب و شعرت بأنفاسه تلفح بشرتها.. حيث دارت برأسه أفكار كثيرة مثيرة للتودد إليها، ثم لوي ثغره بإبتسامة عابثة وهو يرد بتسلية
= هو ده مفهوم قلة الأدب عندك
رمشت عدة مرات، وإكتسى وجهها بحمرة بائنة، إزدردت ريقها بتوتر تفكر بالهروب منه.. و تراجعت ببطء على الفراش حتى إلتصق ظهرها بالحائط لكنه لم يتركها وأصر!! تفاجئت من إقترابه المغري فخفق قلبها بقوة، و داعب طرف أنفها بإصبعه واضاف قائلاً بحماس
=طب أيه.. مش هتقومي بقي.
❈-❈-❈
كانت سيلين تمر في ممر الشركه حتى لاحظت وجود رسلان يقف جانب، اقتربت منه بتردد
وكأنها غير واثقة من رد فعله! أنتبه لها والتفت إلى الأمام دون اهتمام بوجودها وعلقت هي باحتجاج ناقم
= هل ستظل تتهرب مني كثيراً ؟ ماذا افعل حتي تعفي عني و تسامحني .
مط رسلان فمه ببرود وأجاب بخشونة وهو يحك مؤخرة عنقه
= ولا شيء، لم اطلب منك شيء مطلقاً.. انتبه الى عملك فقط هذا كل ما أريده منك افضل من الثرثره مع الآخرين.
تصنعت نفس براءته التي تستفزها وهي ترد بعدم ثقه
= أتحبها ..؟ أقصد مهره أليس إسمها كذلك!
سألت هذا السؤال حتى اعرف ما مدى العلاقه بينك وبينها حتى تترك صديقة طفولتك لأجلها.
اضطربت حـواسـه وارتجـف قـلبه من كلماتها
المفاجـئه كاد أن يثور عليها من شده الصدمه
ويسحقها لـولا تمالك نفسه بثبات محدقاً بها.
ظل واقفاً لحظات يستوعب سؤالها، متنفسا بسرعة يجز على أسنانه وهو يرد عليها ناهرا كلماتها
= الأمر ليس كذلك.. و انتٍ تعلمي جيد لما لا اتحدث معك لانك خذلتيني ولم تحافظي على سري
أجابت سيلين بإصرار قوي وهي تنظر الى عينيه مباشرة تراقب رده فعله
= لماذا لا ..؟ اعني لماذا لا تحبها؟ ما صفاتها التي لا تناسبك حتى لا تقع في حبها
لحظة واحدة هي كل ما احتاجه لتفسير كلماتها لعقله الغائب متخبطا في حالة من الحيرة و القلق يبحث عن طريق مفتوح للفرار ثم صمت لا يعرف لما، لكن هدي رغم ضربات قلبه التي لم تتوقف عن الضرب في قفصه الصدري و كأنه سباق من ستنطلق أولا، لكن جسده سكن بأمر غريب أصدره عقله ما أن وصله، ثم زفر أنفاسا ساخنة حانقة قائلا بتوتر
= نحنا اصدقاء سيلين، وهي إبنه زوجت أبي أعني هي في مقام شقيقتي .
سحبت نفسا هادئا تهدئ من إنفعالاتها كالعادة لتقول بعدها وهي ترسم ابتسامه سمجة
= حسنا سألت ما صفاتها التي لا تناسبك حتى لا تجعلها حبيبتك في يوم .
رفع رسلان حاجبا مستنكراً إصرارها، ليفكر بتعجب في ذلك الإحساس بالأمان الذي غزاه ما أن شرد في ملامح مهرة وتذكر افعاله معها والتي تناسي حاله والدنيا، ظل ينظر لها نظرة غامضة للحظات ثم قال شارد محركا كتفيه
= لا أعرف، لانني لم افكر فيها كذلك باليوم.. أعني، هل يمكنني أن أقول هي عنيـدة في بعض الأحيان تُفكر جيدا قبل أن تتكلم.. تعرف جيد ماذا تقول.. صريحةٌ أكثر من اللازم حتي مع نفسها لا تجاملها.. لكن هي خجُولة كثيرًا تبكي بسرعـةٍ .. وتضحك أسرع.. غير مفهـومة مزاجها متقلب لكن
قالت بصوت مرتجف عابسه مخفيه ما تشعر به من اضطرابت لم تعتدها يوماً تسبب بها هذا الموقف
= لكن ماذا..؟
ضربات قلبه العنيفه جعلت من ملامحه
تنكمش مع بعضها صورتها والتفكير بها لم ترجف قلبه فقط بـل جـسدة بأكمله، لكن همسه وصلها مكملا ليتحالف مع أوامر عقلها ليشعلها أكثر بالغيره
= هي ناعمـة و بريئة.. وتخلق من مأساتها ضحكة ومن مشكلتها نكتـه .. لاتعرف التفكيـر بنفسها وأيضا حنونـة كثيرًا.. وتسامح بسرعه رغم من الممكن ان تتاذى بقوه، كأنها أخذت دور الأمومة مع الذين تحبهم لا تأذي.. ولا تكذب ومهما حاولت ملامحها تفضحها.. لكن اعشق طفولتها.. واحب رأيتها وهي سعيده رغم انني لا اعرف ما الذي يؤلمها في بعض الأحيان لكن حتي وهي غامضه وحائره جميله هي إنسانة غريبة حقا...!!
كانت الأخري تشعر بأسواط كلماته تلسع كل خلاياها بينما هي تغرق في مصير مظلم يبتلعها، مصير بارد مظلم لا تقدر على الوقوف أمامه.. فهذه كانت آخر شيء تفكر فيه، بأن رسلان يعجب ويحب فتاه غيرها، صحيح الإنفصال حدث بينهما من قبل لكن لا تعرف كيف هاجمتها تلك المشاعر مجدداً عندما شعرت أنه ربما يصبح لغيرها، رفعت أعينها الدامعة له بصدمه وعدم استيعاب لتردد بألم شديد
= كل هذا ولا تعرف؟؟ رسلان انا سالتك ما صفاتها التي لا تجعلك تتعلق بها بيوم!!. ليس صفاتها التي تجعلك تتعمق بها أكثر..!
هو يعني هذه الكلمات بصـدق من عيـونه التـي
تحمل لؤلؤه لامعه و يبصر الاعجاب ظاهر، ثم أومأت له بنفس العينين المتسعتين و تابعت بصوتها الهادر الحقود
= لو كنت رأيت نفسك وانت تتحدث عنها هكذا، ستعلم بانك تفوقت مرحلة الحب بل أنت مجنون بها .
ابتلع ريقه و رمقها بصمت لا يعلم بماذا يجيب هو ليس معجب بها، هذا مـا يـقنع نفسه به
لكن السعاده الذي داهمت خافقه لا تتصـور.. لكن يجب أن يضع كلمات والده داخل عقله دائما، مهرة أمانه لديهم وبمثابة شقيقته ولا يصح التفكير بها بتلك الطريقه .
❈-❈-❈
كان يجلس سالم وبجانبه ناهد يجلسون بقله حيله ولا يعرفون كيف التصرف في الوضع الذي وضعته فيهم ليلي.. اصبح المنزل كئيب وصامت بالفعل! تسنيم ورحلت وتركته بسبب أفعاله.. ليلي ومازالت بغرفتها ولا يطيق النظر إليها وفتور علاقه مع ناهد، الا يكفي أنها بسببهم اهملت تسنيم نفسها و حياتها، فهم اللذين منذ ان دخلوا حياتها جاء بنذير الشؤم معهم، لم تري معهم يوم راحه، أردف قائلا بلهجة يأس
= هنفضل قاعدين كده ومش عارفين نحل! حتى بعد ما كلمت الولد الزباله ده وعرفته ان انا عرفت كل حاجه ما فرقش معاه وطلب فلوس اكتر.. عارفه طالب كام المره دي نص مليون.. والفلوس دي لو ما جتلوش على اخر الشهر قال لي هنشر كل حاجه على النت وافضحكم ومن ضمنهم صور حفيدتك.
أخفض رأسه بإحباط يشعر بالعجز واليأس يسيطر عليه، ثم تابع حديثه قائلا بندم
= تسنيم دائما كانت بتنبهني... بس أقول ايه كنت معمي و واثق فيها، مكنتش شايف غير أن ليلي عمرها ما هتغلط.. خليني اعترف وما اعملش زيك أنا ضيعتها بغبائي
حزن جلي ارتسم فوق ملامح ناهد لتقترب من سالم تربت فوق كتفه قائله
= هنقوم منها أن شاء الله واهو اتعلمنا من اخطائنا وما حدش بيتعلم ببلاش، المهم اوعي تسمع نصيحه مراتك دي وتبلغ البوليس كده هينفذ تهديده على طول وهينشر الصور و المحادثات اللي ما بينهم الاحسن نسكته بالفلوس.. احنا مش ناقصين مشاكل و فضايح اكتر من اللي احنا فيها.. بسبب الهانم اللي قاعده جوه ولا على بالها حاجه .
شعر سالم بالدم ينسحب من عروقه فور رؤيه لليلى تخرج من غرفتها بخطوات بطيئه بضعف وتقترب منهم بتردد، انتفض واقفاً بقوه مما جعل المقعد الذي يجلس فوقه يتراجع للخلف وجعل ناهد تندهش وسرعان ما لاحظت وجود ليلي لتنظر إليها بحده و احتقار....
همست ليلي بصوت منخفض مرتجف وقد اخذت ضربات قلبها تزداد من شده الخوف
= بابا ممكن اقول لك حاجه عشان خاطري اسمعني وسامحني .
تقدم منها وانقض عليها يضع يده فوق كتفها يجذبها بعنف شديد وهو يتمتم بخفوت بصوت ارعبها
= هو انا مش قلت لك حاولي ما تورينيش وشك ما بتفهميش غوري من قدامي مش طايقك.. قلت لك غوري و الافضل ليكي ما تورينيش وشك انا ماسك نفسي عليكي بالعافيه.. والمره الجايه هقتلك في ايدي بجد
ظلت ليلي تقاومه بشدة محاولة الافلات منه لكنه كان يحكم قبضته عليها مشدداً حصاره حولها، ثم همست بضعف تستنجد وهي تنظر الى ناهد تتوسلها
= طب اسمعيني انتٍ يا تيته ناهد قوليله حاجه.
اشاحت ناهد وجهها يعبد عنها بجمود بتجاهل لتشعر ليلي بالصدمه تشل اطرافها لتتأمل صمت جدتها باعين متسعة في محاولة منها لتتعاطف معها لكنها فشلت في النهاية؟ لقد تخلت عنها ولم تعد تهتم لامرها مثلها مثل والدها، فالكل بدا يعرف حقيقتها وتغيرت معاملتهم ونظراتهم لها، لقد انتهى الدلال والمعامله الطيبه ولم يعد غير القسوه والجفاء
حاولت ليلي شرح الأمر له مجدداً لكن والدها
لم يتركها تكمل باقي جملتها قابضاً علي وجنتيها بكف يده يعصرهم بشدة وهو يهمس في اذنها بفحيح غاضب متأملاً ملامح وجهها المتألمة بعينين ثاقبه حادة
= اسمعيني كويس يا بنت انتٍ الأحسن ليكي وشك ده ما نشوفوش وتفضلي جوه اوضتك مختفيه.. شغل الطيبه والمحايله بتاع زمان ما بقاش ياكل معانا على جــوه.. ومن هنا ورايح هتتعاملي معامله تاني خالص غير اللي كنتي بتشوفيها مني زمان.. وانتٍ اللي وصلتي نفسك لكده اشربي بقى .