رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - 24 - 1 - السبت 18/11/2023
قراءة رواية حياة بعد التحديث
الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حياة بعد التحديث
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الرابع والعشرون
1
تم النشر يوم السبت
18/11/2023
انخفضت نظرات رسلان نحو كنزتها الطويلة تجوب على تصميمها المتسق مع رشاقتها بذوقٍ كبير، لتصل عيناه بعدها نحو سروالها المتسع، والذي اتفق مع حذائها الرياضي، حيث وقع الاختيار عليه ليكون مريحًا لها في رحلتهما القصيرة، مع حجاب متناسق لالوان ثيابها التي ترتديها .
نظرت إليه بنعومة تلك النظرة الخطيرة التي تفتنه وتُذهب عقله، وكأنها أصبحت إحدى نقاط ضعفه دون أن يعلم، هتف قائلاً بصوتٍ عذب لكنه خافت، لا يسمعه سواهما
= هيا، حتى لا نتأخر.
طلب منها تصعد إلي السياره، امتثلت لأمره المباشر، وجلست حيث أرشدها، ثم انحنى عليها ليساعدها على وضع حزام الأمان، استقام بعدها في وقفته وأغلق الباب لها، ثم دار حول مقدمة سيارته ليتخذ مكانه خلف عجل المقود وبتمهل قادها نحو الخارج، ليزيد بعدها السرعة تدريجيًا. أمعنت مهرة النظر في المرآة الجانبية لها وما هي إلا لحظات حتى توقف كلاهما أمام إحدى الأماكن الترفيهية المنعزلات نسبيًا عن باقي المباني.. لتكن هنا بداية النزهه .
تطلعت بعينين مبهورتين لالوان الملابس الممتزج بالأزرق فهذا لونها المفضل، بالاضافه الى السلاسل والخواتم للزينه وهو كان يراقب جيدًا نظراتها المتطلعة للاشياء من حولهم، و بالأخص السلاسل والخواتم رائع الشكل، و جاهد لمعرفة متى تتلألأت حدقتيها بنظرات مشرقة، ومتى تنظر بفتور لها حتى يتمكن من اختيار هديته لها، كتعبير علي أسفه الشديد.. وباهتمام واضح بدأ في اختيار ما انجذبت إليه مهرة عله يسعدها بطريقة أو بأخرى.
منحها نظرة سريعة من عينيه قبل أن يشتت نظراته عنها ليحدق فما بيده وهتف باسمها حتي تنتبه إليه.. خفق قلبها في سعادة، استدارت ناظرة إليه وتساؤلات حائرة تنطلق من نظراتها قبل لسانها
= ما هذا ؟.
فأوضح لها وهو يخرج من علبة قطيفة سلسله رقيقه على شكل فراشات، وقال مبتسماً
= هل يمكن أن تقبلي هذه الهديه مني كاعتذار
ضحكت في حرجٍ، وعضت على شفتها السفلى، قبل أن تعقب عليه
= لو لم أسامحك لما أتيت معك، فلا داعي لذلك، شكرًا لك
وضعها في راحتها، وقال لها باقتضابٍ آمر
=جربيها أولا، لا أريد أي اعتراض.. هيا بنا.
ثم تحرك معها للرحيل، لتتساءل بخفوت
= أين نحن ذاهبان ؟
لم يرد عليها حيث اراد أن يفاجئها، حتى
رصد السياره على الجانب يحدق بـرده فعل
مهرة التي فتحت فاهه بصدمه، فهم يقفان امام مـدينه الالعاب.. ابتسم هو بعد ان رأها تنزل بسرعه من السياره تحدق مباشره بينما هو نـزل بخطوات رزيـنه .
حدقت بعد أن اطالت هي النظر تسير بجانبه بينما الابتسامه شقت وجهه هذه المره، استلم التذكرة من موقعه وارجع نظره لها ليختاروا الألعاب المناسبه بالنسبه لها، وهي هزت برأسها فرحه.. فعديد من الاشياء كانت محرومه منها والآن تقوم بتلبيتها دون طلب منها شعور لا يمكن وصفه.
حدقت هي بجميع الألعاب الإختيار بالنسبه
لها صعب وباصبعها اشارت حيث تصادم
السيارات تشير بحماس، ليقف رسلان
بالطابور الطويل وهذا ما جعل قدمه تشعر
بعدم الارتياح، حتى أخيرا صعدت فوق احد السيارات تشير له ان يشاركها لكنه نفى يبتعد واقفاً على زاويـه يديه داخل جيوبه وحواجـب مقترنه يحـدق بها لتبتسم باتساع وهو يشاركها بابتسامه خفيفه.
بدأت اللعب باستمتاع وفجاه إبتلعت مهرة ريقها متوجسة حين رمقتها تلك الفتاه بعد ان صدمت سيارتها، لتحدق بها بحنق وتحركت دون اعتذار، حـكت مهرة عنقها بإحراج لتنظر إليه لتجده مبتسماً لها بتشجيع وأشار إليها ان تتجاهل ذلك وتكمل، لتعلم هنا حتى وكونه لن يلعب هو احاطها من كل الجوانب خوفاً من ان يمسها احد، و بدعمه المستمر .
وبالفعل فعلت فاليـوم ستتغاضى عن أي شيء لا اسعادها، كانت مبتسمه باتساع بينما تقوم بتجريب بعض الألعاب والتي كانت تتمنى لو حظت بها في طفولتها.
لعبه وراء لعبه حتى توقفت بعد أن استفذت طاقتها كليا لـذا كـان يجلس على المقعد، وبعد فترة هتف رسلان بهدوء وهو يراقبها كيف تقوم بامتصاص الآيس كريم خاصتها
= هل استمتعتي .
وقفت أمامه يـري عيـونها كيف الامعه وهي
تحدق به بامتنان شديد لا تعرف كيف تعبر عن وصف سعادتها بالحديث.. وكان بالنسبه له لا يحتاج الكلام ليعرف ماذا تريد قوله.
بعدها ذهب وأحضر إليها بلون، لقد جعلها حقا تعيش وكأن اعادها لطفولتها التي لم تنعم بها إلا بالتنظيف والطبخ والاعمال الزوجيه، ألتقت عيناها به وهو يقف يعقد ساعديه أمامها و ينظر لفرحتها فأقتربت منه تُخبره عن سعادتها
= أنا اليوم سعيده للغاية، شكرا رسلان لانك اصطحبتني الى هنا
ضحك وهو ينظر لها فلم تفرح قبل قليلا و ان أهداها عقد بثمن غالي ولكن بعض من النفاخات جعلتها تطير من السعاده، ، هتف بعبوسٍ زائف تشكل على وجهه
= سعيده لأجل قليل من النفاخات يا قزمه
أبتعدت عنه ترفع عيناها اليه وثغرها يحمل
ابتسامه متسعه
= السعادة يمكن أن تكون في شيء بسيط
فربما المحروم من الحريه يسعد لابسط الاشياء! " ثم اقتربت منه خطوات سريعة بحذر ورفعت بوليت الايس كريم التي بيدها في أنفه دون مقدمات بخبث
= وممكن بذلك أيضا أسعد.
هتفت عبارتها بمرح ومشاغبه لمعت في عينيها
ليضحك من قلبه على فعلتها بعدم تصديق، ثم
رفع يده يمسح وجهه من الآيس كريم، ليقول محاوله استفزازها، والخبث يغزي نبرته
= سأعتبرها قبله شكر من نوع اخـر.
انصدمت من كلماته الواقحه لتشعر بالخجل الشديد واقتربت منه دون تفكير بغيظ شديد تلوث بقيه الآيس كريم بوجهه بالكامل وهي تردف بانتصار
= محال بحق، حسنا أعتبر هذه أيضا قلبه.
لم يظهر عليه اي رد فعل واستقبل فعلتها بصدر رحب، ثم رمقها بنظرات ماكرة يفكر كيف يرد علي فعلتها ثم دنا منها وأختصر فجاه المسافه التي بينهما، أصبحت المسافة بينهما قريبة للغاية وأربكها رؤيته بتلك الحالة أمامها وشعرت بتأثيره عليها.. فتحول وجهها للون ثمرة الطماطم، و شعرت بسخونة تنبعث من وجنتيها.. إزدردت ريقها بتوتر وتراجعت ببطء حتى إلتصق ظهرها بالحائط.. فحصارها بذراعيه وقرب رأســه منها فأدارتها للجانب و شعرت بأنفاسه تلفح بشرتها، وقال ببحة خفيفة
= لا تتجاهلني مجدداً حتى وإن تخاصمنا مره أخري.
تركت طرف البالون ليطير في الهواء بالأعلى وتسارعت أنفاسها اللاهثة وهي تطالعه بأعين لامعـة، حركت رأسها بتؤدةٍ لتنظر عن كثب لعينيه المحاصرتين له هاتفه
= لما؟.
حصارها أكثر حتي المسافة التي بينهما بقت صغيرة جدا.. اتوترت مهرة بشده وكانت عيناها تلمع وهو ينظر لها بنظرات تجعل قلبها ينبض بهيستريا، ثم ثبت نظراته عليها، لم يكن بالمازح أبدًا، وقد أعترف عليها بجدية بحتة
= يمكن لأنني لا أريدك ان تغيبي عن بصري
لحظه وأحده.
أغمضت عينيها من كثر التوتر، وأجابت بغرابة شديدة
= والسبب؟
نظر إليها بنظرات ساهمة هامسًا لها
= لأنني أشعر بالراحة بوجودك وأفكر فيكي أكثر من أي وقت لا أعرف السبب ولا أستطيع أحدّده.. ربما إعتدت على وجودك
فتحت عينيها وعبوسٍ تشكل على وجهها بتعجب من كلماته فبدأ يقترب منها مره ثانيه، وهتفت بتوتر شديد
= رسلان نحنا بالشارع، قد ينتبه الينا احد ابتعد .
نظر حوله بصمت ثم عاد ينظر نحوها بنظرات قوية وابتعد عنها بسرعه، أخفى ابتسامة المتسلية وهو يرد نافيًا
= غبيه هنا لا يهتمون بالآخرين، عندما يرون أشياء من هذا القبيل تحدث بالشوارع .
عدلت حجابها بيدها وهي تنظر إلى بعيداً بإحراج، و طال الصمت قليلاً بينهما حتى تساءل باهتمام
= هل سبق و وقعتي في الحب قبل سابق
قال تلك الكلمات بما يشبه الهمس في أذنها، واتسعت عينيها بقوة من سؤاله لتجيب ببحة خفيفة
= لا، أخاف أن اثق باحد ومن ثم يكسر قلبي
غمز لها قائلاً بنوعٍ من الغرور
= يجب أن تقعي في حب رجل يستحقك ويثق بكٍ.. ومرة أخرى لا تلعبي معي، أنتٍ غير قادرة على النظر إلى حتي بسبب قصرك، يا عقله الأصابع.
زادت عبوسا وهى تمط شفتيها، وصاحت بغضب
= يا غليظ متي ستتوقف عن التنمر عليه
كركر ضاحكًا في سخرية وكأن مجرد صياغة ذلك السؤال تحديدًا يعد أمرًا مرفوضًا، توقف عن الابتسام ليرد بغموض أو ربما مزاحه المعتاد وبما لا يقبل الشك مطلقًا
= يمكن عندما تصبحي زوجتي في يوم، أيتها القزمه .. فليس من الواجب ان اتنمر على زوجتي .
تلون وجهها بحمرة ساخنة، لا تعرف من أين جاء بذلك الرد لتظهر بالمزيد من خجلها، و أجابت وهي تقضم شفتها السفلى في ربكة عظيمة
= ماذا.. ماذا قلت؟ هذا مستحيل يحدث بالتاكيد .. هل جننتي أنا لم اتزوجك .. انت شخص حقير بالفعل، رسلان لا ينبغي ان تقول كل شيء تفكر به بصوت عالي .
عقدت ساعديها بغضب ممزوج بالخجل ثم
أبتسم رسلان بشده وبدأ يضحك على مظهرها وقال
= يا الهي لما وجهك أحمر كذلك.. إهداء قليلاً قلت ذلك متعمد وأنا أعلم جيد جوابك.. لذلك تاكدي بانني لم اتوقف عن التنمر عليكي.
أبتسمت في استهجانٍ، وعاتبته بحده
= منذ أول مره رايتك فيها، علمت انك شخص متكبر ولسانك سليط.. اهدأ قليلا و كن حذرا وفكر في الحديث قبل أن تقوله.
ابتسم رسلان وهو يرد بنوع من الغزل
= وانتٍ لا تكوني مثل القمر الساطع في السماء ولا تجدي التحدث بطريقه لابقه ولطيفه مع الآخرين..
إلي هنا لا تعرف بماذا ترد لتتوقف عن الحديث أمامه بعد أن غلبها كعادته، بعد عده ساعات من التنزه هنا وهناك مع بعضهم، سارت مهرة بعد أن هبطت من السياره حتي وصلت لحافة جسر أمام البحر مباشرة، كان وقت الغروب قرب ينتهي والليل أوشك على البدء، نظرت على البحر بشرود ورسلان رکن سيارته بالخلف وهبط الآخر وكان يراقبها .
أغمضت عيناها وهي تستنشق الهواء، كان ينظر لها بحنين.. بينما هي بدأت أن تتظاهر بالصمت وداخلها ضجيج افكار كثيره! صحيح اليوم كان أسعد أيامها لكن دون وعي عادت لشعورها بالحرمان وانها قد افتقدت الكثير في طفولتها وعاشت لحظات ليس مناسبه لعمرها
شعرت أنها لم تحتمل هذا الشعور، لكنها رفضت الحزن أو البكاء، حاولت تتحكم بقوة في دموعها التى تكاد أن تفر، تحرك بجوارها بهدوء دون أن يبدو عليها اى تغير .
كانت تستند بيديها التي كانتا بجوارها على السيارة فنظر لها رسلان ثم نظر إلى يدها و وضع يده على يدها برقة، ففتحت عيناها عندما شعرت بلمسه لها، ثم نظرت إليه وهي تحدق في عينيه، فوقف أمامها وأمسك بيديها الإثنتان وقربها إليه، ثم ترك يديها ووضع يديه على وجنتيها، واقترب منها بتأني.. كانت تنظر له فقط، ثم همس بثقل قرب اذنها لتشعر برجفه جسدها من ذلك
=ليس جيداً أن تتظاهري بالصلابة ... حينما تريدين البكاء... ابكي فحسب... ظهري عريض
ولن يتمكن أحد من رؤيتك.... انه حصن !.
مد كفه ليربت على كفها بحنان قائلاً مبتسماً
= يمكنك البكاء صغيرتى .
نظرت له بصمت، ليقول مؤكداً بصوت هامس
= لا بأس لن أخبر أحد .
أتسعت عينيها، فراشات معدتها تطايرت بشده دغدغتها، ثم أبتعدت خطوات سريعة للخلف لتتنفس بسرعة وهي تلوح بكفيها أمام وجهها
لعل سخونة وجنتيها تبرد قليلا، وضعت كفيها
فوق صدرها.. لم ترد.. لم تعترض.. او تبتسم ولكن كل ما فعلته وهي تعيد رأسها للخلف وتغمض ولم تشعر بنفسها بعدها إلا و دموعها تهبط وبلا تردد وقف جوارها ليداريها بظهره ليخفى شهقاتها من الجميع .
لم يشعر رسلان بالتعجب فورا بكائها، فهو يقسم بان هذه الفتاه تحترق داخلية، ظل فترة طويلة متنهدا بألم وهو يسمعها ، ثم علق بحنان
= لا بأس صغيرتى ..اعلم ما تشعرين به .
بكت أكثر حتى شعر بهدوئها، والتفت ببطئ لها و ربت على رأسها متسائلاً بجدية
= هل تشعرين بتحسن ؟؟
رفعت عينيها المحتقنة تنظر له فلم تري إلا نظراته الحانية، ثم تاوهت بألم قبل أن تجيب عليه
= أشعر بأن رأسى سينفجر .
هز رأسه بالإيجاب متفهم وقال بصوت هادئ
= لا بأس عليكي، سيزول الألم بعد فتره .
شعر بالمرار والألم فى صوتها وتساءل بتردد عفوي
= هل عانيتي كثيراً ؟؟
شردت للحظات متجمدة الملامح قبل أن
تقول بصوت باهت
= كان هذا فى الماضى .
عقد ساعديه وهو يجلس فوق السياره و يستند بجسده عليها ليقول لتغيير الموضوع
= تعلمي أسمك مميز حقا، اسمعه للمرة الأولى بحياتى .
عادت ابتسامتها المؤلمة، ثم صمتت لحظة وخيل شبح الماضي يتردد داخل ذكرياتها، وابتلعت ألما مضاعفا تقول بحزن
= أطلقته أمي تيمنا لذكرى والدتها المرحومه، أننا نمتلك نفس الإسم
ظن انها تتحدث عن وفاء بالتاكيد فلم يعرف بانها الأم الروحيه لها وليس أمها الحقيقيه، فأمها الحقيقيه قد توفت وهي صغيره وتركتها تعاني وحدها مع أسرتها والعالم القاسي!!.
رفعت إليه عينين دامعتين لتعتصر قلبه بلا رحمة
= اتظن أن بإمكانى تعلم التخطي وتجاهل الالام ؟؟
أبتسم بود فى محاولة لإخفاء ألمه عنها وقال لدعمها كعادته
= بإمكانك تعلم كل شئ صغيرتى .. مادمتي ترفضين الفشل فلن يصل إليكٍ مهما حدث .
حاولت أن تبتسم فا رسلان يحمل كل معانى الاخلاق الحميدة وصفات الرجل الجيد، كم هي سعيده بأنه تعرفت عليه.. حين أقاموا سويا في منزل واحد بعد زواج والدتها ووالده، ومن بعدها وتطورت علاقتهما لصداقة قوية ... او ربما حتي الآن!..
ألتقطت أنفاسها ولملمت شتات حالها واشارت
بأصبعها صوبه للرحيل، تمني أن يسألها المزيد.. لابد أن تلك الطفله عانت بالكثير، لكن أمام شعوره بألمها ألتزم الصمت، لن يحملها المزيد، هي أيضا كما تبدو تريد انهاء هذا الحوار .