رواية جديدة كما يحلو لها لبتول طه - الفصل 71 - 1 الأثنين 6/11/2023
رواية كما يحلو لها
الجزء الثالث من رواية كما يحلو لي بقلم بتول طه
رواية جديدة كما يحلو لها
تنشر حصريًا على المدونة قبل أي منصة أخرى
من قصص وروايات
الكاتبة بتول طه
النسخة العامية
الأثنين 6/11/2023
الفصل الحادي والسبعون
1
في نفس الوقت..
تناول هاتفه وقام بالاتصال بي يحيى وهو لم يكن لديه اجتماع كما
أخبر روان منذ قليل عليه أن يفهم اولًا ما الذي حدث بينهما، هو مازال لا يقتنع
بأن تطلق أخته بعد مرور ثلاثة أشهر فقط من زواجها.
قام بالرد عليه بعد القليل من الثواني التي انتظرها
على الهاتف فحدثه بود متسائلًا:
- ازيك يا دكتور عامل إيه؟ كده مشوفكش
يوم سبوع آسيا؟! وحشتني جدًا.
عقب على كلماته برده اللطيف المعهود:
- وأنت وحشتني جدًا، غصب عني أنت عارف
أنا بنام بالعافية.
تجاذب أطرا الحديث معه وكأنه لا يحدثه من أجل أخته فقط وأخبره:
- خلاص بقى لينا قاعدة مع بعض الجمعة
الجاية، عرفني هتبقى فاضي امتى لو حتى نص ساعة هجيلك.
- اتفقنا إن شاء الله، أخبارك إيه يا
عريس؟ مش ناويين قريب؟
زفر "بسام" بعمق واجابه قائلًا:
- أنا مسحول يا يحيى، معندكش فكرة أنا
نفسي اسيب كل ده وأخلي الفرح بكرة واخد إجازة إنما هسيب كل الشغل ده لمين.. روان
ماسكة الدنيا كلها من الناحية الـ technical لكن الإدارة كلها عليا وهي
مفيهاش دماغ للحاجات دي من زمان..
انزعج "يحيى" مما استمع له عندما أتى على ذكر اسمها ليتذكر
ما حدث بينهما منذ ساعات قليلة، ولكنه قدر ذلك الهدوء الذي كان يتحدث به أخيها
فأخبره:
- معلش بتبقى فترة وبتعدي وبكرة تاخد
إجازة وتريح شوية من الهم ده.
لم يكن ليغفل عن غرضه الأساسي من مكالمته وحدثه مباشرة بما يريده:
- فهمني بقى كده بالراحة ايه اللي حصل
بينك وبين روان؟
تردد قليلا قبل أن يجيبه، ولكنه أيضًا ليس بغبي، هو يعرف أنها
لابد وأن أخبرت "بسام" بما حدث ليقول في النهاية بنبرة مستفهمة:
- وهي ما حكتلكش اللي حصل؟
تنهد وفكر لبرهة قبل أن يجيبه ثم أخبره:
- ما أنا سمعت منها وعايز أسمع منك
فكر برهة بما عليه قوله دون الخوض في الكثير من التفاصيل ليرد في
النهاية قائلا:
- بسام علشان ما تكلمش كتير في تفاصيل
ملهاش لازمة، باختصار كده روان عايزاني اسيب شغلي وأفضل قاعد معاها أربعة وعشرين
ساعة.
مما قاله لا
يستطيع أن يجزم بأنه حقيقة فهو يعرف روان جيدا ويستحيل أن تكون هذه حقيقة ما
تطالبه به فحاول التفاوض معه بشكل غير مباشر وأخبره:
- يحيى أنت عارف كويس بعيد عن المشاكل بتاعتك أنت وأختي إنك من الناس
اللي بعزهم وسواء أنت وروان سوا أو لا، هنفضل اصحاب و كويسين مع بعض.. بس بردو
استحالة روان اللي أنا اعرفها بقى لي سنين تكون عايزك تقعد جنبها طول اليوم.. أنا
مقدر إنك مشغول وعارف ان شغلك صعب، بس روان لازم يكون ليها وقت في يومك.. أنا عارف
أن هي متدلع كويس قوي، وعارف إنها لو ما حسيت بإتمام من اللي قدامها عمرها ما
هتكون مبسوطة.. بيني وبينك كده، حاولت مرة تحسس بالاهتمام ده وماتسبهاش لنفسها
ودماغها.. أنا مش بقول لك الكلام ده عشان اغلطك، أنا بس بحاول افهم منك لأني زي ما
سمعت منها لازم أسمع منك أنت كمان!
أطلق زفرة
متهكمة نوعا ما، وهو لا يستطيع تصديق ما يطالبه به ولكنه قدر محاولة بسام في فهم
ما يحدث بينهما فعقب قائلا:
- المشكلة يا بسام أن هي عايزة اللي تصحى فيه تنام فيه مثلا، احنا لسة
مسافرين ومقضين يومين مع بعض.. روان بقى علشان تتبسط عايزة تسافر كل يوم وتعيد
وتزيد في نفس الكلام كل يوم، وانا شغلي لو مبتدوش وأنا فايق ساعتها مش هيبقى كام
ورقة وهبقى أجلها ليوم تاني أو حسابات هقفلها وابقا اعدل عليها، دي حياة ناس ممكن
بعدم تركيز مني تضيع.. هي مش قادرة تفهم ده ومش قادرة تفهم إن أصلا كل الوقت اللي
بقضيه برا البيت مش بيكفي شغلي نفسه..
- طيب أنا هأقول لك على حاجة، من وانا صغير روان اكتر واحدة شفتها في
حياتي بتقضي وقتها في شغلها كانت تنزل من البيت تسعة الصبح ترجع بعد حداشر بالليل،
بس ليه يا يحيى متقعدش تفهمها بالراحة وتشرح لها كل الكلام ده يمكن لو فهمتها
الكلام ده تقدر ظروفك، حاول تشاركها، يمكن ساعتها تلاقيها هي اللي مساعداك
وموفرالك حياة ما فيهاش ضغط فتقدر تكون أحسن في شغلك.. روان أصلا اكتر واحدة بتقدر
موضوع الشغل!
دام الصمت
لمدة وهو يفكر بكلماته، فلقد أخبرها أكثر من مرة، بل ربما مئات المرات، أن عمله
يحتاج الكثير من المجهود والمداومة من قِبله لينجح به، لا يكره أكثر من أن يكرر
كلماته ويعيدها مرات ومرات فرد قائلا:
- قلت لها يا بسام الكلام ده، وأنا كنت صريح معاها جدا وفهمتها انه في
الوقت الحالي مش هقدر آجي على شغلي عشانها أو عشان أي حاجة تانية، أنا دلوقتي
إنسان عندي 35 سنة وكنت محظوظ كفاية إني أكون مدير لمستشفى في السن ده وناس كثير
ما بيوصلوش لنفس اللي أنا وصلت له، عشان أقدر أحافظ على ده وما يضعش مني محتاج
مجهود واستمرار وهي مصممة ما تفهمنيش.
همهم
بالموافقة والتفهم أثناء حديث ولكنه ما زال متمسك بأن الانفصال في هذه المرحلة
مبكرا للغاية وكل ما يراه يحدث بينهما ما هو إلا اختلاف في وجهات النظر لذلك حاول
أن يحل الأمر من وجهة نظره وهو الآخر ويعطي لهما تلك الفرصة وقال مخبر إياه بنبرة
مقترحه:
- طيب هأقول لك على حاجة واعتبرها تجربة وشوف ايه اللي هيحصل بعدها، أنا
عارف أن أختي متدلعة، ومن زمان وهي بتاخد اللي عايزاه، ولما جت لي قالت لي أنها
متعصبة وقعدت تقول كلام وتطلع عصبيتها عليا، بس أنا وثق أن هي هديت خلاص عشان
اديتها الفرصة إني اسمعها، وهي المفروض مستنياني على العشا، هات لها ورد وشوية الكلام
اللي بيحبوه ده وصالحها وفهمها كده كل حاجة بهدوء زي ما أنت ما اتكلمت معايا وشوف
بعد اللي هيحصل واعتبرها فرصة ليك وليها، وأنا أوعدك لو حاجة حصل تاني هبقا اعمل
اللي أنت عاوزه.. أنا عارف أن أنت لسه ما فهمتهاش اوي، بس هي دي روان بتتعصب
وبتجادل مجرد وقت بسيط بعد ما تخرج عصبيتها وبترجع هادية تاني ولا كأن حاجة حصلت..
سكت عن الكلام
وفكر في اقتراحه السابق ثم تنهد بعمق وأخبره:
- ماشي يا بسام، أنا هسمع كلامك المرادي ولو بجد فتحت في الموضوع ده
تاني أنا مش هقدر كل شوية اعيد وازيد في نفس الكلام.. لا عندي طاقة ولا مجهود لكل
ده، أنا أصلا حبيتها واخترتها عشان كنت فاكر أن هي حتقدر حاجة زي دي، بس اللي بقيت
بشوفه منها بقى يحسسني إني اخترت إنسانة مش فهماني خالص.
فهم
ما يرمي إليه ولم يكن في نيته سوى الإصلاح بينهما فهو واثق أن زوج أخته رجل جيد
وكل ما بينهما ما هو إلا سوء تفاهم واضح وعدم ترتيب أولويات وإدارة وقت من كلاهما:
- ماشي، أنت بجد ما تعرفش هي حنينه إزاي، ولو بس قعدت معاها وفهمتها
بالراحة وقلت لها يومك ماشي إزاي بالتفصيل وقتها صدقني هتقدر وهتكون هي أول واحدة
بتساعدك، حاول بس تحسسها إن كلامها مهم وهي بنفسها اللي هتقول لك أنت إزاي قاعد
معايا وسايب شغلك.