رواية جديدة كما يحلو لها لبتول طه - الفصل 71 - 4 الأثنين 6/11/2023
رواية كما يحلو لها
الجزء الثالث من رواية كما يحلو لي بقلم بتول طه
رواية جديدة كما يحلو لها
تنشر حصريًا على المدونة قبل أي منصة أخرى
من قصص وروايات
الكاتبة بتول طه
النسخة العامية
الأثنين 6/11/2023
الفصل الحادي والسبعون
4
رفعت عيناها نحوه وهي تحاول التحكم في توترها والتخلص منه بينما ما زال هو
يحاوطها ولم يبعد كفاه لتخبره:
-
عارف، أول مرة لما ادتني رقمك، كنت حاطط صورة كده..
همهمت وهي لم تستطع النطق بها فأكمل هو بدلًا منها بنبرة استفهامية:
-
زي شكلي كده دلوقتي؟
هزت رأسها بالموافقة ولم تقل شيئًا ليقول هو بنبرة مُشجعة لها وهو يُعيد
كفها حيثما كان منذ ثواني:
-
طيب أنتِ معاكي صاحب الصورة، وصاحب الصورة هو جوزك اللي بيموت فيكي، فـ
إيه؟!!
حمحمت وهي تتحاشى النظر له فتلمـ ـس اسفل ذقنها ليلتقي بمقلتيها ولمعتهما
الآسرة عندما يراها في هذا المزاج الرائق والسعادة تتضح على عينيها وأخذ يطالعها
بتساؤل لتنطق بصعوبة استنفذت بداخلها كل ما تملكه من رباطة جأش على توترها اللعين:
-
إيه دي بقى أنت اللي تقولها، أو يعني..
تريثت لتبتلع بارتباك وتابعت:
-
تعملها، أنت عارف أنا مش بقدر أقول كلام زيك ولا هاقدر أعمل حاجة أكتر من
كده..
قبل أن تشيح بأنظارها بعيدًا عنه استغل الفرصة بتبادل أول قبلة معها بعد
زواجهما لتشعر بخفقات قلبه المتوالية وبمجرد أن ابتعد عنها ليلتقطا أنفاسهما وفتح
عيناه بعد أن اغمضهما في رغبة منه بأن يشعر بكل جوارحه بتلك اللحظة التي ستُحفر في
رأسيهما للأبد فهمس لها وهو يُطالع وجهها الذي يتضح عليها الخجل بعينيها
الغامضتين:
-
أحلى طعم دوقته في حياتي.. tomato face with
cherry lips (وش طماطماية
بشـ ـفايف كريز)
اتسعت ابتسامته ونظرت له ليُعيد قبلتيهما التي أصبحت اثنان وثلاثة وعدد لا
نهائي لا يتذكر أي منهما لكم وصل بينما أحس أنه لن يُمكنه الانتظار أكثر ليتذوق
منها المزيد ليهمس في النهاية وهو يتنفس أنفاسها:
-
هنطلع ولا هنكمل في الـ pool
أومأت له بالموافقة وهي تتحاشى النظر له مباشرةً فلم يُرد أن يُزعجها
بالرغم من تحرقه شوقًا لرؤية مُقلتيها السعيدتان بتلك المشاعر التي يتبادلانها
فسبقها للأعلى وتبعته وهو يُقدم يـ ـده لها ليتناولها في مساعدة منه لها لكي لا
تسقط وبمجرد وضع قدميها باستقامة على الأرض قام بحملها وهو يُطالعها باشتهاء لم
يخل من مشاعر عشقه لها فاتسعت ابتسامتها وهي تنظر له متفاجئة لفعلته وأخبرته:
-
مش لازم تشلني على فكرة..
قالتها وهي تحاوط عنقه لتتمسك به بينما قال:
-
لا لازم، مش عروسة برضو ولا إيه!
أخفضها فوق الفراش ولم يكترث أي منهما بتلك الملابس المبتلة ليقبلها من
جديد وكان الحل الوحيد للتخلص من فارق الطول بينهما هو أن يعتـ ـليها فليس هناك حل
آخر ومن قبلة أولى على الفراش إلى ملابس ألقاها أرضًا تفقدها برغبة محمومة وعشق
لها واشتياق لنول متعته ولرؤية اشباعها يتضح بعينيها همس لها متسائلًا بمرح:
-
الإشارة خضرا؟!
همهمت له بالموافقة وهي تهز رأسها بالموافقة ليُقبلها بنعومة وبمجرد أن فرق
قبلتيهما أخبرته بهمس بين أنفاسها المتسارعة:
-
بشويش بس..
وهذا كل ما فعله لدرجة أنها حتى لم تشعر بألم يُذكر وبدا الأمر بسيط للغاية،
بل كان تافهًا بكل ما يهول به الجميع هذه اللحظة ليتفقدها بعشق وهو ساكن تمامًا عن
أي حركة وأخبرها:
-
بحبك يا عنود!
طالعته بنظرات لم تختلف عنه وأخبرته بهمس:
-
بحبك اوي، أنت أحلى هدية ليا في الدنيا دي كلها..
تبادلا قبلة أخرى وهو يُشابك أصابعها بين أصابعه وبدأ في التحرك برفق
للغاية في البداية إلى أن شعر باسترخائها ولم يتضح أي انزعاج عليها ولا على
تحركاتها ليُسرع نوعًا ما وانتقلت شـ ـفتاه لكي لا يغفل عن أي ما بها وتذوقها
مثلما شاء لرغبتيهما إلى أن وصلا سويًا للاكتفاء، ليتخلص هو من خر ما كان يؤرقه في
علاقتهما وكذلك فعلت هي وأخيرًا تخلصت من هذا التوتر الذي ينتابها كلما اقترب
منها!
طالعها بابتسامة وهو يُلقي بجـ ـسده على الفراش ثم جذبها لتتوسد صـ ـدره وقال:
-
أنا كده رسمي مش هاعرف ابعد عنك وهستقيل واقعد في البيت.. استناكي بعد
الكلية كل يوم، وأول ما الإشارة تبقى خضرا أقفل العداد على طول!
ابتسمت على قوله ولم ترفع عيناها نحوه وهي تجذب الغطاء فوقها وأخبرته:
-
معندناش رجالة تقعد في البيت.. وبعدين ما الإشارة يعني هتبقى خضرا بعد
الشغل!
-
المجهود يا حبيبتي..
تثائب لترفع الآن عيناها نحوه وسألته بمزاح:
-
من أولها ولا إيه؟
أخفض عيناها نحوه وهو يضمها إليه واجابها:
-
طيب نامي عشان أنا مدغدغ بعد السفر الخمستاشر ساعة ده ولما نصحى هنشوف
أولها ولا أخرها ومتبقيش تزعلي لما أكلك يا tomato face أنتِ..
همهمت وهي تتفحصه وقلبت شـ ـفتاها لتخبره:
-
أهو أنا دلوقتي جالي نوم خلاص!
❈-❈-❈
عودة للوقت الحالي..
تفحصته بعينيها وهو يتضح عليه الغضب الذي كان جزء ضئيل من غضبها الذي تشعر
به نحوه وظل متظاهرًا بعد رغبته في النظر إليها ولكنها لن تنخدع بتلك الترهات التي
انطلت عليها مرة سابقًا وهو يُزيف مشاعره وكأنه لا يقوى على النظر إليها وقبل أن
تتفوه بالمزيد قاطعهما "بسام" بمجيئه الذي جعل كلاهما يُمسك عن التمادي
في غضبه سواء هو أم هي وتوجه لـ "روان" وهو يُشير إلى جهاز لوحي أثناء
اخباره لها:
-
بابي هيعملي هنا extension عشان لما اجي هنا يبقى عندي بيت صُغير ليا..
حاولت التحامل على مشاعرها وبالكاد رسمت ابتسامة رغمًا عنها من أجله هو فقط
وأخبرته مُدعية الاندهاش:
-
حلو اوي يا روني.. أنت اللي اخترت الألوان دي؟
هز رأسه لها بالموافقة واجابها:
-
آه، قعدت مع أنكل واتكلمنا سوا وبابي كان معانا وقولتله يعملي صورة لحصان
كبير في البيت بتاعي.
همهمت مطولًا وقامت بحمله وأجلسته فوق السطح الرخامي للمطبخ وسألته
باهتمام:
-
وقولتله إيه كمان بقى؟
اجابها بحماس كما تعهده عنه فلطالما يتحمس للخطط الجديدة:
-
قولتله يعمل كل حاجة blue و red وصورة حصان وهاعمل بقا كل الـ shopping معاكي!
هذا أمر من الأمور القليلة التي يتفقان بها فكلاهما يحبان التبضع وشراء
الأشياء الجديدة فأخبرته:
-
أوك، deal،
لما يخلصوا كل حاجة هننزل نشتري هدوم جديدة وحاجات كلها بتاعت روني ونختارها سوا..
تفقدها بتأهب والقليل من الحُزن وسألها:
-
أنتِ مش هتفضلي قاعدة معايا؟
أومأت له بالنفي وأخبرته:
-
أنا هروح لأنكل بسام وآنا ميمو وهنتعشا سوا النهاردة، تحب تيجي معايا؟
تركته ليتخذ قراره بنفسه ولم تدخل في الأمر حتى ولو بلمحة من اللوم ليجيبها
بعد بُرهة:
-
هاقعد مع برق يومين كمان وبعدين هرجع البيت..
-
أوك.. أنا بقا لازم امشي دلوقتي..
اقتربت نحوه وهي تُقبله ليتوسل لها بإلحاح:
-
مامي اقعدي معايا please ونتغدا سوا..
تفقدته بأعين متوسعة وسألته:
-
بس أنكل بسام وآنا هيزعلوا، إيه رأيك نخليها مرة تانية أكون مش متفقة
معاهم؟
-
أوك..
اقترب منها وعانقها بقوة وكذلك بادلته هي الأخرى وأخبرته:
-
باي يا روني..
-
باي يا روني..