-->

رواية جديدة قلوب ضائعة لفاطمة الزهراء - الفصل 32 - 4 - الثلاثاء 21/11/2023

  

  قراءة رواية قلوب ضائعة كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية قلوب ضائعة

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة فاطمة الزهراء


الفصل الثاني والثلاثون

4

تم النشر يوم الثلاثاء

21/11/2023




يعلم كاظم جيداً أن نزار لن يقبل أن يأخذ هذه الأموال حتى لو وافق كل من جسار و علياء :

ـ بس ده حقها هتمنعوه عنها

علياء برفض شديد فهي لن تقبل أن تعيش ابنتها من أموال غير معلوم مصدرها الحقيقي :

ـ هو مالوش حق فيها يبقي هي كمان ملهاش حق فيه ولا في أي حاجة تخصه اللي كانت هتاخده فريدة خده حضرتك وابنى بيه دار أيتام كبيرة و جهزها بكل اللي تحتاجه ولو احتاجت فلوس تاني بلغني وأنا هكمل

كاظم بابتسامة هادئة :

ـ يعني ده قراركم الأخير المبلغ اللي من حقها مش بسيط

وقفت جوار نزار و هتفت بجدية :

ـ زي ما قولت لحضرتك أنا ونزار .. مش عايزين الفلوس دي أعمل بيها اللي بلغت حضرتك بيه هيكون أفضل وأحسن

كاظم بجدية وهو يقف كي يرحل :

ـ تمام زي ما تحبوا و زي ما قلت بالنسبة ل شفيق خلاص مفيش أي خوف تقدري تتحركي براحتك

تحدثت علياء بامتنان حقيقي :

ـ شكراً جداً مش عارفة أقول لحضرتك إيه و ل جسار على كل اللي عملتوه ده أنا حقيقي ممنونة لكم

جسار وهو يبتسم لها :

ـ متقوليش كده يا حبيبتى إنتي أختى و صاحبتي ولا إيه 

كاظم بابتسامة هادئة :

ـ ده واجبنا أه اتاخرنا كتير بس قدرنا عليه في الآخر 

غادر وتركهم معاً ليعود جسار لغرفته في المساء عادت فاطيما للمنزل برفقة نزار .. كان جسار يريد العودة لمنزله الخاص لكنه ذهب معهم بعد إصرار شقيقته و عمته و كان يتعامل مع الجميع بحذر في اليوم التالي اتجه جسار و فاطيما برفقة سليم و نزار لأخذ أقوالهم ليقرروا طي هذه الصفحة للأبد 

❈-❈-❈


مرت عدة أيام و الجو هادئ بين الجميع وقرر زياد التحدث مع سليم في أمر زواجه من ميرا ليخبره أنه سينتظره في نهاية الأسبوع 

كان جسار يجلس في الحديقة ليقترب منه عزت و حمحم بهدوء كي ينتبه له 

هتف جسار بهدوء و هو ينظر له :

ـ اتفضل يا جدي 

عزت وهو يحرك الكرسي ليجلس مقابله :

ـ طمني أخبارك إيه دلوقتي

أجابه بهدوء شديد :

ـ كويس اطمن وحضرتك

تحدث بتنهيدة عميقة :

ـ هكون كويس لما أحفادي يكونوا سوا ايد واحدة زي زمان

هتف وهو ينظر ل فاطيما التي تجلس برفقة ميرا على الأرجوحة :

ـ واضح مش هينفع يا جدي هما مش قادرين يفهموا أنا عملت كدة ليه ومش هيجتمعوا معايا خالص

يعلم أنه يقصد فاطيما بحديثه :

ـ هتستسلم بسهولة يعني فين جسار اللي وقف قصادي

هتف بتعب شديد فهو يعلم أنه أخطأ في حق الجميع حتى لو كان دون قصد :

ـ سامحني يا جدي كان غصب عني كنت ببقى هموت وأعرفك الحقيقة بس  كنت خايف عليك وعليهم مش استسلام أنا بس مش عايز أبقى معاهم بالإجبار 

أجابه بغموض فهناك شخصاً واحداً يستطيع مساعدته في إعادة شمل العائلة مرة أخرى :

ـ مين قال هيكون بالإجبار بالعكس أنتم لازم تكونوا سوا وإلا تعب السنين اللي فاتت دي مالوش أي أهمية ولا هتضيعوا تعبي في الأرض

أخرج ورقة من جيبه وتحدث بجدية :

ـ أكيد لأ طبعاً يا جدي حاضر هوعدك أحاول معاهم طيب احم اتفضل يا جدي

تحدث عزت بغموض :

ـ إيه دي أظن ترجعها لصاحبة الشركة

تعجب جسار من حديثه ليتحدث بجدية :

ـ بس أنا عامله بإسم حضرتك حاضر هعمل واحد تانى باسمها

نظر عزت للورقة ثم قطـ.ـعها نصفين أمامه :

ـ لا بلاش بعدين فاطيما عملت تنازل من بدري .. مش عاوز تعرف ليه كتبت الشركة باسم فاطيما ومش باسم حد تاني منكم

هتف بهدوء فهو كان يظن أنه يعلم شخصية جده جيداً لكنه كان مخطئاً :

ـ حالياً مش فارق معايا أي حاجه غير عيلتي بس أحب أعرف

تنهد عزت بهدوء وهو يتذكر حديثه السابق مع سليم أنه يجب أن يتنازل بشكل مؤقت عن الشركة لأي أحد يكون محل ثقة فكر في البداية في سلمى لكن علم أن جسار سيجعلها تتركها له لكن كان عليه أن يختار شخص قد يصعب على جسار أن يستسلم له بسهولة 

ـ لما بدأت تتغير كان عندي حل من اتنين أسيب الشركة معايا أو تكون باسم شخص تاني بس على الورق أنا بعد ما هي مضت على التنازل مضتها على ورقة تانية علشان أقدر أرجع الشركة في أي وقت لو حسيت بالخطر بس كلكم وقتها قلتم إني بحبها وأنتم لأ بس الحقيقة إن كلكم عندي زي بعض مش يميز واحد عن واحد حاولت كتير أرجع الشركة بس مقدرتش

نظر له وتحدث بصدق :

ـ كان غصب عني علشانكم صدقني أنا عمري ما طمعت في فلوس ولا منصب بس دي طريقة شفيق ولازم ألاعبه بطريقته

عزت بابتسامة هادئة :

ـ أنا عارف كدة كويس وإلا مكنتش هتبقي حفيدي اللي علمته و ربيته على ايدي

انقضي اليوم سريعاً و لكن كان هناك توتراً ملحوظاً في علاقة علياء و نزار لتقرر التحدث معه بعد لقاء زياد و أسرته لخطبة ميرا التي كانت تشعر بالتوتر والخجل الشديد فهي كانت تظن أنه حلم ستستيقط منه لاحقاً ... كانت شهد تجلس في غرفتها فهي لا تريد الاصطدام مع علياء مرة أخرى خاصة أنه يوم مميز في حياة شقيقها ولا تريد أن تكون سبب في إفساده علمت والدتها أنها لا تريد الذهاب معهم لتتجه لرؤيتها وجدتها ترتدي ثياب منزليه 

جلست جوارها وتحدثت بهدوء معها :

ـ ممكن أفهم ليه رافضه تروحي معانا خطوبة أخوكى معقول في واحدة عاقلة متروحش خطوبة أخوها

هتفت بكذب وهي تنظر بعيداً كي لا تلاحظ والدتها حزنها :

ـ تعبانة يا ماما و عندي شغل مهم بكرة سامحيني قولي ل زياد يسامحني

سحر بهدوء فهي تعلم أن ابنتها ترفض التجمعات منذ هذا اليوم الذي تحولت فيه حياة ابنتها ٣٦٠ درجة مئوية :

ـ إحنا مش هنتأخر واظن أن الساعه اللي هنروحها مش هتعطلك ثم كلنا رايحين شغل إيه ده و أبوكي و أخوكى معانا في إيه مالك احكيلي رافضة تروحي ليه

تحدثت شهد بتوتر :

ـ مفيش بس كده أفضل بعدين ده تعارف يعني مش مهم حضوري يوم الخطوبة أكيد هكون معاكم

سحر وهي تضمها و تملس على شعرها بهدوء :

ـ في إيه يا شهد مالك احكيلى حصل إيه !!

تحدثت بدموع ووجع حقيقي :

ـ موجوعة أوى يا ماما مش قادرة أنسى اللي فات ولا أعيش حياتي حاولت أغير شخصيتي الكل بقي يشوفني مجنونة مش طبيعية

تنهدت بحزن بسبب الألم الذي تعيشه ابنتها :

ـ في إيه بس ياحبيبتي و إيه اللي فكرك باللي فات مش كنا خلاص قفلنا القديم وما صدقت إنك رجعتي لشغلك

ابتعدت عن والدتها وهتفت بتوتر :

ـ مفيش يا ماما بس لازم أتعامل بحذر مع الكل علشان كده عاوزاكي تساعديني اتنقل أى مكان تاني

علمت أن ابنتها تعرضت لأمر سيء وهو سبب حالتها تلك :

ـ إنتي بتقولى إيه هتروحي فين عايزه تبعدي عني

تحدثت بتوتر و حزن :

ـ عاوزه أبعد عن نظرة الكل ليا و أعيش من غير خوف من كلام الناس

تنهدت بهدوء لتضع يدها على وجهها بهدوء وقررت معرفة ما حدث معها :

ـ محدش يقدر يبص لك كده أو كده ومفيش بُعد سامعة

حاولت التهرب من الذهاب معهم :

ـ طيب ممكن بلاش أروح معاكم النهارده

سحر بتعجب من إصرار شهد على الرفض للذهاب معهم :

ـ مش هينفع أخوكي يزعل هو في إيه هناك مانعك إنك تروحي اتكلمي وإلا نلغي الموضوع كله بما أن في حاجة غلط مش مفهومة 

أجابتها بتوتر شديد :

ـ لا يا ماما متلغيش حاجة صدقيني مفيش حاجة اطمني

سحر بهدوء فهي لن تهدأ حتى تعلم الحقيقة :

ـ طيب ليه مش عايزة تيجي معانا هناك ليه

أردفت بارتباك و حزن :

ـ هاه أبداً بس أنا متابعة ملف قضية خاص ب أخو البنت اللي زياد عاوز يرتبط بيها و مراته بتتعامل معايا كأني يعني

أمسكتها من يدها وهتفت بحدة :

ـ كأنك إيه انطقي

أجابتها بدموع :

ـ معجبة ب جوزها بس صدقيني تعاملي معاه كان طبيعي

وقفت و تحدثت بغضب :

ـ هي اتجننت إزاى تعمل معاكي كده أنا هتصرف يلا قومي ألبسي

شهد بتوسل و ترجي :

ـ ماما لو سمحتي النهارده يوم خاص عند زياد بلاش أكون سبب في حزنه أو ياخد موقف مني

سحر بتحدي وهي تنظر لابنتها :

ـ لأ اطمني مفيش حاجه يلا ألبسي والا أنا مش هروح

تحدثت بهدوء وهي تنظر لها :

ـ حاضر ثواني هكون جاهزة

ارتدت فستاناً طويلاً و غادرت مع أسرتها وصلوا و استقبلهم سليم و نزار اللذان تفاجآ كالجميع أن مالك شقيق زياد و شهد ولكن كانت هناك مفاجأة أخرى ل سمية حين التقت بصديقتها أثناء الدراسة كانت الجلسة هادئة لا تخلو من نظرات علياء القاتمه ل شهد التي انتبه لها كل من والدتها و فاطيما قررت شهد أن تتجه للحديقة 

كان كِنان يتابعها بهدوء ليتجه خلفها للتحدث معها كانت تنظر للسماء و تغمض عينيها كأنها تؤدى طقوس خاصة بها 

تحدث بهدوء وهو يقف خلفها :

ـ واضح إنك بتحبي الهدوء و الطبيعة

التفتت له و هتفت بجدية فهي لا تريد التحدث مع أحد لا تطلب منهم سوى أن يتركوها في عالمها الخاص :

ـ هاه يعنى خير في حاجة 

لاحظ ارتباكها و توترها :

ـ أبداً بس لاحظت إنك ساكتة من وقت ما وصلتي

تنهدت بهدوء لتجيبه وهي تنظر للسماء :

ـ هقول إيه يعنى وبعدين أنا معرفش حد هنا إلا فاطيما ونز والدكتور بس

يشعر أن خلفها سراً أو حكاية خاصة لا تريد البوح بها لأحد :

ـ أعتقد هتكوني إنتي و ميرا أصحاب قريب برضة طيب إيه رأيك نكون أصحاب !!

تفاجئت من طلبه لتجيبه بتعجب :

ـ هاه أصحاب !!

هتف بجدية وهو يلاحظ تعجبها من طلبه :

ـ أيوه أقولك حاجة أنا سبب وجودي هنا نزار و فاطيما أنا متعدد الجنسيات زي ما بتقولوا أب و أم سوريين و عشت في لندن و حاليا عايش هنا يعني ماليش أصحاب كتير و اتعرفت على زياد من كام يوم بس

لا تريد أن تعيش التجربة مرة أخرى يكفى ما مرت به لاحقاً تظن أنها لا تستطيع أن تكون صديقة جيدة لأحد :

ـ أه زي الطير مش ليك مكان معين طيب عندك فاطيما و نزار و زياد عايز منى إيه أنا لا مينفعش إني أكون صديقة لأي حد بعتذر

أراد أن يقترب منها أكثر فهو منذ رؤيته لها وهو  يشعر أن هناك شيئاً يجذبه لها :

ـ ممكن أعرف السبب طيب

أرادت الهروب من أمامه هي حقاً لا تريد الاقتراب من أحد ظناً منها أن جميع من تتعرف عليهم يرحلون  :

ـ مفيش سبب ولا حاجة  بس أنا معنديش وقت للصداقه نهائي يعني مشغولة في شغلي