-->

رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - 26 - 1 الجمعة 24/11/2023

قراءة رواية حياة بعد التحديث

الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حياة بعد التحديث

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل السادس والعشرون

1

تم النشر يوم الجمعة

24/11/2023



هبط رسلان الدرج بعصبية واضحة فمنذ قليل كان يتحدث مع صديقه عبر الهاتف ولم يكف تساؤلات عن مهره وعن أحوالها وكذلك، بينما الآخر غضب بشده واغلق الهاتف بوجهه عندما وجدت المكالمه طالت عن مهره فقط وهذا ازعجه .

 

أستغرب من نفسه بشده فلما كل ذلك الانزعاج والغضب كلما تحدث عنها، هل يمكن أن يكون معجبا بها!.. هي كماسة ويجب أن يغار عليها لأنها مسؤوليته خصوصاً بعد أن أصبحت أحد أفراد عائلته! هو يكذب بالتأكيد على حاله؟ فماذا إذا ! لم يعرف الفتاة سوى قبل فترة قصيرة.. وهو غير مؤمن أبدا بترهات الحب من أول نظرة.

 

لكن داخله شعور مناقض، عندما يراها تتحرك حوله كأن مفرقعات العيد تضرب بداخله.. لن يتجاهل الأمر أكثر وينكره هناك انجذاب لكنه ببساطة لا يستطيع تحديد هذا الانجذاب لأنه مستحيل حدوثه! فهو لا يريد تحمل الذنب والشعور بتأنيب الضمير.. هي ليس أي شخص في حياته، و ربما يرفض من حوله هذا الانجذاب.

 

لكن منجذب معجبا بتلك الشخصية الغريبه عليه التي تحمل كل شئ ونقيضه في خلطة مدهشة تعطي للأيام نكهة مميزة! لكن أي كان سبب انجذابه عليه أن يتخلص من هذا الشعور في أقرب وقت سيكون شخص غير صالح اذا أقترب منها لتبادله مشاعره وبعدها يصطدم برفض العائله لان الجميع هنا يعتبرهم أشقاء بالفعل .

 

تحرك بغضب ليفتح الباب وانتبه علي صراخ مهرة بألم فرسلان دون قصد منه قد صدم رأسها بالباب دون أن يراها، فترك هاتفه وتقدم منها بقلق

 

= ما بكٍ مهرة ..أرفعي وجهك

 

زمت شفتيها بحنق تتألم وهي تقول بين دموعها

 

= انا بخير، لم يحدث شيء مجرد ألم بسيط في رأسي .

 

أقترب أمام وجهها منتظراً أن ترفع عيناها لكنها لم تفعل، وظلت تتألم بصمت! مد يده دون تفكير يبعد يديها عن وجهها الذي أغرقته الدموع.. عم الصمت وهما ينظران لوجهي بعضهما.. هي غارقة بمنتهى البراءة في عسل عينيه الذي يلمع كالذهب في هذه اللحظة وهو غارق بمنتهى الضياع في البحر الاخضر في عينيها.. مسح بأصابعه تلك الدموع بصمت وهو يقترب منها هامسا بما لم يستطع قول غيره

 

= أنا آسف .

 

ثم طبع قبلة مواسية على عينها الرطبة وهي اتسعت عيناها بصدمه صامته تاركه يربت عليها فقط! لتتعالى دقات قلبها، و أنتبه الي نفسه ثم انسل مبتعدا عنها مبديا انزعاجه من تصرفاته المتهوره التي وضعته في موقف محرج كهذا.

 

=أنا.. أسف، لا أعرف ما بي.. لم اراكي

 

جمدت أنظارها عليه متذكرة تلك الدقات العنيفة لقلبها، ثم أغمضت عينيها بقوة نافضة عن عقلها تسلله إليها، وكأنه يتعمد اختراقها بمشاهده التي لا تفارق مخيلتها، لتردف بنبرة مضطربه

 

= لم يحدث شيء، أخبرتك إني بخير ! لكن تبدو أنت منزعج من شيء؟ .

 

هز رأسه بضيق وهو يردد بجدية

 

= ولا شيء لكن، مهره هل انتٍ وصديقي نوح تحدثتوا مره اخرى .

 

زفرت بحنق ثم قالت متذمرة

 

= يا الهي مجدداً رسلان لم اتقابل معه بالطبع، واين ساشاهده أساسا وانا لا اعرف عنه شيء

 

أجابها بخفوت رقيق انحسر له حنقها فجأة كموج يتراجع متقهرا

 

= حسنا لا تنزعجي هكذا اعتبريني لم اقل شيء .

 

تعالي فجاه صوت الأمطار بالخارج مما جعلها

تصرخ بحماس وهي تركض مندفعة تفتح الشرفه ودخلت تنظر من النافذة كيف تتقافز الأمطار أمامها هاتفه بسعادة

 

= يا إلهي أنها تمطر بالخارج .

 

انتبهت للظل الذي يقف ورائها فالتفتت إليه وسرعان ما أبتسمت ملامحها المليحة بسعادة أكبر وهي تردف مبتسمه

 

= المطر يتساقط بقوة، هيا تمنى شيء ما! هناك احتمال كبير أن تتحقق الأمنيات لأن أبواب السماء مفتوحة الآن.. كانت أمي تقول لي هذا دائما.

 

أمسك خدها المبتل بخشونة وهو يجذبها للداخل رغم عنها للبيت الدافئ قائلاً بصرامة زائفة

 

= الجو بارد بالخارج ستمرضين يا قزمه.. ادخلي إلي الداخل.

 

هزت راسها برفض، وسرعان ما رسمت ابتسامتها مجدداً وهي تقول باعتراض

 

= لم امرض اتركني، سأرتدي ملابس ثقيلة

 

لتنظر للسماء خلفها باستمتاع ثم تطلعت فيه بتحذير وهي تقول مبررة

 

= ولكن لا تخبر والدتي! لأنني أحب الوقوف تحت المطر لكن أمي لا تقبل ذلك. سأذكرك في دعواتي، لكن لا تخبرها. حسنا، سلام.

 

لم تنتظر رده و تحركت سريعاً من أمامه وهي تضع يدها علي رأسها المصابه، انفجر حينها رسلان ضاحكا عليها، ثم توقف للحظة عن الضحك حين غرة قلبه اللاهي بشعور جديد ينتزع منه نبضاته وهمس بصوت عذب بما خطر في عقله

 

= تستطيعي إملاء حياة الفرد ببهجة, محظوظ من سيكمل معكِ حياته !.

 

بقيت أنظاره متعلقة بها حتى اختفت من أمام عينيه، هامس مستسلم بشجن

 

= يجب أن أعترف . يذوب قلبي لأجل هذه الفتاه .

 

--

 

نظر أسر بإنزعاج كبير إلي أهل المنطقه، كان يعتقد في نفسه أنه الوحيد الذي ظلم فريده وأي فتاه مثلها، لكن الآن تغير الوضع تماماً وعلم أن المجتمع والناس هم الذي يظلمون الفتيات أمثالها .

 

نظر إلي شقيقته التي تنظر له بتوسل وهي تبكي بحرقه إشفاقاً على وضعها لكنه تخطى هذا الأمر بمراحل أكبر، بدأ وجهه متشنجاً و عضلاته مشدودة للغاية خاصة حينما وقعت أنظاره على ثيابها الممزقة، وتلك الخدوش البارزة في جسدها، نتيجه تعرضها للاعتداء! وغير حالتها النفسيه الان وصدمتها وبعد كل ذلك يأتي احدهم يخبره بالتنازل عن حقها !!!....

 

أبعد عيناه بصعوبة عنها ونظر إلى ذلك الحقير المعتدي عليها باشمئزاز وبقوة حاول تهدئة نوبته الغاضبة قليلاً، هو متأكد من أخلاق شقيقته ويثق فيها وعلى يقين تام بامرها وانها لا تريد الزواج من ذلك الشخص والتغاضي عن حقها.

 

تطلع أسر إلي الجميع حوله باستنكار وهتف فيهم بصوته المحتد

 

= ويا ترى زي ما عارفين ان فريده بنت الأستاذ عابد اتنازلت! إيه اللي حصل لها بعد كده.. وأنها دفعت حق التنازل ده كتير من حياتها؟ عندكم علم انها شالت الرحم و ما بقتش تخلف.. واهلها لحد دلوقتي اللي مش قادره تسامحهم ولا تعيش حياتها عادي.. ولا انتم بس بتبصوا على اللي انتم عاوزين تشوفوه.. امال عايشين مع بعض في منطقه واحده واسمنا جيران و انتم شايفين قدام عينيكم اللي حصل لاختي و عاملين نفسكم مش واخدين بالكم وما شفتوش حاجه، عارفين اللي بيسكت عن الحق بيسموه ايه؟.

 

رمقه الأم باحتقار وهتف بصوت متشنج

 

= وانتٍ ما تفكريش ماسكاني من أيدي اللي بتوجعني انا اللي ليا حق عندك؟ حق اختي اللي هجيبه غصب عن عين ابنك وعنك وعن اي حد هنا في المنطقه هيفكر يعيد ماساه فريده من تاني! ما كفايه بقى خف من الناس والفضيحه اللي جابنا ورا.. انتٍ اللي لازم تخافي انتٍ والزباله إبنك مش أختي!! انا اللي ليا حق عندكم مش انتم .

 

شهقت أم المعتدي بخوف شديد، ثم توجه أسر بنظراته نحو ذلك الشخص الذي معتقد بانه ينصحه بالتنازل عن حق شقيقته خوفاً من الفضيحه والعار واقوال الآخرين، صــاح به أسر هادراً

 

= وأنت انا ما طلبتش نصيحتك ولا نصيحه غيرك، ولما تبقى بنتك ولا مراتك ولا اي حد من اهلك يحصل لهم كده؟ ابقى ساعتها اتنازل عن حقهم براحتك وخاف من كلام الناس والفضيحه... لكن انا مش هتنازل عن حق اختي.!!.


الصفحة التالية