-->

رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - 26 - 2 الجمعة 24/11/2023

قراءة رواية حياة بعد التحديث

الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حياة بعد التحديث

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل السادس والعشرون

2

تم النشر يوم الجمعة

24/11/2023 


 

ارتجف جسد ذلك الرجل من نبرته العنيفة، وأخفض رأسه بخجل طفيفة وأجابه بتردد

 

= لا حول ولا قوة إلا بالله ! أنا كان غرضي أساعد بس أنت حر.

 

تخطي ذلك الرجل وتطلع حوله بشراسة وقد ضاقت نظراته وهو يقول بجدية

 

= إللي عاوز ياجي معايا يشهد عشان يخلص ذمته قدام ربنا.. هاه ربنا اللي نسيتوه وبقيتوا بتخافوا من كلام الناس والفضيحه اكتر منه..

وانا في يوم من الأيام اتخليت عن فريده عشان كنت خايف برده زيكم من الناس والفضيحه بس خدت ايه غير ان انا بندم ندم عمري ان انا عملت لكم قيمه في حياتي وانتم ملكوش حق.. وبدل ما بنقف جنب اللي زيها احنا اللي بنطلب منهم يتنازلوا.

 

بدأ الجميع ينظرون الى بعض بتوتر شديد وخجل من أنفسهم، ثم تحرك تجاه أخته ومـد ذراعه نحوها ليرفع رأسها بحده أمام الجميع وهو يهتف بصوت لاهث شبه مرتفع

 

= ارفعي رأسك يا شيماء واياكي توطيها، هم اللي مفروض يتكسفوا مش انتٍ.. و ليكي حق وهجيبهلك بالقانون، انا هعمل محضر باللي حصل لاختي وكثير منكم كان شايف الكلب ده وهو بيعتدي عليها وانتم كمان اللي خلصتوها منه، فاللي عاوز يجي يشهد معايا اهلا وسهلا..و إللي مش عاوز براحته بس خليكوا فاكرين الأيام دواره.. وكما تدين تدان .

 

نظرت شيماء إليه نظرة رضا وسعادة وبدأت تمسح دموعها بعدم تصديق وهي تشعر بالفخر من حديث وفعل أخيها، فحقا رد أعتبرها أمام الجميع بذلك الفعل .

 

لحقت به الأم باكية بحرقة على أبنها الذي يجذبه أسر وهو ما زال تحت تاثير المخدر لا يشعر بما حوله قائلة بتوسل

 

= حقك عليا سامحه.. هو ما كانش في وعيه !

و أوعدك مش هيعمل حاجه تاني زي كده حرم خلاص.

 

نظر لها مغتاظاً من كلماتها الساذجة، وهتف بتوعيد

 

=لما يتشد هناك علي القسم ويتعمل له محضر ويتادب مش هيعملها تاني فعلاً، بنات الناس مش ذنبوهم أنك ما عرفتيش تربي.. انا بجيب حقي أختي وحقي أي بنت ممكن الكلب ده يطول عليها تاني! عشان كده مش هسكت.. عشان الأشكال اللي زيه ما يسوش فيها .

 

لطمت الأم على صدغيها بهلع قائلة ببكاء كبير

 

= يا لهوي يا ناس يا نصيبتي، أبني راح فيها خلاص !

 

لم يكترث بها واستمر في جذب ذلك المعتدي ليتوجه به الي أقرب مخفر وكانت خلفه شيماء وهي تشعر براحة تامة، خفق قلب الأم بتوتر كبير، وتحفزت حواسها بالكامل بعد أن رأت البعض من الناس بدأ يتحرك خلفهم للشهاده ضد أبنها..

 

فمن الواضح حديث أسر قد أثر علي البعض و شعوره بالخجل من أنفسهم لانهم شاهدوا تلك الجريمه تحدث أمامهم ولم يمنعها، وبالتأكيد مازال جزء منهم غير راغب بذلك! بإن تتجرأ فتاه مغتصبه أو تعرضت للتحرش تفضح نفسها باعتقادهم وترفع قضيه ضد المذنب.

 

لكن، لا مزيد من التنازلات من يخطأ يدفع الثمن.

 

--

 

فتحت تسنيم باب المنزل ناظرة إلي الزائر بذهـول، أخفضت بصرها نحو تلك التي أمامها فلم تتوقع زيارتها اليها أبدا، وهتفت مرددة بدهشة

 

= مدام ناهد!.

 

ردت عليها ناهد بنبرة هادئة

 

= مالك مستغربه كده ليه ما توقعتيش زيارتي صح ولا انا بصراحه توقعت ان ممكن اجيلك في يوم، بس أهو الظروف بتحكم ساعات.. ايه مش هتقولي لي اتفضلي ولا هتردها لي وهتطرديني من هنا .

 

هزت رأسها بيأس من طريقتها المحتقنة، و ردت عليها بجمود

 

= لا ما تخافيش ما اتعودتش ولا اتربيت اتعامل مع اللي قدامي بالمثل، وبعدين كويس انك لسه فاكره انتٍ عملتي ايه كويس معايا .

 

شعرت بالضيق من كلماتها، لكنها اتجهت نحوها لتقف قبالتها وهي تقول حديثها بجدية

 

= ما هو انا جايلك عشان كده، سالم قال لي إنك اتخنقتي معاه وزعلتي عشان اللي عملته معاكي في المستشفى وبصراحه معاكي حق بالذات بعد ما عرفت الحقيقه وعرفت اني ظلمتك، وكمان اتفاجئت بموضوع القضيه اللي رفعتيها عليه و استعجلتي وما قدرتيش حتى حالته والمصايب اللي نحن فيها .. فيعني اذا كان الموضوع هيريحك واعتذرلك فياستي انا اسفه .

 

اغتاظت تسنيم من أسلوبها الغير مكترث لحالتها بل وتطلب منها أن تراعي حالتهم إنما هي لم تفعل ذلك مطلقاً، و غير اهانتها لها أمام الجميع، فقالت ساخراً

 

= لا بجد بيتلوميني عشان ما قدرتش حالتكم اللي انتم فيها مع اني اتعمل معايا العكس منك ومن جوزي والهانم حفيدتي اللي وريتني الويل ونكدت عليا عيشتي وكانت السبب في ضياع بيتي، وكل ده حصل و جايه تعتذري وأنتٍ بتلقحي بكلامك ان انا ما قدرتش اللي انتم فيه وقليله اصل.. تعرفي عمري ما شفت في حياتي بجاحه بالشكل ده، على العموم انا لو قليله أصل فمن عشرتي معاكم اشربوا شويه بقى من اللي انتم عملته فيا.

 

ارتفع حاجباها بتوتر، وهتفت بتوجس

 

= انا ما قصدتش كده بس طول عمرنا عارفين الأصول انك لازم تقفي جنب جوزك مهما حصل وبعد كده أبقي اعملي اللي انتٍ عاوزاه براحتك لكن..

 

نظرت لها تسنيم شزراً وهي تقاطعها وردت بفتور

 

= ملكنش! اسمعيني كويس انا عارفه الأصوال كويس واحسن منك كمان ومش مستنياكي انتٍ ولا غيرك تعرفيني، على الاقل انا كان ممكن ارد عليكي واحسسك بالاهانه فعلا قصاد الناس في المستشفى زي ما انتٍ عملتي معايا، لكن اللي خلاني اسكت عشان انا بنت اصول ومتربيه وما ينفعش ارد على واحده اكبر مني ومقدره كمان حالتها رغم اللي عملته معايا حفيدتك.. واحده غيري كانت عملت اكتر من كده وزياده وحقها وفضحتكم كمان بين الناس وقالت ليلى كانت بتعمل ايه فيا.. لكن انا سكت وطلبت بحقي ايا كانت الطريقه بقي مش مهم،

عرفتي بقى ايه هي الاصول اللي جايه تكلميني عنها

 

صمتت الأخري ولم تستطيع الرد عليها، بينما

أضافت عليها ببسمه هادئة وهي تهز كتفيها غير مبالية

 

= شرفتي يا مدام ناهد و ثاني مره لما تكلفي نفسك وتيجي تعتذري ابقي رتبي الكلام قبل ما تقوليه، عشان اللي انا شايفه قدامي واحده جايه تعاتبيني مش جايه وحاسه نفسها غلطانه.. الظاهر لسه ماثر على العيله بتاعتكم انكم ما بتغلطوش وملائكه واللي حولكوا شياطين .

 

تحركت تسنيم لمنزلها وهي توليها ظهرها متجهة للداخل، بينما بقيت ناهد في مكانها تشتعل حقداً وغل مما تلقته من تسنيم فهي محقه ببعض الكلمات، ما زالت لم تعترف بأخطائها كلها.. وحاولت التمسك ببقايا عقلها لكنها فشلت، فغضبها الأعمى من أفعال حفيدتها يدفعها لإرتكاب المزيد من الأمور الطائشة! وذلك ما فعلته مع تسنيم الآن ...

 

--

 

ذرعت ليان الغرفة ذهـاباً وإياباً وعقلها لم يتوقف عن التفكير وهي تحاول إيجاد حل مناسب حتى يوافق زوجها علي وظيفتها ويتركها تعمل، عجزت عن النوم بسلام بعد أن تأزمت الأمور بينهما، فعقلها بدأ ينسج إليها تخيلات بأنه رفضه ناتج نتيجه عدم ثقته بها، وذلك الشعور يغضبها أكثر ويشعرها بخيبة الأمل وأن طول هذه الفتره لم يتغير شيء أبدا بينهما .

 

وقفت خلفه تتأمل هيئته الرجوليه الطاغيه ... وعندما شاهد انعكاس صورتها في المرآه وتلك النظره التي يعشقها في عينيها ألتفت سريعاً

فأبتسمت اليه ورفعت يديها نحو ازرار قميصه وبدأت تغلقها له وتوقفت عند عضلات صدره

فزوجته أصبحت تتعلم سريعاً فنون الانوثه

وعندما رفعت رأسها نحو وجهه همست برقه

 

= عنك انت خليني اساعدك .

 

رفع يديه نحو يديها كي يزيلها من علي صدره، لينظر لها بدهشة لكنه أومأ بقلة حيلة هاتفاً

 

= ما لوش لزوم


الصفحة السابقة                                 الصفحة التالية