-->

رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - 26 - 3 الجمعة 24/11/2023

 

قراءة رواية حياة بعد التحديث

الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حياة بعد التحديث

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل السادس والعشرون

3

تم النشر يوم الجمعة

24/11/2023


 

لمعت عينيها ببراءة زائفه مع ابتسامتها المحببه وهي تنحني تقبل ذقنه برقة مرددًة بلطافه

 

= ليه يعني وانا بعمل لحد غريب.. أنا بعمل لجوزي حبيبي .. يا أحلي واجمل راجل في الدنيا

 

عقد حاجبيه باستنكار، و رفعت أطراف قدميها كي تصل لوجنتيه وبدأت تقبلهما ليُطالع هو افعالها الغير معتادة عليها وفجأه وجدته يُحاوط خصرها بذراعيه ليحملها وتناول شفتيها وبدء يقبلها بنعومة وبعدما انهي قبلته التي اطاحت عقلها.. وضعها علي الأرض ومال عليها هامسً بمكر بعد أن اغلقت عينيها

 

= بلاش تلعبي معايا ياروحي ... عشان انا فاهمك كويس وبرده اللي في دماغك مش هيحصل.

 

انصرف من أمامها وهو يضحك بقوه، ففتحت عيناها وهي تستوعب ماحدث؟ أنقلبت عليها اللعبه وها هي الخاسره، لكن لم تستسلم بعد وما زالت أمامها فرصه.

 

تمالكت أعصابها التي أسترخت من قبلته و انصرفت خلفه لتجده ينثر عطره الذي تعشق رائحته، وقفت جانبه و زمت شفتيها بعبوس

قائله بحده

 

= طب اسمع بقي انا عايزه اشتغل يعني عايزه اشتغل.. ومدام الدلع مش هينفع ..هنكد عليك

وخليك فاكر انت اللي بدات انا عمالة اكلمك بالراحه واسايسك لحد دلوقتي .

 

نظر لها عده ثواني فلم يتمالك نفسه وضحك بقوه عليها وذلك جعلها تغضب أكثر، ليجذبها أمامه قائلا بتهكم

 

= ايوه كده ارجعي للنكد بتاعك يا حياتي.. انا بقى عاوزك تجيبي اخرك وبرده ما فيش شغل

 

عبست بوجهها بعدم رضا فهتفت من بين أسنانها بحدة أكبر

 

= تاني؟ طب نتناقش اكيد هنلاقي حل يرضينا إحنا الإثنين بس بلاش تقفل الموضوع من قبل ما افتحه، يا أيمن عشان خاطري ما تحرمنيش من حاجه بحبها من غير اسباب .

 

هز كتفيه بعدم مبالاة، واردف بثقة هادئة

 

= لا انا عرفتك اسبابي كويس وما عنديش غيرها، وانتٍ زي الشاطره كده اكيد عارفه ان ما ينفعش زوجه محترمه تعترض على كلام جوزها وطالما هو قال لأ يبقى تسمع الكلام وتطوعه

 

رمقته ليان بنظرات مشتعلة وهزت رأسها برفض هاتفه بتهور ممزوجا بإصرار

 

= وانا مش مقتنعه باسبابك عشان انت في حاجه تانيه في دماغك، انت لسه مش واثق فيا صح يا أيمن؟؟ لسه بتفكر في القديم ومسيطر عليك عشان كده مش راضي توافق على الشغل .

 

هز رأسه بيأس وتمالك اعصابه بصعوبه فا حديثها لا يزيد إلا الطينه بله دون شعور منها، تحرك ليرحل وقبل أن ينصرف من أمامها مال نحو وجنتيها ليطبع قبلته الدافئه قائلاً بتحذير قوي

 

= خلي بالك لو هتفضلي ماشيه بالطريقه دي هنخسر بعض تاني.. بطلي تفتحي في القديم اللي انا وانتٍ لسه بنحاول نقفله .. سلام ويا رب أرجع الاقيكٍ عقلتي .

 

--

 

نهضت فريدة لتجد الفراش جانبها فارغ تحركت نحوه المرحاض لتستحم وعندما خرجت، داعبت رائحة الطعام انفها بقوه فأخذت بطنها تصدر أصوات مُزقزقه بالجوع وبعد أن كانت ستدخل غرفتها كي تُمشط شعرها اكتفت بتجفيفه وصارت نحو طاولة الطعام وتأملت الأطباق الموضوع بها تفوح رائحتها.. وظلت تتأمل المكان حولها فوجدته خالي شعرت بالأحباط لتركه لها، الي أن وجدته يخرج من المطبخ وهو يحمل باقي الطعام بتأفف وعندما رأها أبتسم و وضع الطعام فوق الطاولة الصغيرة.. إبتسمت الأخري وقالت

 

= صباح الخير ايه اللي مصحيك بدري النهارده الجمعه مش اجازه عندك برضه .

 

رسم بدر على ثغره ابتسامة أكثر صفاءً وهو يقول

 

= بدري من عمرك الصلاه خلصت من بدري، أنا روحت صليت و رجعت وقلت بما أنك لسه كسلانة و نايمة.. هعاملك فطار تاكلي صوابعك وراه، حاجة كدة شغل فنادق، تدوقي؟

 

عادت تنظر الي الطعام ثانية بجوع ثم هزت راسها وجلست تتناول، بعد مرور وقت لاحق، انتهوا من تناول الطعام، وضعت اطباق الطعام بالحوض ونظرت إليه لتجده يتحدث بالهاتف بداخل الشرفه ثم تطلعت فريدة للطرق المؤديه الي المرحاض ثم ركضت سريعا قبل ان يلتفت اليها ويراها فهو يبدو مشغولاً مع من يُحادثه.

 

بعد دقائق نظرت إلى قطعه القميص الذي ترتديه حيث بدأت مغرية من أسفل القماش الشفاف، تحرجت للغاية من كونها ستظهر هكذا أمام زوجها، هي لم تعتد على تلك الأمور بعد، أغمضت عينيها للحظات مستجمعة جأشها، ثم فتحت جفنيها وهي تتنفس بتمهل، نثرت من عطرها على عنقها وكتفيها استعدت للخروج إليه بعد أن ألقت نظرة أخيرة على مفاتنها التي تسلب العقول، سارت بخيلاء خارج المرحاض فوجدت بدر يقف بانتظارها فكان يبحث عنها .

 

أبتسم بدر ابتسامة عذبه فزوجته تتجهز له،

أقترب منها وهو يتأملها بحنان وتنهد بهمس وهو ينحني نحوها كي يزيل خُصلات شعرها مُتمتماً بغزل صريح

 

= هو انا متجوز القمر ده وليا لوحدي

 

تبدلت تعبيراتها للشدة، وتحدثت بتبرم

 

= لا متجوز الساحره الشريره اللي خايف ولادك يتخضوا منها .. اوعي كده أبعد عني .

 

طقطق فقرات عنقه وهو يحركه للجانبين، ناظرا إليها بخبث ثم أردف قائلاً متحمسًا

 

= ده انتٍ زعلانه بقى؟ لازم اصالحك وانا بتلكك بصراحه، عشان اوريكي مين فينا الشرير

 

طالعته بدلال وهي تهز كتفها بشكل مثير فترك ما كان بيده وحملها نحو عرفتهم ثم وضعها علي الفراش و طبع قبله علي جبينها بدفئ، وفي ذلك الأثناء رن هاتفه وكاد أن ينصرف من أمامها إلا أن نطقها لأسمه بدلال جعله يقف ساكنا يتأمل كل أنش بوجهها.. وأخذت تتسارع أنفاسه وهو يقاوم رغبته في احتضانها والنوم بجانبها وأخيراً أزاح الشرشف الذي يُغطي منتصف جسدها واندس بجانبها وامتدت يداه للعبث في وجهها وشعرها..

 

أقتربت منه حتي أصبحت المسافه بينهما منعدمه وعندما أمتدت يديه نحو الأزرار الأماميه لمنامتها وبدأ يفك كل زر ببطئ ظهرت بشرتها السمراء أمام عينه.. أهتز جسدها بالكامل ولأول مره تري نفسها ضعيفة أمام رجلاً بهذا الشكل.. لكن ليس أي رجل فهو زوجها و حبيبها وسندها بالحياه، هتف بعبارات مدح في أذنها غامزاً لها بوقاحه ثم ضحك على هيئتها وهي تدفعه عنها وهو يخبرها انه اشتاق إليها.

 

وخلال لحظات غرقا سويًا في سعادة وردية، تلاحمت فيها أجسادهما وتلاقت فيها روحهما الهائمة فأصبحا كيانًا واحدًا... إلتقط بدر أنفاسا ثائرة مستلقيا بالفراش حاولت ان تتخلص من محاصرته وكلما حاولت تحرير جسدها من بين ذراعيه فشلت فضحك و هو يهمس

 

= اللعب دائما بيقلب عليكي، مش انتٍ اللي لابسه ومتزوقه استلمي بقى .. وبعدين هو انتٍ عامله كل دي ليه مش عشان جوزك حبيبك

 

داعب أوتار قلبها بقوة ليعزف عليه معزوفة خاصة بهم وكأنها لحن مميز يمتعها، تنهدت بعمق مرددة بخجل

 

= مين دي، انا ده العادي بتاعي بس انت مش واخد بالك، انا بس بعرفك ان لما بأضايق ممكن أتهور

 

هتف بدر قائلاً بمرح أكبر

 

= لا لو التهور بتاعك ده حلو كده زيك وبيلبس قصير ويحط مكياج.. فتهوري على طول.

 

ضحكت بخفه وهي تجذبه لتتوسد ذراعه كما اعتادت أن تفعل منذ ليلة زواجهما الأولى.. الليله التي حدث فيها اقترابهم إلي بعضهما البعض، عليها أن تعترف أنها أدمنت هذا القرب ولا تنوى أن تبرأ منه، اعتادت أن تتخذ حلاوة هذا القرب لتسكن أنين قلبها لكن دفئا تسلل من بين أضلعها ليزرع بصدرها حياة جديدة.


الصفحة السابقة                        الصفحة التالية