رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - 26 - 4 الجمعة 24/11/2023
قراءة رواية حياة بعد التحديث
الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حياة بعد التحديث
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل السادس والعشرون
4
تم النشر يوم الجمعة
24/11/2023
حقا بدر كان وسيظل جزء من حياتها للأبد
لكن وجوده دائما كافي ليشعرها بهذه
السكينة التي يمنحها لها قرب بدر، عـادت تحضنه وتلف ذراعيها مباشرة
تحيط
خصره بكفيها واسندت برأسها على كتفه ناثره
انفاسها الحاره هناك، ثم هتفت بحالميه
= یاریت نفضل کده يا بدر وننسي كل حاجه...
يا ريت نقدر نتحكم في ذكرياتنا و نشيل من عقلنا كل الموقف اللي
بتضايقنا .
أغمضت عيناها ثم فتحتها، تركت صوته ينساب إلى داخل خلايا عقلها وهو
يقول بتمهل
= النسيان مش صعب زي ما انتٍ فاكره يا
فريده طالما قدرتي تتخطي وبتعملي ذكريات جديده مع ناس تانيه بتحبك وبتحبيها .
ارتجف بدنها من قوة كلماته العذبة، كأن يروي عطش قلبها بعباراته تلك،
ثقلت أنفاسها فبدا صوتها واضحًا إليه، وهي ترد بحب
= انت كنت فرصة عمری یا حبيبي
أبتسم بدر وضمها هاتفاً لها بصوت شجي
= حبيبك
مسحت فريدة على رأسه برفق وهي ترد مؤكدة
= طبعا حبيبي اللى هعيش عمری کله مش
هوفى حقه عليا .
ابعد رأسه عن كتفها وحدق بها باعـين
هائمه نابساً
= ما حدش لي جميل عند التاني يا فريده،
زي ما انا اديتك؟ انت اديتيني وشايله البيت و البنات وانا، فانا زيك مكتفي وسعيد
في حياتي معاكي عشان إحنا الاتنين بنكمل بعض.. واحنا الاتنين كنا محتاجين لبعض أوي.
أغمضت عينيها وهي بالفعل مكتفية فقد رأت
صراعات كثيراً سابقه وكم كانت تخشى أن تواجهها وحدها، لازالت تحتمى
بعشقها له وهي ستدافع عنه حتى تسكن خفقات هذا القلب الذي تعشقه.
فهو كان دائماً مطلع على دواخل صدرها بهذه
البساطة، كان يرى صراعها وهي تظن أنه لا
يفعل، كان يعلم معاناتها ويساندها وهي تظنه لا يعلم! حقا لم تخطأ حين
اخبرته هو العوض عن معاناتها .
❈-❈-❈
جلست مهرة على
مقعدها مسترخيه معتزلاً ما حولها، أسندت أمامها أحد الخدمات بالمنزل مشربها الخاصة
أعلي الطاوله وانصرفت مبتعدة دون أن تنبس بكلمة خاصة بعد أن لاحظت الشرود المسيطر
عليها، وفي ذلك الأثناء دخل رسلان من بوابة المنزل واقترب منها يعقد ما بين حاجبيه
متساءلاً بتعجب
=
لما تجلسين هنا بمفردك أين الجميع.
اكتفت
بالإبتسام أولا، ثم أجابت قائله بنبرة حالميه
= في
موعد عشاء بالخارج.. دعا والدك والدتي لتناول العشاء في الخارج. لقد دعوني إلى ذلك
العشاء أيضًا، لكنني رفضت حيث أرت أن أتركهم بمفردهم للاستمتاع. يا له من رجل
رومانسي والدك حقًا.. والدتي محظوظة جدًا لأنها التقت برجل نبيل مثل السيد سراج.
لم أرها قط سعيدة جدًا في حياتها من قبل مثل هذا.
أبتسم علي
حديثها ثم هتف متسائلا بعبوس
= هل
والدتك عانت أيضا مثلك؟ يا الهي هذه العائله كلها تعرضت لماساه من منكم اذا كان
يعيش سعيد و بدون مشاكل.
ردت عليه بنبرة
عادية دون تفسير وهي تهز كتفيها
=
هذه هي الحياه بالأساس، لا تعيش فيها بدون مشاكل . جميعنا نعاني المهم اننا قادرين
علي تجاوز تلك الالام..
تحرك يجلس
أمامها وهمس بصوت منخفض
=
صحيح لكن كيف تتجاوزي الالام بدون حب ودعم من شخص يحبك و يؤمن بكٍ.
هز رأسه
بإيماءة جادة وهي تجيب عليه بنبرة رقيقه
=
الحب شيء عظيم بالفعل، لكن جميعنا لا نحظي بالحب الحقيقي مع الاسف.. شيء عظيم أن
يكون لديك شخصاً ما للحديث معه
ضغط على شفتيه
مردداً
=
عندما يتعلق الأمر بالحب لا يوجد شيء أفضل من الوضوح! ﺳﻴﺘﻮﺟﻊ قلبكِ ﻣﺮﺓ ﺃﻭ ﻣﺮﺗﻴﻦ، ﺍلمهم
ﺃﻥ ﺗﺒﻘﻲ ﻗﺎﺩﺭﺓ على الحب.
أغمضت عيناها
بإحباط، وهمست بيأس
=
قادره؟؟ لا اعلم اذا كنت قادره ام لأ! من المؤسف أَن يتمنَّى الإنسان حقَّه.. أنا
بالأساس اسراري حتى الآن لم استطيع اخراجها من داخلي لشخص ما؟ باستثناء طبيبتي!
لكن حتى هي أحيانا لا استطيع بوح كل ما بداخلي
لها .
ليتحكم بملامح
وجهه المتألمة في لحظة مبتلعا ريقه يحافظ على هدوئه في المقابل
رد عليها بهدوء
معاكس لحالتهما معا
= لا
تخبري أحدا بسرك أبدا، سيترجونكٍ و يمدحونكٍ ولكن بمجرد أن تتخلى عن السر ستصبحي
لاشيء بالنسبة لهم.. أعني اخبري من حولك بما قادره على اخراجه ولا تضغطي على نفسك
للتحدث عن شيء لا رغبة ليكي به
عضت على شفتها
السفلى مبتسمة بإبتسامة خفيفة قبل أن تتحدث بصراحه
=
تعلم رسلان انت الشخص الوحيد الذي لا أشعر معه بالقلق وانا أتحدث، لأنك ليس فضولي
ولا تسالني على اسراري حتى الآن..
لكن أحيانا
اتساءل نفسي هل اذا علمت بيوم جميع اسراري! ستتغير نظرتك الي !.
شعرت بالتوجس
من سؤالها، وأجاب عفوياً بنبرة مزعوجة
=
لأ، لم يحدث شيء كذلك! لاني ببساطه لا امتلك أي حق حتى احاسبك عن الماضي حتى ان
كنت اقرب الأشخاص اليكٍ؟ لا امتلك هذا الحق أبدا .
أخرجت تنهيدة
مليئة بالكثير وهي ترد عليه متضرعة
=
لكن هناك أشخاص لا يمتلكون بالفعل هذا الحق ويعطي انفسهم الحق لمحاسبتي .. شيء
مضحك أليس كذلك .
أجابها ببساطة
وكأن الأمر عاديا
= لا
تعطيهم هذا الحق، وعندما يتدخل احد في شؤونك امنعيه حتى لو بالقوه!. انتٍ انسانه
حره مهره.. ولا يوجد احد في هذا الكون يمتلك هذا الحق.. و اذا حاولوا التدخل رغم
عنك ادخلي انتٍ ايضا في حياتهم ؟ حينها ستجدين من يخبرك عن الخصوصيه وهم يفعلون
العكس تماماً .
نظر لوجهها في
النور الخافت الذي يأتي من القمر فوقهما للحظات يتأملها ثم أضاف مبتسماً
=
تعديني بذلك! لا تتركي نفسك لمن يحزنك؟ لكن مهلاً .. لا تكوني مثل السياسيين.. لا
يحافظون على وعودهم .
لم تستطع منع
نفسها حينها فإنفجرت في الضحك مبرزا أسنانها البيضاء في ضحكة فقد لها قلبه إحدى
خفقاته ليعود وينبض بعدها بشكل جنوني وكأنه قرع الطبول، وهي همست
=
حسنا أعدك بذلك .
تسأل بصوت غريب
أجش وهو لا يزال يتطلع لوجهها المطرق
= ما
هو الحب بالنسبة لكٍ؟ أعني الأشياء التي تريدينها وتحتاجيها لتكفيكٍ لقولك انكٍ
تحبي هذا الشخص .
رفعت نظراتها
له بدهشة بعد أن توقفت عن الضحك قائله بارتباك
=
ماذا .
ثم تنحنحت
مسيطره على نفسها وهي متعجبه من اسئله التي يسألها دون مقدمات فجاه بالفعل أكثر من
تعجبها، ثم أجابت قائله بنبرة متوتره
=الحب!
اعتقد انه من الجيد ان تكون شخصا
محبوبا، وان
تتلقى الحب من الناس ، غير انني
بالنسبة لي
الحب هو ذلك الإحساس الذي يجعلك تضحي بالجميع في سبيل نظرة من الشخص الذي تحبه.
كلمات مهرة
كانت رقيقة وجميلة كشخصيتها
تماماً، وأرادت
ايضا ان تبادره وتسال نفس السؤال، وقد ارتفع حاجباها للأعلى وهو تقول
بفضول
=
وانت، ما هو الحب بالنسبه لك .
زادت إبتسامة
رسلان و أرجع ظهره للخلف، و وضع كفيه على رأسه، ثم أجابها بخفوت رقيق
=
الحب بالنسبة لي، همم اولا يجب ان استقر
داخليا و اكون
فارغاً من حب اي شخص آخر
غير الشخص الذي
انا احبه، اي مثلا لو أنني أحب شخص ما..
عقدت حاجبيها
بتوجس من معنى كلامه ليكمل بخشونة وهو يرفع واحدا من حاجبيه مرددًا
=
يجب ان لا انظر لاي شخص غيره،و هذا هو الحب بالنسبة لي افضل الحب المتبادل بنفس
القدر أي ان أحب أحدهم يحبني بنفس الحب ، حين احزن هو يحزن معي ايضا، اي ان ألمه
من ألمي وسعادته من سعادتي ومشاكله من مشاكلي.. ببساطة الشخص المناسب سيجعلك تقعي
في حب نفسك أيضًا.