-->

رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - 26 - 5 الجمعة 24/11/2023

 

قراءة رواية حياة بعد التحديث

الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حياة بعد التحديث

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل السادس والعشرون

5

تم النشر يوم الجمعة

24/11/2023

كلمات رسلان الصادقة مع لمعت عيناه كانت

تقذف بمشاعر مهرة الى جحيم حيث كانت قبل قليل متألمه ..محتاره بمشاعرها.

 

ســـاد الصمت بينهما لعدة لحظات، ثم رفع حاجبه للأعلى، وســألها بإهتمام وهو يطالعها بنظراته القوية

 

= برأيك ما الذي يجذب الفتيات للرجل حتى يقعن في حبه؟

 

حركت مقلتيها بتفكير ثم قالت وهي تحرك كتفيها النحيفين

 

= الشخص الذي يريد معرفة الأمور .. التي تسعدهم في الحياة

 

صمت لحظة وهو يضيق نظراته بشدة، و رد عليها بترقب

 

= حسنا.. وما هو مصدر سعادتك في الحياة ؟

 

كادت أن تجيب عليه لكن سرعان ما أدركت كلماته الأخيرة لتصمت بذهول وانفرج فمها بصدمة ولم تستطيع الرد!.

 

نهضت فجاءه بهروب مستنده على السور أمامه تراقب حركة القمر المكتمل بدرا اليوم وكأنه يلاحظ خجلها و توترها الشديد بذلك الوقت الذي تعدى منتصف الليل الآن.. ظلت تتطلع للنجوم والقمر شاردة.

 

أغمضت عينيها تجز على أسنانها كام تكره التشتت والضياع.. كم تكره الحيرة في وصف شعورها منذ متى أساسا تشعر هذا الشعور فمنذ سنوات عديدة قد توقفت عن كل ما يتعلق بالمشاعر والإحاسيس وهذه الترهات.

 

لكن الآن! هناك في قلبها برعم أخضر ينمو على استحياء في أرض قلبها البور.. ولا يزدهر إلا .. بوجوده هو تحديداً !

 

عاودت فتح عينيها مفكراً من جديد بيأس، و تفاجات به مزال ينظر إليها، تنحنحت وقد اشتعل وجهها بإحراج فاطرقت قائلة مرتبكة

 

= أشعر أن هذه الليله لا تريد ان تنتهي

 

تنفس رسلان بعمق ليسيطر على اندفاعه بصعوبة، ثم نظر لها بطرف عينيه بهدوء قائلا بنبرة ثلجية تغلف حرائق أسفلها

 

= وأنا لا أريدها أن تنتهي .

 

--

 

تعالي صوت طرقات باب المنزل، سارت خيرية بتمهل حتى بلغته، ثم قامت بفتح الباب بلهفه وسرعان ما أبتسمت بسعادة وهي تري زوج ابنتها أمامها وبصحبته فريدة، افسحت الطريق لهما وهي ترحب بهم، فهي منذ الصباح تعمل على قدم وسـاق لتحضير أشهي الماكولات الشهيه والمحببه الى فريده، فكانت سعادتها لا توصف وهي ترى ابنتها فريده تجلس امامها تتناول الطعام معهم على سفره واحده مثل سابق و زوجها أيضاً، وضعت خيرية كم كبير من الطعام في طبق بدر وهي تتحدث بفرحه

 

=اتفضل يا ابني انا عاوزاك تاكل، كل الأكل ده و ما تتكسفش ده انت نورتنا.

 

رد عليها بدر مبتسمًا

 

= شكراً لحضرتك ده نورك.. تسلمي على تعبك.

 

جلست في مقعدها وهي ترد قائله بعتاب

 

= لا حضرتك ايه؟ قولي يا حماتي أو يا ماما على طول كده.. لو مش هيضايقك يعني.

 

اعتدل في جلسته، وأرخى ساعديه فوق السفره وهو يردف قائلاً باحترام

 

= لا أبدا اللي يريحك، مش هتضايق أكيد و حاضر هقول لك بعد كده يا ماما زي ما عاوزه  .

 

نظرت إليه بابتسامة ودودة، ثم التفتت برأسها للجانب صائحه بحماس

 

= ربنا يكرم اصلك ويفتحها في وشك دايما يا حبيبي، باين عليك طيب وابن حلال فريدة عرفت تختار فعلا، بس امانه عليكم المره الجايه تجيبوا البنات عاوزه اشوفهم.. هم خلاص بقوا احفادي، مش كده!.

 

هز بدر رأسه دون اعتراض، وهو يجيب بود

 

= أكيد طبعاً، هو انا اطول يبقى ليهم أهل زيكم

 

ابتسمت له مبديه امتنانها نحوه، ثم و زعت خيرية أنظارها المرتبكة بين وجه زوجها وعلي وجه ابنتها الصغيرة قائله بنبرة أمومية

 

= تسلم يا ابني، ما بتاكليش ليه يا فريده إيه ما وحشكيش اكل أمك .

 

وضعت فريدة معلقه الطعام في الطبق لتضغط عليها برفق، واكتفت بالابتسام وهي ترد بإيجاز متصلب

 

= لا أنا بأكل أهو، واكلك أكيد وحشني طبعاً.

 

هزت أمها رأسها بالإيجاب وهي تتنهد، ثم نظرت فريدة إلي والدها فتعجبت من سكونه المريب، دققت النظر أكثر في هيئته بقلق ان يكون ما زال مريض، لذلك هتفت متسائلة باهتمام

 

= اخبارك ايه يا آآ بابا بتاخد العلاج في ميعاده.

 

نظر عابد إليها بعدم تصديق وسعد باهتمامها، ثم رسم إبتسامة صغيرة وهو يهز رأسه بالإيجاب وبعدها أردف مرددًا بهدوء جاد

 

= هو انت بتشتغل إيه يا بدر يا ابني.. و اتعرفت على فريده ازاي.

 

انتبه بدر لصوته فأدار رأسه للجانب قائلاً بجدية

 

= بشتغل ميكانيكي في تصليح السيارات و عندي ورشه صغيره، كان ليا واحده جارتي

قاعده في دار ايتام اللي فريده كانت بتشتغل فيها وكنت بروح ازورها فين وفين وهي اللي عرفتني عليها وبعد كده طلبتها للجواز واتجوزنا على طول بعدها .

 

هز رأسه بتفهم وكاد أن يسأله عن شيء آخر لكن قاطعته خيرية قائله بابتسامة عريضة

 

= كفايه كلام بقى على الأكل، ولما نخلص يبقى نتكلم براحتنا.. ما تاكل يا بدر انت مكسوف ولا ايه؟ ده انت ما تعرفش فرحتي بيكم قد ايه وانا شايفكم انتم الاتنين قدامي.. ولا بقى اكلي مش عاجبك واخذت على اكل فريده .

 

اصطنع الخوف من زوجته قائلاً بأسلوب مازحًا

 

= اوبا انا كده شكلي اتزنقت في الكلام، اكلكم انتم الاتنين أحلى من بعض وما فيش فرق طبعا، ولا ايه.

 

حاولت فريده أن تخفي ابتسامتها قدر المستطاع من حديثه، حيث بدأ زوجها مضحكًا وهو يتساير مع والدتها، ثم هتفت ريهام بمزاح

 

= أصلاً ماما اللي معلمها الأكل، يعني انت ما كدبتش وما فيش فرق بينهم هم الاثنين في الطبيخ فعلا، اديني انقذتك يا ابو نسب عد الجمايل بقى.

 

أبتسم الجميع بود وسعادة وهم ينظرون إلى بعضها البعض، وتأثر عابد لإحاطته بذلك الكم الفياض من المشاعر الطيبة وأخيرا عادت البسمه الى العائله مره ثانيه.

 

--

 

رن جرس المدرسه معلنا بدء حصه الفسحه في الثانوية، خرجت الفتيات من الصف بعضهن مسرعات وكانت مهرة من أوائل من خرجوا، وفي ذلك الأثناء كانت تراقبها فتاه وهي تشعر بالغيظ منها، لانها تفوقت عليها في الدرس وقد أشاد بها المدرس وقارن بينهما بأنها فتاه فاشله عكس مهره متفوقه عنها، و جعل الفتيات يضحكن عليها، لذلك فكرت في سرقة دفتر مذكراتها واخذت تقرأ ما فيه وهنا شعرت بالصدمة.

 

ثم ركضت بسعادة مستمتعة بالانتقام منها فقد وجدت بيدها كنز وكل اسرارها ولن يهدأ لها بال حتى تفضح كل كلمة كتبتها امام الجميع ! وقبل أن تسير مهره إلي الأسفل تفاجات بأحد زملائها بالصف تسد طريقها، و نظرت إليها باستفزاز وهي تقول بإبتسامة عابثة

 

= هل يعلم المعلمون هنا أن طالبتهم المتفوقة كانت متزوجة من رجل عجوز؟

 

تفاجأت مهره من حديثها ووجدت بيديها دفتر مذكراتها التي اخبرتها الطبيبه عنه من قبل، بأن تكتب ما لا تستطيع البوح به لأحد، غضبت بشده واقتربت منها لتاخذه .

 

وهنا وبسرعه انقضت الفتاه الأخري على حجاب مهره واخذت تسحبه بعنف وهي تصرخ بشده

 

= يا حقير لم أعطيكٍ الدفتر وسوف أنشر المكتوب بالمدرسه كلها! وأنكٍ كنتي متزوجه

من رجل عجوزاً .

 

أبعدتها تلك الفتاه بغضب شديد والتفتت نحوها وأخرجت لها لسانها بغيظ وبدأت تردد ما كانت كتبته مهره عن حياتها سابقاً بصوت عالٍ أمام جميع الطالبات مقتطفات من قصتها، بأسلوب استهزاء وشماته.

 

بدأ البعض ينتبه اليها بالفعل عندما بدأت تهتف بصوت عالي بأنها كانت متزوجه من رجل عجوزاً وكان لديها طفله .

 

وقفت مهرة مكانها وارتجف جسدها وقلبها يدق بجنون .


الصفحة السابقة                       الصفحة التالية