رواية جديدة وبها متيم أنا لأمل نصر - اقتباس الفصل 7
قراءة رواية وبها متيم أنا كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وبها متيم أنا
رواية جديدة قيد النشر
وبهامن قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
اقتباس الفصل السابع
ايوة ندلة وقليلة أصل كمان، لما تقعدي المدة دي كلها متسأليش عليا بكلمة ولا باتصال .
ردت صبا بابتسامة متوسعة تجيبها:
- والله بسأل عليكي أبويا دايمًا، وبعرف منه كل اخبارك، ولو ع التليفون، بصراحة بجى انا كنت بتكسف اتصل واصدعك بمشاكلي وانا عارفاكي وعارفة مشاغلك الكتير، الله يكون في عونك.
رددت خلفها لتسألها:
- ويكون في عونك انتي كمان يا ستي، المهم بقى، مشاكل إيه تاني؟ هو ابوكي رجع يزن عليكي في موضوع الجو از من تاني ويرفض الشغل ، دا انا خدت منه وعد .
نفت لها على الفور:
- لا لا طبعًا، ما انتي عارفة انه ما يرجعش في كلمة جالها، أنا مشكلتي نفسها في الشغل نفسه، مكنتش لاقية الشغل لحد اما ربنا حلها واشتغلت اَخيرًا، والنهاردة كان أول يوم ليا، في فندق كبير جوي في البلد .
قالت الأخيرة بانتعاش وهي تتلاعب في خصلات شعرها من الجانبين.
طالعتها شهد بانبهار لتسألها وهي تجلس على طرف تحتها وتخلع عنها قدميها الحذاء:
- يا مشاء الله، ودا بواسطة ولا كدة بمجهودك.؟
- مجهودي!
هتفت بها لتتابع وهي تعود إلى مراَتها:
-هو احنا بلدنا دي فيها حاجة بالمجهود؟ كله بالواسطة يا حبيبتي، وانا الحمد كانت واسطتي ربنا، انه سبب الأسباب وخلي جارتنا تعرف حكايتي وتكلم اخوها اللي شغال هناك.
تمتمت خلفها شهد بتصديق:
- على رأيك فعلًا، احنا ملناش غير ربنا...
قالتها وانتفضت مردفة:
- استني هنا عندك، هو ابوكي يا بنت انتي مش منبه عليكي، مفيش مكياج خالص؟
صبا والتي أمسكت قلم الحمرة تلوح به أمامها تهتف بغيظ:
- هو فين المكياج دا بس قوليلي؟ دا قلم لون الشفايف، وكريم الأساس...
قارعتها شهد وكأنها أمسكت بالدليل:
- وعنيكي الحلوة المرسومة دي؟ هتجنني ابوكي يخرب بيتك.
نظرت صبا لما تشير نحوه الأخرى في المراَة، لتعود إليها وتقول ببؤس:
- حتى الكحلة كمان بقت مكياج؟ في إيه يا جدعان؟ دا احنا النهاردة فرح.
هزهزت شهد رأسها تجيبها بقلة حيلة:
- طب وانا اعملك ايه يا ماما؟ ما انتي اللي بتجيبي المشاكل لابوكي وهو الرجل عنده حق صراحة في تحكماته، المهم بقى انجزي، كلها نص ساعة ويطب عرايس الهنا. هروح انا اغير بأي حاجة..
- استني عندك.
هتفت بها صبا توقفها، ثم جذبتها من كفها لتجلسها محلها، لتتابع:
- عايزة تروحي تلبسي فستانك من قبل ما امكيجك.
رفعت لها شفة مستنكرة لتقول باستخفاف:
- يعني إيه؟ لهو انتي فاكراني يا قمر إن انا مستحملة احط لنفسي، عشان تجيني مرارة استحملك انتي تلعبي في وشي، اوعي يا بت.
قالت الأخيرة وهي تحاول أن تنهض، ولكن صبا منعتها تشدد بقبضتيها على كتفيها قائمة بحزم:
- انا مش هعلب في وشك، دي بس حاجة ع الخفيف، عشان تبقى حلوة ومنورة، ولا انتي ناسية انك حلوة صح؟
سمعت شهد لتلتف وتنظر لانعكاس وجهها بخجل، فكلمات الغزل ومشاعر الأنثى التي تكبتها بداخلها، جعلتها تخشى النظر إلى نفسها، حتى لا تتذكر حالها، وتتذكر ما منعته على نفسها منذ سنوات، بغرض الحفاظ على ارث والدها والتضحية لأجل أشخاص لا يستحقون التضحية، فخرج صوتها بضعف:
- حلوة ولا عادية حتى، مش فارقة.
تبسمت صبا وهي تنزع رباط الرأس من الخلف، لتطلق شعرها الحريري الأسود خلف ظهرها، وحول وجهها لتردد:
- لا والله حلوة، وحلوة جوي كمان، وانا مش هسيبك النهاردة غير لما اظهر الحلاوة الرباني لملامحك. يعني مش هكوم ولا احطلك في الألوان.
قالت شهد باعتراض واهي وقد أثرت بها كلمات الأخرى:
- يا بنتي وفايدته إيه بس؟
تناولت صبا علبة كريم الأساس لتجيبها:
- من غير فايدة ولا عايدة حتى، انا بس عايزاكي تحسي بنفسك وبجمالك، فيها حاجة دي؟
توقفت تغمغم داخلها:
- والنعمة لا اخليكي أحلى من العروسة نفسها.
❈-❈-❈
ولج لداخل المنزل، بعد أن أنهى عمله متأخرًا هذا اليوم، بعد اجتماعه مع احد اللجان المسؤلة عن موقعه الجديد، ليُجفل على صيحة من غرفة المعيشة:
- اَخيرًا جيت يا حسن؟ ما كنت كملت اليوم برا أحسن؟
قطب باستغراب لهذا الاستقبال الغير معتاد من والدته قبل أن يخطو نحوها بالغرفة التي كانت جالسة بها، وتشاهد على شاشة التلفاز أحد المسلسلات ليسألها بدهشة:
- ليه يا ماما الزعيق وابات برا؟ انا متأخرش اساسًا، دا احنا يدوب العشا.
هتفت مجيدة تردد بغيظ:
- لا اتأخرت يا حبيبي، عشان الميعاد اللي اتفقنا عليه ولا انت نسيت ان عندك مشوار خطوبة عند المقاول بتاعك؟
مالت رأسهِ إليها يرفرف بأهدابه ويحاول الإستعياب قبل يسقط بجسده بجوارها ليسألها:
- وانتي مين قالك اني رايح خطوبة اخت المقاول؟ ثم تعالي هنا صحيح، انتي ازاي بتقولي اتفقنا؟ هو انا اتفقت على حاجة معاكي يا ماما؟
هتفت مجيدة بكذب مفضوح:
- ايوة انت اللي قولت، لما حكيت معاك الصبح، وانت بنفسك اللي قولتلي إن الست هي اللي نبهت عليك عشان تيجي على فرح أختها، مش انا قولتلك ساعتها، عيب عليك يا حسن، ولازم تقدر وتعمل الواجب.
بهت وظل فمه مفتوحًا وهو يستعيد برأسهِ حديث الصباح معها عبر الهاتف، والذي استمر لمدة طويلة من الوقت.
ولكنه انتبه فجأة على خروج شقيقه من المطبخ، يحمل فنجانًا كبيرًا يخرج منه الدخان لمشروبه، فقال بتسلية ومشاكسة في حسن:
- ساكت ليه ومبلم، دي ماما بقالها ساعة بتضرب كف على كف من تأخيرك ، واحراجها قدام الناس.
صرخ به حسن يردد؟
- إحراج مين يا عم انت كمان؟ هما يعرفوها اساسَا؟صاحت به مجيدة بمكر تربكه:
- ميعرفونيش انا، بس يعرفوك انت يا حبيبي، بتقول فرح شعبي وفي الشارع، انا بقى نفسي اتفرج على حاجة مختلفة زي دي، انا اتخقنت ونفسي افك عن نفسي، اتخنقت يا ناس.
وجهت الأخيرة نحو أمين الذي صاح بدوره نحو أخيه:
- بتقولك انها اتخقنت، إيه يا بني آدم انت معندكش إحساس ولا دم تحققلها رغبتها
طالعه حسن بغيظ ، وزاد عليه الأخر بتلاعب حاجبيه، وقالت مجيدة بنفاذ صبر:
- انت هتفضل متنح لاخوك كدة اليوم كله؟ ما تخلصني بقى، انا عايزة اللحق اغير هدومي،
.- وكمان هتغيري؟
قالها حسن بعدم تصديق، وهتف به أمين مستمتعًا باستفزازه:
- امال يعني هتروح بعباية البيت، في إيه يابني أدم انت؟...
توقف برهة يكتم ضحكته على هيئة الاَخر والذي يخرج دخانًا من أذنيه وأنفه، ليهدر بوالدته:
-قومي يا ماما البسي اللي انتي عايزة تلبسيه، والولد ده غصب عنه ياخدك، انتي لازم تفكي عن نفسك.
تبسمت مجيدة وهي تنهض لتفعل قائلة:
- وانت كمان يا حبيبي تقوم معانا.
اجفل أمين ليسألها بعدم استيعاب:
- نعم يا ماما، وانا اروح معاكم ليه؟
ردت على عجالة حازمة قبل ان تخرج وتغادر:
- عشان توصلنا بعربيتك يا حبيبي، اخوك عربيته مهكعة ومفيهاش تكيف، لكن عربيتك انت تفرق من كله، اخلص يا ولد انت وهو عشان تجهزوا
التف رأس أمين نحو شقيقه يناظره بصدمة، اضحكت الأخر، فقال يرد له المشاكسة:
- ما تقوم قوم عشان توصلها بعربيتك اللي فيها تكيف، قوووم
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر (بنت الجنوب) لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية