-->

رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 22 - 6 الأحد 12/11/2023

 

قراءة رواية حياة بعد التحديث

الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حياة بعد التحديث

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الثاني والعشرون

الجزء السادس


تم النشر يوم الأحد

12/11/2023


العودة للصفحة السابقة

❈-❈-❈

خلال الفترة السابقة رفضت تسنيم مقابلة سالم مرة أخرى إلا إذا كان المأذون برفقته لينفصلا عن بعضهما البعض، ورفضت العودة إليه بعد كل ما حدث! كان سالم يائساً يفكر ماذا يفعل حتى تسامحه وتعود... ولم يكن أمامه إلا أن يتركها لبعض الوقت في منزلها لتريح أعصابها، ربما تتراجع عندما فكرة الطلاق، لكنه يشك في الأمر بسبب إصرارها.


وفي شركه سالم جلس أمام ذلك الغريب وهو يعدل الكرافت بضيق، وتحدث إليه بصوت خفيض للغاية 


= اتفضل حضرتك اقعد قولي لي إنك طلبتني  بالاسم، ايه نوع القضيه الاول اللي انت عاوز تكلمني فيها وما تقلقش عندنا هنا فريق متكامل 


سلط أنظاره عليه عدة دقائق ثم رد عليه بتنهيدة متعبة قائلا


= بصراحه انا مش عاوزك في قضيه، انا اضطريت اقول بره كده؟ عشان ترضى تقابلني لان عاوزك في موضوع مهم جدا وما ينفعش يتاجل .. بخصوص بنت حضرتك ليلى .


عقد حاجبيه بقلق شديد وهو يقول باهتمام أكبر


= مالها ليلى بنتي انت تعرفها منين اصلا .


أجابه الآخر بنبرة عميقة وهو يرمقه بنظرات ضائقة


= اهدى حضرتك وانا هفهمك كل حاجه؟ هي ليها واحده صديقتها اسمها دينا في المدرسه و دي تبقى بنتي، انا ارمل المفروض هتجوز بعد أسبوعين بنتي كانت مقلقه من الموضوع وانا كنت بحاول افهمها ان اللي هتجوزها دي محترمه وكويسه ومش هتاذيها وحتى لو حصل انا مش هسمح بكده اكيد.. بس اتفاجئت بتصرفات بنتي الغريبه مع خطيبتي يعني 

بتحاول تضايقها وتوقع بيني وبينها وتالف قصص ما حصلتش، ولما كشفتها بالصدفه في مره و أخذت بالي منها بتخبي علاج الأنسولين بتاعتها لانها مريضه بالسكر.. عشان تتعب وتروح المستشفى وهناك لما تفوق تتهم خطيبتي بانها هي اللي خبت الانسولين عشان تضرها وتخليني اسيب خطيبتي .


رمقه سالم بنظرات حادة مستنكراً كل ذلك الحديث الغير هام بالنسبة له، و رد عليه بنفاذ صبر متسائلاً بجدية 


= انا مش فاهم حاجه ممكن حضرتك تختصر كلامك، ايه دخل بنتي بكل ده اصلا .


مط فمـــه وهو يجيب بترقب وتريث


= اصبر عليا جايلك في الكلام اهو؟ دينا بنتي  تعبت جدآ وكانت هتموت في المستشفى ولما لقت الموضوع وسع منها وما عرفتش تتهم خطيبتي اعترفت لي بالحقيقه، وقالتلي ان كل الخطط والترتيبات دي كانت بنتك هي اللي بتقولها ليها وهي اللي خوفتها وحطت في دماغها أن خطيبتي ست مش كويسه وهتاذيها زي ما مرات حضرتك بتعمل معاها؟ وأن ما فيش مرات اب حنينه على ولاد مش ولادها.


تابع حديثه قائلاً بنبرة مهتمة وساخرا نوعا ما


= و قالتلها كمان عشان مرات ابوكي ما تعملكيش حاجه، اعملي زي ما انا بعمل مع مرات بابا.. مش بسكتلها ولا بسمحلها بكده ومطلعه عينها ليل ونهار وفضلت بقى تقول لها و تشرحلها الحاجات اللي بتعملها مع مراتك.. عشان بنتي تعملها واخرهم لما قالتلها شوفي نقطه ضعفك عند ابوكي ايه؟ و استخدمي مرضك في انك تتعبي وتتهمي خطيبته انها اللي عملت فيكي كده.. زي ما انا عملت كده وحطيت اللوز في الاكل وانا عندي حساسيه منه واكلت واحده قبل ما اقعد معاهم على السفره وبعديها تعبت ورحت المستشفى.. وقالت لها كمان ان رد فعل حضرتك وجدتها انهم اتخانقوا معاها وطردوها


إتسعت مقلتيه سالم بإندهــاش أعجب من كلماته الغربية عليه والغير متوقعة، وأدار رأسه نحوه ونظر بنظرات مشتعلة قبل أن يهب  وصرخ بصدمة 


= ايه التخاريف دي؟ الكلام ده اكيد مش صح روح شوف بنتك مين اللي بيلعب في دماغها وجاي تدبسها في بنتي! ليلى مستحيل تعمل كده .. روح شوف مين اللي بيلعب في دماغ بنتك بعيد عني .


نهض الرجل بكل هدوء يستعد للرحيل بعد أن أخبره عما أراد، وتحدث بالاخير قائلاً بتحذير


=تمام براحتك انا كده عملت اللي عليا ونبهتك تصدق بقي ما تصدقش دي حاجه ترجعلك عن اذن حضرتك، انا بس كان هدفي حاجه واحده انبهك بنتك بتعمل ايه في نفسها وفي اللي حواليها، لانها يا ريتها بتاذي نفسها وبس! لا دي كمان بتحرض غيرها ان يضر نفسه ونصيحه مني حاول تركز مع بنتك لانها لو فعلا بتعمل كده يبقى محتاجه باسرع وقت توديها لدكتور نفساني.. عشان دي مش عمايل واحده عاقله وبنتي كانت هتموت بسبب افكار بنتك .


غمغم سالم بكلمات غاضبة وجسده يهتز بعصبية 


= اطلع بره يا راجل يا مجنون انت .


رحل ذلك الشخص من أمام سالم وقد ضاع قلبه في حديثه، أمسك هاتفه بسرعة وبحث عن رقم ابنته الصغيرة ليتصل بها حتى يطمئن قلبه... أيقن أنه يفهمها من كلامها وعينيها، فلا يمكنها أن تكذب عليه أبداً! منذ طفولتها وهي تخشى أن تثير غضبه، ولذلك لا تستطيع أن تكذب خوفاً من إغضابه وحبها له. فلم يكن يعلم أن الطفلة الصغيرة قد تجاوزت مرحلة الطفولة.. والتدليل الزائد لا يؤدي إلا إلى الفساد.


ألقي الهاتف بحده عندما لم تجيب عليه فكان الخط مشغول، ظل مكانه ثواني يفكر في الحديث؟ فلما الجميع مصمم على أن ليلى طفلته الصغيرة فتاة سيئة وتاذي من حولها ونفسها أيضا، كيف ولما؟ أبنته بريئه من كل تلك الاتهامات هو لم يربيها على ذلك وهي ليس بذلك السوء.. لا تقدر أن تخسر ثقته بها.. لكن هناك شيء يثير شكوكه داخله و أخيرا، فحديث ذلك الرجل متطابق مع حديث تسنيم زوجته، بالاضافه إلى موضوع حساسيتها ضد اللوز .


حاول الاتصال بها مره اخرى لكن لم تجيب، و

بعد دقائق تحرك بفارغ صبر يركض إلي الخارج ليركب سيارته قاصد الذهاب لها وبعد فترة وصل إلى المنزل وظل يهتف باسمها بصوت عالٍ 


= ليلى.. ليلى انتٍ فين.


لم يأتي ردها و تحرك يبحث عنها بغرفتها ثم

زفر سالم بصوت مسموع عندما استمع بصوت بداخل الحمام ليعلم انها بالدخل، جلس فوق الفراش ينتظرها بوجه محتقن وهو يتذكر حديث ذلك الغريب عن أبنته! خلال لحظات و سوف يؤكد ثقته بابنته عندما تنكر ذلك برفض تام فهي لم تفعل شيئاً بالتاكيد، ستعطي مبررات لكل ذلك...


ثم حدق في هاتفها الموضوعة جانبه فوق الفراش تعالي صوته المعلن بوصول عدة رسائل واتس أب، تجاهل في البدايه فلم يكن من صفته التفتيش خلفها؟ لكن زادت أصوات الرسائل مرة ثانية، نفخ بأنزعاج شديد وهو يجذبة نحوه حتى يغلقه.  


بعد فتره طويلة خرجت ليلي من المرحاض بخطوات بطيئه مرهقة وعينيها حمراء فمن الواضح انها كانت تبكي بالداخل كل تلك الفترة رفعت رأسها للإمام وقد تفاجئت من حضور والدها بغرفتها ويمسك هاتفها أيضا، اتسعت عيناها بذهول فإزدردت ريقها بتوتر وســألته برعب


= بابا انت رجعت امتى؟ وليه ماسك تليفوني بتعمل فيه ايه .


مرت دقيقة حتى استطاع رفع رأسه عن شاشه هاتفها، وتفحص ملامحها بدقــة وكأنه لاول مره ينظر إليها، حيث يحاول النظر بصورتها الجديدة في ذاكرته.. التي لم يكن يعلم عنها شئ أبدا إلا للتو.


اقتربت أكثر منه بخطوات مترددة، وتلعثمت تضيف علها تروي فضولها الثائر ولماذا حالته هكذا 


= بابا انت مش بترد عليا ليه؟ هو في حاجه؟  حضرتك كويس .


أصبحت المسافة بينهما قريبة للغاية، وأربكها رؤيته بتلك الحالة أمامها ينظر لها بجمود غامض وقبل أن تتمكن من سؤاله للمرة الثالثة، رفع يديه وبكل عزمه به صفعها على أعلى خديها بعنف، فسقطت على الأرض من قوة الصفعة، بينما هي استغرقت دقائق لتستوعب الأمر. 


فإتسعت مقلتيها في صدمة ورمشت عدة مرات، وإكتسى وجهها بحمرة بائنة من أثر الصفعة القوية وهي تهمس بصوت متألم 


= آآه 

يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية حياة بعد التحديث, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة