-->

رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 22 - 5 الأحد 12/11/2023

 

قراءة رواية حياة بعد التحديث

الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حياة بعد التحديث

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الثاني والعشرون

الجزء الخامس


تم النشر يوم الأحد

12/11/2023

اتسعت عيناها بذهول وهي تقول بنبرة عطف

وعتاب


= كل ده حصل معاكي يا تسنيم و مخبيه علينا، كان لازم تقوليلنا يا حبيبتي كان لازم نكون جنبك في مواقف زي دي.. يعني ايه تعملي حادثه وناهد هانم تقل ادبها عليكي وسط المستشفى وايه البنت دي كمان دي مستحيل تكون طفله صغيره.. و سالم كل ده مخدوع فيها ومش راضي يصدقها هي بنته اه ولي حق يكذب اي حد عشانها بس مش للدرجه دي يعني.. اكيد الوضع كان عليكي صعب وانتٍ لوحدك يا حبيبتي استحملتي كل ده ازاي .


تنهدت تسنيم مطولاً ولم تضف المزيد، وألقت بثقل جسدها على أقرب أريكة محدقه أمامها بنظرات شاردة، ثم أردفت قائلة بتحسر 


= عادي يا ليان ما كانش عندي اختيار اصلا يلا النصيب، أنا كل اللي عاوزاه اننا ننفصل بهدوء ما بقتش طايقه ولا طايقه البيت ولا طايقه نفسي انا مش عارفه اصلا استحملت ليه كل ده.. يا ريتني ما قابلته ولا اتجوزت يا ريتني كنت فهمت من ايام الخطوبه ان عمايلها دي هتزيد بعد الجواز وما اخذتهاش اشاره وانفصلت بدري.. طاقتي كلها حاسه ان انا خلصتها في العلاقه دي، مش عارفه ابدا ازاي ولا اعمل ايه .


نظرت لها بإشفاق متمتمة بحنان وهي تمسح على كتفها


= يا حبيبتي اهدي مش كده خلاص اللي انتٍ عاوزاه هيحصل حاولي بالراحه تقولي لايمن كل ده ما هو في النهايه هيعرف، وهتبداي من جديد تاني عادي ان شاء الله كنت بقول زيك كده لما كل البيبان اتقفلت في وشي بس بدأت وحياتي مشيت عادي اهي، انتٍ عشان لسه في الاول ابداي الشغل تاني بعيد عنه مش بتقولي قدمتي استقالتك حلو عشان تكوني بعيده عني خالص.. قدميها في شركه تانيه وانزلي اشتغلي من بكرة .


هزت تسنيم رأسها بالإيجاب، بينما أرادت ليان أن تثير فضولها أكثر علها تصرف انتباهها عن تلك الزيجة وحبها إلي سالم وذلك الامر لم تفكر به حالياً بالتاكيد، وكيف ستعيش حياتها بعد! فالطلاق ليس خطوه سهله وواجبها عليها ان تنصحها لمرة اخيرة حتي، دنت منها هاتفة بتردد


= بس هو انتٍ متأكدة من خطوه الطلاق دي! يعني ما بتفكريش تاخدي موقف جامد منه وايمن اكيد مش هيسكت لما يعرف طبعاً..

ما تبصليش كده انا ما بقولش حاجه غريبه وبعدين ما انتٍ كنتي معايا و بتحاولي برده مع ان علاقتنا انا وايمن كانت جايبه اخرها وكنت برده بقول نفس كلامك مستحيل نرجع لبعض بس ادينا اهو رجعنا وانا حامل منه دلوقتي.. انا بس عاوزه اوصل لك ان الطلاق مش سهل وانتٍ اكيد لسه جواكي مشاعر ناحيته، و مسيره يعرف عمايل بنته دي ويفوق او حسب كلامك هو ابتدى يفوق شويه ويعرف قيمه غلطته .


نظرت إليها بضيق شديد فهي ليست بحاجة إلى اعتراضات على انفصالها من سالم ولا فكره أن تعطيه فرصه اخيره لانها قد استهلكت كل ذلك بالفعل معه دون فائدة، وليس لديها طاقه بأن تعود مجدداً وتجرب وتحدث مشاكل مره ثانيه معهم بسبب ليلي أبنته، أردفت قائلة بنبرة حادة


= فهماكي يا ليان وانا لو مكانك فعلا هعمل نفسي اللي بتعمليه بس المشاعري اللي جوايا خلصت ولو لسه فيه هقضي عليها فيا ريت اي حد عنده كلمتين يوفرها لان انا استهلكت كل فرصي معاه وهو كل اللي كان عليه بيضيع وبس يبقى ما استاهلش فرصه أخيراً تاني.. ولا اني اضيع عمري اللي جاي معاه تاني خلاص خليه يشبع ببنته بعيد عني.. صدقيني سالم لسه ما فاقش ومش هيفوق فعلا غير لما يشوف كل عمايل بنته قصاد عينه مش حد يقول له .. لانه بيثق فيها ثقه عاميه.


لاحظت ليان غضبها الثائر وهي تمسك برأسها وتتألم فردت عليها بتساؤل متلهف


= خلاص انتٍ حره مش هتكلم تاني بس اهدي.. مالك يا تسنيم في ايه ماسكه دماغك كده ليه ؟. 


أطلقت تأوه من ثغرها، فوضعت يدها على رأسها لتفركها قليلاً مخففة من حدة الألم، ثم ردت بارهاق 


= حاسه اني دماغي بتلف و دايخه.. مش عارفه ليه؟ 


دنت ليان منها بشك، هاتفه بصوت حماس


=  ايه يا تسنيم اقول مبروك اصل انا كانت نفس الدوخه دي بتجيلي برده قبل ما اكتشف موضوع الحمل وما كنتش فاهمه اللي فيها .


وضعت يديها على رأسها مرددة باستنكار تام


= لا طبعاً دماغك راحت لبعيد اوي، ما فيش حاجه زي كده انا كنت باخد اصلا حبوب منع الحمل من أول ما بقيت شايفه اللي فيها، زي ما يكون كان قلبي حاسس وكده احسن عشان ما فيش حاجه تربطنا ببعض.. تلاقيني دخت عشان ما باكلش كويس انا هقوم اعمل لك حاجه تشربيها .


لوت شفتيها بامتعاض بإحباط وهي تنهض و ردت عليها بهدوء


= لا طالما ما فيهاش حمل بقى، خليكي انتٍ وانا هقوم اعمل لك أكل بالمره .


❈-❈-❈


في الورشة استقل بدر أسفل السيارة ثم مد كفه بالمفك ليتلمس باهتمام وحذر وهو يحاول تصليحها، وفي ذلك الأثناء تقدم نحوه عوض

وهو يهتف بامتعاض


= يا اسطى بدر في واحده ست عاوزك برد وطلبتك بالاسم .


سأله بدر مستفهمًا خاصة أن لم يعرف سيدات غير زوجته ولا يزوره احد، ليسأل وهو مزال  أسفل السيارة 


= عاوزاني في ايه شغل يعني، ما تشوفها عاوزه ايه وتتفق معاها مش شايف في ايدي شغل كتير .


أشار له بيده هاتفا بجدية


= لا يا اسطى دي بتقول تبع جماعتك "المدام" شكلها قربتها سيب انت الشغل وروح شوفها عاوزه ايه؟ وانا هكمل .


التقت ريهام عيناه بنظراتها المتورمتين، تحرك  ليقف أمامها بعدم معرفة فارتعش جسدها و هي تتحرك نحوه بحرج، بدا بدر واجم للغاية محاولة تخمين سبب حضور تلك الشابة إلي مقر عمله، إبتلعت ريقها بتنهيدة متعبة قائله


= انت بدر صح؟ انت ما تعرفنيش انا ريهام أخت فريده مش انت برده جوزها، معلش لو جيتلك من غير ميعاد بس انا كنت عاوزاك في موضوع مهم بخصوص اختي .


هز رأسه بتفهم منكسًا رأسه قليلاً ومخفضًا أنظاره وهو يقول بصوت خشن


= اه تمام اتفضلي قولي اللي انتٍ عاوزاه معلش المكان هنا مش قد كده.. ومش هقدر  اقول لك اتفضلي .


رفعت أعينها الدامعة نحوه، فارتجفت نبرتها وهي تجيب مبتسمه بأمل


= لا ولا يهمك انا شفتك يوم ما اختي جت تزورنا وانت كنت معاها يعني معنى كده تعرف المشاكل اللي بينا واكيد نيتك كانت خير، فكنت عاوزكٍ يعني وكثر خيرك لو تعرف تحنن قلبها علينا وتسامحنا .


استمع إلي كلماتها بنظرات أسفة قائلاً بجدية


= من غير ما تقولي ده اللي أنا عملته فعلا وهي اصلا ما جتش عندكم غير لما انا طلبت منها بس اديكي شفتي النتيجه! ما وصلتوش لحاجه.. بس انا شايف الأحسن انك تروحي ليها بنفسك وبلاش تدخلوا حد ما بينكم حتى لو انا .


نظرت إليه بأحباط شديد واعتقدت بانه لا يريد مساعدتها، مط فمـــه ليضيف بترقب


= ما تفهميش كلامي غلط الامور عشان تتحل ما بينكم لازم انتٍ بنفسك اللي تواجهي وتتكلمي معاها.. على العموم البيت على اخر الشارع هناك وهي قاعدة لوحدها مع البنات



الصفحة السابقة           الصفحة التالية