رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 22 - 4 الأحد 12/11/2023
قراءة رواية حياة بعد التحديث
الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حياة بعد التحديث
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الثاني والعشرون
الجزء الرابع
تم النشر يوم الأحد
12/11/2023
في مكان بعيداً بأحد الشوارع، حيث البروده في كل شئ! كانت تسير حسناء بخطوات بطيئه في الشوارع من الارهاق وقله الطعام وملابسها الغير نظيفه والمتسخه... وقفت حسناء امام أحد المطاعم تنظر إلى كمية الطعام بالداخل وهي تبتلع ريقها بجوع شديد مع شحوب وجهها الهزيل فهي أصبحت تقضي أيامها بالشوارع دون مأوى كالمتسولون وكلما ترى ظابط شرطه أمامها تفر هاربة خوفاً من السجن .
داعبت رائحة الطعام من داخل المطعم انفها بقوه فأخذت بطنها تصدر أصوات مُزقزقه بالجوع، وضعت يديها على بطنها بألم شديد وهي تنظر الى الأشخاص بالداخل وهم يتناولون الطعام، بعدما كانت تملك الكثير من الدنيا أصبحت الآن لا تملك أي شيئا، مسحت حبات العرق من فوق جبينها المتسخ بقله حيلة فلم يظل معها أموال أو مكان تذهب إليه خوفاً من الشرطه .
وفي تلك اللحظة خرج إليها صاحب المطعم وصرخ في وجهها بقسوة شديدة أن عليها أن تذهب من هنا. واشتكى رواد المطعم بالداخل من مظهرها الذي يثير اشمئزازهم. وبدأ بإهانتها بطريقة سيئة وصعبة للغاية، ولم تتمكن من الرد.
فأنحنت كتفها بانكسار وعادت تكمل سير
وانحدرت دمعه من عينيها وهي تتذكر الماضي تتذكر كل ما كانت تفعله بزوجها و أولادها، و حماها الذي سرقت أمواله و توفى من الحسره وأخيراً تلك الصغيرة التي ظلمتها مهرة! و همست بضعف شديد
= سامحوني يا ولادي.. سامحيني يا مهرة.
❈-❈-❈
بعد مرور أسبوعين.
لاحقًا، أصرت ليان على الذهاب مع أيمن لتري تسنيم في منزل زوجها، وفي الطريق اتصلت ليان على تسنيم لتخبرها بتلك الزياره فلا يصح أن يأتون فجاه دون أخبارها أولا، و حتى يتاكدون بأنها في المنزل بذلك الوقت.. لكن تفاجأ الاثنين بان تسنيم تخبرهم بانها في منزلها السابق .
= يعني انا لولا اتصلت بيكي وقلت لك انا جي ازورك انا وليان ما كنتيش هتقولي لي انك قاعده في البيت غضبانه ومتخانقه مع جوزك للدرجه دي مش معتبرني اخوكي!! وتشاركيني مشاكلك يا تسنيم ومن امتى بقى والحال ده بينكم .
هتف أيمن بتلك الكلمات لأخته التي كانت تجلس أمامه وهو يفرك طرف ذقنه بغضب شديد، استمر الصمت سائدًا بينهما لبرهة حتى
قالت تسنيم بصوت متوجس قائلة
= يا ايمن ما تاخدش الموضوع على صدرك أوي كده، انت كنت مسافر ومشغول مع مراتك وبعدين شفتكم مبسوطين ان اخيرا المشاكل بينكم اتحلت هاجي أنا بقي اعكنن عليكم.. غير حمل ليان كمان دلوقتي ربنا يتمملها على خير وبعدين ما تقلقش عليا انا كويسه قدامك أهو .. وقريب ان شاء الله الانفصال هيتم علي خير من غير مشاكل .
شهقت ليان بعدم تصديق وهي تقول بنبرة مدهوشه
= انتٍ بتقولي ايه يا تسنيم طلاق ايه؟؟ يا حبيبتي، هو انتم المشاكل بينكم كبيره للدرجه دي؟ انا كنت فاكره انكم متخانقين شويه عادي وهترجعوا .. طلاق ايه بس .
مسح أيمن وجهه بضيق منها وهو ينظر نحوها بنظرات متجهمة
= طب ارد عليها اقول لها ايه دي انتم كمان متفقين على الطلاق؟ انا عاوز اعرف بالظبط ايه اللي حصل بينك وبين سالم وصلكم لكده ولا اتصل احسن بيه وافهم منه الحكايه، لان الموضوع كده شكله كبير .
طالعتهم بنظرات مزعوجة وهي تقول بصوت بجدية أكثر
= ممكن تهدوا، انا ولا اول ولا اخر واحده هتطلق عادي اتجوزنا وكنا فاكرين امورنا هتمشي كويسه زي ما احنا اصدقاء في الشغل لكن طلع الموضوع عكس كده وغير موضوع بنته كمان إللي قلتلكم عليه، بجد مش قادره استحمل .
فرد أخيها عليها هاتفًا بعصبية شديدة
= يا بنتي هو انتٍ قلتي حاجه واضحه انتٍ عماله تختصري المواضيع، شويه تقولي متخانقين عشان مش حاسين اننا متفاهمين
وشويه تقولي موضوع بنته انها لحد دلوقتي مش قبلاكي وبتعمل لك مشاكل معاه ولما بتحكي لسالم مش بيصدقك، طب ايه نوعيه المشاكل دي اللي مخلياكي واصله معاكي للطلاق كده ما تفهمينا.. تسنيم لو في حاجه مخبيهاها قولي لي.. هو حاول يضربك ولا خانك ولا إيه بالضبط فهميني عمل لك ايه ومش عاوزه تقوليه .
أخذت نفس عميق ثم أردفت قائلة بنبرة فاترة
= ما فيش حاجه زي كده حصلت والله يا ايمن ممكن الموضوع لما احكوا ليكم يبان عادي بس بجد انا مش قادره استحمل الوضع والله حاولت استحمل كثير وادي فرص وضغطت على نفسي كتير استحمل وضع انا مش حاسه نفسي فيه ولا قادره.. من ايام الخطوبه اصلا وبنته مش طايقاني الاول قلت الموضوع عادي لكن ابتدأ يزيد وبقت توقع بيني وبينه كتير واللي ذاته وغطا لما بحاول اشتكي لسالم مش بيصدقني ولا عاوز يغلط بنته أصلا.. ودخل كمان في الموضوع جدته الكل بقى ضدي وحسسوني ان انا مرات الاب الوحشه و انا اللي باذي وبعمل كل حاجه وحشه فيها مش هي.. ما تبصليش كده يا ايمن هو ده السبب اللي مخليني عاوزه اطلق بجد و انا مش بكدب و لو في حاجه حصلت تاني كنت قلت لك
ضغط على يده بغضب مكتوم، وهو يقول بجدية
= تمام عاوز اعرف بقى بنته كانت بتعمل فيكي ايه بالظبط وبتاذيكي ازاي وايه موضوع كمان جدتها ده عملوا فيكي ايه .
و زعت تسنيم أنظارها بين أخيها تارة وبين وجه ليان تارة أخرى، لاحظت زوجه أخيها في إحدى المرات وهي محدقة بها، فضاقت الأخري نظراتها نحوها باستنجاد، لتفهم ليان الأمر بسرعه وهي تقول بنبرة هادئة
= أيمن مش واخد بالك ميعاد شغلك خلاص عدى روح انت وما تشغلش نفسك وسيبني معاها أو هقول لك كمان حاجه انا هبات معاها النهارده ونبقى براحتنا نتكلم بقى ونفهم منها الحوار بلاش نضغط عليها .
نظر نحو زوجته فهدر بصراخ متعصب
= ضغطت فين يا ليان، ده انا عارف بالصدفه منها انها غضبانه اصلا لما قلنا لها ان احنا هنيجي نزورها ولولا كده ما كانتش اعترفت بالحقيقه، ماشي تمام انا ماشي عشان شغلي بس لو ما عرفتش الموضوع بالظبط يا تسنيم هتصل بجوزك وافهم منه.
انتظرت ليان عند عتبة الباب مترقبة ذهاب زوجها إلي عمله، ثم اغلقت الباب خلفه وعادت الى الدخل لتجلس أمام تسنيم متسائلة بفضول
= يلا يا تسنيم اخوكي مشى مش هتحكيلي ولا ناويه تخبي عليا انا كمان؟. كفايه تضغطي على نفسك وتسكتي لازم تحكي لحد قريب منك عشان ما يحصلكيش حاجه صدقيني كلنا هنبقى جنبك وخايفين عليكي ومحدش مننا هيسيبك وهنساندك في قرارك مهما كان بس احكي .
نظرت لها بتردد ولم تستطيع الرفض فهي من البداية تريد ان تتحدث مع أحد وتبوح عما بداخلها، ثم سردت لها بإيجاز تعرض ليلى لها وكيف استطاعت أن تخدع الجميع بالاعبها الحقيرة، لتظهر امام الجميع الملاك الذي لا يخطئ بينما هي الشيطان الذي يعكر حياتهما، ودائما يقف سالم بصفها ويصدقها.. بالاضافه الى كيف تطاولت عليها جدتها بالمستشفى واهانتها ورفضت الاعتذار لأنها معتقدة بأنها حاولت اذيه حفيدتها الوحيده بتعمد، وسردت لها أيضا الحادث الذي فعلته بسيارتها ولم تجد أي شخص يساعدها إلا الغرباء .