رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 22 - 3 الأحد 12/11/2023
قراءة رواية حياة بعد التحديث
الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حياة بعد التحديث
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الثاني والعشرون
الجزء الثالث
تم النشر يوم الأحد
12/11/2023
وفي منطقه بعيده استمعت سعاد الى طرقات فوق باب منزلها، نهضت بصعوبة بالغة من فوق الفراش متعبة وهي تسعل بألم، وعندما فتحت الباب تفاجات بابنها حسام أمامها، فإتسعت مقلتيها في صدمة و رمشت عدة مرات بعدم تصديق وبدأت تتذكر بان مده عقوبته قد انتهت بالفعل اليوم!، أمسكت بابنها وجذبته عنوة بين أحضانها باشتياق هاتفة بسعادة غامرة
= حسام انت خرجت يا حبيبي يقطعني نسيت ميعاد خروجك من التعب اللي انا فيه.. حمد علي سلامتك
أبعدها حسام عن أحضانه بجفاء وقال بجمود قاسٍ
= تعبانه فين ما انتٍ قدامي زي القرد اهو ما فيكيش حاجه انتٍ نسيتي معادي من كتر ما بطلتي تيجي تزورني ونسيتيني انا شخصيا
نظرت إليه نظرة حزن وهي تسعل بصعوبة وترد بصوت ضعيف
= يا ابني ما تظلمنيش انت ما تعرفش اللي حصل لي ده انا تعبانه أوي وربنا واحده عالم باللي فيا، ولولا عمامك ربنا يجازيهم خير هما اللي شالوني في عيايه .
نظر لها بغضب مكتوم، و رد عليها بحقد
= بتدعيلهم كمان وهم السبب في رقدتي في السجن ورفضوا يدوكي حقنا في ورث ابويا عشان المحامي يرفع قضيه ويخرجني، دول ربنا ياخدهم مطرح ما هم قاعدين خلاص بقيتوا حبايب وانا في داهيه .
هزت رأسها بيأس ثم لمعت عينيها بحب وهي تربت على كتفه الأيسر بحنان قائله بإبتسامة رغم ارهاقها
= مش وقت الكلام ده يا حبيبي ادخل انت استريح وانا هعمل لك لقمه تاكلها تلاقي يا عيني هفتان وما كنتش بتاكل في السجن كويس، ادخل استريح وانا هعمل لك كل الاكل اللي انت بتحبه، انا تعبانه صحيح والدكتور مانعني من الوقفه بس من الفرحه حاسه هقدر اقف واعمل لك كل اللي نفسك فيه .
أبعد يدها مرة ثانية بجمود وتحرك للداخل غير مكترث بها، نظرت سعاد لابنها بأسف وهو يرحل دون أن يكلف نفسه حتى ويسال عن مرضها وصحتها، هو دومًا ينظر للأمور من نطاق محدود، فهزت رأسها مستنكرة تصرفاته الجامدة نحوها فهي أمه في النهاية لما يعاملها بتلك الطريقه القاسيه؟ هي بالفعل لم يمنعها عن زيارته إلا مرضها الشديد وتعبها المستمر، لكن هذا حصاد ما فعلته وطريقتها في تربيته التي لم تؤدي إلا بالخسارة الفادحة، رمقته مجددًا بنظرات أخيرة محبطة وهي تقول بحسرة
= ربنا يهديك يا ابني .
❈-❈-❈
أعلن هاتف ليلي صوت وصول رساله، تقدمت حتى ترى محتواها والتي كانت متاكده انها من زميلها بالمدرسه "أحمد" و التي تطورت العلاقه بينهما الى حد كبير، و أيضا بدأ في أن يجذبها في طريق خطير للغايه بحجه انه سيساعدها للتخلص من زوجه أبيها للأبد من حياتهم وذلك ما كانت تتمنى بشده لذلك بدأت أن تسير خلفه دون تفكير بالأمر جيد، بدأت تفتح الرسائل و التي كانت محتواها عبر عن؟ رسائل صوتيه بصوتها وهي تتحدث معه عن مدي كرهها الى زوجه أبيها وكل أفعالها التي كانت تفعلها لطرد تسنيم من حياه أبيها، ظلت مكانها لفترة محدودة تستوعب ما تراه وتسمعه غير مصدقة.
نظرت لشاشه الهاتف بنظرات نارية مشتعلة انتوت فيها إحراقها حية، ثم هبت واقفة من مكانها لتتصل علي رقم أحمد والذي أجاب على الفور كأنه كان ينتظرها، لتقول هي بعنف صارخة بتوبيخ حاد
= ايه الهبل اللي انت بعتهلي ده؟؟ انت بتسجل المكالمات إللي بينا وكلامنا لما نخرج مع بعض ليه.. ما تنطق وتفهمني .
ضاقت نظراته بمكر وهو يجيبها ببرود
= الله، ما تهدي عشان أعرف اتكلم.. بس ايه رايك صوتك باين أوي وانتٍ بتعترفي على نفسك بكل مصايبك اللي عملتيها في مرات ابوكي.. تفتكري يا لولو باباكي لو وصل له التسجيل ده رد فعله هيكون ايه؟ ولا بلاش باباكي جدتك؟؟ دي هتبقى قنبله ليهم اصلهم يا عيني مفكرينك الملاك الطاهر اللي ما بيغلطش .
شعرت ليلي أنها على وشك فقدان وعيها بسبب صعوبة الموقف، لكن هي من اوقعت نفسها له من البدايه، ولم تعرف بأنه ذئب بشري قاصد التلاعب بها، كيف يعقل ذلك؟ هي دائما من تخطط وتتلاعب! لكن هذه المره انقلب السحر على الساحر حاولت تدارك الموقف مرددًة باستعطاف زائف
= انت عاوز ايه بالظبط مني يا احمد وبتسجل الحاجات دي ليه؟ يعني ده جزاتي اللي انا كنت بتكلم معاك براحتي وبعتبرك صديق ليا
ضحك بشدة عليها وهو يقول بسخرية متعمد استفزازها
= صديق! بلاش تضحكي على نفسك يا ليلى انتٍ ما لكيش عزيز ولا غالي حتى اهلك نفسهم، قصر الكلام انا ما ليش في جو العيله ده انا عاوز منك حاجه صغيره تانيه، وخلي بالك لو فكرتي تلعبي بديلك او تقولي لي ابوكي المغفل اللي مش دريان بيكٍ.. في ظرف خمس دقائق التسجيلات الحلوه دي هنشرها على النت! شاهد فضيحه سالم المحامي الكبير وبنته بتتامر على مراته.. غير صور تاني لما كنتي بتشربي سجاير الحشيش معايا .
تحولت نظراتها الى الخوف والقلق و نظرات أخري تحمل الاحتقار له، مطلقة سبة لاذعة من تفكيره واستغلاله! فكيف لم تلاحظ ذلك من البدايه؟ الحقير تلاعب بها واوهمها بأنه سيساعدها للتخلص من زوجه أبيها حتى يطلقها سالم دون عودة! لكن قد حدث العكس تماماً .
لوي ثغره بإبتسامة عابثة وهو يتابع حديثه بتهديد قاسي وصريح
= بذمتك مش هيكون حوار صحفي جميل في الاخبار؟ وشهره لباباكي ما تتعدش والشهره كمان ليكي.. بس هتكون لباباكي اكتر فضايح ما تتعدش و احتمال شغله يقف غير صدمته فيكي .
وعندما ذكر تهديده لها وأن والدها قد يعرف كل خططها ومؤامراتها ضد تسنيم وغيرها، و جدتها أيضا! و ذلك سيكون بالتأكيد بمثابة صدمة كبيرة لهم...وهذا هو آخر شيء تريد إظهاره الآن؟ حقيقتها التي تخفيها وتخدع الجميع بها وأنها تؤذي كل من يقترب من والدها بدافع حبها لها... لكنه بالطبع لم يراها هكذا، ونظرة والدها إليها ستتغير، و من المستحيل أن يسامحها أو ينفصل عن تسنيم.. هوت فوق الفراش مصدومة وابتلعت لعابها بتوجس وهي تتنفس الصعداء بصعوبة بالغة.. وتفكر كيف ستخرج نفسها من ذلك المازق.
أخذت نفسًا عميقًا استخدمته في إخراج صوتها المنفعل وهي تشعر بجسدها يرتجف من الخوف والرعب بكل ما أتاها من ضعف، ثم صاحت بخوف شديد
= انت عاوز مني ايه.. كان يوم اسود يوم ما وثقت في واحد زيك وامنت له فهمت دلوقتي بس كنت بتقرب مني ليه؟ يا زباله كمان بتسجل ليا.. انت عاوز ايه اخلص .
لمعت عينيه بسعادة كبيرة، ثم أبتسم بانتصار وهو يقول بغموض
= اهو كده تعجبيني، بصراحه عاوز حاجتين أول حاجه فلوس طبعاً أما ثاني حاجه بقى...