رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 22 - 2 الأحد 12/11/2023
قراءة رواية حياة بعد التحديث
الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حياة بعد التحديث
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الثاني والعشرون
الجزء الثاني
تم النشر يوم الأحد
12/11/2023
وبالفعل حملها بين ذراعيه ليضعها علي الفراش بأحضانه لتغفو سريعاً فقواها قد خارت، نظر بدر الي الملابس التي كانت ترتديها فبدأ يزيل عنها الروب لتنام براحه أكثر.. تأمل هيئتها الجميله حين ظهر منامتها القصيره جعلتها أشبه بالملائكه ونظر الي شعرها المعقود وبدء يُحرره، ثم مددَ جسده بجانبها مجدداً وظل يتأملها الي أن غفا وعلي وجه أبتسامه دافئه.
❈-❈-❈
توترت أنفاسها من حضورها الى ذلك المنزل مجدداً، رغم انها لم تعود له بالتأكيد ولم تنسي ما فعله معها، لكنها قد نست بعض اوراق تخصها شخصيه وهي بحاجه إليها حتى تقدم علي وظيفه بشركه اخرى للعمل فلم توقف حياتها لاجله بالطبع، وقبل ان تصل تسنيم الى منزل سالم اتصلت بعزه حتى تتاكد بانه بالعمل هناك ولم يعود الآن، فلا تريد ان تراه مجدداً و يحاول يؤثر عليها ويلاحقها بالعوده له، تنفست الصعداء لوصولها إلى المنزل لتفتح الباب بهدوء ودخلت بخطوات بطيئه لتحصل على ما تريده ثم التفتت لترحل كما جاءت بسرعه لتهرب من حصاره لها، لكن شعرت بخيبة الأمل عندما وجدت باب المنزل يفتح وتدلف منه ليلى ! شعرت بالدهشه فالوقت متاخر وقد اعتقدت أنها في غرفتها نائمه، فماذا كانت تفعل بالخارج بوقت كذلك وهل سالم لديه خبر بخروجها بذلك الوقت؟.
تعجبت ليلي من وجودها هنا وشعرت قليلا بالقلق لكن حاولت اخفاءه بسرعه، فسألتها بحده شديد
= انتٍ ايه اللي جابك هنا مش كنتي خلاص مشيتي .
لكن زادت غرابتها حينما رأت تسنيم بمفردها تطالعها بنظرات حادة، انتابها الفضول لمعرفة السبب، وقبل أن تفهم منها، سألتها الأخري بجدية
= طب قولي حتي مساء الخير يا ليلي، على العموم انا كنت ناسيه حاجه وجايه اخدها فما تزعليش أوي كده اللي انتٍ عاوزاه هيحصل قريبا
ثم أضافت وهي تستنشق الهواء الطلق قائلة بنبرة شك
= هي ايه ريحه السجاير دي؟
إبتلعت ريقها متوجسة بتوتر شديد هاتفًه بنزق
= ما اعرفش جايه منين.. مش شامه حاجه اصلا تلاقي بتهيالك
زادت من حدة نبرتها ورمقتها بنظرات شك أكثر هاتفه
= ليلى هو انتٍ كنتي فين في وقت زي ده بره.. معقول كل ده كنتي بتاخدي درس؟ طب باباكي عارف علي كده ان انتٍ راجعه البيت الساعه ١١ بالليل
حدقت بها ليلي بحقد وقد التمعت عيناها بشراسة نابعه من قلبها وهي تقول بنبرة حادة
= هو انتٍ حتى وانتٍ ماشيه هتعملي عليا ابله الناظره ما تمشي بقى من هنا وتطلعي من حياتنا .
تفرست تسنيم أكثر في ملامح وجهها، فرأت ذلك القلق والخوف الذي يغطي عينها، و توترها بشكل ملحوظ ، كل ذلك كأن يثير شكوكها بأنها تفعل شيء خطير و تخفيه، فسألتها متخوفة بصدق
= ايه ده؟ ريحة السجائر جايه منك على فكره انتٍ بتشربي سجائر يا ليلى انتٍ اتجننتي ازاي تعملي حاجه زي كده .. طب لو باباكي عرف حاجه زي كده ولا جدتك فكرتي رد فعلهم هيكون ايه وبتشربيها اصلا ازاي ومع مين .. مين اللي عرفك عليها وخلاكي تجربيها ومن امتى .
امتعض وجهها بشدة، وزاد عبوسها لم تتوقع أن تراها بعد أخر مرة رحلت فيها وتكشفها ايضا، نفخت بغيظ متمتمه
= ما لكيش دعوه بحياتي انتٍ مش وليه امري، تعرفي لو اتكلمتي وقولتي لبابا حاجه تاني... هضيعك معايا.
اتسعت عين تسنيم بذهول أما ليلي اخذت
تستعيد القوة والشجاعة أمامها حتى تهددها
وتخاف، رمقتها بنظرات مهينة متابعة بتهديد عدائي
= هلبسك الموضوع كالعاده وهقولهم ان انتٍ السبب وهحط رجلك معايا.. وكده كده محدش بيصدقك فيهم هو انتٍ ما بتزهقيش
شهقت مصدومة من تهديدها لها
= مش معقول تكوني وصلتي لكده... سالم لازم يعرف انتٍ بتضيعي
لم تشعر ليلي بنفسها إلا وهي تندفع امامها بقوه، وصاحت علي الأخير بنفاذ صبر
= مالكيش دعوه بحياتي انتٍ سامعه ولا بي
بابا... انا فهماكي عايزه تطلعيني قدامه
وحشه عشان يبقى ليكي لوحدك
اقتربت منها لتقف أمامها تنظر مباشره في عينيها لتشعر الأخري بالتوتر الواضح منها، ثم بدأت تتحدث بجدية
= انتٍ اللي فاهمه غلط.. انا كنت طول الوقت عايزه وبحاول اعيش وسطكم ونبقي عيله.. بس تعرفي انا بشفق عليكي بجد مصممه طول الوقت تعيشي دور الضحيه وأي غلط بتعمليه بتحاولي تلاقي لنفسك مبرر عشان تفضلي في نظر نفسك انتٍ الصح وكل اللي حواليك اشرار..
فتنحت جانب مظهره عن عمد اشمئزازها منها وإلي ما وصلت له، وهي تطلع شزرًا و تضيف بفتور
= بس جواكي متاكده انك غلط ومستمره مع الأسف، كان ممكن اديكي مبرر لو كنتي صغيره عن كده.. بس انتٍ كبيره وعقله، وحتى لو باباكي السبب بأنك ما تعترفيش بغلطك و تكوني انانيه في حبك و دلعك الزياده كل ده مش مبرر لكل اللي بتعمليه.. لانك كبيره كفايه دلوقتي وطالما وصلتي انك بتاذي نفسك.. فتتاكدي انك هدمري نفسك قريب بسبب عمايلك دي.
أغاظها طريقتها الغير مبرر عليها، بالإضافة إلى تعاملها معها بخشونة غير مقبولة لها، لتقول ليلي هاتفة باحتجاج
= وفري نصائحك لنفسك مش محتاجاها .. وكويس انك فرحتيني انك هتمشي من هنا عشان تعرفي ان أنا قد كلمتي لما قلت لك هخرجك من البيت ده قريب .
هزت رأسها بالإيجاب ساخراً وهي تردف بتهكم
= صح قد كلمتك في الاذى! و بسبب عملتك دي كمان بقيت متاكده ان انا مش اول ضحيه ليكي، بس كل ده مش مهم ولا حتى سالم نفسه بقى فارق معايا.. وما تخافيش مش هقول لباباكي حاجه عارفه ليه؟ عشان زهقت من كتر ما انا بدخل صراعات عشان يصدقوني وكالعاده النتيجه واحده مش قادرين يشوفوكي على حقيقتك.. وانتٍ معاكي حق في النقطه دي للاسف ما حدش بيصدقني.
رمقتها بنظرات دونية أشعرتها بحقارتها، ثم أضافت بصلابة
= بس انا ماشيه من هنا ومتاكده أن هيجي يوم وهتتكشفي.. لان ما فيش حاجه بتفضل على حالها يا ليلى، بس ساعتها بقى مبررتك لنفسك اللي بتاذيها مش هتفيدك بحاجه قصاد نفسك.. ولا قصاد اللي حواليكي لانك هتخسري كتير .
في الأسفل، صف سالم سيارته أسفل البناية ثم طالع وجهه في المرآة الأمامية قبل أن تقع عيناه صدفة على طيفها، ابتسم بأمل وترجل من السيارة، راسم ابتسامة مشرقة على وجهه و اقترب منها بخطوات متعجلة ليسد عليها الطريق وهتف قائلاً بلهفة
= تسنيم انتٍ هنا
قاطعته تسنيم علي الفور بلهجة رسمية
= ما تفرحش اوي كده انا كنت بجيب حاجه ناسيها.. و كمان ليلى ..
وعندما سمع إسم صغيرته هب مقتربا منها أكثر بلهفة متسائلا باهتمام بالغ
= مالها ليلي يا تسنيم، انا قبل ما انزل سايبها نايمه فوق .
تأكدت بأنه لا يعرف شيء عن أبنته وليلي تخدعه كالعادة وتخرج دون علمه، رأته فزع عليها بحق وذلك جعلها تشعر اكثر بالمسؤوليه لتخبره.. لكن تذكرت داخلها رغبة الصغيره في أن تفرق بينها وبين والدها، ارتبكت من نظراته وألحاحه في السؤال، هي بالطبع لا تريد ان تخفي عليه الأمر لكن هو لا يصدق، و دائما أي كلمه تقولها في حقها تكون ضدها هي، إبتلعت ريقها متوجسة وهي ترد بارتباك
= مقصدش اقلقك بس... سالم حاول تاخدها مني نصيحه مش عايزاك حتى تصدقني ولا تعرف انا بقول لك الكلام ده ليه.. بس أنت عارف السن ده و ممكن حد يستغل
سذاجتها.. ماشي سلام.
جاهدت بكل الطرق حتى تقول ذلك الحوار رغم انها اخذت عهد على نفسها ليس لها علاقه بهم مجدداً، لكنها ما زالت تخشى من الخطر تجاهها رغم كل ما فعلته بها؟ وتريد تصليح الأمر قبل أن تتهور وهي لا تعرف الأمور كيف وصلت مع أبنته وبالفعل تمكنت من انها لفتت نظره نحوها، فكادت أن ترحل لكنه أوقفها وهو يقول بقلق شديد
= تعالي هنا هو انتٍ هترمي لي كلمتين وتمشي في ايه بالضبط ايه اللي خلاكي تقولي لي الكلام ده
أخذت نفس عميق ثم أردفت قائلة بتردد
= طب لو قولتلك اني شاكه في سلوك بنتك ليلي هتصدقني يا سالم.
نظر لها مطولاً ثم أبتسم وهو يجيبها بهدوء
= ليلي متربيه کویس یا تسنيم وانا واثق فيها
بس ليه بتسالي سؤال زي ده .
هزت راسها بقله حيلة فماذا ستقول له وهو
يعبر لها عن ثقته بصغيرته، كيف ستخبره عما
رأته وهو لا يصدقها حتي الآن، أردفت قائلة بنبرة هادئة فلم تعد ترغب بأختلاق المشاكل
= اه صح انت معاك حق، انا لازم امشي عن اذنك .
بدت تصرفاتها وكلماتها مريبة إلي سالم، ثم عرض عليها قائلا مهتم
= طب استني حتى اوصلك الوقت اتاخر .
قوست فمها لتظهر ابتسامة باهتة وهي تعلق
= ما لوش لزوم، معايا عربيتي اطلع لبنتك بس شوفها اصلي بقيلها كتير نايمه فوق وما ينفعش تسيبها كل الوقت ده لوحدها .