قراءة رواية حياة بعد التحديث

الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية حياة بعد التحديث

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد

الفصل السابع والعشرون

الجزء الأول

تم النشر يوم الثلاثاء

28/11/2023

❈-❈-❈

شبكت مهره كفيها معا فوق الطاولة تحدق أمامها بنظرات فارغة، متذكره ما مرت به منذ قليل، بعدما كشفت تلك الفتاه زميلتها عن اسرارها امام جميع الطلاب! وكيف لم تستطيع الدفاع عن نفسها وهربت، كان يجب عليها ان ترد الإساءة المهينة لها.. هي كانت كالقطة المسالمة ضد العنف ونابذة لكافة صوره لكن يجب أن تصبح شخصاً أخراً قوي في ذلك العالم.. اقترب منها رسلان وهو يحمل كوبا من الليمون الطازج ووضعه أمامها فوق الطاوله، وهتف بنبرة هادئه

= خذي اشربي ذلك سيريح اعصابك، وبعدها سنرحل إلي المنزل لا يجب ان يروكي بهذا الشكل .

مرت القليل من الدقائق ليشعر بها تبكي بصمت، قبضت يداه الكبيرتان على يدها الصغيرتين معا مقيدةً حركتهما المعطوبة بينما همس بهدوء حازم 

=لا تدعي دموعك تنزل علي أشخاص لا

يستحقون حتي و ان کانوا عائلتك .

نظرت إليه وأخذت تتحدث بضعف من شدة الالم الذي تشعر به قائله

= اشعر انني ضعيفه رسلان .. وكل قوتي التي حاولت استجمعها خلال الفتره السابقه تبخرت ولم يعد لها مكان بداخلي، كانت ثواني تلك التي مرت علي وانا اشعر باني الروح تنتزع مني .

هز رأسه بإستياء، والتفت ناحيتها مبتسمًا، قبل أن يتحدث بتفاؤل

= انتٍ ليست ضعيفه ولا تقولي ذلك عن نفسك مره ثانيه، مهره أحيانا ‏تمر بالإنسان لحظات يستطيع فيها أن يحمل جبال الدنيا كلها ، ثم تمرُّ بهِ لحظة أخرى لا يستطيع فيها أن يحمل حجرًا واحدًا. ‏وتمرُّ لحظات أخري لا تهزهُ فيها رياح العالم كله مهما كانت عاصفة ، ثُم تمرُ به نسمة خفيفة تطرحهُ أرضا.. نحن أحيانًا نتلقى طعنة بثباتٍ ، ولكننا ننهار أمام خذلانٍ صغير ، ذاك أن الروح تكون جاثية على ركبتيها مهما بدا الجسد شامخاً للناس.. فنحن لا ننهار مرة واحدة ولكنها التراكمات .. انظري مثلا للأشجار الضخمة حين يحاولون اجتثاثها ، ضربة ، عشر ضربات عشرون ضربة ثُم أخيرًا تنهار مِن ضربة أخيرةٍ كانت أقوى مِن سابقاتها.. كُلُّ ما في الأمر أنَّ الضربات السابقة قد أدمتها أما الضربة الأخيرة كشفتْ حجم الضرر السابق ، ‏وهكذا نحن ..

لمعت عيناها بالعبرات الحزينه، ثم هزت راسها بإحباط وهمست بحيرة كبيرة

= الذي يؤلمني بحق انني لم اظلم اي شخص ضرني في حياتي ولم افعل اي شيء سيئه لي هذه الفتاه التي سرقت دفتري اليوم .

أخفض نبرة صوته يجيب عليها بعدم رضا

= للاسف هذه النوعيات من الناس لازالت ليومنا هذا تعيش على هذا الكوكب وترتكب ابشع الجرائم! نتمنى ان يأتي يوم و تنقرض هذه النوعيات و الطوائف و العشائر و المنظومات الفاسدة!

ثم تابع مضيفة بجدية 

= مهرة، تأكدي أن هذه الفتاة لم تفعل بكٍ هذا إلا إذا شعرت بغيرة شديدة منك لأنكٍ أفضل منها وأقوى منها أيضاً.. لذلك لا تدعيها هي وغيرها يهزمونك. أنتٍ شجاعة يا مهرة، ولا تسمحي لأحد أن يهز شجاعتك هذه.

كانت دموعها متحجره جسدها يرتجف بلا سبب، وعندما لاحظ ذلك علق بيأس بعد أن اطلق تنهيده ألم

= لا أحب أن أراك ضعيفه هكذا. أحب شكلك وتألقك عندما تتحدثين عن أحلامك، واحلامك الجميل جداً، وأعدك بأنني سأفعل المستحيل حتى يتحقق .

جفف حلقها وقد تغلل الى قصبتها الهوائيه وهي تردف بتهكم 

= حلمي لا قيمة له دون الأمل 

دقق النظر أكثر في هيئتها المزعوجة، ودني منها مرادف باهتمام

= الأمل موجود طالما تخرج انفاسك من ثغرك 

نكست رأسها من جديد ثم همست بتعجب واضح

= الم تريد ان تعرف انت ايضا ما الذي كشفته هذه الفتاه بداخل دفتر مذكراتي .

صمت رسلان ثم أجاب بعد تنهيده طويله

= هذه اسرارك تخصك وحدك، وقد أخبرتك من قبل مراراً وتكراراً، وسأخبرك بها الآن أيضاً! ليس لدي أي علاقة بماضيكٍ وما حدث معكٍ قبل أن أراكي.

أبتسمت بلا شعور أثر كلماته الرائع، ثم هب واقفاً من مكانه ملتقطاً هاتفه من أعلي الطاوله، وأضاف قائلاً باهتمام

= إذا شعرتي بتحسن، فلنذهب. الجميع في المنزل قلقون جدًا عليكي.

أخفضت عيناها التي تحدق بها باعين لؤلؤيه فلاول مره قد يهتم بها شخص، هذا الشعور قد زرع الإيجابية داخلها فـراشـات قـد خـلقت بمعدتها تجعل من قاضمها خجلها، أردفت قائلة بامتنان

= شكراً حقا على كل شيء فعلته معي رسلان وما زالت تفعله.

ارتسمت شفتيه بأبتسامه ودوده وهو يرد

= العفو ..لم أفعل شئ لأشكر عليه.

ابتسم رسلان وهو يطالع ملامحها التي تشع

خجلاً لم يراه من قبل فمن عرفهن، تذكر خوفه عليها اليوم والرعب الذي عاشه بسببها كأنها أغلى ما يملك بحياته وقد تملكه الرعب من ايذاء شخصه الـوحيـد.

أنصرفت من أمامه تتحرك للرحيل وهو كان خلفها يراقب خطواتها بذلك الزي المحتشم فكل شئ بها يجعله يفتن وعاد يغمض عيناه هامس

= يبدو أن قلبي أصبح يريدك أيتها القزمه الصغيرة .

الصفحة التالية