رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 27 - 2 - الثلاثاء 28/11/2023
قراءة رواية حياة بعد التحديث
الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حياة بعد التحديث
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل السابع والعشرون
الجزء الثاني
تم النشر يوم الثلاثاء
28/11/2023
❈-❈-❈
مرت الأيام مسرعة وتبدلت الملامح والبشر وتغيرت الأحداث والزمن، منذ أن علمت بخبر حملها وصورة سالم تقتحم عقلها... آلم ينهش قلبها لا تنكر فرحتها بالخبر ومشاعر الامومه التي شعرت بها في تلك اللحظات واحاسيس اللهفه حتى تراه وتحمله! فهي بالأساس منعت نفسها من ذلك الإحساس حتى لا تاذي طفلها دون ذنب، لكن أراد الله و ما يشاء دائما تتفوق على توقعتها، لكن هناك جزء بسيط داخلها يشعرها بالقلق من القادم بعد حملها المفاجئ .
وفي ذلك الأثناء دخل سالم إلي مكتبها بالعمل لرؤيتها بعد أن علم أنها تنازلت عن القضيه واراد ان يعرف السبب، حيث دب الأمل في قلب سالم لتتعلق عيناه بها! و تنهد بأرهاق مردافا
= لسه عارف من شويه انك اتنازلتي عن القضيه اللي كنتي رافعها ضدي، بس في نفس الوقت ما حبتش ادي لنفسي امل على الفاضي.. بس ايه اللي غير رايك فجاه كده
رفعت عينيها تنظر إليه بعدم تفاجئه فقد توقعت قدومه، ثم نهضت من فوق المقعد الخلفي هاتفه بفتور
= كويس فعلا انك ما اديتش لنفسك امل على الفاضي عشان انا لسه قراري زي ما هو، و بالنسبه لقرار القضيه حسيت نفسي ان انا استعجلت فيه بس في نفس الوقت لسه مصممه عليه واتمنى ما تضطرنيش اعملها مره ثانيه.
ارتسمت ملامح السخرية فوق شفتي سالم وهو يهتف بحده مكتوم
= يعني انتٍ بعد ما رفعتي القضيه في المحاكم لقيتي نفسك فجاه اتسرعتي وما اخذتيش بالك من القرار ده غير متاخر، من بعد ما تعمليها ولا في حاجه تاني بس انتٍ مش عايزه تواجهي نفسك بيها
طالعته بعيني قد فقدت بريقهما ثم اشاحت وجهها بجمود قائله بحنق
= حاجه زي ايه ان شاء الله .
إبتلع لعابه يتجاوز خفقان قلبه وكأنه يريد فعل المستحيل لعودتها دون الخوض في معارك دون فائده، فلا يريد الشعور بالخسارة مره ثانيه أبنته خانت ثقته والأخرى تود الهرب وهو بين هذا وهذا لا يعترف انه رجلاَ ذو عقل متحجر لا يعرف اللين قلبه، ثم أردف بقلب ملتاع
= انك مش هتقدري تعمليها يا تسنيم وبعد ما رفعتي القضيه حسيتيها صعبه عليكي، فراقنا وانفصلنا عن بعض مش هيكون سهل عليكي ولا عليا حاولي تواجهي نفسك بالحقيقه دي! انتٍ مش هتقدري تعملي كده عشان لسه بتحبيني .
لتتجمد قدميها تبتلع غصتها، و اغتاظت من أسلوبه هذا ربما لأن جزء منه صحيح،فصاحت به معنفة إياه بغلظة
= بطل تأخذ في نفسك مقلب عشان الحب لوحده مش كفايه يا سالم، وانا سبق وقلت لك ان انا فعلا لسه بحبك وما انكرتش ده! بس مش معنى كده هرضي انك تدوس على كرامتي واتعذب .
وهنا ضاع الأمل بعدما أحيتها داخله، كلماتها كانت كالجمر المشتعل تتقاذف فوق قلبه.. لم يتحمل سماع المزيد منها وصرخ بوجهها هادر بغضب
= آمال عملتي كده ليه؟ ليه اتنازلتي عن القضيه بعد ما رفعتيها وبلاش تقولي اتسرعت والكلام ده، عشان مش داخل عقلي وانتٍ في حاجه ثانيه هي اللي منعاكي واعترفي وقولي أنك...
ازداد خفقان قلبها وأصبحت الدموع تعرف طريقها لتنساب فوق خديها وهي تقاطعه بحرقه
= عشان حامل! اتنازلت عن القضيه عشان اكتشفت أن أنا حامل وما رضيتش لإبني او بنتي اللي جايين يعرفوا ان ابوهم وامهم وقفوا قصاد بعض في يوم في المحاكم .. هو ده السبب اللي خلاني اتنازل عن القضيه بعد ما رفعتها؟ ارتحت دلوقتي لكن حبي ليك موجود قلت لك بس مش هو اللي شفعلك عندي أن اتنازل عن الخطوه دي! انما إبنك أو بنتك اللي جايين هم اللي خلوني اتنازل .
اتسعت عيناه بذهول وخفق قلبه بتوتر كبير ، وتحفزت حواسه بالكامل بعد سماعه خبر حمل زوجته الغير متوقع.. تساءل بنبرة مضطربة وهو يحاول ضبط انفعالاته
= حامل ازاي وانتٍ كنتي بتاخدي حبوب منع الحمل؟ انا شفتها وانتٍ ما انكرتيش واعترفتي و قلتلي ان انتٍ مش عايزه تخلفي مني .
كانت وكأن نار التهمت احشائها وقلبها لم تشعر به، أغمضت عيناها وجعاً ثم مسحت دموعها بضيق وهي تردف بقله حيلة
= حصل وللاسف رغم ان انا عملت كل احتياطاتي وبرده القدر مصر يربطنا ببعض! انا متاكده من الموضوع ما تقلقش وعملت بدل التحاليل خمسه وبرده بتطلع لي نفس النتيجه انا حامل منك يا سالم .
لا يعلم ايفرح أم يحزن بذلك الخبر؟ لكن
شعر بوخزة حادة في صدره من جملتها تلك، ودنا منها قائلاً بصوت مختنق
= للاسف!! هو انتٍ مش مبسوطه ان انتٍ حامل مني مش كده؟
رمقته تسنيم بنظرات يأس وهي ترد بصوت باهت
= حياتنا مع بعض بقت شبه مستحيله ورفعت قضيه طلاق وخلاص قررت أن هنفصل عنك هكون فرحانه ليه؟ أن طفل زي ده هيجي على الدنيا وامه وابوه هيكونوا منفصلين عن بعض؟ بس بعد كده رجعت استغفرت ربنا وقلت اكيد لي حكمه في كده.. و إللي انا كمان استغربته ان انا ما زعلتش بالعكس فرحت جدآ، أن هكون امه أخيرا بعد السنين دي كلها و رغم سبحان الله ان انا حرمت نفسي رغم اشتياقي ليهم، بس مهما كانت بقى النتائج بعد كده مش فارقه طالما اراده ربنا .
رفع عيناه نحوها وهو يقف يُطالعها بضياع علي ما فعله بها ولا تستحقه، وايضا لا يستحق منها ذلك! تنهد وهو يقطب حاجبية متسائلاً بتهكم مرير
= ويا ترى الطفل ده زي ما شفعلك انك تتنازلي عن القضيه ما شفعش ليكي انك تسامحيني كمان! و ترجعي تقربي من جوزك وما تسيبهوش في المحنه دي لوحده .
أخفضت عيناها ودموعها مازالت تُشكل خطوطاً فوق وجنتيها، وهي تنطق بالحقيقه
المريرة
= لا ما حصلش، هو انت ايه اخبارك مع بنتك واخبار الولد اللي بيهددك ايه؟ لسه برده مقلق من موضوع انك تروح تبلغ عنه .
عاد القهر ينبض بقلبه من جديد فلا أمل من عودة الحال بينهما، احتدت نظرات سالم يرمق زوجته مقتاً
= الوضع زي ما هو ما فيش جديد، بجمع الفلوس و قريب هدفع لي اللي هو عاوزه.
أمعنت النظر جيداً فيه متردده، ثم أردفت قائلة بصوت متوتر
= طب لو قلت لك ان انا مستعدة ارجع معاك البيت وافضل جنبك واسندك زي ما انت عايز لحد ما المحنه تعدي علي خير، وبعد كده نشوف موضوع الطلاق.. بس قصاد كده تروح تبلغ وما تخليش واحد زي ده يحطك تحت ضرسه وتبقى صيده سهله لي كل ما يعوز فلوس يهددك .. هتوافق .
تفاجأ، يعترف بذلك! لكن لم يكن بحاجه الى تفكير بالأمر كثيراً والاجابه كانت معروفه .