رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 27 - 6 - الثلاثاء 28/11/2023
قراءة رواية حياة بعد التحديث
الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حياة بعد التحديث
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل السابع والعشرون
الجزء السادس
تم النشر يوم الثلاثاء
28/11/2023
❈-❈-❈
وقف حسام داخل ذلك المحل بوجه متعب ومنهك للغاية. ولم يتوقف عن التنظيف منذ الصباح واستمر لساعات طويلة دون طعام أو راحة! كان يعتقد أن الحياة خارج البلاد مختلفة تمامًا.
فهاجر وأخذ ما تبقى من أموال أمه لعلاجها ليحصل على المال والثروة ويعيش هنا حياة مرفهة كما أخبروا أصدقاءه! ولكن عندما وصل إلى هنا، تفاجأ بالعثور على حياة مختلفة عما كان يتوقعه. كان الحصول على عمل صعباً للغاية، ولم يجد شيئاً آخر للعمل غير تنظيف المتاجر!
تماماً كما كان يفعل داخل السجن مجبراً! وهنا أيضاً مجبر، فالمال الذي أخذه من والدته لعلاجها سرق منه في ليلته الأولى هنا بالبلد! أسوأ أيام حياته مرت هنا في بلد غريبه عنه وهو وحيداً وبلا مأوى! و ينام بالبرد في الشوارع لأنه لا يملك المال.
مسح حبات العرق فوق جبينها بجسد ضعيفاً جداً وهو متكئ على الطاولة من التعب، يستريح قليلاً، لكنه فجأة قفز من مكانه مذعوراً عندما سمع صوت صاحب المحل يصرخ بصوت عالٍ الإثارة
= لما توقفت، قم ونظف الأرضيات الخشبية جيدًا، ولا تنسي تنظيف الطاولات في الخارج أيضًا.
عاد في عملية التنظيف بسرعة البرق دون أي اعتراض. ثم أضاف الرجل قائلا بغضب وبلهجة تهديد
= يكون في معلومك لم تحصل على المال مني حتى تنتهي من تنظيف المتجر بأكمله. هل فهمت!.
استمع حسام التعليمات بقله حيلة ولم يستطيع الرفض، لانه كأن حقاً بحاجة إلى هذا المال ليتمكن من العيش هنا، لذلك رفض فكرة العودة إلى بلاده مرة ثانية وهو على هذه الحالة! بالتأكيد سيكونون أعمامه سعداء، و ستشمت به والدته، وسيلومه الجميع بشدة لأنهم كانوا ضد قراره من البداية.
❈-❈-❈
وقف رسلان منزوي على نفسه خلف الأشجار بالحديقة من بعيد، يراقب دخول مهره مع والدتها من الخارج حيث ذهبوا إلى الطبيبه النفسيه الخاصه بمهره، تحركت وفاء للإمام تسبق لداخل باب المنزل بينما مهره كانت تسير خلفها بخطوات بطيئة، تنهد براحه عندما أبتعدت زوجه أبيه عنها فهو يقف هنا ينتظر مجيئها لكن يخشى ان تراه زوجه أبيه وهو يعلم جيد بانها ترفض ان يتحدث معها او يقترب منها دون مبرر، تنهد محاولة ضبط أنفاسه المضطربة، هو يقترب منها يريد الالتقاء بها منفردًا، أخفضت نظراتها عندما رأته ظهر أمامها فجاه وتحدث وهو يبتسم وكانت أنفاسه لاهثه ومتقطعه
= لقد كنت بانتظارك حتى انني لم اذهب الى الجامعه اليوم لاطمئن عليكي أولا، ماذا فعلتي عند الطبيبه .
أخرجت تنهيدة مليئة بالكثير وهي تقول بيأس
= ولا شيء محدد تحدثنا عما حدث فقط واخبرتني بانني يجب ان اواجه ولا اهرب، وكان الامر بسيط؟ أشعر وكأنني قد انهيت للتو من سباقاً للجري وكنت فيه الاخيره التي تتربع على عرش الخساره وبجداره .
صمت كنوع من التمهيد لما يريد البوح به، ثم هتف بنبرة محذرة بجدية
= ساسالك سؤال لكن لا تعتبريني فضولي ودون التدخل في الامر هل ما كان موجود في دفتر مذكرتك، امر يجعلك تخجلي من نفسك
غافلتها دمعه ترفض الحبس، فانسابت على وجنتيها تبعتها اخرى، واخفضت رأسها وهي تتحدث بانكسار
= على العكس، ما هو مكتوب داخل الدفتر سيجعل الآخرين يخجلون من أنفسهم بسبب ما فعلوه بي. لم أفعل أي شيء لأخاف منه.
تعقدت تعبيراته مستنكر اهتمامها بالآخرين، و أردف قائلاً بلهجة صارمة
= اذا كان الامر كذلك إذن ارفعي رأسك، ولا تتدعي للآخرين أن يعتقدون أن هامتك قد كسرت بتلك الطريقه الخسيسة ؟! لاجل موقف لا قيمه له من فتاه سيئه.
همسات دعم صغيره خافته داعبت حاسها لترفع رأسها نحوه وهي تنظر له بذهول وبفم مفتوح وعقل جامد، وكانها انسانة عاجزه عن الرد عليه.. لكنها مازالت تحيا وبين أضلعها قلب ينبض بقوة. إلم تسمعه الآن وهو يهتف بدعم كبير إليها؟ نظرت لوجه رسلان الذي امامها وأجابت بصوت مرتبك والرجفة ماتزال بين اوتاره
= لقد تعبت من كوني قوية، جرحتني هذه الاهانه كثيراً خصوصاً بوجود الكثير وطبعا لم اجروء على الدافع عن نفسي وفتح فمي وكنت اعلم وكلِ ثقه ان كلماتي حتي أن خرجت مني لم تكن شيئا يذكر لما سيفكرون بي لاحقاً عني.
بدأ الآخر يقترب بحذر حتى اصبح قريبا جدا عيونهم تلتقي بالم، عيونها هي تبكي وعيونها غاضبه ومصمم على إنقاذها، اقترب وهو يرفع رأسها لينظر لملامحها الناضجه وهو يقول بعتاب لطيف
= أين حديثك عن الصبر وعن الأحلام التي كنتي تتحدثي عنها!. سابقاً اخبرتيني انك كنتي محطمه وخائفه وعلى وشك الجنون بسبب ما شاهدتي بحياتك وكوابيسك التي كانت تقلق منامك، لكنك تجاوزتي كل ذلك! بدأتي في أخذ جلسات العلاج النفسي لتعودي لطبيعتك، لم أسألك مالذي حدث لكٍ ؟ او مالذي فعلوه بيكي؟ و ما سبب حطامك، لكنك عودتي بناء نفسك من جديد. هل بعد كل ما فعلتيه بحقك وتسمى نفسك ضعيفه. انا نفسي رأيتك تتغيري عن اول مره رأيتك فيها، بدأت اراكي تضحكي وكان الدنيا ملك لكٍ، طفله تعيش عمرها بمرح و لايعكر صفو مزاجها شيئا.
نهج صدرها بتوتر مع كل جمله يقولها بصدق، و أسبلت عينيها نحوه ضاغطة على شفتيها وهي تستمع إلى ما يردده باهتمام كبير، ثم علقت مبتسمة بامتنان حرج
= رسلان، أريد أن أشكرك على ما تفعله معي. لقد عوضتني كثيراً عن غياب أبي أو والدتي أو صديقة مقربة لي. ظللت أشعر أنني لست وحدي، لدي عائلة كبيرة، الجميع يحبونني ويسعدون بي. لقد عدت هذا الشعور مرة أخرى بعد أن ظننت أنني خسرت كل شئ! لا أعرف ماذا أقول لك!
تهدجت أنفاسها أكثر وهي تبتسم له، لكن سريعًا اكتسى وجهها حمرة قوية وهي تضيف بنبرة خجوله
= شكرا لظهورك في حياتي! أنت حقا أخ جيد بالنسبة لي.
تلاشت ابتسامته بعبوس فتنهد بصوت مسموع هاتفاً بانزعاج واضح
= لكننا لسنا إخوة حقاً مهرة. هل تعتبرني أخوكي حقاً رغم كل ما يحدث بيننا و علاقتنا ببعض؟
نظرت له بدهشة، وأخبرته بغرابة شديدة
= وما علاقة ما تقوله بما قلته ؟
سلط أنظاره على وجهها التي كانت تختلس النظرات إليه بحياء مكشوف عليها، تعالت دقات قلبه حتى باتت أكثر عنفًا وهو يتخيلها في أحضانه، تدفقت دمائه المتحمسة في عروقه من فرط الانفعال، نعم هو غارق حتى النخـاع بها، و دون أن يدرك حتى كانت ابتسامه صغيرة تشق شفتيه للحظة وأردف قائلاً بصوت شبه متحشرج
= علاقته بأنني لم اعتبرك شقيقته مطلقاً..
استجمع شجاعته سريعاً ليبوح لها بما أحسه وأضاف قائلاً تحت تأثير العاطفية
= لأنني أحبك .
اهتزت نبضات قلبهـا واعينها فجعت من
كلمته المباشره اهـو الآن أخبرها بحبه لها للتو! برقت عيناها في عدم تصديق، حتمًا ما يحدث الآن حلمًا، وليس واقع حقيقي ملموس، انعكف لسانها بالأكمل من اعتراف رسلان لها، الأمر استدعى منها وقت حتي تستوعب لتنظـر لذلك الواقف امامهـا والخجل اكتسئ وجنتيها الممتلئه، ازداد شحوب وجهها وخفق قلبها بشده حتى خافت ان يسمعها بالرغم من تلك المسافه البعيدة التي تفصله عنها، هاتفه بصدمه
= ماذا.
نبست هي بكلمتها الوحيده وهي الآن تقاوم
حتي لا تقوم بردها له، نبض! كل ما يسمع هنا اضطراب نبضات قلب مهره اعترافه قد جعلها تبلع ريقها خـمس مرات متتاليه، لكن هل ستقول له انها ايضا تشعر بما يشعر به رغم مشاعرها نحوه؟ ابتسم ابتسامته رادفاً بخمور
= أخبرتك انتي أُحبك مهرة.
سلط عينيه اللامعتين عليها معمقًا نظراته نحوها، تجرأت هي الأخرى وبادلته نظرات مطولة مذهوله، ثم مد يده ليمسك بكفها، فتفاجأت من حركته تلك، وحدقت فيه مدهوشه بصورة كبيرة وقبل أن تستطيع الرد .
= مهره !..
شهقت مهرة بذعر عندما سمعت صوت والدتها بالخلف تهتف باسمها، وعندما ألتفتت خلفها بقلق كانت عيونها تجدح غضب وهي تنظر لها وانفاسها متسارعه وعلى الرغم من أنها متاكده بانها لا تفهم اللغه التي يتحدثون بها لكن خشيت من نظراتها ان تكون فهمت ما قاله الآخر لها .
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية حياة بعد التحديث, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية