-->

رواية جديدة كما لو تمنيت لبسمة بدران - الفصل 27 - 2 - الجمعة 24/11/2023

 

 قراءة رواية كما لو تمنيت كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية كما لو تمنيت 

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران 


 الفصل السابع  والعشرون

2

تم النشر يوم الجمعة

24/11/2023



بهدوء شديد نهض من جوارها كي لا يوقظها متجها إلى المرحاض.

فعندما عاد مساء أبصرها نائم. فلم يرد إزعاجها

تنهدت براحة عندما أغلق باب المرحاض فهي لم تذق طعما للنوم وتظاهرت به طوال الليل كي لا يلاحظ حزنها وعينيها المحمرتين من شدة البكاء فلقد دارت أسئلة كثيرا في عقلها

لماذا أتى حازم إلى هنا في ذلك التوقيت بالذات وماذا عساه أن يفعل؟

هل سيكون عقبة في حياتها ويتسبب في انفصالها عن أدهم؟

وهنا انقبض قلبها فأدهم الآن أصبح حياتها. عالمها يدور من حوله هو فقط لن تسمح لأحد أن يجلبها إياه حتى وإن كان ذلك الشخص مرام التي تحمل في أحشائها طفلا منه لذا هي التزمت الصمت ولن تطالب بأن يكون لها وحدها كي لا تثقله بالهموم.


ثواني وأخذتها أفكارها بخصوص هذا وأهم سؤال طرح في رأسها ماذا ستفعل كي تتخلص منه وتبعده عن حياتها؟


وفي خضم تلك الأفكار المزدحمة بداخل عقلها فتح الباب وطل من خلفه أدهم الذي كان يحيط خسره بمنشفة كبيرة.

فحاولت ارتسام ابتسامة صغيرة على شفـ تيها ثم غمغمت بخفوت: صباح الفل يا دومي.


بادلها الابتسام ثم دنا منها وأخذ قبـ لة صغيرة من شفـ تيها: صباح الفل يا قلب دومي يلا قومي يا كسلانة يا اللي بقيتي تنامي كتير أوي خلينا نفطر سوا وحشتيني كفاية اني رجعت امبارح لقيتك نايمة أول مرة ما تستنينيش من فترة.


تنحنحت كي تجلي حنجرتها ومن ثم يتسنى لها اختراع كذبة مناسبة: معلش أصل بطني كانت وجعاني شوية فشربت حاجة سخنة وما حستش بنفسي.


أومأ لها بهدوء ثم أجاب وهو يتجه إلى غرفة الملابس: طب يلا قومي اختاري لي طقم على مزاجك عندي محكمة النهاردة.


وما هي إلا دقائق حتى انتهى أدهم من ارتداء ثيابه وهتف وهو يتجه إلى الخارج: حصليني على ما أروح أطمن على مرام كمان ما شفتهاش امبارح.


ماشي.


تلك الكلمة هتفت بها ومن ثم انقبض قلبها خشية أن تخبره مرام عن زيارة حازم وبالطبع سيجن جنون أدهم.


وبالفعل صدق حدثها فبعد عدة دقائق عاد أدهم يطوي الأرض تحت قدميه من شدة الغضب يرمقها بنظرات قاسية لو كانت تقتل لوقعت صريعة في الحال هادرا بصوت رجا جدران المنزل وغيرة تنضح من كل خلايا جـ سده: حازم الفيومي كان بيعمل ايه هنا يا مدام وازاي ما تقوليليش حاجة زي دي؟


ازدردت ريقها بخوف من حالته تلك وأجابته بتلعثم: انا كنت نايمة وما اعرفش هو كان هنا ليه صدقني بس والله انا طلبت منه انه يبعد عني ويسيبني في حالي.


تابعت وهي تقطع المسافة التي بينهما: وكمان قلت له انك بقيت كل حياتي صدقني يا أدهم انا دلوقتي مش عايزة أي حاجة في الدنيا غيرك انت وتالين.


على الرغم من انه التمس الصدق في حديثها إلا أنه لم يغفر لها أنها أخفت عنه هذا الشيء فهي لا تعلم مدى الألم الذي شعر به والغيرة التي اجتاحته عندما أخبرته مرام بكل بساطة أنها جلست معه بمفردها

فرمقها بعتاب ثم استدار دالفا للخارج بهدوء شديد عكس العاصفة التي ولج بها منذ قليل تاركا إياها تشعر بالندم على انها أدخلت شخصا مثل حازم في حياتها

لكن هل يفيد الندم الآن يا فريدة؟


❈-❈-❈


دقات خفيفة فوق باب مكتبها جعلتها تترك الأوراق التي بيدها وتريح ظهرها فوق الكرسي ومن ثم تهتف بجدية: أتفضل.


ثواني وانفتح الباب وطل من خلفه بهيئته التي سلبت قلبها

تابعته وهو يلج ويغلق الباب من خلفه ثم دنا منها ملقيا تحية الصباح والتي بدورها ردتها بخفوت.

تبادلا النظرات سويا مما جعلها تشيح ببصرها عنه بسرعة وتغمغم متسائلة: خير يا باش مهندس في حاجة؟


حاول أن يبعد ناظريه المشتاقة عنها لكن عينيه أبت عليه فعلها فأجابها وهو يجلس في الكرسي المقابل لمكتبها: حبيت أقول لحضرتك إن القرية السياحية قربت تتشطب ولازم حضرتك تبصي عليها لأن الباش مهندس مراد سافر زي ما أحنا عارفين عشان لو فيه أي تعديلات أو وجهة نظر لحضرتك تقوليها.


أومأت له بالموافقة وحاولت إلهاء نفسها في النظر إلى الأوراق التي كانت معها قبل دخوله.

لوهلة شعر بالحزن على الحالة التي آلت إليه علاقتهما وراح يلومها بعينيه.

في وجهة نظره هي السبب ولحسن حظه لم تكن تنظر إليه من الأساس وإلا كانت أسمعته كلمات لاذعة فهو تخطى بكل سهولة وارتبط بغيرها دون أن يلتفت خلفه ولو للحظة

تنحنح بخشونة ثم نداها بجدية: لارا هانم.


زفرت بقوة فهي مضطرة للحديث معه مجددا فرفعت عينيها إليه ويا ليتها لم تفعل فلقد اشتبكت نظراتهما مجددا لكن تلك المرة كانت نظراتهما تنضح بالكثير والكثير

فهي كانت تلومه على كل ما حدث بينهما.

بينما هو فقد اشتاق إلى تلك العينين التي سحرته منذ الوهلة الأولى.

ظل يتبادلان النظرات دون أن يشيح أحدهما عينيه عن الآخر حتى تذكرت هي ما حدث بينهما وسرعان ما أشاحت ببصرها بعيدا مردفه بفظاظة أغاظته كثيرا: في حاجة تانية عايز تقولها يا باش مهندس؟


هز رأسه نفيا ثم استقام واقفا: لا خلاص كده يا لارا هانم يا ريت تبلغيني حضرتك هتروحي القرية أمتى عشان أنا هروح معاكي عشان أدون طبعا أي حاجة تحتاج انها تتغير.


❈-❈-❈


تلهو بسعادة برفقة الصغيرة ومراد يتابع سعادتهما بابتسامة واسعة وهو يقسم بداخله بأنه تزوج من طفلة وليس فتاة ناضجة كبيرة ليمر بهم الوقت سريعا وهم يستمتعون بوقتهم حتى هتفت شمس وهي تتمسك بذراع مراد: أنا خلااااص ما عدتش قادرة وجعانة أوي بصراحة بقا لي كتير ملعبتش كده بجد شكرا أوي يا مراد.


أكدت عشق على حديثها وهي تتشبث بيد والدها الحرة: أنا كمان جعانة أوي يا بابي خلينا ناكل عشان توديني عند مامي.


تبدلت ملامح مراد إلى الضيق عندما ذكرت عشق سيرة والدتها فلاحظت شمس التي همست في أذنه بمرح: هو أنت كل ما تجيب سيرة العقـ ربة مراتك تقلب وشك كده لا خلي بالك أنا كده أغير أصل دايما بسمع في الروايات جملة مشهورة أوي بتقول إيه؟


أنصت لها مراد في اهتمام فتابعت: دايما البطل يقول لما البطلة تسأله أنت حساس إيه من ناحيتي يقول لها أنا مش حاسس من ناحيتك بأي حاجة لا حب ولا كره أصل بصراحة لو حسيت ناحيتك بأي شعور من الاتنين تبقي بتهميني وأنتي للأسف ما تهمنيش. فالقارئ يقول إيه قذف جبهة يا برنس.


اتسعت ابتسامة مراد ثم طوق منكبيها بذراعيه وطبع قبـ لة خفيفة على وجنتها مغمغما: أنتي مجنونة والله يا شمس.


وما أن تقدم بهما خطوة واحدة حتى أبصر شخصا يبغضه كثيرا فتلقائيا ضم زوجته إليه بحماية عندما لاحظ نظرات ذلك البغيض مصوبة عليها.

كاد أن يستدير باحثا عن مكان آخر حتى لا يلتقي به إلا أنه تجمد مكانه عندما استمع إلى صوته الذي يكرهه ويبدو أنه دنا منه كثيرا: مراد عواد نورت تركيا يا صاحبي.


صك على أسنانه بقوة حتى كاد أن يهشمها ثم رسم على وجهه ابتسامة صفراء ولم يعقب.


  فتابع وهو يوجه حديثه إلى شمس: ما تقولش ان دي المدام الجديدة لا حلوة وصغيرة.


وقبل أن ينهي كلماته الأخيرة دنا منه مراد ليجلبه من تلابيب قميصه بقوة هادرا بصوت جليدي: عينك لخلعها لك دي مراتي يا حبيبي مش زي الزبالة اللي كانت قبلها دي واحدة محترمة ومتربية لكن التانية ما كانتش تتخير عنك ويا ريت وشك القمر ده ما اشوفهوش قدامي في أي مكان تاني فاهمني؟


لفظه من يده وكأنه وباء ثم جذب زوجته إليه يضمها بقوة وكأنه يخشى أن يأخذها أحدا منه دالفا بهما للخارج.

تاركا الآخر يشيعه بابتسامة واسعة ويهتف بوعيد: لسة مغرور زي ما أنت يا ابن عواد بس وديني لهخودها منك برده واعلم عليك للمرة المليون أصل النوع ده بصراحة ما جربتوش قبل كده.

..يتبع

إلى حين نشر الرواية الجديدة للكاتبة بسمة بدران، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة