-->

رواية جديدة كما لو تمنيت لبسمة بدران - الفصل 27 - 1 - الجمعة 24/11/2023

  

 قراءة رواية كما لو تمنيت كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية كما لو تمنيت 

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران 


 الفصل السابع  والعشرون

2

تم النشر يوم الجمعة

24/11/2023

(غيرة عمياء)



فور ما استمع إلى حديثها إرتعدت أوصالها عندما رماها بتلك النظرات القاسية الباردة التي اعتادتها في الآونة الأخيرة فازدردت لعابها بخوف ثم هتفت بتلعثم: هو انا هفضل واقفة على الباب كده كتير؟


أجابها ببرود شديد: ايوة البيت ده مش هتدخليه تاني أبدا وبنتك حبقى أجيبها لك لحد بيت باباكي ودلوقتي بقى يا ريت توردينا عرض كتافك عشان زي ما انتي عارفة احنا لسة عرسان وفي شهر العسل وكده.


وقبل أن تتفوه ببنت شفه أغلق الباب في وجهها وعاد إلى التي كانت واقف تتابع الموقف بفضول وابتسامة بلهاء ترتسم فوق محياها

مما جعله يبتسم هو الآخر ويقطع المسافة التي بينهما ويحتـ ضنها بقوة خ

هامسا في أذنها بمشاكسة: كنا بنقول ايه قبل ما الحربـ اية دي تيجي؟


ضحكات بنعومة ثم قالت: مش فاكرة يا ريت تفكرني أصل اليومين دول عندي زهايمر.


غامت عينيه برغـ بة عاصفة هاتفا وهو ينحني يحملها بين ذراعيه: لا ازاي احنا لازم نعالج الزهايمر ده وعلى أقل من مهلنا.


تابع حديثه بغمزة من عينيه جعلتها تضحك بمياعة أعجبته كثيرا فاختصر الدرج في عجالة كي يصل إلى غرفتهما بسرعة


❈-❈-❈


وحيدة حزينة تلك كانت حالتها بعد ذهاب شقيقها وابنته وعاد الوضع كما هو عليه قبل عودته من السفر.

فالليل كما هو سعيدا ومليئا بالشغف لبعض الأشخاص فهو أيضا ربما يكون ضعيفا ومحزنا لآخرين.


زفرت بملل ثم التقطت هاتفها وفتحت موقع الفيسبوك ثم بحثت عن اسمه وسرعان ما ظهر أمامها ففتحت ملفه الشخصي وبدأت تتصفحه باهتمام شديد.

ابتلعت غصة مريرة في حلقها عندما أبصرت صورة له من عرس شقيقها

راحت تتأمله بوله شديد فعلى الرغم مما فعله بها إلا أنها ما زالت تحبه ولا تدري ماذا ستفعل في الوقت القادم فهي قضت اليوم دون رؤيته في الشركة وللحق هي تجنبت فعلها كي لا تتأثر برؤيته لكن إلى متى ستفعل هذا وهو يعمل معها في نفس المكان.


هزت رأسها بعنف كي تطرد تلك الأفكار الموجعة وسرعان ما أغلقت هاتفها ثم تمددت على فـ راشها ووضعت رأسها فوق الوسادة وهي تطمئن نفسها بأن غدا سيكون أجمل.


للأسف الحب سلاح ذو حدين يمكن لهذا السلاح أن يجعلك تمتلك الدنيا وما عليها وفي نفس الوقت يمكنه أن يطعنك في منتصف قلبك دون أدنى شفقة.


❈-❈-❈


تتقلب في مضـ جعها بعنف شديد وهي تزفر بنفاذ صبر هي قلقة حاولت النوم مرارا وتكرارا إلا أنها لم تفلح

التقطت إحدى الوسادات الصغيرة ووضعتها فوق رأسها وأغمضت عينيها لبضع دقائق حتى ألقتها بعيدا واستقامت جالسة وهي تغمغم بحنق: وبعدين بقا في الليلة اللي مش هتعدي دي كان يوم أسود يوم ما اتخطبت.


أجفلت على صوت يونس الذي استيقظ هاتفا بنعاس: أنا عطشان يا فرحة.


ملست فوق وجنته بحنان ثم استقامت واقفة تلتقط زجاجة صغيرة من فوق المنضدة المجاورة للفـ راش وسكبت القليل منها وناولته إياه.

ارتشفها جرعة واحدة ثم أعطاها الكوب وهو يتثاءب ثم غمغم بكلمة واحدة: شكرا.


منحته ابتسامة صغيرة ثم أزاحت الكوب جانبا وأخذته بين أحضـ انها وراحت تستنشق رائحته بعمق مردفه بهمس: أنا بحبك أوي يا يونس.


تشبث بأحضـ انها وغمغم بخفوت قبل أن يغمض عينيه: وأنا كمان يا فرحة.


❈-❈-❈


ابتسامة ثعلبية ارتسمت فوق محياه عندما أبصر دهشتها تلك فأراح ظهره فوق الأريكة باستمتاع هاتفا بهدوء مريب: بقا دي أهلا وسهلا اللي المفروض تقوليها لي يا فريدة.


تلفتت يمينا ويسارا خشية أن يسمعه أحد ثم اقتربت منه مردفه بصرامة: اسمع يا حازم أنا دلوقتي مبسوطة في حياتي وانسى أي اتفاق حصل بيني وبينك أنا دلوقتي عايشة مع أدهم أسعد أيام حياتي.


استنفذ طاقة اللامبالاة التي كان يصطنعها ثم هب واقفا قبالتها وراحا يصفق ببطء شديد ثم أطلق صفيرا هادئا

مما جعلها تشعر بالخوف منه ففتحت فاها لتتحدث إلا أنها ابتلعت حديثها عندما أردف حازم: بتحبي أدهم وعايشة مبسوطة معاه طب وأنا؟

كنت فترة في حياتك وخلصت أو كنت مجرد كارت تستعمليه ودلوقتي بقا محروق؟

لا sorry فريدة هانم مش حازم الفيومي اللي واحدة ست تلعب بيه أنا في بيني وبينك اتفاق وأنا مُصر أني أكمله.


زحف الخوف رويدا رويدا إلى قلبها فوجدت نفسها دون وعي تستعطفه بحزن عميق: حازم ما تخربش بيتي أبوس أيدك. سبني أعيش حياة كويسة بقا كفاية القرف اللي شفته طول عمري أدهم ده



قاطعها بصراخ ولم يبالي بمكان تواجده: أدهم أدهم أدهم مش أدهم ده اللي كنتي بتكرهيه مش هو اللي غصبك على الجواز منه دلوقتي بقا أدهم حبيب القلب لا. أنا مش هسيبك يا فريدة وحقي هاخده منك تالت ومتلت مش حازم اللي يتلعب بيه الكورة يا مدام.


قطع المسافة التي بينهما ومن ثم هدر بصوت كفحيح الأفعى: هو كده أنا شرير ولو ما كنتيش لي فمش هينفع تكوني لغيري مفهوم يله من غير سلام.


رمقها بغضب حارق ثم اندفعا للخارج كالإعصار تاركا إياها تشيعه بدموع غزيرة وهي ولسان حالها يردد بأن السعادة عمرها قصير جدا في حياتها.


ارتمت فوق الأريكة وراحت تنتحب بصوت يمزق نياط القلوب غافلة عن التي تتوارى عن الأنظار تتابع ما يحدث بابتسامة شامتة مغمغمة بفرح: عيطي أنتي لسه ما شفتيش حاجة يا بنت الفران.


❈-❈-❈


حل الصباح وألقت الشمس بخيوطها الذهبية لتعم الوجود بدفئها ونورها المستدام.

استفاقا سويا على صوت دقات فوق باب غرفتهما

فهمت شمس بالنهوض إلا أن يد مراد منعتها وهو يهتف بخبث: خليكي أنتي واستري نفسك هتقومي تفتحي كده لعشق.


ضربته برفق فوق منكبه هاتفة بحنق: أنا غلطانة أني كنت عايزة أريحك يله أتفضل قوم بقا.


رمقها بمشاكسة ثم التقط بنطاله من فوق الأرض وارتداه في عجالة وفعلا بالمثل مع قميصه ثم اتجه وفتح الباب فابصر عشق ترمقه بعتاب وتهتف بتذمر طفولي: بقا لي ساعة واقفة على الباب أنا جعانة أوي وكمان عايزة أروح لمامي.


انحنى مراد على عقبيه أمامها ثم منحها قبـ لة طويلة فوق وجنتها مردفا بحنان: من العين دي قبل العين دي يا ست عشق حالا هطلب لك أحلى فطار وبعد شوية هاخدك اوديكي عند مامي.


ثم استطرد مدعيا الحزن: مع أني كنت هاخد شمس أوديها الملاهي معاكي بس خلاص روحي بقا انتي لمامي.


ابتعدت الطفلة عن حـ ضن والدها قليلا وصفقت بحماس: لا خلاص أروح معاكم الملاهي وبعدين ودوني عند مامي.


اتسعت ابتسامة مراد ووقف وهو يحملها بين يديه: تعالي نطلب فطار على ما شمس تاخد شاور وبعدين هي تساعدك أنك تجهزي.


  أومأت له الصغيرة بالموافقة وهي تحتـ ضنه بقوة وتقبل وجنته من وقت إلى آخر.



❈-❈-❈


في طريق عودتها من الحضانة التي يقطن بها يونس استوقفها صوت تعرفه جيدا فاستدارت إليه ترمقه بحدة: اتجننت يا حسام بتنادي عليا في الشارع مش خايف حد يشوفنا!


أجابها بحزن عميق: وحشتيني أوي يا فرحة انا مش عارف آكل ولا أشرب ولا أنام من غيرك انا باجي عليكي كتير بس انتي عودتيني انك بتستحملي

صدقيني يا فرحة انا لو في ايدي كنت اتجوزتك من أول ما عرفتك بس انتي عارفة



قاطعته بكلام جديدة عليه كليا: ما لوش لازمة الكلام ده يا حسام ربنا يوفقك في حياتك بس نصيحة مني ما تعلقش بنات الناس بيك وانت ما عندكش استعداد انك تقدم لهم أي حاجة لما تاخد خطوة زي دي يا ريت تفكر ألف مرة في الطرف التاني ما تفكرش في نفسك بس

أما انا فمش زعلانة منك بالعكس انا زعلانة من نفسي اني وثقت فيك واديتك فرصة مرة واتنين وتلاتة وانت ما استغلتهاش عشان كده انت من طريق وانا من طريق ويا ريت تنساني وتمسح رقمي انا خلاص هتجوز.


ألقت كلماتها كالقنبلة الموقوتة في وجهه ثم أكملت سيرها وبداخلها حزن عميق.


أما حسام فقد بقي مكانه يشيعها بنظرات مزيجا بين اللوم والعتاب والحزن والألم

يلومها لأنها تخلت عنه ويعاتبها لأنها ألقت كلماتها المسمومة هذه في وجهها وذهبت

والألم من فقدانها والحزن من نفسه لأنها محقة في كل ما تفوهت به.


تابع قراءة الفصل