-->

رواية جديدة كما لو تمنيت لبسمة بدران - الفصل 26 - 1 - الإثنين 20/11/2023

  

 قراءة رواية كما لو تمنيت كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية كما لو تمنيت 

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران 


 الفصل السادس والعشرون

1

تم النشر يوم الإثنين

20/11/2023

(زيارة غير متوقعة)



ما أن ولج إلى الغرفة حتى تثاءب بقوة ثم ابتسم باتساع على شقيقه الذي ينام فوق الفـ راش بطريقة مضحكة فدنى منه ثم مد يده يهزه بعنف هاتفا بصراخ أفزع محمد كثيرا: أصحى يا ولا أبوك جاب موز.

قفز محمد من مكانه وهو يتلفت يمينا ويسارا مغمغما بتلعثم: ميم فين؟ إيه اللي حصل؟ وهو فين الموز ده ؟

قهقه يوسف بصخب ثم ضربه برفق فوق رأسه مجيبا إياه بابتسامة: عليك واحد يا ميدو قل لي نايم كده ليه ما نمتش كويس في سريرك يعني ما تصدمنيش وتقول لي إنك كنت بتذاكر ونمت من كتر التعب.

أومأ له بالموافقة وهو يتثاءب فتابع يوسف حديثه: ربنا يوفقك يا برنس هدخل أخد دش عشان أنا بصراحة جعان نوم.

كاد أن يذهب من أمامه إلا أنه توقف بغتة عندما عاجله محمد بسؤال: مش ناوي تحكي لي بقا إيه اللي حصل بينك وبين صاحبة الشركة وخلاك ترتبط بواحدة غيرها؟

كسا وجه يوسف الحزن ثم استدار إليه يجيب بخفوت: وعايز تعرف ليه ولازمته إيه السؤال ده أصلا؟

أجابه وهو يقف قبالته: ما فيش أصلك يعني ما كملتش كم شهر وكنت مرتبط لا وعايز تتجوز كمان وأنا حساس يعني أنك لسه بتحبها باين أنك مش مبسوط يا جو أنا أخوك وأكتر واحد عارفك.

تنهد بقوة ثم جلس فوق الفـ راش وربط في المكان بجواره كي يجلس محمد وبالفعل انصاع له
فراح يقص يوسف عليه ما حدث بينه وبين حبيبته.
والآخر يستمع إليه بإنصات شديد وما أن انتهى حتى هتف محمد بعقلانية:  بس انت غلطان يا يوسف.

رمقه يوسف بتعجب!
فاستطرد: أيوة أنت غلطان كان لازم تفهم ان واحدة زي لارا دي تربيتها غير تربيتنا ومش بالساهل كده ترضخ لطلبك هي ممكن تكون بتحبك فعلا بس مش بالساهل كده يا يوسف أن الواحد يخرج من جلده
راجع نفسك يا أخويا عشان ما حدش هيخسر في الآخر غيرك وغيرها.

هب يوسف واقفا مغمغما بحنق: كلامك مش صحيح يا محمد بدليل أن أروى من نفس طبقة لارا واتحجبت بملء إرادتها لمجرد بس أنها سمعت حديث في التليفزيون عن أهمية الحجاب
يا ريت تقفل على الكلام ده علشان اللي بيني وبين لارا انتهى وعايزك تساعدني بقا نمهد الموضوع لباباك عشان أنا وعدت أروى أني هتقدم لها خلال الأسبوع ده يله تصبح على خير يا محمد.

❈-❈-❈


فتحت عينيها بانزعاج شديد عندما شعرت بلمسات فوق وجهها مثل رفرفات الفراشة لكن سرعان ما تحول ذلك الانزعاج إلى ابتسامة واسعة فلم تشعر بنفسها إلا وهي تطوق عنقه بذراعيها وتهمس بصوت ناعم: صباح الفل يا دومي مش هتبطل شقاوة بقا؟

اختطف قبـ لة صغيرة من شفـ تيها وأجاب بابتسامة: مش هبطل شقاوة يا ديدة وبعدين الوقت أتأخر أوي يا كسلانة يله قومي بقا عشان أنا عندي شغل مهم النهاردة.

ابتعدت عن مرمى يديه ودارت إلى الجانب الآخر وهي تهمس بنعاس: أنا لسة ما شبعتش نوم عشان خاطري سيبني أنام شوية صغيرين.

وعلى الرغم من تعجبه من حالتها تلك ففريدة لم تكن كسولة يوما لطالما كانت تستيقظ مبكرا إلا أنه استجاب لرغبتها ثم طبع قبـ لة عميقة فوق فروة رأسها وهب واقفا عازما على بدء يومه بحمامه الصباحي.

❈-❈-❈


وعلي الجانب الآخر اتجهت إلى جناحها برفق ثم ولجت ودنت منها بهدوء توقظها بلطف: مرام يله.

فتحت عينيها بصعوبة ثم اعتدلت جالسة وهي تتساءل بهدوء: صحية بدري كده ليه يا طنط في حاجة ولا إيه؟

أجابتها وهي تجاورها: أيوه عايزة اخد رقم حازم من موبايل فريدة وعايزاكي تساعديني.

ضيقت عينيها بفضول تم تساءلت: طيب ازاي يعني حضرتك هتخدي موبايلها.

أجابتها وهي تستقيم واقفة: قومي بس خدي شور كده وبعدين هافهمك على كل حاجة.

❈-❈-❈

أما عند العروسين
فلقد استيقظت شمس بإعياء شديد ثم نظرت بجانبها فأبصرت مراد ينام بعمق ابتسامة حانية تشكلت على شـ فتيها عندما تذكرت معاملته الجيدة لها بالأمس وحنانه عليها ومراعاة صغرها وقلة خبرتها
في أقل من الثانية لاحت أمام عينيها أول مرة التقت به فيها تذكرت هيئته الراقية وجماله اللافت وهيبته الخاطفة للأنفاس لم تتوقع يوما بأنها ستكون زوجته وبالقرب منه هكذا.
رفعت يدها بهدوء وراحت تتلمس خصلاته الناعمة وابتسامة كبيرة تزين شـ فتيه أغمضت عينيها تستمتع بقربها الشديد منه لكنها سرعان ما فتحتهما على مصراعيهما عندما قبض مراد على يدها وجذبها إليه حتى باتت تعـ تليه هامسا أمام شفـ تيها بصوت أجش من أثر النعاس: كنتي بتعملي إيه يا شمس بتتحـ رشي بيا وأنا نايم

أجابته ببلاهة: وإيه يعني طب ما أنت بتتحـ رش بيا وأنا صاحية.

أطلق ضحكة عالية ثم وضعها فوق الفـ راش  وقلب الوضع بينهما وهتف وهو يعتـ ليها بقا أنا بتحرش بيكي وأنتي صاحية

أومأت له بإصرار فتابع وهو يدنو منها حتى اختلطت أنفاسهما: طيب أنا بقا ما بسبش حقي يا ست شمس وزي ما اتحـ رشتي بيا أنا لازم أعلمك الأدب من أول وجديد.

رمقته بترقب وهو يقطع المسافة الصغيرة التي بينهما وقبل أن تفتح فاتها لتتساءل عما ينويه كان قد اختطفها مراد إلى عالمهما الخاص الذي لا يعرفه سواهم.

❈-❈-❈

بعد أن اطمأنت عليه ودعته بقبـ لة رقيقة فوق وجنته ثم شرعت في الذهاب لكن صوت المعلمة أوقفها مكانها
استدارت إليها ترمقها باستفهام؟
فباغتتها المعلمة بسؤال أربك فرحة كثيرا: هو يونس عدواني كده ليه عنيف في ردود أفعاله الأيام اللي فاتت كلها بحاول أني أساعده يبقى طبيعي مع أصدقاؤه لكن ما بيستجبليش خالص
ولما بيكون هادي يقعد لوحده وما بحبش أنه يتكلم وبيجاوب على قد السؤال وده خطر على طفل في سنه حضرتك فهماني؟

أومأت لها فرحة بالموافقة
فتابعت في حزن: آسفة أني أقول لك ان يونس محتاج علاج نفسي.

هزت فرحة رأسها نفيا ثم ربطت فوق كتف المعلمة هاتفة في عجالة: مفيش داعي للكلام ده هو بس وفاة مامته أسر عليه شوية وواحدة واحدة هيبقى طبيعي صدقيني همتك معانا يا ميس علشان أنا ما صدقت أنه بقا يحب الحضانة ويكتب الواجب كمان.

أومأت لها المعلمة بعدم اقتناع ثم ودعتها وعادت تباشر عملها وكل تركيزها على يونس الذي كان شاردا وكأنه في عالم آخر.