-->

رواية جديدة كما لو تمنيت لبسمة بدران - الفصل 22 - 1 - الثلاثاء 7/11/2023

 قراءة رواية كما لو تمنيت كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية كما لو تمنيت 

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران 


 الفصل الثاني والعشرون

الجزء الأول

تم النشر يوم الثلاثاء

7/11/2023

الفصل الثاني والعشرون

(مفاجأة سارة)



ضحكة عالية خرجت من أعماقها عندما استمعت إلى ما قالته فيروز للتو فلم تشعر بنفسها إلا وهي تعانقها بقوة وتدور معها وهي تهتف بسعادة: مش معقول يا طنط أنا حامل بجد مش مصدقة والله كنت فقدت الأمل.


أجابت وهي تمنعها من الدوران: شفتي كل اللي خططنا له طلع مظبوط ازاي عشان كده عيزاكي تاخدي بالك من نفسك أوي وتحافظي على اللي في بطنك هو ده اللي هيخليكي تستمري مع أدهم فهماني يا مرام.


أومأت لها بسعادة

فاستطردت: ودلوقتي بقى يا قمر شوفي لك طريقة تبلغي بيها جوزك بالخبر الحلو ده أما أنا هروح أبلغ شهيرة وأفرحها.


ربطت على وجنتها ثم دلفت للخارج وسعادة كبيرة تجتاحها تاركة الأخرى تشيعها بنظرات ممتنة فهي السبب في كل ما يحدث معها الآن.

أطلقت ضحكات مرحة ثم مسدت على بطنها وأردفت بشرود: يا ترى فعلا هتكون السبب ان بابا يحبني زي ما أنا بحبه ولا هنكون عملنا كل ده على الفاضي.


هزت رأسها نفيا كي تطرد تلك الأفكار السيئة التي اجتاحت رأسها وهبت واقفة عازمة الذهاب إلى مركز التجميل وبعدها ستفكر في كيفية أخبار زوجها بذلك الخبر السار.


❈-❈-❈


بين الفينة والأخرى تسترق النظرات إليه وهو لا يبالي شعرت بالحزن يجتاحها ثم باغتته بسؤال أغضبه كثيرا: إلا قل لي يا باشمهندس أروى كانت بتعمل إيه عندك؟

أظن احنا في شغل مش في نادي واعتقد ما ينفعش زيارات شخصية في الشركة ولا إيه؟


رمقها بازدراء ثم أجابها بحدة: والله الكلام ده حضرتك تقوليه ليها هي

هي صاحبتك وبتيجي لك باستمرار ولما ما بتلاقيكيش بتيجي تقعد عندي وأظن مش من الذوق أني أطردها يعني.


ابتسمت بداخلها على حديثه العفوي ذاك فهي شعرت بأن لا شيء يجمعه بأروى فهتفت بفرحة جاهدت في إخفائها: يعني ما فيش حاجة بينك وبينها أقصد يعني أنت...


قاطعها بإشارة من يده ثم هتف مغيرا دفة الحديث: والله ما يخصش حضرتك

محتاجة مني أي حاجة تاني يا لارا هانم أقصد يعني المشروع ناقصه حاجة عشان لو كده مراد بيه يبدأ في التنفيذ على طول؟


اغتاظت من حديثه البارد معها لكنها تعرفه جيدا فهو يفعل ذلك كي يثأر منها وهي لم تمانع فهو محق فيما يفعله

وبدورها ستتركه ينفث غضبه منها بالطريقة التي يشاؤها لذا ابتسمت بعذوبة ثم مدت له بعض الأوراق وغمغمت بنعومة: شغلك رائع يا باش مهندس تقدر تروح للتنفيذ فورا.


رمقها باستغراب من تغير حالتها ثم التقط منها الأوراق ودلف للخارج وهو في حيرة من أمره

تاركة إياها تشيعه بنظرات ولهاء وبداخلها يوقن بأنه لن يكون إلا لها مهما حدث


❈-❈-❈


وقفا أمام منزله دقائق وهو يشعر بألم كبير في قلبه

فبعد ما ذهب إلى منزل والد زوجته الراحلة رفض الطفل أن يأتي إليه مما جعله يشعر بأنه خسر كل شيء في حياته زوجته الحبيبة وكذلك طفله الذي ظن بأنه سيعوضه عن فراقها.

لكن يبدو أن ما فعله بشهد لن يغتفر أبدا حتى من ذلك الطفل الصغير الذي كلما نظر إليه يشعر وكأنه يحمله مسؤولية رحيل والدته وكأنه يعرف كل شيء مسبقا.

وبعد تردد كبير حسم أمره وفتح الباب بمفاتيحه الخاصة ثم ولج

قطب حاجبيه بدهشة عندما أبصر غرفة طفله مفتوحة فتلقائيا اتجه إليها بخطوات واسعة.


وعلى الجانب الآخر أغلقت الحقيبة ثم شرعت في حملها إلا أنها توقفت عندما أبصرت ذلك البغيض يقف على باب الغرفة فعلى الفور تذكرت حديث شقيقتها الذي قرأته منذ قليل وأنه السبب فيما حدث لها.

فتركت كل شيء وهرولت إليه حتى باتت قبالته مباشرة ثم صفعته بكل ما واتت من قوة وهي تصرخ في وجهه وتلكزه في صـ دره: بعنف أنت السبب يا مجـ رم يا حيـ وان أنت السبب في كل اللي حصل لها بس وديني ما هتتهنى يا محمود وابنك مش هتشوف ضفره لحد ما تموت والحمد لله هو أصلا مش طايقك وكل ما نجيب سيرتك قدامه بيعيط ولما بنسأله عايز تشوف بابا بيرفض

ولسه أنت لسه ما شفتش حاجة يا محمود ربنا ينتقم منك ويحرمك من كل حاجة حلوة زي ما حرمتنا من شهد.


إنهمرت دموعه وتركها تقول ما تريد فمهما قالت فهي محقة هو السبب في كل شيء حدث.

بالفعل وعلى الرغم من أنها صفعته وهذه أول مرة يتجرأ فيها أحد ويرفع يده عليه إلا أنه تمالك غضبه وأردف بصوت مرتجف: عندك حق في كل حاجة فلتيها أنا مش بلومك ولا حنكر أنا فعلا السبب في كل اللي حصل لشهد أنا اللي وصلتها لكده أبوس أيدك سامحيني وبلاش تحرميني من ابني كفاية أنه من ريحتها.


قهقهت بلا مرح ثم أجابت بغل لم تستطع إخفاؤه: أقسم بالله ما هيحصل يا محمود ابنك هيتربى في وسطنا وهيتطبع بطبعنا ما عندناش استعداد أنه يبقى حيـ وان زيك في يوم من الأيام.


ألقت كلماتها المسمومة في وجهه ثم عادت للداخل وحملت تلك الحقيبة واندفعت للخارج تاركة إياه يبكي بمرارة

مرارة الفراق والفقدان والحزن.


❈-❈-❈


طرق باب غرفتها بخفة ثم ولج فأبصرها تجلس فوق الفـ راش يكسو وجهها حزن كبير

فدنا منها ثم جلس بجوارها وراح يمسد على خصلاتها الحريرية مغمغما بهدوء: كده بردو يا عشق تزعلي من بابي مش أنتي عارفة أن بابي بيحبك؟


هزت رأسها نفيا

فشعر بألم كبير لكنه لم يظهره قدر المستطاع واستطرد: طيب قولي لي عايزاني اعمل لك إيه عشان تبقي مبسوطة؟


رفعت وجهها وهتفت بلهفة: عايزة مامي خلي مامي تيجي هنا وأنا هبقى مبسوطة.


زفر بقوة ثم صمت قليلا ليفكر في حديث ابنته لكنه تحدث أخيرا بجدية: بصي يا عشق مامي ما ينفعش ترجع هنا تاني بس أوعدك أني اخليكي تزوريها من وقت للتاني وكمان هخليها هي كمان تيجي تزورك كل فترة لكن أنا ومامي ما ينفعش نقعد في مكان واحد يا حبيبتي خليكي عارفة أنك أكتر حد بابي بيحبه في الدنيا دي.


أشرق وجهها بابتسامة جميلة ثم سألته بسعادة: يعني مامي هتيجي هنا تاني وهقدر اقعد معاها كتير؟


أومأ لها بالموافقة.

فارتمت بين أحضـ انه وهي تهتف بسعادة: سكرا يا بابي سكرا.


شدد من احتـ ضانها وراحا يستنشق رائحتها الطفولية بقوة ثم أبعدها وهتف وهو ينظر إلى عينيها مباشرة: زي ما هخليكي تشوفي مامي من وقت للتاني ليا عندك طلب.


رمقته باستفهام؟

فتابع: لازم تعاملي شمس كويس مش أنتي عارفة أنها بتحبك.


أومأت له موافقة

فربط على وجنتها بلطف مغمغما: يبقى تروحي تصلحيها وتلعبي معاها كمان عشان هي زعلانة وبتعيط أنتي يرضيكي حد يعيط بسببك؟


هزت رأسها نفيا

فطبع قبـ لة طويلة على جبينها ثم أشار لها للخارج كي تنفذ حديثه.

فانصاعت الطفلة لرغبة والدها واندفعت للخارج قاصدة غرفة شمس

أما عن مراد فتنهد بحرارة وهو يدعو الله أن ذلك القرار الذي اتخذه يكون صائبا.


❈-❈-❈


حل الليل سريعا.

بعد أن غطت ابنتها في ثبات عميق طبعت قبـ لة طويلة على جبينها ثم انطلقت للخارج لكن توقفت فجأة عندما استمعت إلى رنين هاتفها فضغطت زر الإيجاب وهتفت بمرح: إيه يا دومي بتكلمني كده قدام مرام عادي!


صمتط تستمع حديثه على الطرف الآخر: مش وقت هزار يا ديدة ادخلي جناحك هتلاقي فستان البسيه وانزلي هتلاقي عربية مستنياكي اركبيها ومش عايز أسئلة.


وقبل أن تتفوه ببنت شفه أغلق الهاتف في وجهها مما جعلها تشعر بالحنق منه لكنها سرعان ما هرولت إلى جناحها كي تفعل ما طلبه منها

وفور ولوجها إلى الجناح اتسعت حدقتاها بانبهار عندما أبصرت فستان باللون الأبيض فوق الفـ راش فدنت منه ورفعته بكلتا يديها وراحت تدور به بسعادة كبيرة وكلمة واحدة على فـ مها: يجنن يجنن.


الفستان حقا تحفة فنية فهو مصنوع من الحرير الخالص ضيق من الأعلى ويتسع من عند الخـ صر حتى الأسفل ومرصع بفصوص ماسية أنيقة وبجواره حجاب بنفس اللون وحذاء جميل ذو كعب مرتفع.

ضحكت بسعادة ثم اتجهت إلى المرحاض عازمة على أخذ حمام وبعدها سترتدي ذلك الفستان الجميل



❈-❈-❈


وعلى الجانب الآخر عند مرام ارتدت فستان قصير باللون الأحمر الناري ذو حمالات رفيعة ووضعت مستحضرات التجميل بعناية ثم صففت خصلاتها وأغلقت الأنوار جميعها وأشعلت الشموع ذات الروائح

جلست فوق الفـ راش تنتظره ريثما يعود فلقد أخبرت خادمة المنزل أن تعد لهما عشاء مميز من أجل تلك الليلة المميزة بالنسبة لهما.


بقيت جالسة في مكانها لوقت لا تعرف مداه حتى شعرت بالملل فقررت أن تذهب باتجاه النافذة تنتظره.


تابع قراءة الفصل