-->

رواية جديدة لهيب الروح لهدير دودو - الفصل 17 - 1 السبت 18/11/2023

 قراءة لهيب الروح كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية لهيب الروح

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

بقلم الكاتبة هدير دودو


الفصل السابع عشر

الجزء الأول

تم النشر السبت

18/11/2023

❈-❈-❈


خشيت رنيم من هيئة مديحة المرعبة والتي شعرت كأنها ستقـ تلها، فأسرعت محاولة الأستغاثة بجواد الذي أصبح مصدر الأمان والثقة إليها في تلك الفترة التي مضت عليها بسعادة وارتياح، أسرعت صائحة باسمه بصوت مرتفع خائف


:- جـواد ياجـواد أنتَ فين؟ جواد.. 


ظلت تكرر فعلتها عدة مرات بقلب مرتجف خوفًا من نظرات مديحة المثبتة عليها بطريقة أرعبتها جعلت قلبها يهوى داخلها. 


أتاها صوتها الضاحك الشامت مغمغمة بمكر وهي تجذبها من خصلاتها بقوة


:- ولا في جواد هنا ولا غيره مفيش معاكي غيري أنا بس، ولا فاكراه هيفضل معاكي على طول ماتفوقي لنفسك انتي مجرد لعبة بيتسلى بيها وبكرة يزهق وتترمي في الشارع. 


شعرت بالرعب يمتلك من قلبها مبتلعة تلك الغصة القوية التي تشكلت في حلقها من إهانتها وحديثها عن مخاوفها الكبيرة مما سيحدث لها، لكنها خشيت من نظراتها المصوبة نحوها وكأنها ستقتلها فاسرعت صائحة لوالدة جواد بنبرة خافتة مرتعبة


:- طـ.... طنط جليلة يا طنط جليلة انتي فين؟ 


عادت مديحة تجيبها بفرحة ضاحكة مجددًا 


:- مش قولتلك مفيش غيري هنا مش مصدقه ياحيلة امك انتي، محدش هنا غيري هطلع عليكي القديم والجديد.


 قامت  بالقبض فوق شعرها جاذبة إياها عنوة عنها بقوة ضارية صائحة بغضب حاد


:- قومي يلا ياختي عشان تنزلي تخدميني واعرفك مقامك ياسنيورة. 


حاولت رنيم التمسك بالغطاء بقوة متمتمة من بين دموعها بخوف


:- سـ... سيبيني ابعدي عني حرام عليكي انتي عاوزة مني ايه؟ 


صفعة قوية غاضبة يملأها الغل والحقد هوت بها مديحة فوق وجنتها مغمغمة بعدها بلهجة مشددة غاضبة


:- حرمة عليكي عيشتك إيه ما تفوقي لنفسك يابت انتي فاكرة انك حاجة ولا نسيتي اللي اقدر اعمله فيكي. 


صرخت رنيم متألمة من قوة الصفعة واضعة يدها فوق وجنتها باكية بخوف مما ستفعله بها وغمغمت متسائلة بضعف  


:- طـ... طب أنتي عـ.. عاوزة ايه؟ 


أجابتها الأخرى بغضب عارم لازال يسيطر عليها 


:- هتعرفي اللي عاوزاه والله ما هخليكي تتهني يوم واحد من دلوقتي. 


جذبتها من شعرها بقوة تجرها خلفها 


:- قومي يلا عشان تخدميني زي ما كنتي بتعملي هناك ولا هتنسي أصلك الو**. 


تمسكت رنيم بشرشف الفراش بقوة وتمتمت بنبرة باكية خافتة


:- طـ... طيب هقوم والله بس استني ثانية هلبس هدومي وانزل. 


رمقتها بنظرات محتقرة ودفعتها بقوة إلى الخلف وتمتمت بأمر حاد


:- دقيقة والاقيكي تحت قدامي في المطبخ المكان اللي يناسبك ويليق بواحدة زيك. 


ابتلعت الغصة القوية التي تشكلت داخل حلقها من إهانتها لها التي تجرح قلبها، لكنها بلا رحمة حقًا متجردة من معانٍ الرحمة والأنسانية، أغمضت عينيها الباكيتان بضعف وبدأت ترتدي ثيابها مسرعة خوفًا من أن تدلف عليها في أي وقت مثلما فعلت. 


التقطت هاتفها بعدما انتهت من ارتداء ملابسها وحاولت الأتصال على جواد لتستنجد به لكن باءت محاولاتها بالفشل عندما انتهت مكالمتها من دون رد تمتمت بخوف مترجية من ربها أن يرد لتستطع الاستنجاد به 


:- لـ... لأ يا جواد عشان خاطري رد عليا.

بدأت تبكي بضعف عندما كررت فعلتها وحصلت على نفس النتيجة عالمة أنها قد سقطت فريسة لبراثن مديحة الغاضبة التي لن ترحمها بل ستثأر لكل  ماحدث الفترة الماضية،  لكن هي ما ذنبها، لم تؤذيها فلماذا ستدفع نتيجة شئ لم تفعله؟!  


لم تجد حل أمامها سوى النزول أسفل كما طلبت والخضوع لطلباتها حتى تنتهي من شرها الذي لابد منه، خاصة بعدما تأكدت من عدم وجود جواد معها فبمَن ستحتمي؟! 


خرجت بخطوات متعثرة بطيئة خائفة بعدما انتهت من ارتداء ثيابها قلبها يرتجف بداخلها ما أن فتحت باب الغرفة حتى وجدتها أمامها تقف منتظرة خروجها وقبل أن تتفوة بشئ وجدتها تقبض فوق شعرها بقوة ضارية وبدأت تجرها خلفها بلا رحمة غير مهتمة لصرخاتها المتألمة المستغاثة. 


القتها في المطبخ بعنف ولم تبالِ بوجعها بل طالعتها بازدراء تحتقرها وغمغمت بحدة ولهجة آمرة مشددة


:- حالا الاقيكي منضفة المطبخ كله عشان دة مقام الناس ال*** اللي زيك. 


اجتمعت الدموع داخل مقلتيها بحزن لأهانتها الدائمة، يتعاملون معها وكأنها آلة لم تشعر، بل يتسابق الجميع لحزنها وجرح قلبها، وأجابتها بنبرة ضعيفة مستسلمة لطلباتها بعد علمها بعدم وجود أحد وأنها الآن فريستها التي هوت في براثنها 


:- حـ... حاضر. 


بالفعل بدأت تنفذ طلباتها التي لن تنتهي، غمغمت بتعب بعد فعلها العديد من الجهد 


:- خـ... خلصت كدة كل اللي قولتيه. 


ضحكت بمكر عندما لاحظت تعبها بوضوح وأجابتها ببرود


:- اعمليلي حاجة اشربها انتي فاكرة اني هسيبك ترتاحي. 


أجابتها رنيم معترضة بخفوت وضعف 


:- بـ... بس أنا مش قادرة ممكن تخلي أي حد أنا تعبت بجد  


صاحت بها بحدة وغضب عارم بعدما نهضت مقتربة منها قابضة فوق شعرها بقوة مؤلمة


:- انتي هتردي عليا ولا إيه ماتفوقي ومتنسيش نفسك أنتي هنا مجرد خدامة لا أكتر ولا أقل حتى مفكيش حاجة حلوة. 


لم تستطع رنيم أن تتحمل إهانتها المستمرة لها فغمغمت ترد عليها بضيق بعدما نفذ صبرها تمامًا


:- أنا مخدتش رايك فيا. 


شعرت بالغضب العارم يشتعل بداخلها بعد ردها عليها فأسرعت تهوى فوق وجنتها بصفعة قوية وكررت فعلتها عدة مرات تزداد كل الصفعة عن التي تسبقها. 


اعتلت صرخات رنيم المتألمة الباكية بعدما شعرت بتورم وجنتيها فقد اصبحت لا تشعر بشئ من قوة صفعاتها المتتالية دون رحمة متوعدة لها مقررة استغلال الأمر اسوأ استغلال دون الأهتمام لأمر تلك التي ستمـ وت في يديها..


في نفس الوقت كان جواد قد وصل إلى المنزل ويبحث عن رنيم بعدما رأي إتصالاتها العديدة وحاول الأتصال بها لكن كانت محاولاته بلا جدوى. 


استوقف احدي العاملات في المنزل متسائلًا بجدية وقلق 


:- فين رنيم هانم مش موجودة في اوضتها ولا برة؟ 


شحب وجه العاملة بتوتر وغمغمت تجيبه متلعثمة بارتباك 


:- هـ....هـي جوة في المطبخ مع مديحة هانم ومديحة هانم طلبت مننا نخرج. 


اسرع متوجه نحو المطبخ بخطوات سريعة خوفًا من أن تفعل بها زوجة عمه شئ خاصة بعدما وصل إلى مسامعه صوت آنينها الخافت الباكي، وصوت زوجة عمه المرتفع وجد زوجة عمه ترفع يدها عاليًا تنوى استكمال صفعها ورنيم تقف في حالة منهكة واثر صفعات زوجة عمه يبدو فوق وجهها، فأسرع يقبض فوق يدها بقوة مانعًا اياها من صفعها مغمغمًا بعصبية 


:- انتي بتعملي ايه؟ هو ايه الجنان دة أنتي فاكرة أن أنا هسكت على اللي بيحصل دة!؟ 


أنهى حديثه دافع إياها إلى الخلف بقوة مما جعلها تسقط أرضًا فرمقته بنظرات غاضبة مشتعلة متوعدة له.. 


أرتفع صوت بكاء رنيم عاليًا عندما رأته وأسرعت تقف خلفه تحتمي به من مديحة وأفعالها التفت ضمها بقوة مردفًا بحنان ليجعلها تهدأ 


:- خلاص ياحبيبتي اهدي عشان خاطري أنا معاكي ومش هسيبك تاني اهدى


ظلت تبكي بضعف متشبتة في قميصه بقوة كأنها تخبره أنها تريده معها دومًا تخشى ذهابه وابتعاده عنها فهي من دونه لا شئ لم يهتم أحد بها وبمشاعرها، كأنها فريسة سقطت إليهم ليفعلون بها ما يريدوا. 


احتضنها بضراوة يود أن يخبرها أنه سيظل معها هو لن يقوى على تركها، طبع قبلة رقيقة فوق كفها المتمسك بثيابه مكررًا حديثه مرة أخرى بهدوء وتعقل


:- أنا معاكي اهدي متخافيش وكفاية عياط. 


اومأت برأسها أمامًا ولازالت تائهة لا تعلم ماذا يجب أن تفعل؟! تود فقط البكاء والذهاب من ذلك المنزل لا تريد أن تجتمع مع مديحة وابنتها، تشعر عندما تراها أن روحها تترك جسدها، الهواء يأتي إليها بصعوبة، وجميع كوابيسها وذكرياتها السيئة تضرب عقلها بقوة، تكره تلك العائلة وتود الأبتعاد عنها، لم تعتبره يومًا ابن لهذه العائلة وهو يثبت لها دومًا صحة مشاعرها، لم يجعلها لم تندم على بقائها معه. 


لم تستطع مديحة أن ترى ذلك المشهد وتصمت بل صاحت به غاضبة بعصبية بعدما غلت الدماء بداخلها


:- ماخلاص ياختي انتي هتمثلي مموتكيش انا مانتي متعودة على كدة. 


أسرعت تقبض فوق ذراعها بقوة جعلتها تتألم لتبعدها عن جواد المتمسك بها داخل أحضانه، فكان جواد الأسرع ودفعها بعيد عنها بقوة غاضبًا مما تفعله معها وصاح بها بحدة ولهجة صارمة


:- انتي ازاي تعملي كدة محدش ليه حق أنه يمد ايده عليها مهما كان مين، ودلوقتي رنيم مراتي يعني تخصني أنا ملكيش دعوة بيها. 


صمت لوهلة وتابع حديثه بنبرة تزداد ارتفاع وغضب متوعد بضراوة لما فعلته معها


:- قسما بالله اللي حصل دة ما هيعدي أنا مراتي محدش عمره يمد ايده عليها مهما كان مين. 


رمقته بغيظ ضاحكة وأجابته بسخرية وهي موجهة نظراتها الحادة نحو رنيم التي شعرت بالخوف بسببها 


:- في إيه ياجواد ما تتعدل أنت فاكر أن انا هخاف كدة، بعدين انا البت دي اعمل فيها اللي يعجبني وهي متعودة على كدة وساكتة من أيام ماكانت مرات ابني مش مراتك بتقعد تحت رجلي زي الكـ ـلبة ولا عمرها فتحت بوقها بحرف.

الصفحة التالية