رواية جديدة لهيب الروح لهدير دودو - الفصل 17 - 2 السبت 18/11/2023
قراءة لهيب الروح كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية لهيب الروح
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
بقلم الكاتبة هدير دودو
الفصل السابع عشر
الجزء الثاني
تم النشر السبت
18/11/2023
❈-❈-❈
صاح بها بغضب عارم هزّ ارجاء المنزل عاكسًا مدى غضبه الشديد من حديثها المهين لرنيم الجارح لها بضراوة كيف لها أن تفتخر بشئ هكذا؟! ربت فوق يد رنيم التي لازالت متمسكة به بقوة
:- هي دلوقتي مراتي وأنا مسمحش أن حد يتكلم معاها بنص حرف مش يمد إيده عليها، اللي كان بيحصل زمان وفرحانة بيه دة خلاص خلص وقسما بالله ماهسكت على اللي حصل.
ضحكت باستهزاء تخفي خلف ضحكتها الماكرة شعورها الغاضب الحقيقي واجابته ببرود جعل غضبع يزداد هو الاخر
:- مراتك اه بس كانت مرات ابني قبلك كان متجوزها وبيعمل فيها اللي عاوزه كله حتى اسألها كان بيحصل فيها ايه ما تحكيله ابني الراجل كان بيعمل ايه معاكي.
لم يستطع جواد التحكم في انفعالاته فصاح بها بغضب مشدد قوق كل حرف يتفوهه بغضب
:- الرجولة مش كدة انتي فاهماها غلط معلماها ليه غلط ولاخر مرة هقولك الزمي حدودك مع رنيم لأن أنا من دلوقتي مش هسكت لحد وشكلك متعرفيش أنا اقدر اعمل إيه.
نهضت هي الأخرى صائحة أمامه بعد غلت الدماء داخلها
:- أنتَ هتهددني ماتفوق لنفسك أنت هتشوف نفسك عليا أنا..
وجدت جليلة التي عادت للتو تقف على أعتاب المطبخ تشاهد وتستمع الى حديث ابنها من دون أن تفهم سبب مايحدث فأسرعت مقتربة منها بمكر
:- تعالي ياجليلة تعالي شوفي ابنك اللي متربي بيقول ايه، بيغلط فيا عشان حتة البت دي ماتفهميه اللي ممكن يحصل.
قطبت جليلة حاجبيها بدهشة وسألت ابنها بعدم فهم
:- في أيه ياجواد مالك وايه اللي حصل لدة كله؟
قص عليها كل شئ في ايجاز بضيق لتتضح لها رؤية الأمر ويزيل حديث مديحة الخاطئ الماكر
:- في انها بتمد ايدها على مراتي في غيابي وبتهزقها بتعاملها كانها خدامة وانا مش هسمح أن أي حد يضايقها بكلمة.
تنهدت جليلة بحزن وتطلعت نحو حالة رنيم المثيرة للشفقة وقبل أن تتحدث تحدثت مديحة بلا مبالاه وبرود
:- اتفرجي على تربية ابنك شايفة بيقول إيه، ليه دة كله عشان حتة البت دي.
لم تُعجب بطريقة حديثها المهينة لرنيم فدافعت عن ابنها بتعقل وهدوء لم يرضي تلك الماكرة التي كانت تنتظر رد اقوى
:- دي مراته يا مديحة ومينفعش أنك تعملي معاها كدة ولا أنك تمدي ايدك عليها وتقللي منها هي معملتش حاجه لحد ومش مسموح لأي حد أنه يضايقها هي زيها زي الكل.
ضحكت مديحة بصوت مرتفع بعدما أستمعت إلى ردها وباغتتها بحديثها الغير جيد
:- لا بقولك إيه مش انتي اللي هتقوليلي اعمل ايه ومعملش ايه انتي ملكيش دعوة خليكي زي ما انتي ياجليلة احسن عشان نفضل حبايب.
رمقتها بعدم فهم من جزء حديثها الأخير لكنها غمغمت مبدية رفضها لحديثها الملئ بالغرور والتقليل من ابنها وزوجته
:- الموضوع مبقاش كدة وجواد معاه حق الصراحة انتي مينفعش انك تمدي ايدك عليها لا انتي ولا غيرك أنا مش واقفة معاه لأ انا واقفة مع الحق.
أجابتها مغمغمة بتهكم ساخرًا وخبث
:- دة انتي اكتر واحدة واقفة معاه بس مش عليا ياجليلة فوقي لنفسك لما يجي فاروق الموضوع مش هيعدي وهتشوفي انتي وابنك اللي بتأيديه ومرات ابنك اللي صعبانة عليكي.
تركتها وسارت متوجهة نحو غرفتها بعصبية مفرطة كأن عقلها سينفجر من ضراوة الغضب الشاعرة به، تود أن تجعله يندم على فعلته ويترك رنيم لتستطع تحقيق ماتريد، لكنها تتوعد لرنيم مقررة عدم الصمت بل ستحاول الأنتقام منها ايضًا..
اقتربت جليلة من رنيم مربتة فوق ظهرها بحنان وغمغمت بهدوء
:- معلش ياحبيبتي حقك عليا بس والله كنت في مشوار مهم واللي حصل دة عمره ما هيتكرر تاني اطلعي ارتاحي، روح ياجواد معاها وشوية وابقى انزل عشان محتاجة اتكلم معاك.
ابتسمت رنيم بخفوت لاجل حنان جليلة الدائم وسارت بصحبة جواد بصمت وخطوات متعثرة مجهدة مما حدث لها اليوم، لا تعلم متى سترتاح وتيتعد عن الاذى المعرضة له!؟ لمتى ستظل تستمع إلى إهانتها لم تنكر فرحتها برد جواد على كل كلمة تزعجها لكن لما...؟! لما لم ترد هي وتجعلها تصمت؟! لما تنتظر جواد لتحتمي به!؟ والأهم لمتى ستظل هكذا؟ كانت دموعها تسيل بصمت حزينة عما يحدث لها تود الفرار من ذلك المنزل سريعًا.
ظلت جالسة في الغرفة بصمت ودموعها لازالت تسيل فوق وجنتيها، تجلس بعقل شارد حزينة تود الفرار من تلك العيشة المرهقة لقلبها ولها.
اقترب جواد يحتضنها بحنان يربت فوق شعرها عالمًا ما تشعر به جيدًا لكنه لت يصمت ويدعها تبكي هكذا أسرع مغمغمًا بحنان هادئ
:- خلاص عشان خاطري بلاش عياط وربنا ماهسيبهم هجيبلك حقك بس متعيطيش.
التقطت أنفاسها بصعداء وتطلعت نحوه بضعف مقررة عدم بقائها هنا
:- جواد أنا عاوزة امشي من هنا شوف أي مكان أنا موافقة بيه بس مش عاوزة افضل هنا.