-->

رواية جديدة لهيب الروح لهدير دودو - الفصل 17 - 3 السبت 18/11/2023

 قراءة لهيب الروح كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية لهيب الروح

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

بقلم الكاتبة هدير دودو


الفصل السابع عشر

الجزء الثالث

تم النشر السبت

18/11/2023


صمت لوهلة مفكرًا في حديثها واومأ برأسه أمامًا بجدية 


:- حاضر يا رنيم هشوف وهنمشي اديني شوية وقت. 


أكدت عليه طلبها مرة أخرى بهدوء ليسرع في تنفيذه


:- بس بسرعة يا جواد عشان خاطري مش حابة أفضل هنا كتير. 


طبع قبلة حانية فوق كفها بحنان وتحدث بمرح 


:- حاضر هنمشي بسرعة يس وحياة عنيكي كفاية عياط مش عاوز اشوف دموعك تاني وأنا والله ماهسكت ليهم 


ابتسمت بخفوت لحنانه الدائم معها، لم تتخيل يومًا أن تجد مَن يحبها بكل الحب الذي يحمله لها، كأنه يربت فوق قلبها بحبه، يؤكد لها دومًا أنه يستحق قلبها بالفعل وضعت رأسها فوق صدره بهدوء تود أن تنعم بالاطمئنان الذي يصيبها دومًا بوجوده. 


ابتسم هو الآخر عندما تطلع نحوها بملامحها الهادئة المتيم بها، عينيها البنية كالقهوة الذي يعشقها، وخصلات شعرها المتناثرة فوقه نتيجة لاقترابها، كم تمنى اقترابها هكذا من قبل لسنوات طويلة حتى أصبح لا يطيق الانتظار، لقد احترق قلبه بلهيب الاشتياق ولازالت لم تهدأ الي الآن بالرغم من وجودها معه وزواجه منها الذي تم بالرغم من استحالته. 


كاد يلتقط شفتيها في قبلة عاشقة لكنها ابتعدت عنه بتوتر رافضة فعلته وغمغمت بتوتر بعدما تذكرت فعلة مديحة التي اخترقت غرفتها فجاة بطريقة مهينة


:- لـ.... لأ ياجواد مش قادرة انهاردة ممكن وكمان بصراحة أنا مش هبقى متطمنة وأنا هنا. 


لم يود أن يضغط عليها بل ابتسم أمامها  بحنان محتضن أياها بضراوة عاشق متيم بحبها يهوى جميع تفاصيلها، يرى حقًا انها نادرة لم يوجد مثلها في العالم حاول أن يجيبها بثقة هادئة ليجعلها تطمئن 


:- مش عاوزك تقلقي طول منا معاكي يارنيم وانا هفضل معاكي دايما عمري اصلا ما اقدر ابعد عنك لحظة واحدة. 


ابتسمت بهدوء هي الأخرى لحديثه الذي يداوي جروحها، يشفي روحها من كل اذى، ويمحي الحزن من قلبها يعيد لها كل شئ كما تتمنى دومًا، أجابته بخجل ونبرة خافتة


:- شـ... شكرا ياجواد. 


❈-❈-❈


كانت جليلة تطالع مديحة بعدم رضا وتحدثت بامتعاض وضيق 


:- مينفعش كدة يامديحة دي دلوقتي مرات جواد وجواد عمره ماهيسمح لحد يزعلها والصراحة معاه حق مراته كرامتها من كرامته مينفعش تقللي منها. 


رمقتها الاخرى بغضب وملامح وجه متوعدة غير راضية عن حديثها صائحة بغضب 


:- انتي مالك ياجليلة بتدافعيلها أوي كدة ليه وبعدين مش انتي اللي هتعرفيني اعمل وايه ومعملش ايه انتي شكلك ناسية انا مين. 


تنهدت بضيق من حديثها ولأول مرة تتخلى عن صمتها وترد عليها بحدة مشددة 


:- بدافع لمرات ابني انتي اللي شكلك ناسية انها مرات ابني وزي بنتي فملكيش حق انك تتكلمي معاها كدة انا من حقي أعرفك طول ما انتي غلطانة. 


ظلت تطالعها بغضب متوعدة لها واجابتها بحدة والغيظ يملأها من حديث جليلة الصارم


:- لما يجي فاروق بقى نشوف ليا حق اتكلم ولا مليش عشان شكلك خلاص مش واعية لكلامك. 


لم تدعها تتحدث بل دفعتها بقوة الي الخلف وسارت نحو غرفتها بخطى واسعة غاضبة والدماء تغلي داخل عروقها وحديث جليلة يرن داخل اذنيها غمغمت بتوعد غاضب 


:- ماشي ياجليلة أنا هوريكي هعرفك مقامك قسما بالله لاندمك على كل كلمة قولتيها. 


أسرعت تهاتف فاروق ونيرانها متأهبة بقوة تحرقها من ضراوة غضبها المشتعل ظلت تكرر اتصالاتها عليه فرد عليها بضيق حاد


:- ايوة يامديحة في إيه أنا في الشغل مش فاضي دلوقتي الدنيا كلها فوق دماغي. 


لم ترد على حديثه بل صاحت به بضيق هي الأخرى 


:- أنت تسيب كل حاجة وتيجي دلوقتي حالا عشان تشوف جليلة مراتك. 


انهلع قلبه خوفًا من أن يكون قد أصابها شئ وأسرع متسائلًا بقلق وخوف عليها


:- مالها جليلة تعبانة ولا فيها حاجة. 


لم ينتظر ردها بل استكمل حديثه بعصبية 


:- ماتقولي يامديحة مالها جليلة فيها إيه اخلصي. 


شعرت بالغيرة والحقد عليها تعلم جيدًا بحبه الكبير لها بالرغم من كل ماحدث وفعلت هي، تستمع إلى نبرة صوته الخائفة القلقة التي لم تظهر كثيرًا، تحقد عليها بشدة لما هي تنال كل ذلك الحب والأهتمام منه؟! قادرة على الحفاظ على عائلتها بالرغم من كثرة الصعاب والمشاكل التي تحدث بينهم! 


غمغمت تجيبه بحدة مشددة فوق كل حرف تتفوهه بخبث 


:- لا هي كويسة والسنيورة اللي أنت خايف عليها اوي دي هزقتني واتكلمت معايا بقلة ذوق وزعقتلي انسانة قليلة الذوق


قطب جبينه بعدم تصديق لذلك الحديث الأبله التي تتفوه به، عالمًا جيدًا مدى صبر جليلة وكيفية تعاملها في جميع الأمور بصبر وهدوء، فغمغم بذهول حاد متعجبًا 


:- انتي بتقولي ايه جليلة واعدلي كلامك عنها يامديحة هي مين دي اللي قليلة الذوق، أنا عارف مراتي كويس وواثق ان عمرها ماتعمل كدة. 


ازداد غضبها عن السابق كثيرًا وأجابته بتهكم وسخرية


:- واهي عملت كدة مراتك اللي أنتَ عارفها عملت كدة وهزقتني وكل دة عشان المحروس ابنك و*** اللي جوزتهاله زي ماهو عاوز. 


لازالت تتحدث بحديث مشفر لم يفهمه، فسأل بحدة 

وجدية 


:- انا مش فاهم حاجة يامديحة قولي اللي حصل على طول بدل كلامك دة. 


سردت له كل ماحدث على طريقتها الخاصة الماكرة التي ضمنت من خلالها وقوفه معها كما تريد..


❈-❈-❈


في المساء... 


عاد فاروق بعد يوم منهك في العمل توجه نحو غرفته مباشرة بخطى واثقة وشموخ كعادته وجد جليلة تجلس في انتظاره ابتسمت بهدوء عندما ظلف الغرفة ونهضت مقتربة منه


:- حمدلله على سلامتك انا قاعدة مستنياك لما ترجع. 


اومأ برأسه أمامًا من دون أن يرد عليها فسألته بقلق 


:- في حاجة معاك في الشغل شكلك متضايق؟ 


اجابها نافيًا بجدية لهجة مشددة حازمة ولازال غاضب من حديث مديحة الذي يرن داخل عقله بشدة


:- لا مفيش ولو فيه هتعملي ايه انتي المهم تريحي جواد والباقي مش مهم عندك ماهو لو كان شغال معايا كان شال من عليا كتير بس انتي روحتي عملتيله اللي يعجبه هو بس وأنا مش مهم. 


التقطت أنفاسها بصعداء محاولة اكتساب بعض الهدوء للرد على حديثه الدائم الذي تستمع إليه يوميًا منه وأجابته بضيق وملل


:- فاروق خلاص هو اتخرج واشتغل وخلاص واعتقد كلامك دة دلوقتي ملوش لازمة ومش هيفيد بحاجة غير أنك بتزعق معايا كل يوم بسببه. 


لم يعجبه ردها وعدم صمتها تلك المرة مثلما تفعل دومًا فصاح بها بغضب عارم


:- انتي كمان مش عاجبك كلامي انا بقيت مضغوط في الشغل جبت واد زي مجيبتش مش مطالعاه خايف عليا ولا عاوز مصلحة العيلة مطلعاه عاوز مصلحة نفسه بس، لا وفوق دة كله بتردي عليا ومش عاجبك مش كفاية جوزتيه للبت دي ولا هنعرف نشوف عيل ليه طول ماهو ماسك فيها، وكمان واقفة معاها وبتدافعي عنها انهاردة هو في ايه ياجليلة ماتتعدلي. 


غمغم  بكل الغضب الذي كان يشعر به من دون النظر لها ولتأثيره عليها، طال صمتها لعدة لحظات محاولة استيعاب حديثه وردت عليه بعدها بعدم رضا 


:- أنا اللي اتعدل يافاروق أنا زي مانا أنت بقى مالك وبعدين أنا مغلطتش لما دافعت عن رنيم لو حد غلط فهي مديحة اللي مش محترمة مرات جواد وكمان بتهزقها ومدت ايدها عليها، وكمان كلمتها بهدوء واحترام عرفتها أن ميصحش تعمل كدة لو هي راحت اشتكت ليك كان المفروض تقولها انها فعلا غلطانة مهما كنت مش راضي عن الجوازة دي بس رنيم دلوقتي مرات ابنك وأنا بحبها وبعتبرها زي بنتي سما هي معملتش حاجة غلط. 


لم يعجبه حديثها وردها عليه الذي يزداد تلك المرة بل ضرب فوق سطح المنضدة بقوة ضارية وصاح بحدة مشددة لتصمت عما تتفوهه 


:- واحدة زي دي عمرها ما تبقى زي بنتك فوقي ياجليلة لو مش فاهمة تعالي افهمك وايه مرات ابني اللي بتقوليها جواد هيطلقها غصب عنه مش بمزاجه وهيتجوز اروى فاهمة ولا لأ


خشيت من حدته معها الشديدة فلم تستطع الرد عليه خوفًا من أن يزداد من غضبه عليها فصمتت بعدم رضا لكنها وجدته لازال ينتظر منها رد وكرر جملته الأخيرة بحزم مشدد


:- فاهمة  اللي قولته ولا لأ


حاولت أن تسيطر على ذاتها وتهدأ قليلًا حتى لا تجعله يصمم في تنفيذ مايقوله وأجابته بهدوء مصطنع على عكس ما بداخلها


:- نتكلم بعدين يافاروق مش دلوقتي. 


تركها وسار نحو المرحاض مبرطمًا بعصبية بعدة كلمات لم تصل إلى مسامعها بينما هي الأخرى جلست تلتقط أنفاسها باضطراب وقلق خوفًا من تنفيذ ما قاله لها الآن عالمة مدى تأثيره على ابنها وكيف سيستقبل ذلك الحديث.. 


في الخارج كانت مديحة تقف تستمع إلى ذلك الحديث والمشاجرة التي تمت بينهما مثلما كانت تتمنى تستمع بقلب يتراقص من الفرحة لتحقيقها ما تريده الان مقررة ألا تترك جليلة تشعر بالسعادة ستظل تعكر صفو حياتها بحيلها الماكرة. 

الصفحة السابقة          الصفحة التالية