-->

رواية جديدة لهيب الروح لهدير دودو - الفصل 17 - 4 السبت 18/11/2023

 قراءة لهيب الروح كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية لهيب الروح

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

بقلم الكاتبة هدير دودو


الفصل السابع عشر

الجزء الرابع

تم النشر السبت

18/11/2023


في الصباح.. 


استيقظت رنيم على يد تضمها بقوة ابتسمت بسعادة شاعرة بالأرتياح والأمان من وجوده بجانبها دفنت وجهها في عنقه بابتسامة رائعة تخطف قلب من ينظر إليها وجدته يهمس داخل اذنيها بنبرة عاشقة وقلب تمكن منه العشق حتى أصبح ينبضه


:- بحبك وهفضل أحبك لغاية ما أموت. 


ارتبكت من حديثه الذي يجعلها تخجل لا تعلم متى استيقظ لكنها ابتسمت وتسارعت دقات قلبها من حديثه العاشق الذي دومًا يغمرها به وأجابته بلهفة بعدما استمعت إلى نهايته


:- بعد الشر عليك متقولش كدة أنا عاوزاك معايا على طول عشان أنا كمان مقدرش استغنى عنك.. 


ضحك عاليًا واجابها بجراءة اعتادت عليها منه منذ بداية زواجهما 


:- ولا أنا اقدر ابعد عنك وحياة عنيكي دول دة أنا واقع موقعاني ياجامدة من أول ما شوفتك.


صمت والتقط شفتيها في قبلة عاشقة شغوفة يبث لها من خلالها جميع مشاعره  نحوها ولهفته عليها التي لم تنقص وهلة واحدة منذُ أن وقع بصره عليها ورآها ولوعته التي تشتعل وتزداد في كل لحظة تمر عليه لم يريد شئ سوى اقترابها. 


ابتعد عندما شعر بحاجتها للهواء وغمغم يواصل حديثه بوقاحة


:- كان نفسي اعمل كدة من اول ما شوفتك عشان تعرفي أني استحملت كتير اوي. 


ابتسمت بخجل وأشاحت بصرها مبتعدة عنه بتوتر وتمتمت تجيبه بحزن عندما تحدث عن الأبتعاد والتحمل فلا أحد تحمل مثلما تحملت هي، تحملت ابتعاده وحزن قلبها ووجعها وقهرتها التي كانت تُفعل عن عمد من عائلة بلا رحمة وقلب


:- مش اكتر من اللي أنا استحملته ياجواد أنا شوفت كتير اوي محدش يقدر عليه. 


ازداد من ضمها نحوه عندما شعر بحزنها الشديد التي عكسته نبرة صوتها ودموعها التي التمعت داخل عينيها بوميض من الحزن فأجابها بحنان وتعقل


:- عارف ومستنيكي تحكيلي عن اللي استحملتيه وشوفتيه عشان امحيلك كل دة من عقلك والله بس مش عاوز اضغط عليكي عارف أن هيجي يوم وتشاركيني حزنك دة بمزاجك ولما تكوني حابة وأنا مستنيكي في أي وقت تحبي فيه. 


تود أن تصرخ وتخبره بكل شئ لكنها تخشى تهديد والده العالمة جيدًا بقدرته في تنفيذه عنوة عن الجميع لذا ستضطر التمسك بصمتها وحزنها وحدها، سيظل بداخلها ولن تستطع البوح عنه لمَن أحبت ليشاركها فابتسمت باصطناع وأجابته بهدوء


:- أنا بقول تلحق تقوم تشوف شغلك عشان متتأخرش ويبقى بسببي يقولوا من ساعة ماحضرة الظابط اتجوز ومش عارف يظبط شغله ولا مهتم بيه. 


ابتسم بسعادة ورد يجيبها بمرح ضاحكًا 


:- وحياة عينيكي دول حضرة الظابط ما عارف يظبط نفسه من أول ماشافهم يظبط شغله ازاي. 


اصطنعت الجدية ومدت شفتيها الي الأمام مغمغمة بجدية زائفة 


:- لا ملهمش حق هعاقب عنيا دول طالما هما السبب 


طبع قبلة رقيقة فوق شفتيها وأجابها معترضًا 


:- لا طبعا ملكيش دعوة بيهم عينك دي تخصني زي ما كل حاجة فيكي تخصني كدة. 


ضحكت بصوت مرتفع دوت في ارجاء الغرفة بأكملها  اشعلت بداخله العديد من النيران المتلهفة لاقترابها وتحدثت بعدها بهدوء


:- طب يلا ياجواد عشان متتأخرش على الشغل. 


اعترض على حديثها بعدم رضا محركًا راسه نافيًا فكرة ابتعاده عنها الان


:- لا طبعا هي بعد الضحكة دي فيها قوم انا عاوز حاجة تانية. 


ادعت عدم الفهم وسألته بمكر


:- عاوز ايه طيب بعد الضحكة دي! 


وضح لها مقصد حديثه بوقاحة كعادته 


:- عاوز اصطباحة انهاردة مخدتش حاجة. 


ضحكت مرة أخرى وحاولت الأفلات من يده التي تعبث في ثيابها وأجابته نافية


:- لا ياجواد خليك لما تيجي قوم يلا عشان تلحق الشغل. 


تحدث بمرح ملتقطًا شفتيها بنهم وعشق


:- لا طبعا مش كفاية امبارح مقدرش اقعد كدة كتير أخد الاصطباحة الجامدة دي عشان أعرف اشوف الشغل. 


ضحكت بخفوت وخجل وبدأت تبادله مشاعره العاشقة بجنون كما اعتادت دومًا بمشاعر حقيقية تزداد بينهما لكنها فجأة تسمرت بين يديه  توقفت عما تفعله فطالعها بذهول عندما شعر بها وسألها بعدم فهم


:- في إيه يارورو مالك في حاجة وجعاكي؟ 


حركت رأسها نافية وأجابته بتوتر وخوف متلعثمة بعدما أتى إلى عقلها أحداث مما حدثت معها أمس على يد مديحة التي اقتحمت غرفتها بلا خجل


:- لـ... لا مفيش حاجة وجعاني بـ... بس عاوزاك تقوم... تقفل الباب بالمفتاح معلش ياجواد أحسن حد يدخل فجأة. 


تعجب من حديثها التي لم تتفوهه من قبل وطمأنها بهدوء 


:- لأ متخافيش محدش يقدر يدخل اوضتنا مفيش حاجة. 


تخلت عن صمتها متمسكة عن طلبها بأصرار وخوف 


:- لـ... لأ ياجواد ماهي طنط مديحة دخلت امبارح عليا بعد ما مشيت ومكنتش جاهزة فقوم اقفل الباب بالمفتاح عشان خاطري محتاجة ابقى متطمنة. 


رمقها بذهول وصدمة من حديثها الذي جعل الدماء تغلي داخل عقله الذي لازال يحاول استيعاب حديثها، كيف لزوجة عمه أن تدلف عليها غرفتها بعد ذهابه متوعد لها، نهض يلبي طلبها التي كانت محقه فيه بعدما حدث لها أمس، وحاول ألا يبدي غضبه أمامها فابتسم يطمئنها بحنان


:- متقلقيش ياحبيبتي أنا هتصرف عمر ما دة هيتكرر تاني. 


سندت رأسها فوق صدره متنهدة بارتياح وسعادة


:- ربنا يخليك ليا ياجواد أنت كل حاجة بالنسبالي. 


شدد من احتضانه لها بقوة ثم تحدث بعدها بمرح ليجعلها تعود كما كانت


:- انتي عاوزة تاكلي حقي ولا ايه دة ركزي كدة معايا جامد. 


ضحكت بسعادة مجيبة إياه بمرح وعادت كما كانت بعدما نجح في أن يمحي توترها وخوفها بمهارة


:- منا مركزة اهو معاك. 


ذهب معها في رحلة طويلة من العشق والحب، الشغف والسعادة، رحلة كان يتمنى ذهابها منذُ سنوات انهمك بها قلبه بلوعة العشق المتأهبة التي استطاعت أن تدمره وها هي الان تعيده له.. 


❈-❈-❈


كانت أروى تتحدث مع مديحة بدلال زائد


:- أنا هقول لأونكل فاروق على العربية اللي عجبتني بجد مش قادرة اقعد من غيرها. 


ابتسمت مديحة مفتخرة بابنتها التي تتعامل مثلها وأجابتها بغرور 


:- اه طبعا شكلها فعلا حلو قوليله وهو هيجيبهالك على طول. 


عرضت صورة السيارة لسما التي كانت تجلس بجانبها معقبة بفخر 


:- ايه رأيك فيها ياسما شوفتي تجنن ازاي هتجنن عليها من ساعة ماشوفتها. 


ابتسمت سما وتحدثت بهدوء بعدما تطلعت نحو صورة السيارة الباهظة 


:- فعلا حلوة اوي بس اعتقد ان بابا مش هيوافق لاني لسة من قريب طالبة منه يغيرلي عربيتي مرديش وقال أن الدنيا معاه مش أحسن حاجة. 


التوى ثغر أروى بعدم رضا وردت على حديثها بحدة وضيق 


:- يعني إيه لأ طبعا هيجيبهالي اونكل فاروق دايما بيجيبلي كل اللي أنا عاوزاه. 


اومأت سما برأسها أمامًا وأجابتها بعدم اهتمام وبرود بعدما رأت طريقة حديثها معها الغير لائق


:- براحتك يا أروى ابقي قوليله وشوفيه أنا عرفتك اللي قاله ليا الأسبوع اللي فات. 


تطلعت نحو والدتها وصاحت بغضب 


:- يعني ايه ياماما يعني مش هعرف اجيب العربية اللي عاوزاها شايفة سما بتقول ايه اونكل فاروق هيقولي لأ كدة اتصرفي أنا عاوزاها. 


اعتلى ثغر مديحة ابتسامة ماكرة تشبهها وغمغمت بمكر مشيرة نحو ذاتها بغرور


:- لا طبعا يا أروى متقوليش كدة هيجيبهالك ياحبيبتي اول مانقوله  فاروق بيسمع كلامي على طول. 


جذب حديثها الماكر ذهن جليلة التي كانت تستمع الي كل ذلك بصمت من دون أن تتدخل لكنها شعرت بالغضب من جملة مديحة الأخيرة منذُ متى وفاروق يستمع الي أحد هي زوجته وتقنعه بما تريد بصعوبة بالغة هل حقًا سيلبي ما تطلبه مديحة على الفور مثلما تقول. 


نفضت تلك الأفكار من عقلها سريعًا محاولة إقناع ذاتها بأن كل ذلك لن يحدث هي فقط استخدمت تعبير خاطئ لتعبر عما تريد، تركت الجميع بصمت تام وسارت متوجهة نحو غرفتها.

الصفحة السابقة          الصفحة التالية