رواية جديدة ميراث الندم لأمل نصر الفصل 23 - 4 الثلاثاء 21/11/2023
قراءة رواية ميراث الندم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ميراث الندم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الجزء الرابع
تم النشر يوم الثلاثاء
21/11/2023
استطاع بعفويته ان يدخل البهجة بقلوبهن، يقهقهن بضحك مستمر، حتى اذا توقفوا أخيرًا، عائدين للجدية
سألتهما سليمة بتذكر:
- امال فين روح؟ مش بعادة تنجصها جاعدة حلوة زي دي
- روح النهاردة راحت تنجي شبكتها، اصلها هتتجوز جريب من ابن عمها عارف، راجل ابن أصول ويستاهلها.
قالتها نادية بلهفة الفرحة من أجل صديقتها، وكانت النتيجة ابتسامة رائعة من سليمة تعبر عن سعادتها هي الأخرى بالخبر السعيد ، لكن سرعان ما تبدل كل ذلك، حينما اردفت:
- كد ما انا فرحانالها انها هتتجوز اللي يستاهلها، كد ما انا زعلانة عشان هتبعد عني ، مش عارفة هجعد كيف تاني هنا من غيرها؟ انا بجول اجي بيتي احسن.
سألتها سليمة قاطبة امام دهشة والدتها:
- اي بيت فيهم يا نادية؟ جصدك على بيت ابوكي؟ ولا جصدك....
- عندك....
هتفت بها تتابع موضحة:
- انا شايفة ان الدنيا هديت ، عماتي وعيالهم سابوا البيت، وعمي فايز باينه اتهد، يعني مسمعاش انه بيعمل مشاكل، نيجي انا ومعتز نونسكم انتي وجدتي.
راقها العرض سليمة، حتى سرحت باشتياق تتمنى ان يحدث هذا الأمر وعلى الفور، ان تنعم بقرب حفيدها وحبيبة الراحل.
كان هذا مجرد طيف مر بذهنها، قبل ان تعود لوعيها سريعًا ترفض قاطعة:
- لا يا نادية اياكي تاجي، خليكي مكانك احسن، لزوموا ايه تسببي هنا من الأساس؟
أمام صدمة الاَخيرة، سألتها جليلة بحيرة:
- ليه بتجولي كدة يا ست سليمة؟ ما هي الحال اتصلحت زي ما جالت نادية....
- مين اللي جالكم انها اتصحلت؟
هتفت مقاطعة بحدة، لتستطرد بحزم:
- هو احنا عرفنا باللي اتسبب في اللي فات، عشان تدي امان لي جاي؟ انا هنا مطمنة عليكم أكثر، معتز امانة ولازم تحافظي عليها زي عنيكي.
اتجهت بالاَخيرة نحو نادية التي ردت بدفاعية رغم تعجبها لهذا التصلب المبالغ فيه، والذي تجده منها:
- ويعني انا مجصرة في حاجه مثلا؟ هو انتي بتوصيني على ولدي ياما.
على عكس المتوقع، رددت خلفها سليمة بإصرار:
- ايوة هوصيكي يا نادية، وانتي مش من حجك تزعلي مني، تبعيني وريحي جلبي، ومتخطيش اي خطوة خارج البيت ده، غير بحساب.
- طب لحد إمتى؟ لحد امتى هنفضل كدة انا وولدي بعيد عن بيوتنا، زي بجيت الخلج اللي عايشة عؤشة طبيعية.
- لحد ما يحلها الحلال.
خرج الرد من سليمة كإجاية عن سؤال الأخرى، وداخلها تستكمل مغمغمة:
- ويبان اللي عليه الامان، انا واثقة انه هيبان!
❈-❈-❈
جلست معه على طاولة جمعتهما الاثنان وحدهما، في هذا المطعم الفاخر، بعد اصراره على تناول وجبة الغذاء به قبل العودة إلى البلدة، وتصميم شقيقته وشقيفتها الا يكونا كعزولين بينهما، ليتخذا جلستهما بطاولة أخرى بعيدة في الجانب الاَخر بالمطعم:
لتعقب ساخرة على موقفها:
- عليا النعمة اختي واختك ، الاتنين اجن من بعض، يارتني كنت جيبت وجدان، اهي كبيرة وكانت وردة هتخاف منها، مش نادرة اللي اخف منها اصلا.
- انتي بتسمي الأدب والزوق خفة؟
تراجعت برأسها تعطيه انتباهاها، حتى ردت مصححة، حينما التمست هذه الحدة في قوله:
- انا مش جصدي اغلط فيهم يا عارف، انا شايفة بس اني تصرفهم فيه مبالغة.
- مش محتاجة توضحي، انا فاهم جصدك في ان وضعنا مش زي اي خطاب على وش جواز عادي.
كان مائلًا بجسده نحوها، مستندًا بمرفقيه على سطح الطاولة، عينيه منصبة على خاصتيها بوضع أربكها في البداية، قبل ان تتدارك لتردف باحتجاج؛
- عارف، بلاش اسلوبك ده، انا مش هعيد وازيد، عشان ااكدلك على اتفاجنا، جولتلك ان هبدأ معاك صفحة جديدة يبجى انت كمان حاول معايا، متجوفليش ع الواحدة.
اومأ راسه بهزة غير مفهومة مع ابتسامة بزغت بزواية شفتيه الممطوطتين، وكأنه يقصد ان يستفزها، همت ان تنفجر به، حتى يخفف عنها ضغطه، يكفيها ما تعانيه بداخلها.
ولكن مجيء النادل اوقفها ، والذي دفع بكراسة قائمة الطعام امامها وأمامه بعد القاء التحية عليهم بزوق،
سأله عارف في البداية:
- روحت للجماعة اللي هناك وخدت طلباتهم
تطلع الشااب نحو الطاولة التي يشير نحوها عارف بذقنه، فخرج رده على الفور:
- روحت يا فندم ، ودونت على كل اللي أمروا بيه؟.
- تمام.
غمغم بها ليعود الى القائمة ينتقي من الأصناف ما يريده، واتجه النادل نحوها:
- الهانم اختارت ايه؟
رفعت ابصارها اليه تجيبه بابتسامة عفوية منها:
- بصراحة مختارتش، انا شايفة اصتاف كتير، بس الظاهر كدة ان مليش نفس من الأساس.
تشجغ النادل ليتناول منها القائمة، يخاطبها بحماس مبالغ فيه:
- يا فندم حتى لو ملكيش نفس، احنا نجيبلك الأصناف اللي تفتح نفسك ، طب عندك مثلا،
اشار لها على احد الاسماء المدونة بداخل القائمة التي رفعها امامها:
- اهو دا بقى نوع مكرونة إيطالي، بتتسمى باستا ودي بتتعمل مع.....
- هاااي.
صدرت الزمجرة الغاضبة من الناحية الأخرى، ليتوقف النادل على الفور، امام امر الاخر:
- ملكش دعوة بالهانم، انا هديك انواع الأصناف اللي هتجيبهالنا احنا الاتنين وبس على كدة، فااااهم؟
- طيعا يا فندم فاهم .
دمدم بها الشاب بطاعة قبل ان يدون الأصناف اللي اشار عليها الاخر، ثم ينصرف ليأتي بهم، فخرج صوتها باعتراض:
- انت مش ملاحظ انك مزودها يا عارف، المرة التانية هتشبط في ناس غلابة، عشان بس بتتصرف معايا بعفوية....
- عقوية مين؟
تسائل مقاطعًا لها، ليكمل بحدة:
- ياريت متاخديش الحديث ما بينا في الاتجاه ده، عشان اللي انتي بتجولي عليهم ناس غلابة دول، لو ناس محترمين هيراعوا لجمة عيشهم، ومش هيرفعوا عينهم فيكي، وعشان نبجى واضحين، العفوية بتاعة حضرتك والابتسامة لأي حد مهما كان صفته متنفعش من أساسه، حتى لا يطمع الذي في قلبه مرض.
يناقشها بالهدوء والمنطق ، بكلمات مقصودة، على قدر ما تشعل رأسها بالغضب، على قدر ما تشعرها بالعجز، في البحث عن رد مناسب.
اشاحت بوجهها لنناحية الأخرى تزفر بضيق،
لم يخفى عليه فعلها، ومع ذلك لم يكترث او يتراجع فيما ينتوى عليه برأسه:
- رووح ، بصي في وشي عيب تبصي للناحية التانية وانا بتكلم .
التفت نحوه تقارعه
- انا بس بعمل هدنة أو اعتبره وقت مستقطع عشان ما نشبطتش في بعض يا عارف .
راقه ردها، لتلوح على جانب فمه ابتسامة ماكرة، يعقب لها:
- حلو حكاية الهدنة دي، طب حيس كدة بجى نلطف شوية، وتسمحيلي أسألك سؤال؟
اثار اهتمامها لتجيبه بانتباه:
- اسال طبعًا .
- تمام، تجدري تجوليلي بجى انا عيوني لونها ايه؟
قطبت تطالعه باندهاش مرددة:
- ابه السؤال الغريب ده؟ هو انا متعرفة بيك جديد.؟
- لا مش متعرفة بيا من جديد ، بس انتي دايمًا بتهربي بعيونك عني، ودا من زمان من ساعة ما كبرتي، ومن جبل ما اخطبك اول مرة على فكرة، انا كنت حاسه في البداية كسوف، لكن دلوك بصراحة مش عارف
الجمها برده، حتى تجمدت امامها بحيرة، تجد بعض الصدق في كلماته، ولكنها أيضا لم تكن بالمغيبة عن معرفة صفاتة الشكلية:
- هو فعلا كسوف على فكرة، وانا مش لازم ابص في وشك مباشرة، عشان تعرف اني مش متعمدة او بهرب منك حسب ما انت فاكر.
- طب لونها ايه يا روح ؟
- عسلي .
اجابته ببساطة لم يقتنع بها ليردف:
- يا سلام اهي دي بجى غلطة لوحديها، عشان انا عيوني على كد صغرها لكن ليها لون مختلف ، ما يبانش غير للقريب.
- لون ايه دا كمان؟
- جربي وانتي تشوفي بنفسك.
قالها يضغط عليها بتحدي ، جعلها ترضخ على غير إرادتها لتقترب منه نحوه ، لتنظر لعيناه عن قرب حتى تكتشف اللون المقصود، ولكنها لم تجد بهم سوي لون العسل المعروف بهما، تراجعت قليلًا برأسها لتردف بهذه بالملحوظة، لتفاجأ بهذا القرب وابتسامة الخبث التي ارتسمت على ملامحه، لتغزو السخونة وجنتيها، والخجل الفطري جعلها تتراجع على، الفور تمتمتم بسخط وارتباك ملحوظ
- ما جولنا عسلي، ولا انت جاصد تلاعبني وبس؟
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر من رواية ميراث الندم, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..