-->

رواية جديدة ميراث الندم لأمل نصر الفصل 23 - 3 الثلاثاء 21/11/2023

 قراءة رواية ميراث الندم كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى





رواية ميراث الندم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الثالث والعشرون

الجزء الثالث

تم النشر يوم الثلاثاء

21/11/2023

وفي موقع الحدث نفسه

كان صياحه في التشجيع بين الاثنان الذان حصرت الكورة بينهما بأمر منه، اصغر فتياته ضد معتز نظرا لتقاربهما في العمر .


- ياللا يا معتز، يا للا يا دنيا ، ياللا يا بابا، حركي رجلك شوية يا بت.


يواصل التشجيع جالسًا على ركبتيه غير عابئ بنظافة الملابس او مظهره امام رجاله، يصفق للصغيرين يتجاهل عن قصد همهمات البقية وضجرهم .


- يا بابا عايزين نلعب، العيال دي معرفاش تلعب اساسًا.

هتفت الوسطى من صغاره، ليعقب على قولها بضحكة ساخرة:

- لا وانتي اللي حريفة يا شروق، اصبري يا مضروبة ولا اعتبريها فترة راحة،  ياللا يا عيال.


زاد بالتصفيق مع ازدياد الحماس بحركة الأطفال التي تقدمت قليلًا حتى قطعها معتز، بترك الملعب راكضًا نحو جدته التي وصلت للتو:


-  تيتة 

اعتدل غازي لينتفض منتصبًا بحرج امام المرأة التي تلقفت حفيدها ترفعه عن الارض، بضمة قوية له


- ااهلا يا حجة سليمة، نورتينا. 

ردد مرحبًا بها، يكتنفه خجل شديد لمظهره المذري أمامها، ولكنها قابلت فعله بابتسامة جميلة منها تقول:

- والله يا ولدي دا نورك انت، والعيال الحلوة ومعتز باشا،  ياريتني كنت اعرف بالمبارة الهامة، كنت بدرت عشان اشجع معاكم 


اجبرته بعفويتها على الابتسام ، حتى اشرق وجهه يجاري:

- دا انتي كنتي هتنبسطي خالص،  معتز باشا دخل كذا جون. 


سمعت منه توجه سؤالها للاَخير بمرح:.

- صح يا واد؟ وجيبت كام جون على كدة؟

وكان رد الصغير، هو أن رفع كفيه الاثنان أمامها:

- تدة يا تيتة، تدة .

بفعله الطريف اجبر جدته على الاندماج مهللة له:


- عشر اجوان، جيبت عشر اجوان يا بطل. 

شاركها غازي المزاح بالحديث عن بطولات حفيدها الهمام بمساعدته في القضاء على الفريق الاخر، باكتساحهم بعدد الاجوال التي دخلت في مرماهم، بالإضافة لصد الهجمات المرتدة والمضادة.


البساطة كانت بين الاثنان، وكأن المعرفة التي تجمعهما منذ زمن وليس بفترة لا تتعدى الشهور، يحمل لها احترامًا، وتحمل له امتنانًا بلاد حدود، وقد رفع عن  كاهلها الهم الأكبر، وهو حفظ أمان حفيدها ووالدته، والتي ظهرت فجأة أمامهما، وقد خرجت تستقبلها، بوجه مضيء نافس الشمس بنورها، وورد الوجنتين خجلت منهما زهور الحديقة ، وابتسامة الفرح بالترحاب بسليمة، زادت على الجمال، جمال 

لترهق قلبه المعذب وهو لا ينقصه، 

صدرت صوت حمحمنه المفاجئة ليترك الاثنان بلقائهم، عائدًَا للإطفال واستكمال اللعب معهم، وكي يشغل هذه الأحمق بصدره يرهقه باللهاث ركضًا ، خير من تفكير لا طائل منه:


- يا للا يا عيال هنستأنف اللعب، مين هياخد مكان معتز معايا؟


❈-❈-❈


- نجي اللي تعجبك يا روح .

تنتقي ما يعجبها، وما هو الذي يعجبها؟ مجموعة من المصوغات وضعت امامها، داخل الإطار المخملي، كل قطعة تغلب الأخرى بجمالها المختلف والمميز، والمطلوب منها أن تختار، وهي بالفعل اختارت، تعود لنفس الرباط الذي التف حول رسغها منذ الصغر.


ليس هذا الذي دفعت من أجله سنوات من الصبر، قبل أن يضيع كل شيء منها على اخر لحظة، ويتسرب الحلم الذي عاشت عليه طويلًا من بين يديها وكأنه لم يكن، والمطلوب منها الاَن ان تختار.


حديث نفسها وشرودها الذي طال، حتى انها لم تعد تشعر بالوقت ولا بملل شقيقتها وابنة عمها شقيقة عارف ، حتى التهيا بالحديث  مع بعضهما إلى حين أن تنتهي العروس من الأنتقاء من المجموعة التي أمامها. 

، فلم تنتبه لنظرات عامل المحل الذي كان قريبًا منها بحكم عمله المكلف به، في عرض القطع  امامها،  فشرد هو الاخر يهيم بحسنها الافت، غافلين بمن دلف عائدًا من الخارج بعد انتهاء مكالمته الهامة مع أحد الأشخاص، ليفاجأ بهذا المشهد وتشتغل الدماء برأسه:


- انتوا لسة مخلصتوش؟


هتف يجفلهما بالنظر نحوه بتساؤل عما به، وقد قست ملامحه،، ليتقدم حتى وصل اليها، يلتصق بها امام

العارض الزجاجي، موجهًا السؤال لها، بعد ان حدج هذا الأحمق بنظرة نارية جعلته ينزل عينيه عنها باضطراب، ليشغل نفسه بأي شيء بعيدًا عنها، كي يتجنبه.


- كل دا ولسة بتنجي؟ لو ما عجبكيش المحل، نطلع ونشوف غيره، محلات الضاغة مالية السوج 


انسحبت الدماء منها بحرج شديد، وقد أربكها بفظاظة فعله امام العامل المسكين وصاحب المحل، والذي تكفل بالرد نيابة عنها:


- ليه العصبية دي بس يا عارف بيه؟ دا احسن محل في السوق، وانتوا زباينا من زمان، هي بس كانت محتارة تختار الأحسن من المجموعة اللي قدامها، وبيرم كان واقف معاها بيساعدها. 


سمع منه، ف انتقلت عينيه للاَخير بشرار عينيه الحارق، ليصب بقلب الفتى الزعر ، قبل ان يعلق بسخرية:

- لا ما  انا مجدر جوي مساعدته دي، وعشان كدة بجولوا متشكرين،  هات يا مايكل اي مجموعة بزوجك، انا عايزك انت اللي تجف معانا


انصاع الرجل لتلبية طلبه، ليقترب بعد ان انزاح بيرم يترك مكانه له، وقد اتخذها الاخر فرصة ليهرب من امامه. 


ظلت روح على صمتها، لا تجد ردًا مناسب، او اظهار الإعتراض امام الرجل الذي انشغل معه بعملية، يخرج له مجموعة أرقى من السابقة، انتقى لها واحدة منهم ، ليباغتها بمسك يدها دون استئذان، يضع اصبعها داخل دبلته، يلقي عليها نظرة خاطفة قبل ان يوجه خطابه للرجل بألية؛


- زينة دي يا مايكل،  احنا رسينا عليها، شوف اللي بعده .

- تمام يا فندم، اختيار ممتاز، حالا حجهز البقية

قالها الرجل كرد له، قبل ان يبتعد وينشغل مع عامله، وتجد هي فرصتها اخيرًا، لتحتج نحوه بصوت هامس


- ايه هو اللي زين؟ انت بتلبسني الدبلة وتجول أمين من غير ما تاخد رأيي يا عارف،؟ وكمان بتحرجني جدام الناس الغريبة 

طب انا بجى مش عجباني....


قالت الأخيرة تحاول نزعها عن اصبعها، قبل ان تفاجأ به يقبض على كفها بالكامل يتمتم بحدة وصوت لا يسمعه سواهما. 


- انا جولت اوفر عنك الحيرة، بدل ما انتي جاعدة بجالك ساعة بنتجي ومش عارفة تختاري،  والواد واجف جدامك بياكلك بعنيه وانتي مش حاسة عشان سرحانة. 


افتر فاهاها، لتُبهت بتشتت، لا تقدر على ايجاد رد مناسب، أو مواجهة عينيه المشتعلة، لتسبل أهدابها عنه باستسلام،، بعد ان كشفها بفراسته، 


حتى خفف الضغط ليصلها صوته الجامد بتساؤل:

- الدبلة زينة ولا عفشة نغيرها؟

سمعت منه، لتتطلع نحو ما التف حول اصبغها الصغير، لا تنكر الرقي والزوق العالي به، فلم تملك سوى الإيماء برأسها ترد بصوت ضعيف:

- زينة مش وحشة.

- كويس.

تفوه بها ليعود بالضغط على كفها مرة أخرى، يردد لها بهيمنة:

- كدة يبجى نجول الف مبروك، وصباعك ده....... إياك الاجيه فاضي تاني من غير الدبلة، سمعاني؟ 


يسألها! وكيف لا تسمع وهي ترى هذه الحدة التي ارتسمت على ملامحه بشكل جلي؟ خطاب عينيه التي تطالعها بتحدي ان ترفض أمره.


- نزغرد بجى ولا نستنى على ما تكملوا باجي الشبكة بالمرة. 

هتفت بها وردة شقيقة عارف بحماس انتظار الفرصة للأنطلاق مع نادرة ابنة عمها والتي تكبح نفسها بصعوبة مثلها. 


تبسم لمشهدهم عارف، يعطي لهم الضوء الاخضر:

- بالهداورة بس، عشان ما نعملش ازعاج في المنطقة. 


عقبت وردة بمرح:.

- وهي تحلى غير بالازعاج، ياللا يا نادرة، هو انتي لسة هستني؟ زغرطي يا بت لولولي.

❈-❈-❈


تحدثت جليلة بمودة صادقة نحو المرأة التي فاجئتهم بمجيئها:

- نورتينا يا سليمة، ليكي وحشة يا مرة .

تبسمت الأخيرة تعقب ردًا لها :

- والله وانتوا اكتر، امال اما انا جيت النهاردة ليه؟ الشوج غلبني ليكم انتوا والباشا اللي بيسجل اجوان ده.


قالت الأخيرة يالإشارة نحو معتز والذي اتخذ الارض ساحة له في اللعب بمفرده بجانبهم، والذي انتبه لقولها، ليصدر بفمه صوت الحماس، وقدمه في الأسفل تدفع نحو الكرة التي تحركت في المسافة بكسل، لبصرخ مهللًا لهم:.

- زووون.

الصفحة السابقة          الصفحة التالية