-->

رواية روضتني 2 (الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد) طمس الهوية -لأسماء المصري - الفصل 23 - 2 الأحد 12/11/2023

  قراءة رواية روضتني 2 (طمس الهوية) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 

 


رواية روضتني 2

(الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد)

طمس الهوية

للكاتبة أسماء المصري


الفصل الثالث والعشرون 

الجزء الثاني

تم النشر يوم الأحد

12/11/2023


ضغط أمجد على مكبس الوقود ليزيد من سرعته وأحكم قبضتيه على مقود السيارة حتى يلحق برب عمله الذي ظن هو الآخر أنه تلاعب بزوجته كعادته ورفضه اخبارها حقيقة مرضه فقاد مسرعا حتى وصل لوجهته.


ترجلت بسرعة وقلق وبدأت بالبحث عنه حتى وصلت لمكتب الاستقبال وسألت الموظف الجالس:

-معلش لو سمحت في حاله جت في الاسعاف من شوية!


أومأ وسألها:

-حالة الولادة ولا الحالة التانيه؟


بالطبع جوابها معلوم فنظر بشاشة حاسوبه وأجابها:

-أظن الحالة لسه في العمليات.


هرعت للمصعد وتبعها حارسها ونظرت أمامها وهي تنهج بخوف فهمس لها أمجد:

-تعالي نطلع السلم  يا هانم.


وافقته وعادت متوجهة للدرج وصعدت حتى الطابق المنشود فوجدت فارس يجلس بمقاعد الانتظار  مطرقا رأسه ورفعها سريعا عندما استمع لصوتها المنادي بإسمه:

-فااارس.


ترك مقعده ووقف أمامها يربت على ظهرها محاولا تهدأتها:

-أهدي يا سلطانه أنا كويس.


تسائلت بتعابير وجهها فنطق موضحا:

-زين زي ما قولتلك اتصاب في التمرين و...


قاطعته بلهفة:

-اصابة ايه دي اللي تحتاج عمليات؟ هو كان بيدرب ايه بالظبط؟


لم تكمل استجوابها حتى لمحت الضابط يقترب منهم وبرفقته إحدى الممرضات التي تشير لفارس:

-هو ده الاستاذ اللي مع الحالة.


سأل الضابط وهو مادا ساعده لمصافحته:

-مش حضرتك فارس الفهد برده؟


أومأ وهو يصافحه بدوره فتابع الأول:

-طيب حضرتك حضرت الواقعه ولا ﻷ؟


أومأ وهو يؤكد:

-زين واحد من الحرس بتوعي وكان في مركز التدريب بياخد التمرين الأسبوعي بتاعه والمسدس ضرب طلقه بالغلط.


سأله الضابط بعملية:

-طبعا السلاح مترخص؟


أومأ فسأل:

-والتمرين بيكون برصاص حي؟


رد وهو يظهر علامات الحيرة على معالمه:

-الحقيقة مش عارف، بس أظن كده.


بنفس اللحظه وصل عمر واستلم زمام التحقيق مبتسما للضابط:

-كل اسئلة حضرتك أكيد هتتحط في التحقيق بس لما زين يخرج من العمليات عشان نعرف الحادثه دي حصلت ازاي؟


وافقه الضابط وغادر فوقف عمر يتسائل وهو ينظر لفارس نظرات مدهوشة:

-آخر حاجه ممكن اتخيلها إن زين يتصاب وهو بيتمرن!


استدار فارس عودة للمقاعد الحديدية وجلس مجهدا فتبعته زوجته تجلس بجواره مترقبة رده:

-زين اتصاب وهو بيحاول يمنع مازن من قتل شادي.


حدقت أمامها بشكل مندهش ولم تعقب عليه بل استمعت لعمر يسأله:

-لأ واحده واحده بقى وفهمنى الحوار كله عشان اعرف للحكاية راس من رجلين.

❈-❈-❈

أنهت عملها بعد يوما شاق اكتظ بالإجتماعات حتى أنها لم تحظ باستراحة غداء وعلى الرغم من عرضه عليها بعد انتهاء العمل أن يقوم بإيصالها او دعوتها للغداء إلا أنها رفضت بلباقة متحججة:

-كان ممكن اقبل دعوة حضرتك بس ماما عامله الاكل اللي بحبه انهارده فمعلش خليها فرصه تانيه.


ابتسمت فشرد هو بملامحها التي اصبحت محفورة في ذاكرته وأومأ:

-بالهنا والشفا مقدما، سلميلي على الحاج وعلى الاستاذ محمود.


هزت رأسها وتركته متوجهة للمصعد فتابعتها نظراته التي أبت أن تحظى بلحظة الفراق تلك فضربت برأسه أن يخاطر معها من جديد فأسرع قبيل أن تدلف للمصعد وسألها:

-نرمين، هي مامتك عامله اكل ايه؟


ارتبكت وحاولت اخفاء إرتباكها ببسمة رقيقة رسمتها على وجهها وهي حقا لا تعلم ما نوع الطعام الذي اعدته والدتها فأجابت كذبا:

-محاشي ولحمه مشوية.


بلل شفتيه بطرف لسانه نهما وأطلق أصوات مستمتعة:

-اممم، الواحد بقاله كتير اوي مأكلش محشي، يا ترى محشي اي نوع؟


ابتلعت ريقها وقد ابتعدت عن المصعد حتى لا يظل معلقا:

-مسألتش، أنا بحب كل الأنواع.


هز رأسه وهو يبتسم منتظرا نجاح فكرته وظل يبتسم بوجهها حتى شعرت بالخجل من نظراته التي تصرخ متوسلة لها أن تقوم بدعوته:

-انا ممكن أسألها وطبعا حضرتك مش محتاج عزومه.


اتسعت بسمته ولم يعقب عليها حتى هتفت تسأله:

-في نوع معين حضرتك نفسك فيه؟


نفى وهو يعقب:

-لأ بصراحه نفسي في المحشي عموماً بس لو في ورق عنب هبقى مبسوط أوي.


ارتباكها ظهر على معالمها واستطاع هو قرائتها ولكنه حقا لم يعد يستطيع أن يمنع نفسه من التفكير بها والتقرب منها وربما الخطوة القادمة هي البوح لها بما يعتري صدره:

-لحظه أكلم ماما أسألها.


انزوت بركن وهاتفت والدتها تسألها متوترة:

-ماما، هو الغدا ايه انهارده؟


أجابتها هدى:

-عامله ممبار وطرب وكفته مشوية وشيلالك نايبك متخافيش.


ارتبكت بعد أن وجدته يقترب منها ويتحدث بصوت مسموع لوالدتها:

-أنا حاسس إني فرضت نفسي عليكم.


نظرت له وهي ترسم ابتسامة مصطنعة:

-لأ ابدا بس المحشي طلع ممبار ومفيش ورق عنب للأسف.


استمعت لوالدتها التي لمعت عينها فورا وهي تتضرع بسرها أن تكف ابنتها عن تصرفاتها الطاردة لفكرة الزواج:

-عندي ورق عنب في التلاجه يا نرمو واتبقى حشو كتير هحشي حله بسرعة على ما تيجي.


انزلت الهاتف تخبره بحديث والدتها فعقب وهو يتصنع الحرج:

-والله كسفتوني بذوقكم.


ردت نرمين وهي تعود للضغط على أزرار المصعد:

-لا ابدا مفيش كسوف ولا حاجه احنا أهل.


وقبل أن تغلق المكالمة طلبت من والدتها:

-زودي لحمه وسلطه ولو عامله حلويات عشان يزن بيه بيحب الحلويات بتاعتك.


عقب هو بسرعة:

-لا لا مفيش داعي تتعبيها كفايه هتعمل ورق العنب.


استمع لصوت هدى بعد أن ضغطت نرمين خطئا على مكبر الصوت:

-قوليله عامله كيكه هتعجبه اوي وهاتيه وتعالوا يلا، وافردي وشك شويه  وانتي بتتعاملي معاه ابوس ايدك.


تضايقت نرمين من أسلوب والدتها وأغلقت المكالمة ودلفت المصعد برفقته فاعتذرت له موضحة:

-متاخدش على كلام ماما، هي متخيله إن أي حد بيكلمني ويتعامل معايا انه عريس محتمل ومش قادرة ابدا تحط في دماغها فكرة أني رافضه الموضوع نهائي.

الصفحة السابقة          الصفحة التالية