رواية روضتني 2 (الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد) طمس الهوية -لأسماء المصري - الفصل 25 - 1 السبت 25/11/2023
قراءة رواية روضتني 2 (طمس الهوية) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية روضتني 2
(الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد)
طمس الهوية
للكاتبة أسماء المصري
الفصل الخامس والعشرون
الجزء الأول
تم النشر يوم السبت
25/11/2023
انتبه له بعد أن نطقت اسمه متفاجئة بدخوله المتفاجئ فابتسم الآخر له ودعاه للدخول فحمحم وهو يركز بصره على تلك الجالسة بجوار رفيقه تتنفس بصعوبة وكأنها رأت شبحا.
انتبه زين لتحديقها به وصمتها بعد أن كادت تخبره بأمر الجاسوس المزروع بداخل بيت رب عمله وما زاد صمتها هو تحدث أمجد:
-عامل ايه يا زين؟
أجابه وهو يحرك رأسه لينظر له:
-الحمد لله يا أمجد، أنت أخدت إذن ولا ايه؟
أومأ وهو يسحب مقعدا ليضعه بجوار سرير زين الطبي وجلس ولا زالت نظراته مرتكزة على دعاء:
-اطمنت عليه وبعدها أخدت إذنه آجي أزورك.
وقفت دعاء بتلك اللحظة فالتفتت رأس زين لها وهي تستأذنه:
-طيب أسيبك ترتاح وهبقى أجيلك تاني؟
وقبل أن يعقب عليها صاح أمجد معترضا:
-أنا بصراحه مش عارف أنت أزاي سمحت لها تزورك وتقعد معاك بعد كل اللي حصل ولو الباشا عرف تفتكر هيسامحك المرة دي؟
استند زين على راحتيه ليعتدل بجلسته وهو يتألم وهتف رافضا حديث كل منهما فنظر لدعاء:
-اقعدي يا دعاء مخلصناش كلامنا.
ابتلعت ريقها وعادت للجلوس وهو يخبر رفيقه:
-دعاء جايه تقولي على جاسوس موجود في بيت الباشا ومتقلقش ده مش معناه اننا رجعنا لبعض، كل الحكايه انها عايزه تكفر عن اللي عملته مش بس في حقي وفي حق ياسمين هانم كمان.
ارتبكت وقد وجدت نفسها حوصرت بركن ضيق فتمتمت وهي تتلعثم بحديثها:
-خلينا نتكلم وقت تاني يا زين أحسن و...
قاطعها وهو يرمقها بنظرات حادة:
-أولا أمجد مش غريب وكده كده مش بخبي عنه حاجه وثانيا بعد ما عرفت إن في جاسوس في بيت الباشا مظنش ممكن أقدر استنى اكتر من كده عشان أعرفه.
وقف أمجد بجوارها ورمقها بنظراته المخيفة وتكلم بصوت خشن قاصدا زعزعتها:
-أظن الباشا ممكن يقدر تصرفك ده لما يعرف الحقيقة بدل ما تتاخدي في الرجلين يا آنسه دعاء.
رمشت بأهدابها وهي تفكر في المأزق الواقعة هي به وأومأت لهما تخبرهما بتفاصيل ما تعرفه:
-أنا مكنتش أعرف لحد من ساعه واحدة والله، يعني اتفاجئت زي ما أنتو هتتفاجئو بالظبط.
أومأ لها وهو ينصت باهتمام:
-الجاسوس هي المربية بتاعة ولاد فارس.
حدق بها كل منهما وعيونهما تجحظ بشكل مخيف فانتفض أمجد يمسكها من ذراعها بقسوة آلمتها وهو يسألها:
-أنتي بتقولي ايه؟ قصدك بوسي؟ دي طول الوقت مع الولاد و...
سحبت ذراعها منه وهي تقاطعه:
-دي الحقيقة وبراحتك عايز تصدق أو لأ، أنا عرفت انهارده لما جت تزور شادي وعرفت انهم كانوا شغالين سوا في دبي وحبوا بعض هناك انما بقى وصلت لبيت فارس ازاي ولا ايه اللي بتعمله جوه، فأنا معرفش.
سألها زين بعد أن تسلل الخوف والقلق بداخله:
-وجودها له هدف، ناويين على ايه يا دعاء؟
حركت رأسها تحركها للجانبين وهي تنفي معرفتها بنيتهما:
-معرفش، والله العظيم معرفش حاجه غير اللي قولتهولك يا زين.
تبادلا النظرات كل من زين وأمجد وتحرك الأخير صوب الباب فناداه الأول:
-رايح فين؟
التفت أمجد وهو يصر على أسنانه:
-رايح ابلغ الباشا باللي حصل.
❈-❈-❈
ترك فراشه بصعوبة وتحرك للخارج فوجد والدته تقف بالمطبخ تجهز له الطعام فنظر لساعة الحائط وسألها:
-بتعملي ايه يا ماما؟
أجابته وهي تبتسم:
-بعملك العشا يا حبيبي، أنت تعبان ومحتاج تتغذا عشان تخف بسرعة، منهم لله اللي عملوا فيك كده.
ربت على كتفها وهو يستند براحته الأخرى على الحائط وسألها:
-أومال بابا ودعاء فين؟
اجابته فورا:
-ابوك بيريح جوه شويه واختك نزلت معرفش راحت فين؟
انتبه وجعد جبينه وسألها:
-نزلت امتى؟
أجابته:
-بعد ما خطيبتك نزلت على طول.
فكر قليلا واستنبط ما قد تفعله فتحرك ببطئ وهو يحاول الاسراع للعودة لغرفته وأمسك هاتفه واتصل بها ولكنها اغلقت الهاتف ولم تجب فتأكد من ظنونه وعاد للضغط على شاشة هاتفه ولكن تلك المره ليهاتف شريكته بمخططه التي أجابت فورا:
-حبيبي.
وضعت الهاتف تمسكه بعنقها لتكمل تقطيع قطع الفاكهة للصغير جاسر وتناولها له واستمعت لشادي وهو يسألها:
-انتي فين يا بوسي؟
ضحكت مجيبة:
-هكون فين يعني! في الفيلا عند حبايبك.
تكلم بسرعة وعلى دفعة واحدة:
-طيب اسمعيني كويس، انتي شكلك اتكشفتي فبسرعة وبهدوء حاولي تخرجي من عندك من غير ما حد يحس بيكي.
لمعت عينها وابتلعت ريقها بصعوبة وهي تتحرك بهرجلة وتحدثه:
-كشفوني ازاي يا شادي؟ حد كان ماشي ورايا ولا ايه؟
قضم داخل فمه وهو يجيبها:
-انتي اللي كشفتي نفسك لما جيتي، مكانش المفروض تيجي وبوظتي كل حاجه كنت ناوي عليها، بس مش مهم المهم دلوقتي سلامتك فحاولي تخرجي بسرعة.
وافقته وبدأت بتجهيز حقيبتها ولملمة متعلقاتها وهي ترتجف خوفا مما قد تتعرض له ما إن تم الإمساك بها
انتهت من جمع متعلقاتها ونظرت للصغير الذي ناداها:
-بوسي.
لم تستطع حتى أن تبتسم له وتذمرت بوجه عابس:
-عايز ايه انت كمان، ابوك لو مسكني مش هيرحمني.
بنفس الوقت وصل أمجد لبوابه الفيلا ووقف أمام الباب الداخلي يفكر بقرع الجرس أو مهاتفة أحد من العمال ولكنه تخوف من أن تنتبه المربية فتتخذ احتياطاتها فقرر مداهمة البيت والدخول دون إذن وصعد الدرج بنفس وقت خروجها من غرفة الصغيرين.
لمحته وهي على أعتاب الدرج وفهمت من ملامحة أن تحذير شادي لم يكن تكهنا فتحركت بظهرها للخلف وهو يصعد بسرعة كل درجتين معا فلم تجد مهرب لها سوى بالعودة لغرفة الصغيرين وأغلقت الباب بالمفتاح بسرعة وهي تحاول إخراج هاتفها من جيبها لتتصل بشادي لنجدتها.
وصل أمجد بسرعة ولهفه لباب الغرفة وبدأ بالطرق بقوة عليه وهو يصيح بصوت هادر:
-افتحي، بقولك افتحي.
ارتعدت وعادت للوراء والآخر يضرب الباب بكل قوته ليكسره وانتظرت أن يجيبها شادي على مكاملتها فأجاب وصرخت هي بلحظتها:
-الحقني يا شادي أمجد بره وهيكسر الباب عليا.
صرخ هو الآخر يسألها:
-عندك حاجه تقيله تحطيها ورا الباب؟
أومأت وكأنه يراها وهمهمت مؤكدة فأخبرها:
-اسنديها على الباب بسرعة.
تحركت صوب الخزانة القصيرة الموضوعة بركن الغرفة وبدأت بجرها ووضعها خلف الباب والآخر لا يزال يصرخ ويضرب الباب بكل قوته وهي تبكي طالبة للدعم من شادي الذي أخبرها وهو يجاهد ليرتدي ملابسه:
-أنا جايلك بس أمني نفسك لحد ما آجي لأنهم لو وصلولك قبلي مش هعرف اعملك حاجه.
بكت تتسائل عما قد تفعله فأجابها:
-عندك أي سلاح في الأوضة أو حتى اكسري المرايه واستخدميها سلاح.
نظرت لسكين الفاكهة وأخبرته:
-في سكينه بس هعمل بيها ايه ده امجد أد الحيطه لو دخل عليا هيفرمني.
فكر قليلا وواتته تلك الفكرة وهو يخبرها:
-عارفه الشيالة بتاعة البيبيهات دي؟
همهمت مؤكدة معرفتها فأضاف:
-البسيها وحطي عيل منهم فيها وامسكي السكينه عشان محدش يقربلك، وانا جاي يا بوسي.
بكت وهي ترتدي حامل الصغيرة وتضعها بداخله والصغير جاسر يناديها بخوف:
-بوسي تعالى أنا خاف.
بكائها لم يساعد الصغيرين فزاد بكائهما وأمجد لا زال بالخارج يضرب الباب بكتفه وهو يصرخ عاليا ويهدها ويسبها بأبشع الالفاظ