رواية روضتني 2 (الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد) طمس الهوية -لأسماء المصري - الفصل 25 - 2 السبت 25/11/2023
قراءة رواية روضتني 2 (طمس الهوية) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية روضتني 2
(الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد)
طمس الهوية
للكاتبة أسماء المصري
الفصل الخامس والعشرون
الجزء الثاني
تم النشر يوم السبت
25/11/2023
غفت على صدره بعد أن تبعثرت كليا من ممارستهما على تلك الأريكة التي تفنن هو باستخدامها لقضاء وقتهما الحميمي معا، ظل هو يداعب شعرها وأنفاسها الساخنة تضرب صدره المستندة عليه حتى استمع لتلك الأصوات التي لم يعرف سببها في بادئ الأمر ولكن عندما احتدت وعلت أكثر مما ينبغي ابعدها عن صدره وهو يتوجه لغرفة ملابسه ليرتدي شيئا حتى ولو ليستر جزئه السفلي فقط فارتدي سروال رياضي وظل عاري الصدر وتحرك صوب الباب بنفس توقيت استيقاظ تلك الغافية تتسائل بتعجب:
-في ايه؟
أدار لها وجهه يخبرها:
-مش عارف.
خرج وتوجه لمركز الصوت فتفاجئ بأمجد يضرب باب غرفة صغيريه بحدة رهيبة فصرخ به بصوت اجفله:
-ايه اللي بيحصل هنا؟
وقف يمسك كتفه متألما بعض الشيئ وهو يطرق رأسه:
-يا باشا المربية طلعت جاسوسه لشادي و...
لم يكمل حديثه بعد صرخة ياسمين التي اتبعت زوجها بعد ارتدائها مئزر كبير غطى كل جسدها فأشار لها فارس بالصمت وعاد يستمع لحارسها:
-دعاء بلغت زين وأنا جيت الحقها بس قفلت عليها الباب.
بالطبع لا يوجد وقت للتحقيق أو التحقق من حديثه فمن بالداخل معها بتلك اللحظة هما فلذتي كبده فإن صدق حديث حارسه أصبح بمصيبة كبرى وإن لم يصدق فلا وقت يضيعه للتأكد.
طرق الباب وحدثها بصوت هادئ بعض الشيئ:
-افتحي.
رفضت بحدة وهي تصرخ:
-مش هفتح ولو حاولت تكسر الباب أنا هموتلك ولادك.
بعد هذا التهديد الصريح لم يكن بحاجه للتأكد من حديث حارسه فحاول هو تمالك نفسه حتى لا يظهر ضعيفا فتستغل تلك الحربائة ضعفه وتؤذي طفليه فتكلم وهو يستند بجبهته على الباب:
-افتحي ومحدش هيقرب منك يا بوسي، افتحي دلوقتي قبل ما الأمور تفلت منك.
امسكت بالسكين بقوة ووضعت الهاتف على أذنها تحدثه بانهيار:
-أنت فين يا شادي؟
أجابها وهو ينزل الدرج بعد أن استغل إنشغال والدته بالمطبخ:
-جاي أهو، المهم دلوقتي احمي نفسك بعياله وهو مش هيقدر يعملك حاجه.
ظل معها على الهاتف وهو يستمع لصوت فارس المحذر لها:
-بقولك افتحي بدل ما تخليني اتهور وساعتها مش هسمي عليكي.
صرخت ياسمين بحرقة:
-ولادي، افتحي يا بوسي أنا عمري ما أذيتك من ساعة ما دخلتي بيتي، افتحي ابوس ايدك.
ابعدها فارس عن الباب ورمقها بنظرات محذرة وهو يهمس لها:
-مش عايز اسمع صوتك، فاهمة؟
بكت وهي تضع راحتها على وجهها وزاد بكائها عندما استمعت لبكاء الرضيعة والأخرى تصرخ:
-بنتكم روحها في ايدي، ابعدوا احسنلكم.
ارتمت ياسمين على الأرض الرخامية تبكي وفارس يجاهد نفسه حتى لا يتهور وهو يستمع لحديث ياسمين:
-بلاش ثقتك بنفسك تخليك تغلط زي وقت عاليا يا فارس، شوفها عايزه ايه واعملوهولها.
أومأ وصرير أسنانه كاد أن يكون مسموعا فحدثها بغضب:
-طلباتك يا بوسي.
استمع شادي من الطرف الأخر وهو يقود سيارة والده متجها لڤيلة فارس الفهد فابتسم وهو يعقب:
-ايووووه هو ده يا بوسي، اسمعيني بقى عشان تبلغيهم طلباتنا.
استمعت له وهو يخبرها ورددت حديثه على مسامع فارس وأمجد وبقية الحرس الذين اجتمعوا حول باب الغرفة وظلت ياسمين مرتمية على الأرض وحنان تجلس بجوارها تربت على ظهرها وعبراتها هي الأخرى لا تنصاع لها وتنزل على وجهها المجعد:
-شادي جاي ياخدني هتسيبوه يدخل وأنا هنزل من هنا والولاد معايا ومحدش هيقرب مني.
وافقها وهو يهتف:
-موافق، يلا أخرجي.
رفضت وهي تهتف:
-مش قبل ما شادي يوصل وبيقولك بلاش بوليس زي ما عودته خلي الموضوع بينكم وبس.
هز رأسه موافقا فلمح أمجد وهو يخرج هاتفه ويطبع بعض الحروف عليه وأظهرها له فقرأ فارس المكتوب بها:
-شاغلها شويه يا باشا هلف انا واجيب سلم وادخل لها من الشباك.
وافقه وهو يسحب منه الهاتف وطبع هو الآخر تعليماته:
-خد بالك واوعي تعرض حياة ولادي للخطر.
انتبهت ياسمين لما يفعلانه فابتعدت عن حضن حنان ووقفت بجوار فارس تقرأ المكتوب ولكنها رفضت بتعابيرها وهمست راجية:
-بلاش يا فارس عشان خاطري.
حذرها وهو يكتم صوتها براحته وأشار برأسه لأمجد لتنفيذ مخططه وعاد يحدثها متسائلا:
-ضحك عليكي بايه يا بوسي عشان تخاطري بنفسك وبمستقبلك عشانه للدرجة دي؟ ده انتي عايشه معانا وأكيد سمعتي عن وسا**ته وعارفه عمل ايه.
بالطبع هو يستمع لحديثه فتكلم بصوته المتلاعب:
-متسمعيش لكلامه يا بوسي، أنتي عارفه انا بحبك أد ايه وجاي أهو اخاطر بنفسي عشان الحقك.
ابتلعت ريقها المعلق بحلقها وهمست:
-انا خايفه اوي يا شادي ده قدر على المافيا مش هيقدر علينا!
أكد لها وهو يقود بسرعة فائقة:
-اسمعي بس اللي هقولك عليه واحنا هنهرب من هنا ومش هيعرف يطولنا، قوليله انك عايزه فلوس بالدولار وخدي العقد الألماظ اللي عاجبك وجهزي باسبورك.
رفعت وجهها تخبره:
-أنا عايزه فلوس والعُقد بتاع ياسمين هانم بالورق بتاعه يا باشا.
رفع فارس حاجبه وهو يقوس فمه مخرجا ابتسامة سخرية:
-هو شادي قلب من حيوان لحرامي؟
صرحت به معترضة:
-شادي لا حيوان ولا حرامي، أنت اللي ضيعت مستقبله، اعمل اللي بقوله أحسن هموتلك ابنك.
هرعت ياسمين دون انتظار أحد لجناحها واخرجت العقد ومعه كل الاموال الموجودة بخزنتها ووضعتهم بحقيبة وعادت أدراجها وهي تصرخ برجاء:
-العقد والفلوس جاهزين يا بوسي أبوس اليدك بقى افتحي.
❈-❈-❈
تحرك برفقة زميليه يحمل ثلاثتهم ذلك السلم الخشبي ووضعوه أسفل نافذة الغرفة الخاصة بالصغيرين فأخرج أمجد سلاحه يسلمه ﻷحد الحراس وهو يهمس له:
-خلي ده معاك انا مش هخاطر واطلع فوق بسلاح.
صعد درجات السلم حتى وصل لحافة النافذة ونظر متخفيا ليجدها تعطيه ظهرها وتركز بصرها على الباب تتحدث لرب عمله، ولكن من سوء حظه أن النافذة مغلقة لبرودة الطقس فحاول هو أن يفتحها ولكنه وجدها محكمة الغلق وانتبهت هي للصوت الآتي من خلفها فالتفتت بسرعة لتراه يحاول فتح النافذة فكسر الزجاج بسرعة بعد أن رأته فهرعت هي صوب السكين وأمست به ووضعته على عنق الصغيرة المعلقة بصدرها بذلك الحامل وصرخت تحذره:
-اوعي تقرب مني، هقتلها.
ظل أمجد معلقا على النافذة وفارس يصيح من خلف الباب آمرا اياه:
-سيبها يا أمجد وانزل.
ترك الصغير جاسر فراشه ونزل يبكي وهو يتمسك بساق المربية، ولكنها دفعته عنها فسقط أرضا فما كان من أمجد إلا أن اندفع للداخل فارتطم ظهرها بالخزانة التي تسند بها الباب.
انحنى يحمل الصغير وهو يركز نظراته عليها وهي تكاد تغرز نصل السكين بعنق الصغيره فتكلم مهدئا اياها:
-خلاص محدش هيقرب منك، سيبي البنت.
رفضت وهي تصر على أسنانها وأطرافها ترتعش فجرحت الصغيرة دون قصد فصدحت صرخاتها الطفولية وهو يصرخ هو الآخر:
-يا حيوانه.
توحش فارس بالخارج وقد هرع للخارج متوجها لمكان السلم الخشبي وسحب السلاح المتروك بيد الحارس وصعد الدرجات وقفز للداخل فوجدت هي نفسها محاصرة بين الباب وبينه هو وحارسه ونظراته الشرسة لها جعلتها تشعر بأن النهاية قد اقتربت.
تمكن منها الخوف وهي تضع نصل السكين الملطخ بدماء الصغيرة على عنقها مجدداً، فانتبه أخيرا فارس لجرحها فرفع سلاحه بوجهها وهو يصر على أسنانه بشراسة:
-سيبي البنت بدل ما أفجرلك دماغك.
ارتعاشها بهذا الشكل جعل فارس يتخوف من ذلة راحتها فتقوم بنحر عنق الصغيرة الرقيق جدا فأشار لأمجد:
-خد جاسر وانزل من الشباك.
وافقه وفعل وصرخات ياسمين من أسفل وهي تأخذه من يد حارسها وتحتضنه بذعر لا مثيل له وسألته بلهفة:
-چاسمين، چاسمين فين يا أمجد؟
ابتلع ما بداخل فمه من لعاب مر وأجابها:
-فوق مع الباشا يا هانم.