-->

رواية روضتني 2 (الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد) طمس الهوية -لأسماء المصري - الفصل 25 - 3 السبت 25/11/2023

 قراءة رواية روضتني 2 (طمس الهوية) كاملة

  تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 

 


رواية روضتني 2

(الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد)

طمس الهوية

للكاتبة أسماء المصري


الفصل الخامس والعشرون 

الجزء الثالث

تم النشر يوم السبت

25/11/2023

❈-❈-❈

 وصل لبوابة الڤيلا وانتظر فتح الباب الحديدي وبالطبع رجال الأمن لديهم علم بما يحدث بالداخل وبتلك اللحظة ففتحوا له الباب على الفور بناء على تعليمات أمجد فعاد من الحديقة الداخلية للأخرى المتواجده بمدخل الڤيلا ليجد سيارته تصطف أمام الباب الداخلي ويقف هو بزهو مستندا على مقدمتها ونظر له مبتسما:

-روح نادي الباشا بتاعك.


رمقه بنظرات حارقه ومغتاظة ودلف بعد أن أعطي أوامره لرجال الحراسات بالوقوف أمام الباب ليمنعوه من الدخول.


صعد الدرج ووقف خلف الباب ليخبر رب عمله:

-شادي وصل تحت يا باشا.


رفعت بوسي وجهها تتسع بسمتها وهي تهدده:

-أبعد عني وسيبني أخرج من هنا.


أومأ لها فعادت تعطيه أوامرها:

-سيب المسدس ده وتعالي أبعد الدولاب وافتح الباب.


وضع السلاح بخصره وتحرك صوب الباب بعد أن ابتعدت هي عنه وهي تحكم قبضتها على السكين وتشدد من وضعه على عنق الرضيعة؛ فأزاح هو الخزانة وفتح الباب ليجد أمجد أمامه فأشار له برأسه لبتعد ففعل الأخير دون نقاش وخرج وخرجت خلفه المربية لتجد حنان جالسة على الأرض تنظر لها بخزي وهي توبخها:

-اخص عليكي، حسبي الله ونعم الوكيل.


لمحت الحقيبة الملقاة على الأرض مفتوحة ويظهر بها النقود والعلبة المخلمية التي بها العقد فانحنت بحذر تحملها وأشارت لهم:

-انزلزا انتو الأول.


فعلوا أمرها دون تردد وخرج فارس خارج الڤيلا ليجد شادي واقفا بشكل أستفزه وياسمين تحمل الصغير بيدها وتقترب منه دون حذر وهي تصرخ به:

-حرااام عليك، أنت بتعمل فيا كده ليه؟ ابعد عني بقى.


بنفس اللحظه دلف زين مستندا على كتف دعاء بعد أن علم ما يحدث من الحرس ووقف أمام شادي ينظر له بغل وهو يسبه:

-أنت يا *** فاكر نفسك هتهرب بعملتك دي، ده انا مبقاش راجل لو سبتك تخرج من هنا على رجليك.


التفت شادي ينظر لأخته ممتعضا:

-يا خاينه، أنا اخوكي يا حماره بتخونيني عشان خاطر ده!


لم تعقب عليه بنفس أسلوبه بل تحدثت بهدوء وعقلانية:

-انت الانتقام عمى عينك يا شادي ودمرلك حياتك، كفايه عمايلك دي هتودينا كلنا في داهية.


لم يعقب عليها بعد أن لمح المربية وهي تحمل الصغيرة بذلك الشكل الذي جعل ياسمين تصرخ:

-بنتتتتيييي، انتي عملتي فيها ايه؟


سحبها فارس وهي تهم بالاندفاع ناحية المربية والأخرى تركز نصل السكين على عنق الصغيرة:

-تعالي هنا هتموتها.


سحبها داخل حضنه وهي تبكي والتفت ينظر لشادي وتكلم صارا على أسنانه:

-الفلوس والمجوهرات اللي طلبتها يا شادي، لو ده التمن كنت قولت من الأول مكنتش هبخل عليك يعني.


رفع شادي شفته متذمرا وهو يعقب:

-الفلوس والمجوهرات دي ملهاش قيمة بس انا خططي باظت على سهوة ومكنتش عامل حسابي مش اكتر، والبركة في اختي اللي من دمي.


زفر فارس بعد أن وجد شريط دماء الصغيرة ينزل على عنقها ووصل ملابسها:

-طيب خد اللي يخصك وسيب بنتي وأخرج ومش عايز اشوف وشك تاني.


رفع شادي حاجبه بعدم تصديق:

-تفتكر أنا هصدق أنك هتسيبني وتعدي الأمور كده؟ انا عارفك كويس أوي يا فارس وعارف انك مش هتسيبني.


تنهد وسحب نفسا عميقا وزفره وهو يسأله:

-عايز ايه خلصني؟


ابتسم بشر ونظر له متسائلا:

-هتنفذ كل طلباتي وإلااااا؟


أومأ له فاتسعت بسمة شادي وهو يشعر بالانتصار ولأول مره على عدوه اللدود وخصمه القوي فهتف وهو يشير للمربية:

-سيبها الأول وبعدها نتكلم.


شددت من وضع النصل عندما وجدت اعتراضة فأمر رجاله بالابتعاد عن محاوطتها فأسرعت هي تقف بجوار شادي وهو تهتف بفرحة:

-مكنتش مصدقه انك هتخاطر بنفسك عشاني.


داعب وجهها مطريا:

-حبيبتي انتي.


صرخت ياسمين بحرقة:

-انتي مصدقاه؟ انتي عارفه هو بيعمل كل ده ليه؟ عشاني، عشان عايز فارس يطلقني يعني لا بيحبك ولا حاجه.


نظرت له فغمز غير مهتم لحديثها وتكلم:

-طيب حلو جدا بما أنك لسه مفكراني بحبك وعايزك فطلبي الأول هو انك تطلقي منه دلوقتي وحالا.


اتسعت حدقتي فارس وهو يجده يسحب السكين من يد المربية ويضعه على عنقه الصغيرة بنفسه يلطخه بدمائها أكثر وأكثر وهو يقول بأسلوب استعراضي:

-عندها فقر دم مش كده؟ يا ترى ممكن تتعب بعد ما تنزف بوقت أد ايه؟


صرخت ياسمين تتوجه لفارس تتعلق بذراعه:

-فااارس، بنتي.


استمعت لصوت شادي المستعرض وهو غير مهتم بجمع الحراس المحاوطين له لتأكده أن أحدا لن يجازف بحياة الصغيرة ويحاول الهجوم عليه:

-يلا يا ياسمين مفيش وقت البنت بتنزف.


انهارت ياسمين وترجت زوجها:

-طلقني يا فارس، بلاش تعمل زي وقت عاليا واعمل اللي هو عايزه.


وجده يمسح نصل السكين بملابس الصغيرة وهي لا تكف عن البكاء وعاد يلطخه بدماء جرحها فصاح بغضب:

-خلاص يا شادي هطلقها.


ابتسم وهو يؤكد:

-انت خلاص عرفت إن الطلاق بالإكراه مبيتحسبش، بس انا عايز أكسرك قدامها مش اكتر وأخليك تعمل اللي انا عايزه.


صرخ بنهاية حديثه:

-يلا يا باشا طلقها.


التفت فارس ينظر لحدقيتها الممتلئتين بالعبرات وانفها الذي تغير لونه للأحمر القاتم وتكلم بغصة آلمته:

-انتي طالق.


ضحك شادي عاليا وهو يؤكد عليه:

-ﻷ مش كده يا باشا، حدد اسمها وانت بتطلقها.


حطم فكيه وهو يكرر حديثه:

-أنتي طالق يا ياسمين، ارتحت كده.


التفت له صارخا فابتسم له وهو يومئ مستمتعا بما يحدث وناول السكين لبوسي وهو يتحرك صوب زين ويهتف:

-وطلبي التاني هو اني آخد حقي من زين وكان نفسي أقولك آخد حقي من مازن بس مازن ده تابع ودلدول وميهمنيش في حاجه.


لم يبد فارس ردة فعل على حديثه وفور اقترابه من زين لكمه لكمة قوية بمكان اصابته الحديثة فأثرت عليه بشكل كبير وأخرج صيحة ألم وانحنى بجسده يحاول تدراك الألم الذي غزا كل مناطق جسده، ولكنه لم يتوقف عند هذا الحد بل اتبعه بلكمة أخرى وأخرى حتى سقط زين أرضا وسط صرخات دعاء:

-كفايه يا شادي هيموت في ايدك، كفايه ده هو اللي لحقك قبل ما يقتلوك.


لم يهتم لصراخ أخته الصغرى وظل يركله بقدمه وهو يصيح:

-هو ده اللي فضل يضرب فيا لحد ما جسمي علم.


انتهى من ضربه فهرعت دعاء ترتمي أرضا بجواره وهي تمسح وجهه الملطخ بالدماء وفارس يقف على الدرج أمام البوابة الداخلية يشعر بفؤاده وقد تحطم من منظر حارسه الأمين وهو يبصق الدماء من فمه ويتألم بهذا الشكل ولا يوجد بيديه طريقة ليقتص من ذلك النذل المتباهي.


صاح به أخيرا وهو قاب قوسين من فقد سيطرته على غضبه:

-عايز ايه تاني يا شادي؟


اقترب من المربية واحتضنها وهو يحرك رأسه:

-خلاص كده كتر خيرك اوي

الصفحة السابقة          الصفحة التالية