-->

رواية روضتني 2 (الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد) طمس الهوية -لأسماء المصري - الفصل 25 - 4 السبت 25/11/2023

 قراءة رواية روضتني 2 (طمس الهوية) كاملة

  تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 

 


رواية روضتني 2

(الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد)

طمس الهوية

للكاتبة أسماء المصري


الفصل الخامس والعشرون 

الجزء الرابع

تم النشر يوم السبت

25/11/2023

العودة للصفحة السابقة

فتح باب السيارة فتحرك فارس نحوه ولكن شادي حذره:

-متقربش.


صاح به قاضما داخل فمه من قوة ما يشعر به من غضب:

-سيب البنت.


ضحك عاليا ورفض وهو رافعا حاجبه:

-وأخرج من هنا بأمان ازاي؟


صاحت ياسمين بوجل:

-سيب البنت بقى، سيبها وخدني مكانها يا شادي.


التفت فارس وكأنه يقول لها ما هذا الهراء، على العكس منه الذي راقت له فكرتها فأومأ وهو يؤكد:

-والله فكره كويسه، أنا كنت عمال أفكر هخرج من هنا أزاي بعد كل اللي حصل!


وافقته وهي تتحرك صوبه ولكن يد فارس منعتها من الاقتراب:

-ولا خطوة زياده.


رفعت وجهها تتوسله ولكنه رفض وهو يتحدث معها بأسلوب تحذيري:

-اياكي تتصرفي من دماغك.


شعر شادي بالزهو وهو يجدهما متخبطين بهذا الشكل ولكن حديث المربية جعله يدرك ما قد يجابهه:

-انت واثق في اللي بتعمله يا شادي؟ أنا خايفه أوي.


سحب نفسها عميقا ووقف أمامه رافعا رأسه:

-بص يا فارس، لو عايز الموضوع يخلص من غير خساير هتنفذ كل اللي هقوله من غير اعتراض.


رد عليه من بين اصطكاك أسنانه:

-اظن أنا متعرضتش على حاجه لحد دلوقتي.


غمز له وهو يعقب:

-بس هتعترض على اللي جاي.


انتظره أن يلقي ما بجعبته فتكلم شادي أخيرا وهو يقترب من ياسمين ويسحبها بعد أن جعل المربية تضع السكين على عنق الصغيرة بقوة:

-هاخد ياسمين والبنت معايا وأول ما أبقى في أمان هسيبهم.


ترجته وهي تتعلق بعنقه:

-مترفضش يا فارس ابوس ايدك، بنتي.


عجزه بهذا الشكل جعل أنفه تنزف فلمحته وقد تحولت حدقتيه للأحمر المنذر للخطر فبكت وهي تلتفت تتوسل ذلك الندل:

-خدني انا يا شادي وسيب البنت.


رفض وهو يحرك رأسه:

-أنا عمري ما أقدر أئذيكي يا ياسمين بس لو الباشا بتاعك اضطرني لده فبنته موجوده.


نهج فارس وهو يمسح نزيف أنفه براحته وقد تسللت البرودة لداخله وليس بسبب صدره العاري، ولكن بفعل رهبته وخوفه الذي لم يعد يستطيع إخفاءه وهو يعلم أن ذلك المتهور ربما قد خرج عن السيطرة تماما وقد يؤذي فلذة كبده دون أدني تفكير.


أشار لزوجته بالموافقة بعد أن وجد توسلها الذي كاد أن يمزقه بتركها تذهب رفقة صغيرتها:

-اطلعي البسي حاجه الأول.


ضحكات شادي جعلته يضمر بداخله ويؤنب نفسه على منع مازن من قتله لربما لم يكن يعاني الآن من تصرفاته الرعناء:

-لا لا هاخدها زي ما هي كده، على الأقل مش هتعرف تهرب.


سحبها وفتح صندوق السيارة الخلفي فانتبه فارس واقترب بخطوات ترقبية:

-ياسمين عندها فوبيا أماكن مغلقه يا شادي، أنت اكيد عارف ده.


أومأ رافعا حاجبه يشاكسه مبتسما وأدخلها صندوق السيارة غير مهتم لما قد يحدث لها:

-لو لقيت حد منكم ورايا هفقد سيطرتي على نفسي وهوجعك جامد يا باشا.


فتح الباب الخلفي للمربية لتدلف وبعدها ركب خلف المقود مغادرا الڤيلا فأسرع فارس يأمر رجاله بعدة أوامر متواصلة:

-اطلبوا الاسعاف بسرعة لزين وحد يبلغ البوليس وكلمولي عمر الباشا ومازن بسرعه.


تحرك صوب إحدى السيارات فتبعه أمجد ولكنه رفض حضوره:

-خليك مع زين.


رفض وهو يركب خلف المقود بعد أن خلع سترته وناولها لرب عمله:

-باقي الحرس معاه، ألبس ده يا باشا عشان الجو برد.


انتبه فارس لأمرا ما فسأله:

-أنت لاحظت إذا چاسمين لابسه الحلق بتاعها ولا ﻷ؟


أومأ وهو يجيبه:

-أظن لبساه.


ترجل مسرعا وصعد ﻷعلى واخرج الهاتف اللوحي الموصل بجهاز التتبع الموضوع بحلق الصغيرة وقام بتشغيله وارتدي ملابسه بعجاله ونزل مسرعا وهو يوجه أمجد:

-العربية بتتحرك في اتجاه المطار، اطلع بسرعة على ما أبلغ البوليس.

❈-❈-❈

صف سيارته عند مدخل المطار والتفت يسأل شريكته:

-فين باسبورك؟


أخرجته وناولته إياه وهي تتسائل:

-هنسافر فين؟


نظر بتأشيراتها المتعددة نظرا لعملها مع العديد من الجنسيات:

-انا معيش غير تأشيرة للإمارات وﻷمريكا، بس أنتي معاكي كذا تأشيره فهشوف أقرب طيران، تسافري انتي بالبنت عشان أعرف أئمن نفسي.


لمعت عينها وهي تنهج متسائلة:

-أسافر بالبنت ازاي بس؟ أنا خايفه يا شادي.


ترجل من سيارته وأخرجها معه ووقف يبتسم لها وهو يمسح تلك الدماء التي لطخت ملابس الصغيرة:

-غيري للبنت هدومها عشان محدش يشك بحاجه وأنا هدخل أشوف أقرب طيرات رايح فين.


تحرك للداخل ووقف أمام لوحة الاستعلامات فابتسم وكأن حظه يبتسم له ليجد طائرة متوجهة لمطار أبو ظبي توشك على الإقلاع بعد خمسة عشر دقيقة فهرع ناحية مكتب الحجوزات وسأل الموظفة عن تواجد أماكن شاغرة بالطائرة وبالفعل قام بحجز مقعدين غير متلاصقين لمحدودية الأماكن وعاد أدراجه مسرعا نحوها يبشرها وهو يسحب الحقيبة المتواجد بها النقود والعقد الماسي فأخرجه من علبته ووضعه على عنقها وخبئه بوشاح وضعه على رأسها وفتح صندوق السيارة يتفقد تلك المحتبسة بداخله فوجدها قد أغشي عليها فلم يهتم وعاد لغلق غطاء الصندوق وسحب شريكته معه لداخل المطار وبدأ بالتحرك مسرعا صوب المدخل.


أوقفه رجال الأمن للتفتيش فنظر لهما وهو يتكلم بتسرع:

-بسرعه أرجوك الطياره هتفوتنا وعندنا ميعاد دكتور هناك لعملية بنتي.


نظر لجواز سفره فلم يجد الصغيرة مقيدة به فسأله:

-البنت مش متقيدة في الباسبور.


أومأ له وهو يحاول اختلاق أي كذبة:

-ملحقتش أسجلها، البنت تعبانه جدا ولازم أسافر بيها عشان العملية.


لم ينطلي على حارس الأمن حديثه ولا لهفته فسأل بوسي:

-وحضرتك مين؟


وقبل أن تجيبه أجاب هو:

-دي المربية بتاعتها، أرجوك بسرعة قبل ما الطياره تفوتنا.

❈-❈-❈

علم عمر بما يدور فقام باتصالاته حتى يصل لطرف الخيط وما سهل عليه الأمر إبلاغ فارس له بتوقف السيارة أمام المطار فاستطاع الاتصال بأصدقائه ممن يعملون بالمطار وعلم بتواجد حجز باسمه واسم شريكته.


وقف شادي أمام مكتب الجوازات والضابط يتفقده وهو يبحث عنه بقاعدة البيانات فلم يجده متزوجا فثارت الشكوك بداخله حتى تلقى ذلك الإتصال الذي أخبره بكل القضية:

-سيبه يطلع الطياره عشان نعرف نمسكه.


وضع الضابط ختم المغادرة على جوازي السفر وأبتسم له يشير له بالتحرك فأسرع للحاق بالطائرة وقد ظن أنه نجى أخيرا بنفسه.


وصلت سيارة فارس وهو قد علم أن ياسمين ليست معه فهرع ناحية السيارة التي تركها أمام باب المطار وقام بفتح صندوقها فوجدها مغشيا عليها فحملها ووضعها بالمقعد الخلفي للسيارة وهو بحالة من التشتت والحيرة بين زوجته وفلذة كبده الموجودة بحوزة ذلك الأرعن.


حاول افاقتها دون جدوى فنظر لحارسه بعيون دامعة وهو مضطرا لاتخاذ قرار بتركها بمفردها:

-خدها للمستشفى بسرعة يا أمجد.


أسرع الأخير بالركوب وقيادة السيارة وتحرك فارس لداخل المطار يبحث هنا وهناك عن أثره فاستقبل مكالمة على هاتف حارسه الذي لا زال بحوزته:

-متقلقش يا فارس الأمن بتاع المطار متابعه، أنا خليتهم يدخلوه الطياره عشان يعدي من جهاز فحص الأسلحة ونتأكد إن مفيش سلاح معاهم.


أومأ والآخر يخبره:

-روح على مكتب مدير أمن المطار واحنا في الطريق.


تنفس بعمق وتوجه لمكتب مدير الأمن والآخر يرحب به وكاميرات المراقبة أمامه تظهر شادي وهو يتوجه صوب سلم الطائرة فانتفض فارس خوفا ولكن المدير طمأنه:

-متقلقش حضرتك، كل حاجه تحت السيطرة.


لحظات وحضرت قوات الشرطة والأمن ومعها عمر الباشا برجال الحراسات واقتحموا الطائرة منتشرين بها حتى وصلوا لمكان المربية أولا فسحبوا منها الصغيرة واقتادوها خارج الطائرة بعد أن كبلوا يديها وقبل أن يستطيع شادي التصرف كانت القوات قد وصلت له وألقت القبض عليه وسط مقاومته الواهنة التي لم تثمر عن شيئ.

يتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أسماء المصري من رواية روضتني 2، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة