-->

رواية جديدة تعويذة العشق الأبدي لسمر إبراهيم - الفصل 18 - 2 - الجمعة 3/11/2023

 

قراءة رواية تعويذة العشق الأبدي كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تعويذة العشق الأبدي

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سمر إبراهيم 


الفصل الثامن عشر

الجزء الثاني

تم النشر يوم الجمعة

3/11/2023

عودة للصفحة السابقة

❈-❈-❈



يجلس بتوتر في ذلك المقهى  ليطرق بأصابعه على الطاولة التي أمامه تارة وينظر في ساعته تارة أخرى فلقد تأخرت كثيرًا حتى قارب أن يفقد الأمل في مجيئها ليزفر بعنف فلماذا دائمًا كل شيء معها صعب للغاية لقد سعد كثيرًا عندما علم بأنها غير متزوجة فمنذ لقاءهما الأول وهي تجذبه إليها كالمغناطيس لا يعلم سبب ذلك ولكن ما يدركه جيدًا أنه يريد أن يراها دائمًا هي وأبنائها.

لقد كان يتحين الفرص لمقابلتها طوال الشهر الفائت خاصة بعد علمه من سليم اسم النادي الرياضي الذي يذهبون إليه ومواعيد التمارين الرياضية الخاصة به هو وشقيقته لتتوالى اللقاءات التي اعتقدت هي بأنها بمحض الصدفة ولكنها لم تكن كذلك حتى استشعر بأنها تبادله الإعجاب خاصة عندما تعمدت سؤاله عن زوجته وأبنائه ولمعة عينيها التي لاحظها جيدًا عندما علمت بأنه غير متزوج الآن وأن زوجته قد توفيت منذ بضعة سنوات ولم يشاء المولى عز وجل أن يرزق منها بأطفال رغم أنها حاولت عدم إظهار ذلك واليوم قد أتته الشجاعة لكي يخبرها بمكنون قلبه وبأنه يريد أن يمنحا لأنفسهما فرصة لبدء حياة جديدة رغم خوفه الشديد من رفضها لذلك، ولكن عليه أن يقوم بالمجازفة وليكن ما يكون.

تهللت أساريره عندما وجدها مقبلة عليه رغم التوتر الظاهر على تقاسيم وجهها وتلفتها يمينًا ويسارًا بخوف من أن يراها أحد معه ولكنه كان سعيد للغاية لمجيئها.

وقفت أمامه بتوتر وابتسامة مذبذبة لما تلامس عينيها فوقف مصافحًا إياها داعيًا إياها للجلوس في المقعد الذي أمامه:

- هتفضلي واقفة كتير اتفضلي اقعدي.

جلست بالفعل ولازالت تتلفت حولها بتوتر ولكنها تتبهت على صوته الهادئ:

- تحبي تشربي إيه؟

أجابت بخجل:

- مفيش داعي.

أراد أن يزيل بعض من توترها فعقب ممازحًا إياها بابتسامته الهادئة:

- لا طبعًا لازم تشربي حاجة ولا انتي فاكراني بخيل ولا إيه؟

ابتسمت بتوتر وأجابته بعملية حتى تنهي اللقاء في أسرع ممكن خشية أن يراها أحد ويتحدث عنها بطريقة غير لاائقة خاصة وأنه لم يمضي الكثير على انقضاء عدتها:

- مقصدش كدا طبعًا أنا بس مش هقدر أقعد كتير، خير كنت عايزني في إيه؟

حمحم بحرج ف فيما يبدو أنه لابد له من الدخول فيما يريد مباشرة:

- بصي يا ضحى.

نظرت له بتعجب فلأول مرة يناديها بإسمها بدون ألقاب لتجده يردف بتساؤل:

- تسمحيلي أشيل الألقاب وأندهك باسمك؟

أماءت له بموافقة دون أن تتحدث ليحمحم مرة أخرى ويكمل حديثه بإطناب:

- بصي احنا مش صغيرين علشان أقعد ألف وأدور بصراحة كدا أنا كلمتك النهاردة وطلبت منك إننا نتقابل بعيد عن الأولاد علشان أفتح معاكي موضوع مهم هكون سعيد لو وافقتي عليه ولو موافقتيش عايزك تعرفي إن ده مش هيغير شيء واعتبريني مقولتش أي حاجة.

ضيقت عينيها بعدم فهم وكادت أن تعقب ولكنه أشار بيده ألا تفعل وأردف بتوسل:

- أرجوكي بلاش تقاطعيني وسيبيني أكمل.

أماءت له ليكمل فوجدته يزفر بقوة ثم أردف بجدية:

- انتي طبعًا عارفة إن مراتي الله يرحمها ماتت من ٣ سنين ومن ساعتها وأنا مفكرتش أتجوز تاني، بس...

صمت قليلًا فحثته على أن يكمل:

- بس إيه؟ كمل.

نظر إليها بطريقة لم تعهدها عليه من قبل وأستانف حديثه وهو ينظر في عينيها:

- تتجوزيني يا ضحى.

صدمة ألجمت لسانها لم تستطع أن تنطق بشيء فلم تكن تتوقع أن يطب منها مثل هذا الطلب فهما يعرفان بعضهما البعض منذ فترة وجيزة وأثنائها لم يدور بينهما حديث شخصي يذكر فأنّ له أن تأتيه الشجاعة ويطلب يدها للزواج وقبل أن تنطق بشيء وجدته يكمل:

- أنا عارف إن ده طلب مفاجئ وانتي مكونتيش متوقعاه بس أنا مبحبش اللف والدوران وزي ما قولتلك أنا مش صغير وأقدر أحدد أنا عايز إيه كويس وأكيد انتي حاسة إني معجب بيكي فلو الإعجاب ده متبادل ليه منديش لنفسنا فرصة تانية.

ظلت صامتة تنظر إليه بأعين زجاجية وكأنها لا تراه ليمر شريط حياتها مع أحمد أمام عينها التي ترقرت بها الدمعات عندما تذكرت ما حدث لها معه لتسأل نفسها هل هي على استعداد أن تخوض تلك التجربة مرة أخرى لتجد نفسها تحرك رأسها بالنفي بحركات متتالية دون إرادة منها وهمت بالقوف لتذهب من أمامه ولكنه أمسك بيدها ليمنعها من الهرب وحدثها بأسف عندما وجد حالتها هذه:

- فيه إيه أنا غلطت في حاجة؟

أفاقت من حالتها هذه على صوته لتنتبه على إمساكه بيدها فسحبتها بعنف وتحدثت برفض:

- عن إذنك يا دكتور أنا لازم أمشي وبالنسبة لموضوع الجواز فأنا مبفكرش في الموضوع ده دلوقتي أنا عايشة لأولادي وبس.

شعر بالحزن لرفضها إياه بتلك الطريقة ولكنه حاول أن يفهم منها سبب ذلك الرفض فوقف أمامها وحدثها بلين علها تخبره ما يدور في رأسها:

- طب ممكن أعرف سببب رفضك ده إيه؟

أجابت بأسف وهي ناظرة أرضًا:

- زي ما قولتلك دلوقتي أنا مبفكرش في الموضوع ده دلوقتي وصدقتي لو فكرت مش هلاقي أحسن منك بس أنا حاليا عايشة لأولادي وبس ومعنديش استعداد اني أخسرهم بأي حال من الأحوال.

أشار بيده لها لكي تجلس مرة أخرى وحاول أن يحدثها بالعقل علها تتراجع عن قرارها هذا:

- طب ممكن تقعدي بس هنتناقش ولو مقتنعتيش أنا مش هجبرك على حاجة.

نظرت حولها لتجد أن عيون الحاضرين بدأت تلتفت إليهما فجلست على مضض حتى لا تلفت انتباههم أكثر وتحدثت بحرج:

- هنتناقش في إيه الموضوع ده مرفوض بالنسبالي وأي كلام فيه هيكون مضيعة لوقتنا.

زفر بضيق ففيما يبدو أن رأسها متيبس أكثر مما كان يظن ولكن هيهات أن ييأس قبل أن يعلم منها ما هي أسبابها للرفض:

- مرفوض ليه طيب انتي لسة صغيرة وأولادك محتاجين لأب وأنا مش هخبي عليكي أنا اتعلقت بيهم جدًا ولو سمحتيلي يبقالي دور في تربيتهم معاكي هكون أسعد إنسان في الدنيا.

أجابته بقليل من الحدة:

- أهو المبدأ مرفوض في الأساس علشان خاطر ولادي أنا معنديش استعداد إني أبعد عنهم وأتجوز أو إن أبوهم يحاول ياخدهم مني علشان يعاقبني أنا لو اتجوزت في كل الأحوال هخسرهم ودا اللي مقدرش أعمله.

تفهم موقفها فهي محقة في خوفها من فقدان أبنائها لذاك قرر أن يطمئنها من هذه الناحية:

- مين اللي قال إني هبعدك عنهم أنا لسة كنت بقولك إني بعتبرهم ولادي خصوصا إنك عارفة إني معنديش أولاد دا غير إن طليقك مش هيعرف ياخدهم ولا حاجة لأن بعد جوازك الحضانة هتروح لوالدتك ربنا يديها الصحة يعني هيفضلوا معاكي برضه إلا إذا...

صمت قليلًا لتعقد حاجبيها ونظرت إليه باستفهام:

- إلا إذا إيه؟

أكمل بحزن على أمل أن تنفي حديثه:

- يعني إلا إذا كان عندك أمل ترجعي لباباهم.

نفت برأسها وتحدثت بلهجة قاطعة:

- لا طبعا فكرة إني أرجع لباباهم دي مش واردة أصلًا.

ضحك باتساع فور سماعه لكلماتها وتجدد الأمل بداخله مرة أخرى:

- طيب إيه مشكلتك بقى؟ الا لو كان اعتراضك على شخصي.

نفت برأسها وتحدثت وهي تتنهد:

- لا أبدا مش فكرة اعتراض على شخصك لأني معرفكش كويس الحكاية إني معنديش استعداد ارجع أخوض التجربة دي تاني انت معندكش فكرة انا عانيت قد إيه في جوازي ف حتة إني أعيد التجربة دا في حد ذاته مرعب بالنسبالي.

- أولًا مينفعش نوقف حياتنا علشان تجربة فاشلة الحياة زي ما فيها الحلو فيها الوحش ادي نفسك فرصة تنسي اللي فات وتعيشي حياتك، تاني حاجة بقى كونك منعرفينيش دي من حقك تقلقي وأنا مبقولكيش نتجوز الصبح لا، احنا ممكن نتعرف على بعض أكتر بس في إطار شرعي علشان معرضكيش للقيل والقال لأني لاحظت إنك بتعملي حساب جدًا لكلام الناس، انتي لو وافقتي ممكن نعمل خطوبة كام شهر لحد ما نعرف بعض وتطمني اني مش زي جوزك الأولاني ولا حاجة وساعتها انتي بنفسك اللي هتقوليلي يلا نتجوز حها إيه رأيك؟

زفرت بحيرة ولم تعقب ليصيبه بعض الإحباط من ترددها فأردف تاركًا لها حرية الخيار:

- طيب انا مش هضغط عليكي وهسيبك تفكري وتاخدي قرار سواء بالرفض أو الايجاب وأنا هقبل أي قرار تاخديه

أماءت له بموافقة وهمت بالانصراف ولكنه أبى ذلك قبل أن تحتسي سيء معه فوافقت على مضض ولم تلاحظ تلك الأعين التي رأتها بالفعل.

❈-❈-❈


يغط في نوم عميق لا يعي شيء مما يدور حوله ليصدر هاتفه رنينًا معلنا عن مهاتفة أحد له ولكنه لم يستقيظ حتى انتهى الرنين وعاد الهاتف للرنين أكثر من مرة حتى بدأ ينتبه فتقلب بأفف وامتدت يده لأخذ الهاتف بعنف ليقلب عيناه بملل فور رؤيته لإسم المتصل وأجاب بنفاذ صبر:

- إيه يا هدى فيه إيه الدنيا اتهدت علشان تفضلي ترني بالشكل ده ولا ايه؟

أحست بالحرج من طريقته الفظة التي لم تعهده عليها قبل ذلك:

- سوري يا أحمد مكونتش أعرف إن انت نايم.

تأفف بصوت مسموع وصل لأذنيها وتحدث بقلة ذوق عرفت عنه عندما يمل من علاقة ويريد أن ينهيها:

- خير إيه الحاجة اللي متنساناش ومخلياكي نازلة رن رن لحد ما صحيت من النوم؟

اختنقت بالبكاء وأجابته بصوت خافت وهي تمسح دموعها:

- مفيش حاجة بس قلقت عليك لأنك بقالك مدة مبتكلمنيش ومش بترد على مكالماتي خوفت يكون جرالك حاجة.

ظفر بضيق وحاول ضبط ردة فعله حتى لا يظهر رفضه لها مباشرة فتلك طريقته الخبيثة يجعل الرفض يأتي منهن عندما يغير طريقته ويعاملهن بفظاظة تارة وباهتمام تارة أخرى حتى يمللن من تلك الكريقة ويتركنه:

- لا يا حبيبتي انا كويس بس انا مش حابب أكلمك علشان معملكيش مشاكل مع جوزك قولت آجي على تفسي واتحرم منك على ما يسافر علشان ميشكش في حاجة.

ابتسمت من بين دموعها عندما استمعت لحديثه المخادع الذي انطلى عليها فمسحت دموعها بكف يدها وحدثته بلهفة:

- بجد يا أحمد هو ده السبب.

اجابها دون تردد:

- أكيد يا روحي أومال هيكون إيه يعني؟!

- بس أنا تعبت ومش قادرة استحمل أبقى ست خاينة أكتر من كدا وعلشان كدا كلمتك علشان أقولك إني قررت أطلب الطلاق.

تفاجأ من حديثها واعتدل على الفراش كمت لدغه عقرب وقاطعها برفض تان لما تفوهت به:

- إيه طلاق؟! لا طبعًا أوعي،تعملي كدا.

عقدت حاجبيها لطريقته التي حدثها بها وعقبت باستفهام:

- معملش كدا ليه؟ انت مش ديمًا تقولي إني لو مكونتش متجوزة كان زماننا متجوزين دلوقتي وإن جوازي هو العقبة الوحيدة اللي منعانا نكون مع بعض علطول.

لوى شفتيه بسخرية من سزاجتها فمن ذلك السازج الذي يتزوج بامرأة خانت زوجها معه فحاول مهادنتها ليكتسب المزيد من الوقت حتى يستطيع التخلص منها دون شوشرة:

- أيوة يا حبيبتي طبعًا بس دا مش وقته دلوقتي انتي عارفة إني لسة مطلق وطليقتي خدت مني كل حاجة دا غير أني سيبت شغلي تقدري تقوليلي حتى لو اتطلقتي هتنتجوز إزاي في ظروفي دي؟

أجابته بلهفة دون تفكير:

- مش مشكلة يا حبيبي أنا عندي شقتي ومعايا فلوس يعني مش هنحتاج لحاجة.

زفر بنفاذ صبر ف فيما يبدوا بأنه لن يستطيع التخلص منها بسهولة ولكنه استمر في إتقان دوره وعقب برفض قاطع وهو يزيف الحزن ببراعة:

-يعني انتي عايزاني أعيش عالة عليكي وتصرفي عليا هي دي نظرتك ليا يا هدى انتي فاكراني الراجل اللي يقبل يعيش على قفا مراته انا بجد مصدوم فيكي مكونتش اتخيل إنك شايفاني كدا.

لو كان يلعب دور البطولة قي أحد الأفلام لأخذ الأوسكار دون جدال فقدرته على خداع من أمامه فاقت كل حدود العقل وكما استطاع الإيقاع بها في شباكه من البداية ها هو يقنعها بضرورة استمرار علاقتهم كما هي حتى أشعار آخر فنفت برأسها وكأنه يراها وتحدثت برفض قاطع لما قاله:

- لا طبعًا يا حبيبي أنا مقصدش اللي انت فهمته ده انا كل اللي عايزاه إننا نبقى مع بعض بأي طريقة علشان خاطري متزعلش مني انت عارف أنا بحبك قد إيه و...

كادت أن تكمل ولكنها سمعت صوت فتح باب الشقة لتتيقن بأن زوجها قد حضر فهمست بصوت يكاد يسمع:

- طب انا هقفل دلوقتي علشان يظهر خالد جه سلام.

لم ينتظر أن تغلق الهاتف وأغلقه هو دون أن يعقب ملقيًا إياه على الفراش بضيق ف فيما يبدو أن التخلص منها سيكون أصعب مما تصور هو.

❈-❈-❈


اليوم التالي

ومع تسلل خيوط الصباح الأولى كانت تقف أمام المقبرة بشغف كبير تغلب على جميع المخاوف التي حاول زملائها إثارتها بداخلها.

ارتدت سترتها الواقية والقناع الواقي من الغازات السامة ودخلت بمفردها لا تصدق أنها نجحت في للعودة مرة أخرى تدور أعينها الملتعتين بالدموع لتمسح أرجاء المكان تقف منبهرة أمام النقوش المكتوبة على جدرانها وتتحس النقوش التي على غطاء التابوت قبل أن تزيله وتبدأ في فحص المومياء مرة أخرى لتشاهد الحجر رة أخرى فوجدت نفسها ودون إرادة منها تنجذب نحوه لتحمله وتأملت نقوشه لتجد المشهد يتبدل من حولها وكأنها تشاهد فيلمًا ثلاثي الأبعاد الأشياء تتحرك وتتبدل من حولها وهي تقف مكتوفة الأيدي لا تقوى على فعل شيء لتجد نفسها على حين غرة وكأنها تقف في أحد المعابد القديمة وتقف أمامها فتاة ترتدي ملابس مصرية قديمة لتنظر إليها جاحظة العينين فاغرة الفيه خاصة عندما وجدتها تشبهها كثيرًا وكأنها هي ولكنها أصغر سنًا.

لم تستطع الحراك ووجدتها تقبل ليها وعلى وجهها ابتسامة جميلة وحدثتها باللغة المصرية القديمة:

- كيف حالك.

ليس الغريب بالنسبة إليها أنها تقف أمتم شبيهتها التي تحدثها بلغة غربية ولكن الغريب والذي لم تستطع استيعابه هو فهمها لما قالته والمغرب من ذلك هو أنها وجدت نفسها ودون شعور منها تجيبها بنفس تلك اللغة:

- بخير، من أنتِ؟

ٍازدادت ابتسامتها وهي تجيبها برزانة:

- أنا أنتِ، وأنتِ أنت.

عقدت حاجبيها وعقبت بعدم فهم مقتبسة من حديثها:

- أنا أنتِ وأنتِ أنا كيف ذلك؟

- نعم أنتِ هي حفيدتي، لا تخشي شيئًا فأنا سأكون بجوارك دائمًا لحمايتك، ولا تقلقي من الآن يستطيعون دخول المقبرة دون خوف لن يحدث لهم شيء، سأترككِ الآن ولنا عودة قريبًا.

أنهت حديثها واختفت فجأة ليعود المشهد مرة أخرى ووجدت نفسها تقف بداخل المقبرة لتنتبه على صوت أحد زملائها قادم من الخارج مناديًا إسمها:

- عهد، يا عهد انتي كوسة؟ لو كويسة ردي عليا.

أجابته بتيه وهي تتلفت يمينًا ويسارًا بعشوائية غير مستوعبة ما حدث للتو:

- أنا كويسة يا مصطفى متخافش وهخرج حالًا.

خرجت بخطوات بطيئة تتلفت حولها بشتات فما حدث الآن يفوق مخيلتها ولكنها فور خروجها حاولت تمالك نفسها أمام زملائها قدر استطاعتها فةجهت حديثها لأحدهم بقليل من الحدة:

- إيه يا مصطفى؟ ناديت عليا ليه؟ مش انا قولتلكم مش عايزة إزعاج وأنا جوة؟!

- أيوة يا عهد بس انتي اتأخرتي أوي واحنا قلقنا عليكي.

عقدت حاحبيها بعدم فهم فكيف تكون تأخرت فهي لم تمكث بالداخل أكثر من ساعة إن لم يكن أقل فكادت أن تعقب على حديثه بحدة ولكنها لاحظت وصول الشمس الى كبد السماء مما يعني أنهم في وقت الظهيرة وهي قد دخلت المقبرة قبل الشروق لتزداد عقدة حاجبيها وسألته بتيه:

- هي الساعة كام دلوقتي؟

أجابها بتعجب:

- الساعة 12 الضهر يعني انتي بقالك أكتر من ٦ ساعات جوة ونادينا عليكي أكتر من مرة مكونتيش بتردي وبصراحة محدش فينا جاتله الشجاعة إنه يدخل يشوف حصلك إيه.

قال ذلك وهو يضع يده أسفل رأسه ونظر إليها بحرج شديد أما هي فلقد كانت في عالم آخر تفكر كيف حدث ذلك وكيف انقضت تلك الساعات الست دون أن تشعر لينبهها صوت زميلها الذي أتى إليها وكأنه من مكان بعيد حتى بدأ يتضح شيئًا فشيئًا:

- عهد انتي سمعاني؟

- ها، كنت بتقول حاجة؟ سرحت شوية معلش.

تعجب كثيرًا من حالتها تلك ولكنه لم يعقب وأعاد ما كان يقوله مرة أخرى:

- كنت بقولك كنتي بتعملي ايه جوا دا كله.

حركت كتفيها لأعلى ولأسفل واجابت بعفوية مصطنعة:

- أبدًا كنت بفحص المقبرة والموميا تقدروا تدخلوا على فكرة مفيش حاجة تخوف ادخلوا خرجوا الموميا بالراحة  وحطوها في المواد الحافظة علشان تتنقل على القاهرة.

نظر إليها بتردد ففهمت بأنه خائف فأردفت بحزم:

- بطل جبن وادخل انت وزمايلك ما انت شايفني قدامك صاخ سليم أهه.

نفذ ما طلبته منه هو وزملائه على مضض ولكنهم دخلوا بالفعل ولم يحظث لهم شيء وقاموا بإخراج المومياء بأمان من المقبرة وقاموا بعمل كل ما يلزم لها حتى تنتقل إلى القاهرة بأمان وقبل أن تغيب الشمس كانت أخبار فتح المقبرة وعدم حدوث شيء غير طبيعي ينتشر عبر وسائل الإعلام المختلفة لتتفاجأ عهد بسيل من الصحفيين ومذيعي القنوات الإخبارية يطوقون الموقع ليقومون بتوثيق ما حدث ومعرفة من تلك التي اقتحمت المقبرة الملعو نة بلا خوف واستطاعت إبطال اللعنة.


يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سمر إبراهيم من رواية تعويذة العشق الأبدي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة