-->

رواية جديدة زوج مؤقت لهالة محمد الجمسي - الفصل 2 - 1 الثلاثاء 21/11/2023

  

رواية رومانسية جديدة زوج مؤقت

من روايات وقصص الكاتبة

 هالة محمد الجمسي



رواية جديدة 

زوج مؤقت

تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى


 الفصل الثاني

1

تم النشر الثلاثاء

21/11/2023



أوقف مراد سيارته أمام النهر  ثم انزل منها  السنارة والراديو الصغير والعلبة الخشبية ووضعهم أمامه، ثم ألقى السنارة في الماء وهو يستمع إلى صوت الراديو الصغير يطلق أغنية 

_وداع يا دنيا وداع

لم يكن يستمع إلى الأغنية ولم يكن يهتم هذا اليوم  بالصيد لقد جاء إلى هذا المكان من أجل ترتيب أفكاره التي تزاحمت في رأسه فلم تعد تستوعب اي شيء اخر، كل ما يفكر به هو ابنته والشاب التي اختارته زوج لها، هو لا يعلم كم هذا القلق الذي يحتويه ويعكر عليه صفو أيامه، لقد بدأت الأمور تأخذ منحنى آخر  يكاد يصل به إلى حد الجنون


لم ينتبه كثير إلى الموج الذي علا فجأة وضربه ثم ضرب الستارة فوقعت من يده، حاول أن يلتقطها من أمام عينيه ولكنه فوجيء بضربة تيار أخرى أفقدته توزانه 

ومع فقدانه التوازن شعر بدوار حاد يلف برأسه 

جعله يرفع يده إلى أعلى 

ويجاهد حتى يقف على قدمه فلقد انزلقت قدمه بطريقة ما ليجد قدمه عالقة مع الشعاب التي تقف على حافة النهر 


بحث في جيبه عن الهاتف فكر أن يقوم بالاتصال ب سامي  حتى يأتي له ولكن الهاتف  الذي امتلأ بالماء ولم يعد صالح للاستخدام 

نظر إلى السماء ووبخ ذاته لقد أوشك الليل على المجيء هي فقط بضع دقائق ويهبط الليل على المكان شبه المنعزل، ليس هناك أي ضوء  سيارة تمر في الجوار، هو في حاجة للوصول إلى سيارته حتى يرحل عن المكان ولكن كيف؟ أنه عالق في هذا المكان، كيف سوف يمضي الليل هنا في هذا المكان الموحش؟ ألقى نظرة في أرجاء المكان 

ليس هناك أي أثر ل بشر في المكان حتى يساعده 

على الخروج من تلك مصيدة الشعب  التي علق بها، لعن في سره 

فريد خطيب ابنته ألف مرة ومرة هو السبب في كل هذا العناء الذي يعانيه 

منذ أن دخل هذا الشاب حياة إبنته وهو لا يعرف للراحة طريق أو للهدوء مذاق، رفع بصره إلى أعلى ثم هتف في قوة: 

_يا رب ريحني من البلاء دا يا رب 

جاء صوت خشن رخيم من الخلف يهتف له: 

_أيوا بس مش دا مكان الانتحار اللي بينتحر بيقف على الكوبري فوق ويرمي نفسه 

نظر مراد إلى صاحب الكلمات ل ي شاهد شاب 

تحمل تقاسيم وجهه قسوة وحدة بشرته بيضاء  ذو وجه نحيف وعين سوداء قاتمة جبين عريضة وأنف صغير شعر كثيف أسود حريري وجنتاة يظهر فيها بوضوح الغمازات أثناء حديثه قال مراد وهو ينظر له في امتنان: 

_انا مكنتش بنتحر كنت بصطاد 

مد الشاب يده له  تشبث به مراد وجذبه إلى أعلى حتى يقف إلى جواره قائلاً: 

_الوقت دا غلط للصيد 

ثم نظر إلى مراد في شك وتابع: 

_وفين ادوات الصيد؟ 

اجاب مراد في هدوء: 

_النيار جرفهم 

نظر له الشاب في هدوء ثم اعطي له ظهره وهم بالانصراف ولكن مراد صاح به: 

_انت جيت منين بالضبط ؟ ظهرت فجأة مع أن المكان فاضي وشوفتني ازاي 

دون أن يدير له ظهره قال الشاب في هدوء: 

_انا مش عفريت متقلقش

قال مراد وهو يسرع الخطى حتى يقف إلى جواره: 

_أكيد انت مش عفريت عارف وواثق من دا ، بس أنا فعلا عايز اعرف ظهرت ازاي، مافيش عربيات ظهرت، والطريق كان فاضي من دقايق أنت بقا كنت فين؟ 

نظر له الشاب في هدوء فكر ثواني أن يتجاهله ويرحل ولكنه لسبب ما قال في صوت منخفض بعض الشيء وهو يشير في الاتجاه المعاكس: 

_كنت واقف هناك فوق الكوبري، وشفت حد بيقع في المية، نهاية الكوبري من ناحية الشمال قريبة اوي من المكان اللي انت واقف فيه 

سار الشاب بضع خطوات قبل أن يوقفه صوت مراد: 

_طيب تعال أوصلك مافيش عربيات 

نظر له الشاب ثم أشار بيده إلى الأمام وقال: 

_مافيش داعي بيتي هناك 

قال مراد وهو ينظر إلى حيث أشار الشاب: 

_دا بيت؟ اللي يشوفه من بعيد يقول عليه ارض  مهجورة متحاوطة بشجر  مافيش أثر ل نور ومافيش أثر لحاجة  ممكن مكالمة تلفون  

نظر له الشاب في استسلام ثم قال: 

_الفون في البيت اتفضل معايا 


دلف مراد مع الشاب إلى المنزل ثم قال الشاب وهو يشير إلى عدة التليفون العريقة: 

_اتفضل

نظر مراد له في عمق ثم قال: 

_أنت عايش هنا لوحدك؟ 

رفع الشاب وجه له كاد أن يخبره أنه فضولي وكثير الكلام ولكنه صمت مما دفع مراد أن ينظر في المنزل الأثاث بسيط

وقديم ولكنه ذو قيمة 


قال الشاب وهو يجلس على أحد المقاعد: 

_تقييمك للبيت خلص؟! 

ابتسم مراد ثم جلس في مقعد إلى جوار الشاب وقال: 

_كنت عايز تنتحر ليه؟؟ 

ظهرت المفاجأة على وجه الشاب ثم سرعان ما هز رأسه علامة النفي وقال: 

_انت هتنسى مكالمتك 

قال مراد في إصرار: 

_أسمع يا بني، أنا عارف نظرتك ليا دلوقت فاهم كويس اوي انك باصص لي أن انسان فضولي حشري ومدي نفسي مساحة اني اعرف عنك كل حاجة وآخد من وقتك علشان ارضي فضولي، بس أنت ساعدتني أنقذتني بمعنى أصح، كنت حاسس بجد اني هغرق أو أموت في الدقايق اللي كنت متقيد فيها، وأنا ليا نظرة ف الناس لاني تاجر عشت تاجر عشر سنين  أبن بلد زي ما بيقولوا وبعد كدة قالوا اني رجل اعمال يا بني الإنسان الأمين على حيات الناس حتى لو ميعرفهموش يستحق أن الواحد يهتم بيه، يمكن ربنا عمل كدا لغرض، حطك في حياتي فجأة علشان حاجة معينة 

تمتم الشاب في هدوء: 

_وليه متقلش أنها صدفة وانتهت وخلاص، ما احنا طول العمر بنقابل ناس يساعدهم ويساعدو نا لحد ما الحياة تنتهي، أنا ممكن اقابل راجل غريب بيسأل على عنوان معين وأدله عليه هل معنى كدا أنه مفروض عليه أو عليه نكمل في حيات بعض ونعرف اسرار بعض؟

ابتسم مراد ثم تابع: 

_طيب أنا عايزة أطلب منك طلب ممكن؟ 

هتف الشاب وهو ينظر من النافذة إلى الظلام: 

_يمكن مقدرش أعمل لك حاجة

تابع مراد وهو ينهض من المقعد: 

_أنا معملتش مكالمة التليفون دلوقت بس هعملها المرة الجاية ليا عندك مكالمة من هنا لو تكرمت يا استاذ::::: 

ساد صمت بينهم في حين قال مراد وهو ينتظر من الشاب أن يخبره باسمه ولكن الأخير لم يجيب طلبه: 

_أنا متشكر اوي يا بني على المعروف اللي عملته معايا واسمح لي بكرة ف نفس الوقت اقعد معاك ولو خمس دقايق 

نظر له الشاب في عمق قبل أن يقول: 

_مش هاكون موجود بكرة 

قال مراد وهو يضع يد على كتفه: 

_خمس دقايق بس بكرة اتفقنا يا بني!؟ 

نظرة التوسل في عين مراد جعلت الشاب يذعن ل رغبته مما دفعه أن يقول في استسلام:

-خمس دقائق بكرة قبل المغرب 

ابتسم مراد وضع يده في يد الشاب مصافحاً إياها ثم غادر المنزل  في حين دلف الشاب إلى إحدى الغرف واغلق جميع أنوار المنزل

تابع قراءة الفصل