رواية جديدة زوج مؤقت لهالة محمد الجمسي - الفصل 3 - 2 الخميس 23/11/2023
رواية رومانسية جديدة زوج مؤقت
من روايات وقصص الكاتبة
هالة محمد الجمسي
رواية جديدة
زوج مؤقت
تنشر حصريًا
على مدونة رواية وحكاية
قبل أي منصة أخرى
الفصل الثالث
2
تم النشر الخميس
21/11/2023
❈-❈-❈
كان مراد يتأمل اللوحة التي يرسمها الشاب بكل مهارة ويتابع حركة يده التي تتحرك في انسيابية ونعومة يدة على الورق فتشكل لوحة من أجمل ما يكون رغم اللون الأسود الذي تمتلأ به
اللوحة كانت اللوحة عبارة عن مجموعة من البجع يكسو جسدهن اللون الاسود يقفون على حافة صخور وقد طار في مواجهتهم نسر منخفض الرأس، بدأ مثل من يخبرهم بأمر ما،
قال الشاب دون يدير ظهره إلى الخلف:
_ميعادك مضبوط
هتف مراد وهو يبتسم:
_أنت عرفت أن أنا اللي واقف وراك ازاي؟
وضع الشاب الريشة جانباً ثم قال وهو يدير وجهه إلى مراد:
_تقدر تقول مافيش حد هيجي هنا غيرك
قال مراد وهو ينظر له في شفقة:
_ليه عازل نفسك عن العالم والدنيا انت شاب وواضح انك انسان طيب
قال الشاب في هدوء:
_لأن مافيش حاجة في العالم تستحق أن أكون في عمقها
مراد:
_طيب أنا عايزك اعتبرني زي أبوك، اي اللي انت عايزة من الحياة ؟
فرد الشاب يده في استسلام وقال:
_ولا حاجة علشان كدا انا عايش منعزل عن الكل مش عايز الحياة
فريد:
_يا بني الشخص اللي يحاول يحافظ على حياة شخص ميعرفهوش يستحق العيش يستحق التكريم يستحق كل حاجة حلوة، وأنا من وقت ما مديت أيد المساعدة ليا وانا حاسس ان واجبي ناحيتك لسه متعملش، لو عايز وظيفة هافرها لك لو عايز بيت أو فلوس
قال الشاب في نبرة حزن:
_صدقني مش عايز خلاص حياتي انتهت من سنة عدت وأنا مش فاهم انا عايش ازاي من يومها
نظر له مراد طويلاً ثم نظر إلى اللوحة وقال:
_يا بني كلنا على ضهرها عايشين وامبارح بيوصل النهاردة و ل بكرة، انت معاك موهبة نعمة من ربنا فكر ليه ربنا اداك الموهبة دي وفضلك على ناس كتير تعرف أن الحياة فيها اللي يستحق نكمل علشانه
نظر الشاب إلى مراد ثم قال:
_أنا عايز بس حياتي تنتهي عايز الموت ياخدني
قال مراد وهو يضع يد على كتفه:
_انا قلت لك امبارح اعتبرني زي ابوك وأول ما شفتك منتظر حضوري قلت سمع الكلمة وقدرها يا بني اعتبرني محتاج لك وانا فعلاً محتاج لك، محتاج احس اني رديت جميل شخص ليا، لو عرفت أن أي أذى حصل لك هاعيش متعذب طول عمري، يعني انت تساعدني وتنفذ حياتي وانا اسيبك كدا، ابقى على حياتك علشاني أنا
علشان رجل عجوز زي
تنهد الشاب في حزن ثم قال:
_أنا بس مش عايزك تحس بالذنب ناحيتي بجد أنا بخير وكويس
واذا كان على الانتحار اطمن أنا اكتشفت اني جبان مش قادر على نفسي اني اخلص منها
هتف مراد في ثقة وسرعة:
_أنت إيمانك قوي، أنت اكيد من عرق صلب نظرتي فيك في محلها
اسمح لي بقا ناكل لقمة سوا أعزمك على أكل بسيط كدا
هز الشاب رأسه في إصرار وقال:
_لا
لم يصدم مراد من عزة نفس وكبرياء الشاب ولكنه قال في سرعة بديهه:
_يا راجل أنا من الآخر عايز اقعد معاك شوية، وعلشان تعرف ضميري كان فيه اي، أنا جايب سنارتين برا علشان نصطاد جنب بعض وناكل اللي نصطاده واحنا ورزقنا يا بني اي رايك؟
سادت لحظة صمت بينهم في حين قال مراد ضاحكاً:
_انا عايزك جنبي علشان تاخد بالك مني، ومن الاخر تدلني على حتة فيها سمك متكونش فيها عشب طويل يا بني، أنا باجي كتير وبرجع من غير سمك، كل مرة نفس القعدة ونفس السنانير والعلق وارجع فاضي، خليني استغلك لوجه الله
عرفني مكان مافيهاش تيار عالي ومناسب ليا
ارجع بصيدة حلوة، تعوض المرات اللي فاتت
ابتسم الشاب وإن ظلت عيناه حزينة مما دفعه أن يقول:
_وقبل ما نخرج نصطاد عندي سؤال
نظر له الشاب في هدوء وقال:
_أسال براحتك
هتف مراد في حيرة:
_ من امبارح وانا بقولك يا بني يا بني مش عايز تقولي أسمك أنت اسمك اي؟
قال الشاب وهو ينظر في وجه مراد مباشرة:
_سليم اسمي سليم رضوان
هتف مراد وهو يضع يد على كتف سليم:
_الفنان سليم رضوان
قال سليم وهو يجاور خطوات مراد إلى الخارج:
_انا مهندس بس استقلت من سنة وقعدت هنا على أد اللوحات وبس
اربع سمكات فقط هم رصيد الصيد الذي طالت مدته فترة ثلاث ساعات
حرص فيها مراد أن يبتعد عن فتح بؤرة الماضي وما كان فيه، فهو يدرك جيداً أن هذا الوقت ليس مناسب لفتح جراحه أنه يريد أن تمنح الشاب بعض من الالفة إلى الناس يريد أن يزيح بعض من العزلة الإجبارية التي فرضها الشاب على ذاته، هو يعلم جيداً مرارة العزلة وكآبتها، لهذا يريد أن يتخلل إلى الشاب شيء التعامل الهاديء
قبل أن تستقر ذات الشاب قليل وتتزحزح عن الحزن فيعطي له كل أسراره دفعه واحدة
وضع مراد السمك في حوض المطبخ الخاص بمنزل سليم ثم قال:
_انا بعرف اشوي السمك كويس اي رايك نشويه؟
هتف سليم وهو يفتح نافذة المطبخ:
_زي ما تحب
ثم قال سليم وهو ينظر داخل البوتجاز:
_فرن البوتجاز ممكن يكون مش سليم اكيد مكتوم
هتف مراد وهو بيغسل السمك:
_مش هحتاج البوتجاز، أحنا هنشوي برا في الخلا على الخشب الكسر وغصن الشجر التالف اللي برا، من الاخر أنا هاستغلك تاني وهنضف الحوش اللي برا دا من الخشب لأن كل ما هاجي هنا هاخدك تصطاد وأخذ الخشب اولع بيه لحد ما السمك اللي في البحر يخلص
قال سليم وهو يتجه إلى الخارج:
_أنت فيك منه كتير، الطريقة الأسلوب والذكاء طبعاً قبل اي حاجة
قال مراد في ثقة:
_قصدك ابوك رضوان صح كده
ودون أن ينتظر منه إجابة قال:
_انا عرفت من اول ما عملت خاطر ل كلمة اعتبرني زي أبوك، أنا بفكرك بيه
قال سليم وهو يجمع بعض الخشب ويضعه أمام مراد:
_أنا مش ناسيه مع أنه مات وأنا عندي خمستشر سنه
نظر له مراد في عمق ثم قال وهو يوقد الخشب:
_العمر الطويل ليك
لم يجب سليم جلس إلى جواره صامتاً قلب سليم السمك وقال وهو يستنشق رائحة الشواء:
_اي رايك في الريحة؟
هز سليم رأسه علامة الموافقة في حين تابع مراد:
_لو عندك دقيق جوا هات اعمل رغيفين أنا كنت صغير في السن وكنت بروح حاجة اسمها الكشافة واعرف اتصرف في كل الأوقات، أنا راجل كبير صحيح بس اعرف امشي حالي في كل زمان وفي كل وقت
بعد مرور ساعة كاملة كان مراد وسليم يتناولان
السمك بالخبز كان سليم يقضم الطعام في بطء شديد لا يشعر بطعمه رغم حلاوته، وكان مراد يتأمله في صمت وبعد أن فرغا من الطعام قال مراد في هدوء:
_بعد السمك شاي ولا قهوة
نظر له سليم شارد ثم قال:
_نعم
قال مراد وهو ينظر إلى الشاب في شفقة:
_مشروبك المفضل اي؟
قال سليم في صوت منخفض جداً:
_كنت زمان بشرب قهوة بس من فترة بعيدة مشربتش فمش هتلاقي بن من أي نوع هنا
قال مراد في هدوء:
_هنشرب شاي أنا وأنت
الشاي مفيد بردوا يا بشمهندس سليم
لم يبد أن سليم كان يستمع له كان صامت وكأنه يكفر عن ذنب بداية عودته إلى الحياة، كان ك من يريد أن يلقي بذاته ب ثقل حاد يهوي به إلى أسفل في أعماق الهاوية جزاء لما فعله من أثم، جذبه صوت مراد وهو يقول:
_الشاي يا سليم
نظر له سليم في هدوء ثم استسلم الشاي مرغماً في حين قال مراد:
_أنا لاقيت شاي وسكر جوا وكوبايات شكلها حلو اوي وشيك اوي انت كمان ليك ذوق في رص الحاجة اللي ف المطبخ
ذوق فنان فعلاً
صعد مراد إلى سيارته لوح إلى سليم مودعاً إياها وهو يشعر ببعض الراحة أن جذب الشاب نوعاً ما له، وقال وهو يصرخ بالكلمات:
_انا جاي بكرا في نفس الميعاد
هز سليم رأسه ثم دخل إلى منزله مباشرة مثل من يختبيء من الحياة مرة ثانية دلف إلى غرفته ولم يوقد زر الاناره وضع جسده على الفراش ثم اغمض عينيه وهو يفكر
في حياته السابقة، كيف كانت؟ ما كان بها؟ شعر بغصة الفراق تعتصر قلبه تكاد تزهق روحه ولكنها مع الأسف لا تفعل بل تتركه في جمرات الحياة يتلظى، اغمض عينيه في قوى وهو يرجو طيفها أن يقتحم أحلامه هذا اليوم لتخبره أنها تغفر له وتسامحه، بعد قليل كان النوم قد رأف به احتواها في أعماقه حتى يريحه قليل من الشعور بالذنب ويهزم ل بعض الوقت غيلان الحزن التي تتغذى على روحه و وجدانه
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة الجمسي من رواية لعنة كنز شعلان لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية