رواية جديدة 

زوج مؤقت

تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى

 الفصل السادس

1

تم النشر الخميس 

30/11/2023

❈-❈-❈

الفصل السادس 

أنا في ورطة حقيقة ولن يستطيع أحد أن ينقذني سواك، لا أستطيع أن أضع ثقتي الكاملة في احد غيرك 

نطق مراد بتلك الكلمات أمام سليم الذي نظر له في دهشة وتعجب، كان يريد أن يخبره أنه لا يستطيع أن يمد العون لذاته فكيف له أن يمد يد العون؟ ثم ما لبث أن قال

في صوت به لهجة حيرة: 

_ورطة اي؟ 

قال مراد وهو يضع يد على ذراعه: 

_شرفي و سمعتي متوقفين على كلمه موافقة منك صدقني أنا فاهم أن الوضع ممكن يكون غريب أن أطلب منك كدا، بس انا بكلمك ك غريق ومحتاج طوق نجاة أنا متشبث بيك وأنت القشة اللي هتنجدني وتوصل بي لبر الأمان 

نظر له سليم بضع لحظات في عمق ثم قال: 

_مش فاهم حاجة، اي نوع الخدمة؟ وازاي اقدر أساعدك 

قال مراد في لهجة تحمل صيغة الألم العميق: 

_أنا كنت قلت لك أن فرح بنتي النهاردة وكنت طلبت منك انك تكون شاهد على الجوازة، العريس الندل سافر وهرب علشان اسمي واسم بنتي يطوله الكلام البطال، ورايح يتجوز برا 

علشان يثبت للكل أن بنتي:::: 

نظر له سليم في إهتمام ثم قال: 

_وانا هقدر أعمل اي؟ 

اخذ مراد نفس عميق ثم قال في صوت مرتفع بعض الشيء: 

_تكون العريس 

شهق سليم من كلمات مراد ثم هز رأسه قائلاً:

_أنت مش بتحل مشكلة أنت بتعمل لي أنا مشكلة دا جواز مش رحلة طالعة يوم وأنا طالع مكان واحد أسد مكانه، معلش مش هقدر أساعدك بأي حال من الأحوال 

نظر له مراد في رجاء ثم تابع وهو يبرر له: 

_مش هتتكلف اي مليم في الجوازة دي، مش هتكتب قايمة أو مؤخر 

انت بس قدام الناس جوز بنتي وجوازة صورية علشان اقطع لسان اللي عايزن فرصة أقع فيها وسكاكينهم تنغرز فيا 

 قال سليم وهو يشير بيده علامة الرفض: 

_ااحكاية مش فلوس ومؤخر ومقدم، الموضوع دا فيه إلزام  وانا مش هقدر على الموضوع دا معلش اكيد لسه في فرصة تشوف حد غيري 

قال مراد وهو يستعد للخروج: 

_المسألة اني فعلاً مش هثق في حد غيرك يصون بنتي كام شهر لحد ما تطلقوا، كل اللي حواليا هيستغل الموقف دا ومش هقدر اوصف لك اي نوع الاستغلال اللي هيحصل؟ دا ممكن حد يطلب مني كتابة شركات باسمه أو يساوم بنتي على الطلاق أو يجبرها على حاجات هي مش مستعدة ليها 

قال سليم وهو يحك ذقنه بيده: 

_بعني كونك تغير العريس يوم الفرح بواحد غيره مش هيخلي الناس تتكلم؟ أكيد هيتكلموا ويقولوا التاني فين وليه واي اللي حصل دا مش بعيد الناس تسيب الفرح وتمشي 

أعقب مراد في سرعة: 

_هقول للدنيا كلها أن بنتي فسخت خطوبتها من شهر وارتبطت بيك 

محدش هيقدر يعترض كلمتي أو يشكك فيها لان الكل جاي علشان يهني مراد مش جاي علشان يتاخد رأيه في سليم ولا فريد هو اللي يتجوز بنتي؟ أنا هجوزها الليلة علشان يعرف أن بنتي في ضل راجل صاينها وعلشان أرد له القلم قلمين لازم يظهر قدام الكل أن مراد وبنته مش مهزومين ولا مكسورين

لم يجب سليم في حين سار مراد بضع خطوات وهو يشعر بغصة حادة في حلقة ومع اهتزاز الرؤية أمام عينيه سقط مغشي عليه أمام سليم

وضع سليم بعض الروائح العطرية على وجه مراد وهو يقول: 

_يا عم مراد فوق بقا 

فتح مراد عينيه في تثاقل ثم قال: 

_ثواني يا بنتي انا جاي 

هتف مراد وهو يرفع جسد الرجل من الأرض: 

_أنا سليم يا عم مراد أنت هنا في بيتي أنا، حالة الانهيار اللي انت فيها دي متنفعش دا انت راجل ابن سوق  زي ما بيقولوا وتاجر وتعرف تدور أصعب ظرف عندك وتمشي في وسط الحديد ولا تتهزش، الموضوع مش غويط اوي كدا دا مجرد خطوبة واتفشكلت 

قال مراد وهو ينظر له في اسي: 

_أنا اللي هيهد حيلي بجد هو بنتي، كسرتها قدام الكل دي انا مش هستحملها أنا أقدر افوت 

وامشي في الصعب بس بنتي لا أنا مستحملش أن بنتي تحزن أو تتحط في الصعب واقف كدا، الضنا غالي ولو عندك عزيز على قلبك هتفهم ازاي انك تحس بالمه في قلبك كدا أضعاف أضعاف يااااه مكنتش فاكر أن واحد قادر زي فريد دا ممكن يهون عليه يوجع قلبها اوي كدا، بنتي طيبة اوي ومسالمة عمرها مأذت حد علشان يجي اللي بتحبه وياذيها اوي كدا 

لا دا خطط ليها كمان وقرر يدمرها ويدمرني 

معاها اقول اي بس 

يا رب هونها 

تنهد سليم في حزن ثم قال: 

_اسمع يا عم مراد أنا زي ما قلت لك قبل كدا لما ببص في وشك بحس اني بكلم ابويا وكسرتك دي تعباني اوي وحاسس أن ضميري  بيأنبني اوي ويمكن لو انت مشيت من    هنا هموت من تعذيب نفسي ليا أنا موافق النهاردة اني احط ايدي في ايدك بشرط واحد بس 

نظر له مراد في ضعف ثم قال:

_خلاص يا بني مافيش داعي تانب نفسك أنا همشي وهشوف حد من اللي شغالين معايا أو الغي الفرح خلاص كدا 

قال سليم وهو يتأبط ذراع مراد: 

_لا يا عم مراد مافيش حد هيحط أيده في ايدك الليلة دي غيري بس بشرط واحد بس 

نظر له مراد في هدوء ثم قال: 

_بجد انت موافق ؟! 

هز سليم رأسه في بطء ثم قال: 

_بشرط واحد 

قال مراد في لهجة تأييد: 

_كل شروطك مجابة يا بني 

قال سليم في هدوء: 

_هتجوز بنتك شهر واحد بس على الورق وبعدين هطلقها ومش ملزم بأي شيء تاني 

قال مراد وهو يجذب يد سليم إلى الخارج: 

_موافق موافق يا لا بس علشان نلحق 

هز سليم رأسه علامة الموافقة في حين توقف مراد فجأة وقال وهو ينظر له: 

_أنت لازم تلبس بدلة اسموكنج جديدة لزوم الفرح وكمان لازم دقنك تنحلق 

قال سليم في نبرة اعتراض: 

_ دقني لا، وإذ كان على البدل عندي بدل كتير 

ممكن ألبس السودا 

قال مراد وهو ينظر له في تساؤل: 

_بطاقتك الشخصية سارية 

نظر له سليم في دهشة ثم تذكر فجأة البطاقة الشخصية الخاصة به وقال: 

_مش فاكر هي فين، بس ممكن جواز السفر يسد 

ربت مراد على يد سليم ثم قال في ود صادق: 

_أنا مش ناسي ليك الجميل دا يا بني طول عمري

قال سليم وهو يهز رأسه علامة الاستسلام: 

_عارف يا عم مراد أنا في أيام كتير كنت حاسس اني ميت بجد ميت بمعنى الكلمة، لحد ما شفتك وأنت مغمي عليك حاجة جوايا دبت من تاني، حاجة خلتني اقول ل نفسي في اللحظة دي خلي في قلبك شوية رحمة دي مجرد امضا على ورقة قدام الناس وبعدها هنقطع الورق 

هتف مراد وهو يؤكد كلام سليم: 

_هو كدة يا بني صدقني انت مش هتكون ملزم بأي حاجة

توقفت السيارة التي تقل مراد وسليم  أمام منزله ثم قال وهو يضغط على يد سليم: 

_العروسة  اسمها نهال ثواني هروح اجيبها من جوا ونمشي على طول  علشان نلحق الليلة من الأول 

هز سليم رأسه علامة الموافقة في حين غاب الأب دقيقة واحدة وعاد مع نهال وإيفا التي كانت تحمل الكثير والكثير من الأكياس والعبوات وقامت على وضعهم في شنطة السيارة ما علامات تعجب من الأب ولكنه لم يشغل أفكاره في سؤال إيفا عن ماذا تفعل؟  قال وهو يفتح باب السيارة: 

_تعال قدام يا بشمهندس سليم انت اللي هتسوق العربية لحد القاعة وأنا وايفا هنقعد ورا 

جلست نهال إلى جوار سليم دون أن تحاول أن تنظر له في حين ألقى سليم نظرة عابرة عليها قبل أن ينطلق بالسيارة 

مع زغاريد إيفا التي أصرت أن تستمر طوال رحلة الذهاب الى القاعة 

الصفحة التالية