-->

رواية جديدة وهام بها عشقًا لرانيا الخولي - الفصل 2 - 3 الأحد 26/11/2023

 

قراءة رواية وهام بها عشقًا

 الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية وهام بها عشقًا 

الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة رانيا الخولي


الفصل الثاني

3

تم النشر بتاريخ الأحد

26/11/2023



في المساء


عاد مهران من ذكرياته القاسية على طرق الباب وصوت الخادمة التي تقف مرتعدة

_ الحق يامهران بيه.


تقدم مهران من الباب ليفتحه وصاح بها 

_ في ايه يامخبولة انتي.


أجابت سامية بخوف وهي تحاول تنظيم انفاسها

_ أصل الممرضة بتقول إن البنت تعبت أوي ولازمن الدكتور ياچي يشوفها.


ازفر بضيق ثم أشار لها بالانصراف.

شعر بالقلق وأخرج هاتفة كي يتصل على الطبيب يخبره بما سمعه ثم نزل للأسفل 

دلف الغرفة ليجد تلك الفتاة يتشنج جسدها بشكل عجيب حتى إن الممرضة لا تستطيع التحكم في حركت جسدها 

الموضوع حقًا يدعوا للقلق 

تقدم منها وهو يسألها بحدة

_ ايه اللي حُصل؟


نظرت الممرضة له بقلق شديد وقالت بخوف

_ ساعدني الأول نتحكم في حركتها دي لحد جسمها ما يهدى.


بتردد دام للحظات تقدم منها ومد يده إليها يحاول التحكم في رجفتها لكن ازداد قلقه عندما شعر بمدى حرارة جسدها مما جعله ينظر إلى الممرضة ويتمتم بحدة

_ حرارتها عالية اوي إزاي تسيبيها أكدة.


أجابت بخوف

_ ادتها خافض للحرارة بس مفيش فايدة والتشنج ده أكيد بسببها.


هدئت رجفتها واستسلم جسدها بارتخاء تام حتى ظن للحظات أنها فارقت الحياة

نظر إلى الممرضة بتوجس فطمئنته بهدوء

_ متقلقش الحمد لله عدت على خير.


ارتد للوراء كي يترك الممرضة تقوم بعملها واكتفى هو بالنظر لتلك المجهولة التي اقتحمت قلعته 

ذلك الوجه الهادئ الذي يجعل من يراه يبث داخله راحة وسكينة لم يشعر بمثلها من قبل

لكن ماذا يخفي خلفه؟

ومن فعل بها ذلك؟

متى يستطيع الحصول على كل تلك الأسئلة؟

دلف الطبيب الغرفة وسأل الممرضة عن حالتها فشرحت له ما حدث

خرج مهران كي يترك الطبيب يقوم بما عليه فعله وجلس هو في الخارج

يتساءل هل هناك من يبحث عنها بقلب ملتاع كما بحث هو عن حلم؟

هل ما يفعله يعد خطأ كبير في حق قلبٍ يتلوى ندمًا كما يتلوى هو حتى الآن؟

أخرجه من شروده صوت الباب وخروج الطبيب 

لينهض متسائلًا

_ ايه الأخبار؟

تقدم منه الطبيب وهو يعدل من وضع نظارته الطبية 

_ للأسف الجرح ملتهب لأن التعقيم هنا مش زي المستشفى وبالتالي هايخد معانا وقت لحد ما يخف

أنا حاليًا عملت اللي باستطاعتي والباقي على ربنا.


خرج الطبيب من المنزل ليزفر مهران بتعب من تلك المعضلة التي سقطت فوق رأسه.


❈-❈-❈


في المساء عاد جاسر إلى غرفته في وقت متآخر ليتفاجئ بالغرفة مضاءة باضواء خافتة 

وتلك التي امتلكت قلبه على حين غرة فيقع صريع هواها تتقدم منه وبكل خطوة تخطوها نحوه يدب رنينها في قلبه

ولما لا وهي نوره وشمسه وطريقه الذي لم يضلله يومًا

وكلما تقدمت منه كلما أقترب منه الهلاك حتى شعر بضربات قلبه تدب بعنف عشقًا لمعشوقته

ماذا ستفعل به أكثر من ذلك 

تلك القصيرة التي تردي الخف العالي دائمًا كي تكون بمستواه فيدب رنينه في قلبه الحياة

توهجت عينيه الفضية بولعٍ وهي تجوب على ملامحها التي أصبحت قريبة منه 

عينيها التي تصيبه بسهامها دون رأفةً به وهو لم يشكوا بل يطالب دائمًا بالمزيد والمزيد من تلك المشاعر التي تأخذهم إلى عالم لا يدخله سوى العشاق

رفعت وجهها إليه لتنظر داخل عينيه الفضية وتقول بخفوت ساحر

_ كل سنة وانت كل حياتي. 


وضعت يدها على صدره تتحسس نبضات قلبه التي تنبض بعنف اسفل يديها حتى أجزم بأنها ستصيبه يومًا بسكتة قلبية

انفاسه التي تلفح وجهها الذي توهج بعشقٍ وهي ترى مدى تأثيرها عليه 

وعينيه التي تجوب ملامحها الندية بعشقٍ أذاب احمال الدنيا عن كاهله

وخاصةً عندما اردفت بوله

_ حبيت المرة دي نكون لوحدنا ومن غير ماأعرف حد عشان اكون أنا أول واحدة تعيش معاها أولى لحظات السنة الجديدة

هام عشقه بها وقد أحاطها بذراعيه ليقربها اكثر إليه مأخوذًا بسحر تلك اللحظة التي كتبت بحروف عشقه الذي لم يرحمه يومًا

 واستطاع أخيرًا إيجاد صوته ليتمتم بخفوت

_ بس أنتي كل سنة مرت فـ حياتي كنتي معايا فيها،

كنت بحس بروحك معايا 

كنت عارف إنك موجودة بس بدور عليكي ومش لاقيكي.

رفع إبهامه ليتحسي وجنتها الناعمة وتابع غزلة

_سارة أحلامي كلها مكنتش بتخلى منك 

صحيح ملامحك كانت مش واضحة بس كنتي انتي اللي فيها محدش غيرك

رفع يديه لتعانق وجهها الذي يعشقه وتابع همسه

_ عشان كدة اول ما شفتك قلبي دق بعنف وكأنه بيقولي هي دي اللي كنت بحلم بيها 

نظر إلى عينيها التي تشبه بصفاءها لون القهوة واردف بوله

_ تهت في عينيكي اللي كلها حزن ومن غير ما اعرف سببه اقسمت جوايا إني همحي النظرة وهملى مكانها بالسعادة 

صحيح موفتش بيها بس بحاول على اد مقدر اسعدك واعوضك عن أي لحظة....

وضعت أناملها على فاهه تمنعه من مواصلة حديثه الذي لا ينتمي للحقيقة بصلة

وكيف ذلك وهي اختبرت الحب على يديه هو وحده

_ انت عوضتني عن كل ثانية مرت عليا وانت بعيد عني مش بس جرح اتجرحته وانت بعيد 

وضعت يدها على خده لتتابع بعشق جارف

_ انت عوضتني عن كل الدنيا كلها

لدرجة إني مبقتش بشوف ولا بهتم بغيرك 

حاوطت عنقه بذراعيها لتريح رأسها على صدره الحاني وتابعت بعشق جارف

_احيانًا بحس إن الدنيا دي مفيهاش غيري انا وانت، حتى بنتنا بتكون خارجها

عينيه ديمًا رافضه تشوف غيرك 

ضحكت بخفوت ارهقه وهي تبعد وجهها عنه قليلًا لتنظر إليه لتراه مازال مأخوذًا بسحرها

_ انا كتير أوي بنادي حازم ومعتز باسمك

بخاف اعملها مرة مع جدو 

ضحك جاسر معها وتابع هو بصوته الرخيم وأنامله تتلاعب بخصلاتها

_ انا بقى اكتر بكتيـــر، حياتي كلها متركزة عليكي وعلى بنتنا وإني اعمل اللي يسعدكم ويخليكم مبسوطين.

اخذت يده بمرح وجذبته إلى تلك الطاولة الصغيرة التي وضعت عليها (( قطعة الجاتو )) 

بشمعة مضاءة وقالت بمرح

_ يلا اتمنى أمنية وطفي الشمعة

جذبها أمامه ليحتضنها من الخلف ويستند بذقنه على كتفها ويغمغم بوله

_ امنيتي انك تفضلي في حضني على طول في كل سنة اطفيها فيها

يلا طفيها معايا 


انطفئت الشموع لكن نور عشقهم أضاء الدنيا من حولهم 

ووالتزمت افواههم الصمت لتتحدث القلوب بما لم يستطيع اللسان التفوه به 

قربها إليها ليقبلها وبيثها شوقه، ألمه عشقه الذي عذبه وزهد المنوم منه لشهور طويلة

بثها بحبه سنفونية عشقٍ لا يعرف الرحمة وهي كانت تتشبث به كالغريق ولمَ لا وهو زوجها حبيبها الذي آسر قلبها ببراعة عاشق

ثم أخذها لجنته التي لا يقبل بداخلها بديلاً..


❈-❈-❈

كانت تهرول بأقصى سرعتها والذئاب التي تعدو خلفها ترهبها بشدة

تبحث عن مأوى يحميها لكن لا فائدة، تخطت حاجز لا تعرف عنه شيئًا سوى أنها صادفته في ركضها

لم تعد تستطيع المواصلة عندما شعرت بالانهاك لتسقط مستسلمةً لمصيرها 

لكن ما صدمها أنها رآت الذئاب واقفة خارج الحاجز وكأنها دلفت منطقة محرمة على الجميع

تنفست الصعداء عندما ظنت لوهلة أنها دلفت منطقة أمانة لتتفاجئ أثناء نهوضها للمواصلة بذئب آخر يبدو اكثر شراسة عن من يسعوا خلفها..

نهضت بصعوبة وعين الذئب تنظر إليها بحدة أفزعتها، تحركت أقدامه لتدنوا منها فترتد هي بخوف للخلف، وكلما ابتعدت عنه كلما اقتربت من الذئاب الأخرى، من تركتهم خلفها ينتظر رجوعها ومن سقطت في حاجزة يدنوا منها، فأين الخلاص..


فتحت عينيها بخوف لتجد نفسها في مكان غريب لا تعرف كيف اتت إليه ….. 


يتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة رانيا الخولي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية