-->

رواية جديدة حياة بعد التحديث لخديجة السيد - الفصل 21 - 1 - الخميس 9/11/2023

 


قراءة رواية حياة بعد التحديث

الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حياة بعد التحديث

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد

 

الفصل الحادي والعشرون


تم النشر يوم الخميس

9/11/2023


1


تغير وجه مهرة تمامًا نحو رسلان فبعد أن علمت من سيلين ما اخبارتها به ولماذا كان يقترب منها ويعاملها بتلك الطريقه الحنونه ونيته كانت سيئة!! ندمت علي اقترابها منه رغم تحذيرات والدتها فكانت محقه بالفعل حينما حذرتها من الاقتراب منه وهم لا يعرفه جيد.. صمتت مجبرة ولم تستطع أن تحيد بعينيها الباكيتين عنه بنفور ربما كانت نيتها حسنة معه لكن هو أخطأ بالتلاعب بمشاعرها، أقترب منها أخيراً مرددا بلهفه

 

= ما الذي تفعليه هنا؟ لقد بحثت عنك كثيراً

 

نظرت إليه بصلابة قليلة ورغم ذلك أجابت قائلة بصوت منهك

 

= هل يمكن ان تتركني بمفردي

 

ضاقت أعين الآخر مرددًا بغرابة

 

= لماذا...!

 

ابتسمت له بسخرية مريرة متسائلة بصوت شبه متشنج

 

= لماذا؟ لماذا بالفعل هذا العالم غريب جداً؟

تعلم هذا هو نفس السؤال الذي أسأله لنفسي كل يوم؟ لماذا ؟

 

إبتلعت ريقها بقهر وأضافت عليه بصوت خفيض

 

= لماذا بحق هناك أشخاص يدفعون ثمن اخطأهم عندما يخطئون؟ و أشخاص آخرين عندما يرتكبون أخطاء، فإنهم لا يريدون أن يتحملوا المسؤولية حتي.

 

عقد حاجبيه بقلب منقبض من حالتها وهو لا يفهم شيء ولما تتحدث معه بهذه النبره، دون ان يفعل لها شيء! كان الموقف عصيبًا للغاية، هي تعبر عن مشاعرها التي لم تجد من يغزيها في صورة أمنيات حلمت بها فكلما حاولت أن تعطي أمل أو تثق باحدهم تنصدم بالاخير، خانتها عينيها فبكت وهي تضيف

 

= لماذا فتاة صغيرة كان حلمها الوحيد أن تتعلم... أن يكون لها مستقبل... أن تحقق أحلامها البسيطة فبدلاً من البقاء مع عائلتها الذين لا يحبونها، ولا يكنون لها أي مشاعر شفقة، ولا يعرفون كيف يتعاملون معها بعناية... وهم أيضاً السبب في أنها لا تعرف كيف تغلق باب صفحة الماضي. لأنهم دائما كانوا يؤذونها

 

كأن رسلان مصدومًا وقد شخص أبصاره عليها بعدم فهم، فأكملت بصعوبة وهي تحرك عينيها نحوه بخيبة أمل

 

= لماذا انتهت حياتها فجأة بدون سبب؟

لماذا هذا؟ لما طفله صغيره لم تكمل 14 سنة من العمر محرومة من بقية حياتها ومن أبسط حقوقها في الحياة؟ وكل ذلك لأن فجأة قرر أهلها تحقيق أحلامهم على حساب تدمير أحلامها هي.. لماذا فعلا؟

 

تفاجأ رسلان بتلك الكلمات الصادمة، فرد بذهول كبير وقد شحب لون وجهه من هول ما سمعه

 

= لما كل ذلك؟ ما الذي حدث اوصلك الى تلك الحاله؟ هل أنتٍ بخير .

 

لتحدق فيه بعينين دامعتين وهتفت بجدية وهي تشير له بسبابتها المرتعشة

 

= اعتقدت انك ليس مثلهم.. ‏كنت أود إخبارك بأنّ الجميع قد خذلني إلّا أنت.. ولكنّك خذلتني قبل أن اخبرك. رُبما لم يكن شيئاً مهماً بالنسبة لك، لكن هذه كانت حياتي التي كنت أحاول إعادة بنائها.

 

أحس بوجود خطب ما من حديثها الغير مفهوم بالنسبة له، فأجاب في النهاية قائلاً بانفعال ملحوظ

 

= مهره بدون ألغاز أخبريني ماذا حدث لكٍ، أنا لا أفهم شيئا مما تقولي؟ ولماذا تعامليني بهذه الطريقة وماذا فعلت لكٍ حتى تغضبي مني هكذا؟

 

وكادت أن تتكلم مرة أخرى، لكنها سمعت صوت والدتها تقول لها هيا سيغادرون الآن.. اقتربت منها متجاهلة إياه تمامًا، ولم تتحدث معه طوال الطريق، ولم يحاول هو أيضاً حتى لا يثير الشبهات بين الجميع! بالإضافة إلى أنه لا يعرف ماذا حدث لها وماذا فعل بها حتى تغضب منه هكذا؟

 

--

 

جلست تسنيم منزوية في أحد الأركان بمنزلها السابق محدقة بالمكان بنظارات فاتره فقد عادت من جديد، بعد أن تحولت أحلامها إلى سرابٍ حينما اكتشفت خدعة الزواج السعيد والعهود الغير حقيقية عادت بعد خيبة أمل كبيرة، انتبهت فجاه لطرقات باب المنزل فاضطربت بدرجة ملحوظة، و ازدردت ريقها بتوتر وهي تنهض حينما تحركت إليه تقدم قدمًا وتؤخر الأخرى، لتفتح الباب وهي متأكدة بأنه زوجها! فتحت الباب ليظهر سالم أمامها و عمدت هي إلى إخفاء حزنها وتركت الباب لتدخل لكنه أمسك يدها بسرعه لتبعدها بعنف هاتفه بصلابة قليلة

 

= سالم سيب أيدي لو سامحت

 

دني منها سالم متفرس في تعبيراتها الحزينة ومتأمل بفضول حالتها الشاردة، وقف أمامها لبرهة منتظر أن تحن بوجوده، لكنها كانت كمن في عالم آخر، فقال بلين

 

= تسنيم احنا لازم نتكلم... حياتنا من الأساس

بدأت غلط خلينا المره دي بقى نرتبها صح

 

هزت رأسها برفض وإصرار مخرجة تنهيدة عميقة من صدرها وهي ترد بقوة

 

= ما فيش كلام ما بينا، طلقني

 

انعقد ما بين حاجبيه باستغراب من جملتها الأخيرة، واستدار برأسه نحوها لينظر في عينيها قائلا بجدية

 

= طب وحبنا؟ تسنيم هو انتٍ بسهوله كده عاوزه تنهي كل حاجه.. حتى الشغل سبتيه طب ليه ده ماله بخنقنا مع بعض .

 

ردت عليه بتهكم وهي تطلق تنهيدة مطولة

 

= قول لنفسك انت اللي بدأت كل حاجه غلط،

سالم انا جربت معاك كل حاجه اتمنیت اهرب

منها... مش هو ده الجواز اللي وعدتني بيه مش هي دي الحياه اللي كنت فاكره نفسي هعيشها وانا مرتاحه، لو هو ده الجواز اللي انا عشته معاك مش عاوزاه، اهون عليا اطلق واعيش لوحدي طول العمر ولا أحس نفسي اني بموت بالبطيء من تاني كفايه.. انا عليا بايه من كل ده 

 

نظر سالم نحوها وتفاجئ من حديثها فخفق قلبه بقوة، وهو يهتف باهتمام أكبر

 

= ما ينفعش ننهي كل حاجه فجاه كده وكمان قدمتي استقالتك، انتٍ ليه عاوزه تطلعي نفسك من حياتي فجاه كده .

 

رمقته بنظرات مشتعلة مزدوجة بسخرية، و نهج صدرها بتوتر ملحوظ فارتجفت نبرتها وهي تجيب بتحسر

 

= انا ما كنتش في حياتك اصلا عشان اطلعها، انت لحد دلوقتي بتتعامل كاني مش في حياتك! كأن انت وبنتك بس والكون مختفي من حواليكم انا مش معترضه علي الكلام ده طالما انت عاوز كده، انت حر بس ما كنتش دخلتني من الأول دنيتك و انت مش قابلني فيها ولا بنتك.. و زي ما من حقك انت وبنتك يكون ليكم حياة باختياركم انا كمان ليا حياه واحلام.. ومش هي دي دنيتي اللي انا اخترتها وكنت فاكره هعيشها معاك

 

زادت خفقات قلبها وترقرقت العبرات في عينيها تأثراً بما فعله لها، لم تستطع الصمود أكثر من ذلك فتركت العنان لعبراتها بالانسياب، وأجهشت ببكاء موجوع

 

= قالولي الزوج سند وحماية... قالولي هتقفي

ورا ضهره وانتٍ مش خايفه... قالولي هتبقى

ملكه في بيته... قالولي احلام كتير معاك لكن

ما قالوش هتبقى الحيطه المايله اللي بيفرغوا

فيها غضبهم وهمومهم.. حملتني نتيجه تربيتك لبنتك الغلط وتعاملكم لبعض، وفجاه لقيت نفسي مضطره اقبل اخطاء ما ليش ذنب فيها ولا عملتها؟ و مش من حقي حتى ازعل ولا أدي مبررات! مع أني اديته لنفسكم كلكم الحق ده.

 



تابع قراءة الفصل