رواية جديدة حياة بعد التحديث لخديجة السيد - الفصل 21 - 2 - الخميس 9/11/2023
قراءة رواية حياة بعد التحديث
الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حياة بعد التحديث
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الحادي والعشرون
تم النشر يوم الخميس
9/11/2023
2
لمعت مقلتاه
بشدة تأثرًا بكلماتها الموجعة، بينما
أخرجت تنهيدة
ثقيلة من صدرها وهي تكمل بيأس
= انت الاب
المثالي اللي كرس حياته كلها لبنته وفضل يرعاها سنين وهو قافل على نفسه، و
البنت اتعودت على كده يكون ليها حياه لوحدها ما فيهاش غير باباها، الاهتمام والحب
كله ليها لوحدها وما ينفعش حد يشاركها فيه ولو حصل؟ تبقي جريمه بالنسبه لها ولازم
تعاقب اللي قدر ياخد حب واهتمام والدها منها... ومش عاوزه تتقبل فكره وجود واحده
في حياتهم وانت كمان للاسف رفضت الفكره دي! كنت فاكره الكلام ده في بدايه جوازنا
بس والموضوع مع الوقت هتتعود زي ما انت وعدتني؟ لكن انت لحد دلوقتي بتعاملني على
الأساس ده والدليل اهو انت مش شايفني في حياتك وعمال تدوس عليا.. حتى الهانم حماتك
اديت لنفسها الحق ده وبتحاسبني من غير ما تديني مبررات ولا عاوزه هي كمان تصدق ان
حفيدتها غلطانه .
صمتت تلتقط
أنفاسها وهي تشرد في حياتها السابقه معه؟ حين كان يتصرف بصورة طبيعية كمن لم ينتزع
فرحة أحدهم عمدًا بالفترة الأخيرة فأثارت انزعاج تسنيم و التي ظلت ترمقه بنظرات
مزدرية متجنبة الحديث معه عله يشعر بفداحة خطئه معها، ولكن خاب أملها، فهو لم
يكترث بها، وليلي بدت سعيدة بتنغيص أيام تلك البائسة وتكديرها خاصة حينما
رفضت تسنيم العوده وتركت المنزل، تمنت هي لو امتلكت زوج قلبًا لينًا يشعر
بمعاناتها.. جمد أنظاره الحزينة على وجهها الباكي، فرأى ذلك الحزن الكبير الذي
يسيطر على كل قسماتها، كانت أعينها متورمة، وأنفها منتفخًا وملتهبًا من كثرة
البكاء، زاد ألم قلبه من رؤيتها هكذا، سحبت نفسًا عميقًا أخرجته من صدرها بتمهل
وهي تقطع حاجز الصمت الإجباري
= انا مش مضطره
خالص ان اتحمل كل ده، ولا مطلوب مني! حاولت في البدايه اضغط على نفسي بدل المره 10
وكل ما اديك فرصه تضيعها زي ما تكون عاوز توصل لي حاجه واحده ان حياتنا كانت من
البدايه غلط وما ننفعش لبعض، تمام انا بقصر عليك اهو وبقول لك طلقني.. في النهايه
انت مش خسران حاجه انا اللي خسرت وخسرت كثير جدا بس مش ده اختياري اديني بدفعه
.
نظر لها
بإشفاق فهي لم تنمْ منذ أن جاءت الي هنا، وتفكر بحياتها معه كيف كانت وكيف بدات
وانتهت حتي لياليهم المميزة برفقته لم تتذكر، والي هنا يكفي حقا وقد إستطاعت أخيرا
أن تكســر حاجز رهبتها وصمتها المستمر من تكرار أوجـــاع بدأت بإرداتها أو غير! هي
كل ما كانت تريده معه ممارسة حياتها الأسرية بشكل طبيعي..
رآها وهي
تقاوم الألم الشديد، فزادت وخزات قلبه نحوها، أليست زوجته؟ أليست قطعة من روحه ومن
المفترض يكون ساندها بالحياه؟ لقد اذاها بالفعل بابشع الطرق، وها هي تلقي بنفسها
في التهلكة مستخدمة سلاح العند والفراق، وهو لن يسمح لها بذلك، أضافت بصوت شبه
مختنق
= سليم انت
وصلتني حتى اني حرمت نفسي من الامومه عشان خايفه أبني هو كمان يدفع ثمن اختياري ده
وحسبتني عشان حرمتك من حاجه زي كده ؟؟ من غير ما اخد اذنك ونسيت ان انا كمان ليا
احلام اكيد في الموضوع ده على الاقل انت ليك تجربه لكن انا ايه؟؟ حتى دي ما فكرتش
فيها .. بس عارف ليه ما فكرتش فيها عشان انت اناني يا سالم.. طول الوقت عاوز تاخد
وما تديش في العلاقة دي.
نظر لها
مطولاً معمقًا نظراته نحوها وهو يقول
= كل ده شايله
في قلبك يا تسنيم هو الموضوع كبير اوي كده.. وانا ما كنتش حاسس بكل ده.. ماشي
معاكي حق انا فضلت برده احملك واضغط عليكي كثير كانك الحيطه المايله في حياتي زي
ما انتٍ قلتي ونسيت انك بني ادمه وليكي مشاعر ولازم اراعيها .. انا اسف حقك عليا
شحب لون وجهها
سريعًا من كلماته تلك و بدا صوت بكائها واضحًا، لكن كلماتها المتقطعة كانت مبهمة
بالنسبة له حينما قالت متمتمة
= لا انا مش
بقول لك عشان انبهك ولا عشان تقول لي اسف كل ده مش هيفرق معايا، انا خلاص اخذت
القرار والمره دي مصممه عليه لازم نتطلق احنا ما ينفعش لبعض.. وعندي بدل السبب 10
و بلاش افتحهم كل شويه عشان انا تعبت.. عارف يعني ايه تعبت ! ما عنديش طاقه
استنزفها؟ صبري كله خلصته عليك انت وبنتك؟ ضغطت على نفسي و كرامتي عشان يتقال عليا
ست محترمه وبتقف جنب جوزها وبتعرف في الاصول؟ ولغيت اني افكر في نفسي اللي خلاص
لما ركزت معاها دقيقه واحده لقيت نفسي ان انا بنهار ومش واخده بالي.. عيشتني طول
الوقت في جو صمت.
ظل مكانه
يستمع اليها وهي تئن بحسرة، زادت شهقاتها مع انهمار دموعها، فاعتصر قلبه ألمًا
عليها، وقف بصمت محاولاً ضبط انفعالاته وهو لا يعرف كيف يرد عليها بذلك الموقف، هو
مزعوج لتلك الحالة التي وصلت إليها، لا يعبأ بالاسباب الآن، المهم عنده ألا تتألم
أو تبكي مهما حدث... أخرجت تنهيدة حزينة من صدرها وهي تكمل بقهر
= ليك مزاج
تتكلم دلوقتي ماشي ملكش مزاج برده عليا اتحمل.. ما فيش اوبشن تاني خلاص أمر واقعي
ولازم ارضي بيه، ما اديتنيش حتى فرصه الإختيار عاجبك اتفضلي مش عاجبك أمشي.. كلكم
ضغطوا عليا؟ اذا كنت انت ولا بنتك ولا حتى ناهد هانم! خلاص يا سالم الحته الماليه
بتاعتكم وقعت وما بقتش قادره تستحمل
كلماتها
وانهيارها حقا كان مؤلم، أدرك مؤخرا أنه كان قاسي معها إلى حد كبير، لكنها لم
تستطع أن تصمت أكثر من ذلك و تتجاهل اسلوبه القاسي نحوها ولا اهانتها، أو حتى
تتعامل مع الأمر كأنه لم يكن هي قد تؤذت كثيراً منه ونفسيا، وتغافل أنها لم تضمر
له الان سوى الكره والبغض، ثم أكملت بنبرة أقرب للبكاء والندم
= بس تعرف انا
السبب برده اللي اديتك الحق ده! لغيت شخصيتي وكرامتي خليتك تشوفني متاحه طول الوقت
لاي وضع هستحمله منكم، بقيت برضا برده بقليلي منك.. اتنازلت عن حقوقي فيك وفي
البيت اللي مفروض بيتي كنت بتوجع ومش بشتكي! يا اخي ملعون ابو المبررات اللي كنت
بطلعها ليك عشان ادي فرصه لنفسي اني افضل في البيت اللي انا كرهته من ساعه ما
دخلته.. انا مش هكمل في الحياه دي؟ انا مش هكون الزوجه اللي طول الوقت راضيه باللي
يجيلها وتقول الحمد لله حتى لو بتتهان.. انا مش هاجي على نفسي وكرامتي عشانك تاني
يا سالم .. عايز مني ايه دلوقتي وجاي ليه؟ لسه فاضل ايه فيا ما خلتنيش اخسره؟ لازم
تعرف ان كل اللي ما بينا انتهى ويوم ما تيجي هنا تيجي وانت معاك المأذون وبس
.
إبتلع ريقه
بتوجس ثم أشار لها سالم قائلا بتريث محاولة امتصاص ثورتها المنفعلة
= تسنيم خلاص
اهدي انا عمري ما شفتك كده هو انا للدرجه دي وجعتك من غير ما اقصد ولا اخد بالي،
طب الأمور مش هتنفع تتحل بالطريقه دي.. ومش هينفع اتكلم معاكي وانتٍ بحالتك دي؟
انا شايف الأحسن انك تفضلي فتره هنا ولما تريحي اعصابك نتكلم تاني
.
كفكفت عبراتها
وهي تهز رأسها نافية ، وقالت معترضة بيأس
= قولت لا يا
سالم انا مش عاوزه حاجه غير انك تطلقني .